النفير العام

محمد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الثورة السورية ابتدأت سلميا منذ انطلاقتها في يومها الاول من القيام بالاحتجاجات الى التظاهرات ومن ثم تطورت الى استمرارية المظاهرات فاعتصامات واضرابات وانتفاضة ومراحل متقطعة من العصيان المدني فثورة ووصلت الان الى الحرب المفتوحة بين النظام والشعب , أي ان الثورة مرت في مراحلها الطبيعية ولابد لها بان تصل الى هدفها وهو الانتصار او النصر .
الثورة تقودها سياسيا في الخارج المجلس الوطني السوري , وفي الداخل الثوار بلجانهم المتعددة , بالاضافة الى الجيش السوري الحر في الخارج و الداخل
الشعب الكردي انخرط بدوره في الثورة منذ انطلاقة الاحتجاجات والى ماوصلت اليه في اعلان النفير العام بعد اعلان الحرب من قبل النظام على الشعب السوري عموما .
المناطق الكردية والى هذه اللحظة بعيدة عما لحق بالمدن السورية الاخرى من دمار وخراب وتهجير للسكان وارتكاب المجازر الجماعية واقتراف الفظائع وعلى مرأى من العالم اجمع . الحراك الكردي : سياسيا تشكلت تكتلات لاحزاب كردية متشرذمة ومازال حراكها محصورا في خطها البياني المظاهراتي , والحراك الجماهيري المتمثل بتشكيلات التنسيقيات الشبابية الكردية المتعددة.
- حزب الاتحاد الديموقراطي ( ب ي د ) - جناح ب ك ك في سورية - والذي تملص من الدخول مع الاحزاب الكردية في جبهة موحدة مع " المجلس الوطني الكردي " لاجنداته الخاصة به , وشكل مجلسا للشعب ولجان و ميليشيات مسلحة للهيمنة على المناطق الكردية , مستفيدا من خبرات عناصره العسكرية – الكريلا - معتمدا على الاستراتيجية العسكرية الفيتنامية و تطبيقها سلميا , ومؤشرات التلويح بالقوة وذلك بانه لن يسمح لاحد بان يستأثر بالمنطقة الكردية , اعلان ادارة ذاتية ديموقراطية وكانه لايوجد دولة , يغض النظام الطرف ؟ - ( طبعا هنا المقصود هو القوى الكردية – لربما سيتدعى ذلك مقال بهذا الشأن ) وليس من داع بالاسترسال في شرح الاستراتيجية العسكرية الفيتنامية في حرب العصابات المسلحة ولكن مختصرها؛ هي الحرب الهجومية والاحتفاظ بالارض ( لوجيست ) والدفاع عنها بجميع الوسائل ومهما تبلغ حجم التضحيات مع الامداد بالزخم البشري , أي تحرير منطقة وجعلها قاعدة ارتكاز والانطلاق الى مرحلة اخرى ... وهذا مايحصل في الوقع , اذ ان ب ي د ومؤسساته من مجلس شعب غرب كردستان وهيئاته ولجانه استطاعت باالهيمنة على المناطق , مستندا على مبدأ التنقل المنظم من استطلاع فمناوشة فاحتكاك فاستعراض وزحف وهيمنة , وهكذا يتم بعد ان تم الهيمنة على عفرين ومن ثم الى كوباني وانتقلت الان الى منطقة الجزيرة , من دريريك الى كركي لكي الى قامشلو , مع التغيير في بعض التكتيك بحسب الظروف الميدانية , وما يطلق عليه عسكريا الظروف العملياتية *.
المجلس الوطني الكردي : والذي ليس له من حول او قوة , فهو ينأى بنفسه في التصدي لاعمال ب ي د تحت ذريعة عدم تكريد الصراع عنفيا , وبكونه لايملك أي مقومات للمواجهة فلهذا يدخل معه في اتفاقات سياسية لتجنب الصدام او بمعنى آخر وقف الاعتداءات , حتى انه وصلت الامور بان يكون الاتفاق تحت اشراف اطراف كوردستانية خارج الساحة السورية , ولكن من دون جدوى او وقف الاعتداءات ( تهديد المناضل مصطفى جمعة , وخطف اشخاص قبل وبعد التوقيع ( وتصعيد البيانات المتبادلة ) , ولهذا فان المجلس ليس له من خيار سوى اصدار بياناته التتابعية , وفي ان الطرف الآخر غير جدي في الالتزام بالمواثيق والتواقيع , وفي المقابل فان ب ي د يصرح بان تلك الشائعات مغرضة وبان اطراف من المجلس ينفذون اجندات تركية !

