أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ربيعة - التشكيل والموسيقى: من سؤال الابداع الى تحدي التحجيب















المزيد.....

التشكيل والموسيقى: من سؤال الابداع الى تحدي التحجيب


محمد ربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 3772 - 2012 / 6 / 28 - 00:25
المحور: الادب والفن
    


تعتبر العلاقة بين الموسيقى والتشكيل هي من أقوى العلاقات ترابطا ومرجع ذلك انهما المجالان التعبيريان المتميزان بانهما يستعصيان على اية محاولة لتحديد المعني كما توحي به اللغة الواصفة – اي لغة المنطوقة والمنتجة من المفاهيم والكلمات-، امر مستعص بحكم طبيعتهما البلاستيكية المنفلتة لكل تقييد.وبالتالي فهما المجالان اللذان يسمحان لنا بتحقيق الحرية ، اذ ليس هناك لون أفضل من لون ، ولا صوت أفضل من صوت ، ولكن لمسة المبدع التشكيلي هي من يجعل اللوحة تمارس سحرها وجاذبيتها علينا ، كما لمسة الموسيقى هي من تجعلنا نخضع لسحر اللحن والصوت. وكم مرة وصف عمل فني رائع بان مليء بالموسيقى ، ووصفت قطعة موسيقية بأنها لوحة رائعة ..وسواء امتلكنا الوعي بهذا الترابط ام لم نمتلكه ، الا اننا نجد أنفسنا مجبرين على الاستعانة بمفردات مجال للتعبير عن قوة المجال الآخر.
وبالرغم من انه كما كتبت "كلودين داي": "بان كلا من الرسم والموسيقى يمتلكان خصائص تميزهما بشكل جوهري ، فالرسم يمنحنا أعمالا ثابتة ، صامتة، بينما الموسيقى تمنحنا أعمالا غير مرئية ، ومتجددة بحسب كل عزف/تمثل جديد." وانه كما كتب " نيكتو " في كتابه السيمفونية البصرية ، قرن من الأنوار" بان الموسيقى، فن تجريدي،لامادي في جوهره ، عاجز عن وصف الواقع كما تفعل اللوحة ، منفلت للمعنى، لان يقع فيما وراء الكلمات ، متوخيا القدرات التخيلية لمستمعيه، سواءا بخلق الفضاء، وبالتعبير عن إيحاءات الإيقاع ، أثره ، طيفه ، منحنيات التراكيب اللحنية في لامحدودية نغميتها.(....)..تتطور داخل الفضاء / المناخ.بينما الفن التشخيصي منذ عصر النهضة الى المرحلة الانطباعية منحنياته الخطية تتقيد فوق سطح القماش مختلقة عمقا موازيا بحسب القوانين المنظمة للمنظور البصري. ويبدو ان الأمر كذلك حتى بالنسبة للفنون المعاصرة التي تتخذ منحى تجريدي.
ورغم ذلك فان المجالان الفنيين تقوم بينهما علاقات متعددة ، فالعديد من الفنانين يؤكدون بانه للألوان علاقة بالصوت ، وهناك من من يتحدث عن لونية الموسيقى او موسيقالية الرسم . وبالتالي فالسؤال يتعلق بمعرفة كيف تمنح الصباغة الاعتبار للمنفلت والهارب ، لأنها عندئذ تتقارب مع الموسيقى بتوجهها هذا في التعبير عن الأحاسيس ولهذا ليس غريبا ان الرسام "تونير" والمؤلف الموسيقي" ديبوسي" انخرطا في نفس الفكرة: " تحرير الضوء واللون ..يضيء فن الرسم .و يسند الموسيقي في إرادته لنسيان الأشكال الكلاسيكية للكتابة الموسيقية من اجل ابتداع لغة مجددة في نظام تآلف الأنغام والالوان. وهذا التقارب يؤكده بشكل بارز كيفية اختيار العناوين مواويل وتراتيل مرتبة..
وليس غريبا ان نجد فنانين يستعيرون مصطلحات من الجهاز ألمفاهيمي الموسيقي،تساعدهم في وضع مفاتيح لولوج عوالهم التعبيرية ، فهم اما يضعون أسماء للوحاتهم مستوحاة من عناوين أعمال موسيقيين او هم يستعيرون بعض الكلمات الدقيقة الخاصة بمضمار التعبير الموسيقي لتكون مفتاحا للدخول الى عالم تلك الإبداعات التشكيلية ، بل ان التشكيليين استعملوا تلك المفاهيم كعلامات مؤسسة للدخول الى عالمهم ومحاورته ولكي ينفتح على مشاهده.
كما ان موسيقيين كبار استعاروا من التشكيليين أسماء لوحاتهم لإبداع وتأليف نصوص موسيقية ،بحثا عن شفافية ما ،كما سمة المؤلف الموسيقي "موسورسكي" عمله الموسيقي ب"لوحات في المعرض " مستوحاة من اعمال الفنان" فيكتور هارتمان"، ولقد كان صديقي المؤلف الموسيقي المغربي الراحل" مصطفى عائشة "لا يفتأ يؤكد في حوارات مع الصحف او في لقاءات مختلفة ، يتحدث فيها عن الموسيقى مؤكدا على الطابع المشترك للفنين في كونهما يتميزان بخاصية البلاستيكية والتعبيرية المفتوحة على التأويل والتفسير ، اذ لا يمكن لأي كان ان يحدد بدقة معنى ما لقطعة موسيقية او للوحة تشكيلية ، ولكنهما الاثنتين تعبران عن حالات الوجود وتمكن المشاهد بالعين و المستمع بالإذن من ان يستبيحا اي نص من النصين ليمنحه وجوده بفضل وجوده أيضا كمتلق..- وكجملة اعتراضية كان . السؤال الذي اثاره صديقي الراحل كان يتعلق بحول كيفية استقبال شخص ما من ذوى الاحتياجات الخاصة ، وضرورة ضمان حقه بالتمتع بالأعمال الفنية ، وخاصة اذا تعلق الأمر بالأصم او بالأعمى ..فاذا كان الأول رغم صممه يستطيع قراءة العلامات الموسيقية وابتداعها لحنا ،اذا كان له سابق تكوين موسيقي ، حالة بتهوفن شاهد على ذلك ، فكيف يشاهد الأعمى اللوحة ؟..- وهذا السؤال المزدوج المنظور يستمد قوته من قدرات الفنانين الذي يمتلكون إما ثقافة فلسفية رفيعة او من فنانين تعاطوا للميدانين..فعاشوا ما يمكننا تسميته أزمة التمزق بين خطين تعبيريين متوازيان لا يلتقيان الا في معاناة الفنان الذي تقتسمه معاناة الإبداع في المجالين ، والذي ليس مجرد عازف مكرر لألحان الموسيقيين الآخرين والرسام الذي ارتقى بإبداعيته التشكيلية من مجرد صانع تقليدي تخصص رسم بكافة مواده . لان الفنان المؤلف قد يكون مؤلفا موسيقيا او مؤلفا فنيا..وفي الحالتين لا يصل درجة التالي فالا من شرع في خلخلة كل المعطيات المسبقة لديه...وبالتالي فمن عانى من تلك الازدواجية سواء بالإحساس بالانقسام بين ممرين ، او بالزهو بكونه ممتلكا لقدرتين تعبيريتين ، فان من سكنته هذه الازدواجية يجد نفسه ملزما بان يفكر في اي نوع باستعمال آلية النوع التعبيري الأخر، مثل" بول كلي" الذي كان عازفا للكمان وايضا" هنري ماتيس "، وهم الذين وجدوا في لغة الموسيقى الوصف الدقيق لمتخيلاتهم اللونية ، خاصة و"ان الإنصات لمقطوعة موسيقية يفرض على روح الفنان رؤية العمل منجز فنيا ، ورؤية اللوحة تحرك لدى المشاهد الموسيقى الداخلية " كما خلصت الى ذلك الباحثة "كلودين داي" في بحثها حول علاقة موسيقى ديبوسي بالرسام طورنر.".
وعلى مستوى التفكير في هذا الترابط بين التشكيل والموسيقى في العالم والعلاقة القائمة بينهما ، فان تاريخ الفنين يشهد على وجود الترابط الفعلي سواء عبر الأعمال الفنية التي رسمت موسيقيين او آلات موسيقية ،وايضا الموسيقيين الذين مارسوا التشكيل او بالعكس ، ورغم ان موسوعة علم الجمال"لهيجل" التي ترجمها "جورج طرابيشي" والصادرة عن دار الطليعة ، كان لها بالإضافة الى الكتابات الصادرة حول الفنون غن الاتحاد السوفيتي قد فتحت اعين المهتمين بالحقلين.

