أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد رشيد - سيناريو الانتفاضة والاطاحة بالنظام السوري















المزيد.....

سيناريو الانتفاضة والاطاحة بالنظام السوري


محمد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 15:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اهي ثورة شقائق النعمان ام ثورة الياسمين
المشهد المائل للعيان في الاطاحة بالنظام التونسي والسيناريو المكرر في مصر مع الفارق بعدم وجود قدح لإشعال شرارة كالتي اشعلها محمد البوعزيزي , ومن منطق التاريخ في ان اشعال الثورات والانتفاضات ضد انظمة الحكم الاستبدادية لا يمكن استنساخها , وانما خلق الظروف المهيأة والمناسبة لها او استغلال الفرص التاريخية لإزاحتها , وهنا وليس من الغرابة بان الثورة التونسية كانت مصدر الهام يقتدي بها الشعب المصري والخروج بالتظاهرات متصاعدة بدأ من التجمعات الصغيرة ومن ثم اتساعها لتشمل جميع فئات الشعب والمدن المصرية , وهي الان مصدر الهام ايضا للشعب السوري في مواجهة نظام مدجج بقوى حزب واحد مدعوم بسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية وميليشيات يتكتم على صدر الشعب الاعزل المهمش الذي لاحول له سوى معاودة حياته اليومية , يهمس بين نفسه وآخرين وبصوت خافت , متى سيرحل النظام القمعي , وهل ستتحين الفرصة للخلاص والعيش بحياة رغيدة كأقرانه من الشعوب الاخرى بحرية وكرامة. وهل ان التونسيين سرقوا الانتفاضة منا نحن السوريين وبالتالي كان من المفترض ان تنطلق الانتفاضة من دمشق اولا ومصر ثانيا وتونس سادسا , و ما هو المشهد المرتقب في سورية حال اندلاع الانتفاضة وتجلياتها , وماهي توزيع قوى النظام في مواجهة الانتفاضة , وهل ستحقق الانتفاضة اهدافها في اسقاط النظام , اسئلة عديدة تعاود مخيلة السوريين بانتظار الواقعة واليوم الموعود في منازلة النظام وبان ساعة الخلاص لابد ان تتحقق مهما تكن التضحيات.
الشق الذي نحن بصدده من السؤال المركب يستشرف منه بان قوة النظام تتوزع في منظومة لها طابع شمولي بوليسي عسكريتا ري حاله كحال أي زمرة عسكرية ينقض على السلطة بانقلاب عسكري يوائم نفسه بمرور الوقت , يهيمن على مفاصل الحياة العامة متسلحا بسلطات مؤسساتية بالإضافة الى تجييش المجتمع بمسوغ وفق تشريع قيمومة فكر البعث بقوامة السطوة والاستبداد والقوة والاستعباد وتكريس الامر الواقع – شر لابد منه -.
القوى الاساسية او الاذرع الضاربة الذي يعتمد عليه النظام السوري من اجل استمراريته وبقائه وديمومته , وفي حالة اندلاع الانتفاضة العتيدة فان قوى النظام التي ستواجه الانتفاضة تتوزع في القوى التالية .
- منتسبي حزب الحاكم – حزب البعث هو الحزب الحاكم والمهيمن على الحياة العامة في سورية , هذه القوة التي شرعن لها النظام في الدستور السوري بانها" قائدة الدولة والمجتمع " ستكون اولى القوى المنهارة كونها وعلى مدى اكثر من خمسون عاما توصلت الى نتيجة فحواها بان ايديولوجية البعث ليست الا عباءة تلتحف بها الطغمة الحاكمة مزخرفة بشعارات سقيمة عدمية اصبحت وبمرور الزمن والتجارب المريرة فاقدة لبريقها ومنتهية الصلاحية بحكم التقادم والنكبات والكوارث التي جلبتها للشعب السوري, والويلات التي عانى منها الشعب العراقي جراء نظام حكم التوأم , وعلى غرار الانتفاضة التونسية و المصرية تبين بان منتسبي الحزب الحاكم الذين ناهز اعدادهم الملايين لم يعترضوا في وجه المنتفضين لشعورهم وتيقنهم بانهم ضحية خدعة ومتاجرة بعواطفهم وبثقتهم وتزييف وتسويف والعبث بمشاعرهم وبالتالي مّلتْ من استحواذ الحزب وقادته على السلطة واحتكارها , بالرغم من ان الحزب الحاكم حاول بدفع منتسبيه للخروج بمظاهرة ارتدادية في الانتفاضة المصرية الا انه لم يكن موفقا .
- قوى الامن السوري - الموزعة بين منتسبي سلك الشرطة واجهزة المخابرات- الاولى منها وهي قوات الشرطة والتي ليست لها أي حول سوى ممارسة الاعمال الادارية وتنظيم السير في الطرقات وتسيير البعض من المهمات المنوطة بوزارة العدل والجمارك والتموين بالإضافة الى وزارة الداخلية التي تشرف عليها وتقودها و ليست لهم أية وظيفة استثنائية تميزهم عن اقرانهم الموظفين الاخرين سوى كونهم ينتمون الى مسلك مهامه تقديم الخدمات للشعب تحت شعار " الشرطة في خدمة الشعب " وهذا المسلك وبحكم الفساد والرشوة المستفحلة والمستشرية في سورية فانهم من اكثر الممارسين لهذه الآفة , ولهذا فانهم على هامش القوة التي يمكن ان يعتمد عليها النظام .
اما الثانية منها وهي فروع الامن , والتي تعتبر العصب وشريان الاستمرار في تثبيت دعائم النظام والمهيمنة على امور الدولة والمزروعة في جميع مفاصل الحياة العامة , فانها شديدة التضخم والانتشار والاتساع ومتعددة الصور والاشكال والتنوع يتجاوز فروعه على اثني عشر فرعا والتي تشكل كل واحدة بمفردها سلطة خاصة منوطة قيادتها وادارتها الى رتبة ضابط برتبة لواء من الطائفة العلوية ( بحكم التركيبة الطائفية للنظام ) وتشكل الحلقة الرئيسية مع الرئيس السلطة الآمرة الناهية في التحكم بأمور البلاد , ومهمة هذه القوات بالدرجة الاولى هي تأمين سلامة وديمومة وحماية رأس النظام الحاكم وبطانته والدفاع عنه, وبالرغم من ان افراد هذه القوة تأتمر بقياديين من طائفة النظام فان افرادها باستثناء ذوي الرتب القيادية ( معظم رتب الضباط الامراء هم من الطائفة العلوية ) متنوعة المذهبية وبأغلبية من الطائفة العلوية , وهي نخبة مختارة من صفوة الموالين للنظام ويتمتعون بامتيازات وصلاحيات تجعلهم فوق القانون وخاصة في ظل قانون الطوارئ والاحكام العرفية السارية المفعول لاكثر من خمسون عاما ,اذ يعتبر رئيس المخابرات العسكرية في كل محافظة بموقع الحاكم العرفي تفوق سلطاته سلطات المحافظ , هذه القيادة التي تمارس على باقي الافراد والضباط الآخرين في سلك الامن السطوة والبطش في تنفيذ الاوامر والتعليمات القذرة بحق ابناء الشعب السوري عامة ,واثناء الانتفاضة فانها ستولى الادبار هاربة ولن تجد العتاصر المرؤوسة من تقودها وستلوذ ايضا هاربة و النفاذ بجلدها للحفاظ على ما نهبوا من اموال وقوت والممارسات القمعية بحق ابناء الشعب, بهذه الحالة فان انهيار الخط الاول للدفاع عن النظام او الخط الهجومي الاول يكون قد تم كسر حاجز الخوف من قبل جميع ابناء الشعب والتخلص من البعبع الذي قلق المضاجع , وهذا ما لوحظ اثناء الانتفاضة الكردية في مدينة القامشلي والمدن ذات الاغلبية الكردية عام 2004 اذ ان قوات الامن والشرطة كانت اولى من اخلت مراكزها وفرت من المدينة .وهذه القوة يبلغ تعدادها اكثر من مائتا الف عنصر موزعين في جميع المحافظات السورية.