- اتحاد القوى الديموقراطية الكردية - تكتل تشكل من مجموعة احزاب ومستقلين وتنسيقيات شبابية , لم تتوافق مع المجلس الوطني الكردي , بسبب هيمنة احزاب في المجلس على التكتل وعدم تبنيه لشعارات الثورة السورية , منها عدم اسقاط النظام بكامل رموزه , والتذبذب في مواقفه من المعارضة السورية وعدم حسم امره من النظام و ....ولهذا فان التكتل مستمر في القيام بالمظاهرات وينأى بنفسه من الاحتكاك بالتكتلين الآخريتينن وخاصة بعد الاعتداء الذي تعرض له احد قياديه الشيخ عبد الصمد عمر والاعتداء على انصاره في مظاهرة من امام جامع قاسمو في قامشلو , ويستقطب مظاهراته مؤخرا الاخوة العرب والمسيحين .
- التنسيقيات الشبابية – وهم بيت القصيد فيما اشرنا اليه في عنوان المقال اذ ان شباب هذه التنسيقيات هم من بدأوا الخروج بالمظاهرات وقيادتها ضد النظام ولكنهم تشتتوا في تنسيقيات متعددة بعدما استطاعت الاحزاب الكردية في اختراق صفوفهم والهيمنة على قراراتهم , ولكن البعض من تلك التنسيقيات مازالت مستقلة تتخذ قراراتها بعيدة عن الاجندات الحزبية , ومازال الامل مكمن في حراكهم , ولهذا فان النفير الذي عنونا به المقال موجه اليهم بالدرجة الاولى كون هذه التنسيقيات الشبابية لديهم الزخم الثوري وفي ان تبادر الى تنظيم صفوفها عسكريا وعلى شكل خلايا ومجموعات تابعة لقيادة التنسيقيات , وخاصة في ان الحرب المفتوحة اعلنت منذ ان ارتكب النظام مجزرتي الحولة والقبير , واعلان النظام لمهلة 24 ساعة لانهاء الثورة , وفي انه سيلجأ الى استعمال جميع صنوف الاسلحة لانهاءها ( طبعا لجأ النظام سابقا وما زال يلجأ الى استعمال جميع صنوف الاسلحة , وحرك جميع قطعاته العسكرية ولم يستطع النيل من الثوار سوى زيادة سقوط الشهداء والتعاطف الاممي مع الثورة ) .
ومن هنا فان التكتلات اعدت بما لايفي من مقاومة في مواجهة الايام المقبلة وبما يمكن القول " شبه عسكري " (مهما لجأت الكتل الى تسليح نفسها فانهم لن يستطيعوا مقاومة جيش النظام , ولايتوهم احدا بان المدن والبلدات الكردية ليست بافضل وأميز من باقي المدن السورية الاخرى , والنظام على استعداد بان يدمر المدن الكردية مثلما فعل بحمص وحماه ودرعا والرستن وغيرها من البلدات) وما يمكن القول بانه اذا كانت اعمال القتل والذبح مستمرة في الفتك بشركائنا فان اياما عصيبة تنتظر الكرد من قبل هذا النظام التوحشي والذي وصل به الحد الى حالة الهستيريا .
وماشد الانتباه مؤخرا هو تصريح العقيد مصطفى الشيخ قائد المجلس العسكري في الجيش السوري الحر في نداءه الى الكرد للالتحاق بالجيش الحر , ومن دون شك فان الخطوة هذه متاخرة بل متأخرة جدا استراتيجيا وخاصة من ناحية التعبئة والتنظيم , وما الاشارة في كتابة عنوان المقال سوى بان الامور في سوريا لن تحسم سوى الاعتماد على ابناء الشعب السوري والحسم العسكري والتأقلم مع هذه الحالة الميدانية والتي هي بدورها خارج اطر الاوامر والخطط العسكرية وهو اللجوء الى الحرب المفتوحة ( حرب المدن الجبال والسهول والاحراش ) , وليس على شباب الكرد ( التنسيقيات المستقلة ) سوى تشكيل خلاياها العسكرية وفتح قنوات ارتباط مع الجيش السوري الحر والذي هو جيش الثورة , بعيدا عن الفذلكات الاعلامية وأبواق النظام في ان الجيش السوري الحر هو جيش جماعة اخوان المسلمين .
* لربما يتسائل قائل وما شان كاتب هذه السطور بالامور العسكرية والحراك الميداني ...؟ ( كاتب هذه السطور متخرج من اكاديمية الامن الوطني - تغيرت التسمية لاحقا الى اكاديمية البوليس - لمدة خمس سنوات بنظام عسكري صارم من احد الدول الاشتراكية السابقة ؟ ولكنه لا يحمل رتبة عسكرية ؟؟, ويعمل الان في حقل التدريس الجامعي – استاذ في كلية القانون ).

#محمد_رشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل