جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 22:19
المحور:
كتابات ساخرة
لقد تطورت عبارة (اعوذ بالله) بسبب استعمالها الشائع بين المسلمين من العرب و غير العرب لدرجة ان هذه العبارة او الجملة الكاملة التي تتكون من الفعل (اعوذ) و حرف الجر (بـ ) و كلمة (الله) الى عبارة واحدة او ما يسميها اللغويون lexicalized او fossilized تماما مثل (انشاءالله) و(استغفر الله) و هي عبارة تعكس يأس الانسان و فشله امام الشيطان فلذلك يبحث عن الملاذ عند الرب.
لهذا السبب تأتي هذه العبارة عادة سوية مع الشيطان الرجيم (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) و يردد عندما يكون الانسان في مأزق او يهرب من الشيطان و لكنها ايضا طورت معاني اخرى عندما تريد ان تنهي او تبتعدعن شيء او تعبر عن اشمئزازك او تستعمل فقط لاجل المجاملة لا اكثر و اخيراعند التوسل الى الله لاجل التوبة و العفو و الغفران و كانه عفو عام عن السياسين يصدر من حاكم دكتاتوري. احيانا نرى عبارة اخري ليست لها هذا الانتشار و هي (معاذ لله).
و لكننا ايضا لا نفهم لماذا يبحث المسلم عن ملاذ عند الرب اذا كان الشيطان قد رجم بالحجارة؟ و من ناحية اخرى ليس من الصحيح ان يرجم الشيطان المسكين باستمرار و اني اتعجب كيف استطاع الشيطان الشجاع و القوي ان يتحدى كل هذا الرجم و يبقى على قيد الحياة؟ لابد ان تكون فيه صفة قوية تمكنه ان يواجه هذا الرجم الدائمي و فيها دروس نتعلم منها في مشاكلنا اليومية.
لربما لا يهتم الشيطان و يضحك علينا لان هذه العبارات عادة ما تفرغ من محتواها بسبب تكرارها الكثير و ردها خاصة قبل تلاوة بعض آيات القرآن و كما اشرنا فان الانسان عندما لا يعرف ماذا يفعل و يفقد الامل و لا يعرف اين يذهب يتوجه كاسهل وسيلة الى الله و هذه هي اعلى درجة في يأس الانسان.
في الحقيقة هذه العبارة او الفكرة ليست عربية في اصلها و انما جزء من المسيحية او بالاحرى يهودية الاصل و هي اي العبارة العبرية ترجمت الى مختلف لغات العالم بضمنها العربية و الانجليزية I seek refuge in God و الالمانية و غيرها و و لكنها لا تعلج يوميا و هناك عبارة اخرى مماثلة لها و هي (حاشا لله).
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