- الجيش السوري- سيكون المتمرد الاول على النظام او بتعبير آخر على قياداتها وبحكم التركيبة الطائفية فان ابناء الطائفة العلوية يشكلوا بحدود 10% من تعدادها , وبالرغم من ان الرتب القيادية تتحكم بها ابناء الطائفة العلوية فان الجيش السوري الذي يقارب عدده نصف مليون غالبيتهم من المذهب السني ( عدم وجود أي ضابط كردي في سلك الشرطة والامن والجيش ) بحكم الخدمة الالزامية لكل من بلغ 18 عاما .
الجيش السوري بالرغم من تقييده بالدستور على انه جيش عقائدي وانه حامي الثورة كما شرع له فانه يتشكل من جميع ابناء الشعب السوري وهي القوة الوحيدة التي لا يثق بها النظام ويعلم اليقين بان أي هزة او اتاحة أي فرصة للجيش فانه سينقض على النظام , كون الجيش السوري اصبح في وضع يرثى له وهو يشعر بالمهانة التي يتعرض لها من قبل الاجهزة الامنية والتمييز في تحكم ابناء الطائفة العلوية بقيادة الوحدات والقطعات وتسخيرها والانتفاع منها .
- الوحدات الخاصة من الحرس الجمهوري - وهي تشكل الذراع الضارب للنظام ( بعدما تم حل قوات سرايا الدفاع والوحدات الخاصة ) والتي تأتمر بأمرة شقيق الرئيس ماهر الاسد , وهذه الوحدات تعتمد على الولاء المذهبي والقرابة وستمارس القتل ولكنها لن تستطيع الاستمرار , كون الجيش الذي يكن له العداوة سيضع حدا له بعد فرار قياداتها من ذوي الرتب الرفيعة الى اماكنها في منطقة الساحل السوري ( مكان تجمع العلويين ) اذ ان المحافظات الساحلية ستبقى متمردة على النظام الجديد وهي محتاطة من تكديس وتخرين الاسلحة والذخائر, و يعلم السوريين ذلك جيدا وبوجود اكثر من نصف مجموع السلاح الموجود في سوريا هناك , و لربما ستشكل الطائفة العلوية في المستقبل كانتونا خاصا بها او لربما سيعلن عن دويلة ستكون على غرار دويلة حزب الله في لبنان .
- هذا بالاضافة الى الميليشيات المسلحة التي يأمل النظام بالاعتماد عليها من اعضاء حزب البعث ولكنها غير مؤتمنة الجانب من قبل النظام فيما اذا توسعت الانتفاضة الى جميع المدن السورية .
- ولربما سيستنجد النظام بميلشيات حزب الله اللبناني او بالبعض من عناصر منظمات الفصائل الفلسطينية ولكن ليس من السذاجة ان تحاول تلك الاطراف التدخل لقمع الانتفاضة كونه لتلك الفصائل ايضا حساباتها .
بهذا المشهد المرئي والغير خافي على جميع ابناء الشعب في تقدير قوة النظام ينتظر السوريون شرارة الانتفاضة في وجه النظام الاستبدادي وفي اول فرصة سانحة للمواجهة , انه شتاء قاسي ولكن لا يمكن الاستمرار في ظل الاستبداد والفقر والبطالة والفساد ، و الاضطهاد والاعتقال والتعذيب والقتل وزج النشطاء في السجون والمعتقلات , انها لحظة الخلاص من الطاغية واللصوص سارقي البلاد والعباد .
آملين بان لا يطغى صبغة شقائق النعمان على الانتفاضة وتكون ثورة الزعتر والياسمين
للبحث صلة
* قيادي في حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سورية



#محمد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع وحدة الحركة الكردية أو مشروع خارطة طريق لوحدة الحركة ا ...
- معالجة القضية الكردية بالمخرز – نموذج الكاتب غسان المفلح
- - المعارضة - السورية الى اين ! .
- البيان التأسيسى لإتحاد العاطلين المصريين


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد رشيد - سيناريو الانتفاضة والاطاحة بالنظام السوري