وتأتي أهمية المساهمة الهيجيلية في كونه خصص فصلا كاملا لعقد المقارنة بين الموسيقى ، والفنون الاخرى، وخاصة كتابه فن الموسيقى من ص 13 الى الصفحة 23 في طبعة 1980..حيث اكد هيجيل على ان التمايز الممكن هو بين فن الموسيقى وفن النحت رغم ما ببنها وبين فن العمارة من وشائج التواصل، اما بين الرسم والموسيقى فثمة صلة عميقة بينهما وذلك بفعل العمق الداخلي للتعبير ، وبما ان المجالين الفنيين يلتقيان في ان جوهر نشاطهما في مضمار الجمال هو"هو عتق النفس وتحريرها من كل اضطهاد وتحديد، على اعتبار ان الفن يملك، بما هو كذلك، المقدرة على تلطيف أوحش المصائر وأكثر الأقدار مأساوية، بل على ان يجعل منها، بالتمثيل النظري، موضوعاً لمتعة، فان ذلك يسري في المقام الأول على الموسيقى حيث تدرك تدرك هذه الحرية على درجاتها. وما تحصل عليه الفنون التشكيلية عن طريق الجمال الموضوعي الذي يبرز للعيان الإنسان بجماعه، الطبيعة الإنسانية كما هي، الكوني والمثالي في خصوصيتهما الفردية، وهذا من دون ان يعكر تناغمهما بحال من الأحوال، تحصل عليه الموسيقى بوسائل أخرى. فالفنان التشكيلي ما عليه الا ان يظهر للخارج ما هو مسبق التكوين في تمثله، بحيث يغدو كل تفصيل، فو وضوحه الجوهري، بياناً أكثر تقدماً للكلية التي يتعقلها الروح من خلال المضمون المطلوب تمثيله .
ورغم ذلك فان ما يميز العملية الموسيقية عن العملية التشكيلية ، راجع الى كون " الموسيقى –حسب هيجل -قريبة غاية القرب إلى الحرية الشكلية الداخلية بحيث يتعذر الا تتجاوز بقدر أو بآخر الموجود أو المضمون. والذكرى التي يحتفظ بها الفنان عن الثيمة التي اعتمدها هي، لهذا الفنان، أشبه بتذكر، بمعنى ان يعي ان الفنان إنما هو نفسه، وانه يستطيع ان يعمل ويتصرف وفق هواه، وان يتجه حيثما يشاء. بيد ان تداعي الخيال الحر يختلف اختلافاً بيّناً من هذا المنظور عن القطعة الموسيقية المكتملة، المتلاحمة، المفترض بها ان تشكل كلية متسقة، فالحرية في تداعي الخيال الحر، هي الهدف المنشود، وبفضلها يتأتى للفنان ان يظهر انه يملك، فيما يملك من مواهب، المقدرة على تضمين نتاجه المؤقت أنغاماً ومقاطع معروفة متى ما شاء، فيكشف عن مظهر جديد لها، ويكسوها بتلاوين متنوعة، ويعتمد منطلقاً إلى أنغام أخرى، بما في الشديد التنافر منها.
ويضيف هيجل الى انه بيد ان القطعة الموسيقية تتضمن بالإجمال حرية الاختيار إما بين أداء دقيق ومحكم وتقيد بما يمكن ان نسميه وحدتها التشكيلية، واما بين استطرادات تطور أو تقصر انطلاقا من كل نقطة بعينها، وباستلهام ارداة الذاتية الحية؛ حرية الانتقال من نقطة إلى أخرى، والمتابعة أو التوقف بسب هوى النفس الآني، ولجم هذه النغمة وتلك لإطلاقها من ثم من جديد في التيار الصاخب. وعليه، ان يكن من الواجب نصح الرسام أو النحات بدراسة الطبيعة، فلسنا بمستطيعين إسداء النصيحة نفسها إلى الموسيقار، لان الموسيقى لا تعرف أشكالاً موجودة خارج نطاقها، في مقدورها الاعتماد عليها. بل الأشكال التي منها تنبع قواعدها وقوانينها وضروراتها تتألف من أصوات لا تقيم في المضمون المتضمن في علاقة وثيقة جداً، وتترك على العكس للحرية الذاتية حقلاً أوسع وأرحب بكثير من منظور أدائها وعزفها.

تلكم هي الفروق الرئيسة التي تميز الفنون الموسيقى عن الفنون التشكيلية، الأكثر اتساماُ منها بالموضوعية."

واذا كان الفكر الغربي و الأوروبي خصوصا قد انتج تأملات في الفنين ، من تفكير الفلاسفة والمفكرين ، فان ما أوردناه أعلاه يلخص بدقة ان أقوى عقل أنتجه الغرب في القرن 19 قد أعاد التفكير في كل النظام الإبداعي ، وسعى الى الدفع بنا نحن القادمين من بعده الى إدراك خلاصاته ، علنا نستفيد من ذلك سواء بالتطلع او بالمحاورة او بالمعارضة ، ونعمل على تطوير آليات استقبالنا الجمالية ، ،، وغم ذلك فان ما يعنينا أساسا هو كيف فكر الفنان الذي ينتمي لثقافتنا العربية سواء أكان تشكيليا ام موسيقيا ام فيلسوفا ام مفكرا جماليا بالعلاقة بين الحقلين ، ودراسة علاقة التمفصل اللازمة بين التشكيل والموسيقى ، وبالتالي فإننا نجد ان بحوثا عميقة بين الميدانين غير تلك الترجمات مفتقدة، وبالتالي لم نجد أمامنا سوى التفكير الذي استفدنا في صياغة معلوماتنا من الثقافات الأجنبية التي توفرت لنا . او لغيرنا ، وان بعض من فكر في الموضوع اقتصر تفكيره على الترابط التربوي والبيداغوجي بين المجالين وفي إطار سعيه الى المساهمة في تخريج طلبة / قادة ثقافيين حسب صيغته فان الدكتور السوداني الأصل الأستاذ" الماحي سليما ن" ، والذي غرضه تخريج قادة ثقافيين ومؤثرين ، يفسر لنا العلاقة بين الفنين بقوله "أما العلاقة بين الموسيقى والتشكيل فهي علاقة بنائية بحيث لا يوجد عمل فني أو إبداعي إلا إذا حدث له بناء تنظيمي بحيث يربط بين الشكل والتنغيم، وكلمة تنغيم هي عملية المؤالفة الدقيقة بين الصوت الموسيقي، أو الشكل اللوني والتوليف بين عناصرهما المستخدمة بصرياً أو سمعياً باستصحاب كل العلاقات الموجودة التوافقية والتقاطعية والاتحادية والتراكبية والمتوازية، وأضاف: ذكرنا سابقا الهارموني وهو درجة الانسجام اللوني مما يعطي تدرج اللون الأساسي واللون المشتق منه، أو المتدرج بما يعرف بالهارموني، فيما يعرف بالدائرة اللونية ألوان الطيف وهي سبعة ألوان و الموسيقي سبع نغمات
ويقول عوض الكريم أن توظيف الموسيقى والتشكيل ووجود عنصري اللون والنغم داخل العمل الدرامي يمنح العمل التعبيرية، والضوء هو الذي يعطي الوضعية، وفي الآونة الأخيرة ظهر العلاج بالألوان وعلاج آخر بالموسيقى لتحدث عملية الاستشفاء لان الموسيقى هي عملية إحساس موجودة في عملية الألوان لان الألوان تشبه الموسيقى بشكل كبير لذلك لا توجد دراما تكاد تخلو من الموسيقى لتكثيف العمل الدرامي، كما أن الانفعال يدعم بالألوان والمؤثرات الصوتية، ومثلما يوجد تصميم (جرافيك) أيضا يوجد تصميم موسيقي مما يحيلنا للعلاقة الأزلية بين التشكيل والموسيقى . وعقب الدكتور محمد آدم سليمان رئيس قسم الموسيقى والدراما قائلا إن المنبر الثقافي لسنوات خلت كان يستوعب بعض التجارب والهدف منه تدريب الطالب على توسعة أفقه ليشارك بفاعلية، لأن الفنان صاحب رسالة تنبع من إلمامه بالمعارف التي تصقل مواهبه، مؤكداً أن المنابر في غالبها مناقشات فلسفية وإذا رجعنا إلى الفارابي لوجدناه فناناً شاملاً فهو موسيقي وكاتب ومعماري وفيلسوف وطبيب لذلك فالفنان شامل في مواهبه، وأضاف أن هناك تضامن بين الصورة والموسيقى (اللون الصوتي) يمكن إحساسه عندما نسمع الموسيقى الهندية أو المصرية فنتعرف عليها من خلال (التون كلر) أي البناء الموسيقي واللون الصوتي ليثبت لنا أن العلاقة كبيره جدا بين الصورة والتشكيل .
وأمام هذا التفكير ذو الطبيعة التوجيهية التربوية ، فإننا نجد ان مثقفين آخرين حاولوا ملامسة الموضوع من زاوية غياب قراءة هذا التمفصل من داخل البنية الثقافية العربية ، ،.ذلك ان الموسيقى والفنون التصويرية بصفة عامة مؤسسة على اختراق المحرم ، مما هذه تعرف نوعا من الخنق والحصار كما يؤكد ذلك الباحث خليل قنديل في موضوع له تحت عنوان إشكاليات الموسيقى والتشكيل ، ولقد تسبب هذا موسيقيا في ان يتحول " الفن الغنائي والموسيقي الى الإقامة في تلك المنطقة الاجتماعية البعيدة كل البعد عن فعل التخليق والتوليد الفنيين، وبقيت الموسيقى ضمن هذا الحال المخنوق والمحاصر تنمو وتتطور في منطقة اجتماعية هجينة ، مرتبطة أساسا بالمعصية والفساد الأخلاقي، وصار الموسيقيون يذهبون الى الشوارع الخلفية والفاسدة والى المقاهي والأماكن الرطبة والمعتمة كي ينتجوا موسيقاهم..
وهذا الناي المزمن بالموسيقى يؤكد نفس الكاتب وإزاحتها نحو منطقة الإسفاف واللهو ، جعل الموسيقى تفقد قواها التعبيرية وتظل في منطقة الاستماع والطرب .. ، والحال ذاته " ينطبق عربياً على فن الرسم والتشكيل الذي ارتبط شرعاً بتحريم التجسيد ومحاكاة مهارات الخالق، واستقر التعبير الإسلامي الفني في الحرف العربي وبقية المنمنمات والزخرفة الحجرية، بينما ذهب الغرب في وقت مبكر الى رسم الجداريات والتجسيد، الأمر الذي جعل الفن التشكيلي الذي يرتقي بالذائقة البصرية يتطور، ويدخل في مدارس فنية وتشكيلية متنوعة ومتطورة باستمرار وبإلحاحية تاريخية.
ولهذا تظل الموسيقى العربية في حالة تخلف، ويظل التشكيل العربي يلهث خلف مدارس فنية لم يكن شريكاً في إنتاجها في الأصل



#محمد_ربيعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشكيل متأثرا بالسينما :ضرورة إنشاء صورة جديدة للتمثل المشه ...
- الفن التشكيلي والسينما بالمغرب: الحضور التشكيلي ساعد السينما ...
- التشكيل والمسرح: سؤال الإبداع المشترك رغم اختلاف الحامل
- الفن التشكيلي والرواية: عندما يثري المتن السرد المتن البصري ...
- التجربة التشكيلية بالمغرب : الشعر والتشكيل ...
- الصحافة والتشكيل بالمغرب المؤسس اللازم للوعي والنقد الفني
- الكتابة والفن بالمغرب فتنة غواية الفن بالمغرب ضوء مثير لعتمة ...
- التجربة التشكيلية بالمغرب مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية ...
- التجربة التشكيلية بالمغرب مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية ...
- حول تصميم التهيئة لامسا ، جماعة زاوية سيدي قاسم –ولاية تطوان ...
- جماعة زاوية سيدي قاسم ولاية تطوان -المغرب زلزال الوكالة الحض ...
- مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية المعارض الفنية بالمغرب بي ...
- التجربة التشكيلية بالمغرب مقدمة للتفكير في القضايا التشكيلية ...
- التجربة التشكيلية بالمغرب :مقدمة للتفكير في القضايا حتى يعود ...
- قراءة في ديوان الشاعر نجيب بنداوود -نهود موجعة-عندما يعيد ال ...
- قراءة في قاموس دنيا بنقاسم حول التشكيل المغربي المعاصر
- درس الرقة الأنثوية المغربية لطابور الذكورة حول الحقيقة الفني ...
- حول مسلسل بوقتادة الكويتي.. انقدونا من ضحالة الإسقاطات والتم ...


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ربيعة - التشكيل والموسيقى: من سؤال الابداع الى تحدي التحجيب