أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أم الزين بنشيخة المسكيني - أحذية علمانية.. تُسرق.. بتهمة يوم الجمعة.














المزيد.....

أحذية علمانية.. تُسرق.. بتهمة يوم الجمعة.


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3759 - 2012 / 6 / 15 - 19:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل صرنا مخيّرين بين الصيد في الماء العكر.. و السباحة في المستنقعات .. و من يقدر حينئذ على الوقوف على الشاطئ ؟ وصار الواحد منّا يخاطب جنيّة تسكن في أعماق أحشائه.. و طفق آخر يستحضر أرواحا قريبة من قلبه.. و راح البقية يضاجعون الأشباح .. و عاد أحد شبابنا الى احراق نفسه في نوع من التذكير الخفيف بأنّا نسينا أنّ ثورة ما قد مرّت من هنا حرقا ..
و أحيانا "عندك في الهمّ ما تختار".. بوسعك أن تلتحق بالترويكا أو بقناة التنبير.. و بوسعك أيضا أن تشارك رأسا في برنوغرافيا الدستور حتى بلا أعضاء.. و ان شئت الوقوف بعيدا عن ركح القساوة ..فعليك بوقفة احتجاجية تكللها باجتماعات حزبية و انشقاقات ايديولوجية ..و ختامها جلسة خمرية ..و "مولاها ربّي" و" بقلة ليها" و" لمن تحرقصي يا مرة لعمى" ...و بينما أنت واقف على شاطئ البؤس و الفقر الذي صار موضوعا مفضّلا لبلاتوات امبريالية و علمانية ..و و طنية..و في نوع من الشماتة العبثية.. تتذكّر أحذيتك التي تحملك واقفا منذ الصباح .. و التي تحملت قامتك و فواتيرك و خيباتك و طوابيرك العدمية ..و حين تنظر الى نعليك في نوع من الاعتراف بالجميل أو حتى في نوع من الشفقة الالاهية ..ستتذكر لتوّك الحفاة ..العراة الذين يجوبون الفقر في عمق أريافك بلا أحذية و لا أغذية ..و تنسى كل ذلك فجأة ..حين تقف كل البلاد حذو صلاة الجمعة.. تحدق بسماء ملّت من التحديق بعيوننا البلهاء و بدعواتنا الكسولة ..و يسجدون على أرض تعبت من معاركنا المغلوطة و من حلولنا الهزيلة و من انفعالاتنا الكئيبة ..و يحدث لك أن تتوقف قليلا حذو احدى المساجد المقدسة و الذائعة الصيت ..فتفاجئك الأحذية.. ثانية في نوع من الاستعراض الجمالي المريع ..أحذية بأعداد غفيرة فاقت في العدد كل الأغلبيات الانتخابية ..مطروحة أمام السجّادات المزركشة الجميلة ..واقفة في أنفة و كبرياء..فاغرة الأفواه ..متحررة من كل التزامات حزبية ..لم تأت للاحتجاج هذه المرّة ..حملتهم بصبر جميل من أجل الطاعة ..لكنّها تبرّأت منهم فجأة ..لأنّها لم تصمم من أجل السجود ..و رغم ذلك وجدت نفسها تحتلّ مكان السجود ..انّها مورّطة مرّتين : لأنّها محرّمة من دخول المسجد ..و لأنّها علمانية الصنع و الأصل و الجلد ..فأيّ ورطة تجد فيها هذه الأحذية نفسها ؟ أحذية علمانية امبريالية كافرة الى حدّ النواجذ ..جاءت تعيّن لهم مكان القبلة ؟ أيّ كفر و أيّة وقاحة في هكذا أحذية ؟و يهرعون من فرط اسلامهم الى سرقة زوجين من الأحذية ..رغم تعدد الأزواج و الزوجات ..و ذلك بتهمة تعاطي هذين النعلين لصلاة الجمعة جهرا و من أعلى منابر الخطبة ..و حين تصير هذه الأحذية على ملك وزير في رتبة حداثي من نوع تركي يدافع عن خير الاسلام و المسلمين ..حينئذ يقع المحظور .. فيدرك سعادته بامكانية انتسابه الى العلمانية المشبوهة بالالحاد ..من فرط اسلامه المعتدل ..لكن حذار ..فهذه قضية سياسية محظورة ..و التجديف على "أبنائنا " أمر محظور ..فمن هو يا ترى سارق أحذية سعادته من المسجد ؟ و هل يسرق المصلّون من فرط اسلامهم ؟ حاشا و كلاّ ..عليكم بتكذيب الخبر و نسب المحظور الى سارق عادي جاء يصلّي الجمعة سهوا ..فسرق أحذية الوزير عمدا ..لابعاد شبح العلمانية عن الجمعة الاسلامية ..قصّة خيالية أبطالها أحذية الوزير ..و ضحيتها الشؤون الدينية في" حكومة ثورية" لم تجد بعدُ طريقها الى العدالة الانتقالية ..و ختامها .. لا أحد مات و لا أحد من الجرحى قد شُفي ..و الحلّ الذي أمرت به الحكومة الوقتية سريع و عاجل و مندوب اليه. .. فنشتري للتوّ للضحية حذاءا جديدا جدّا ..علمانيا جدّا ..مؤقّتا جدّا ..و ننسى واقعة سرقة أحذية الوزير و نذهب ثانية الى جمعة قادمة ...



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رثائيات قبل أوانها
- مخلوع بائد ...و مخلوع مؤبّد ...و البقية تأتي
- سنة بيضاء....وسماء سوداء
- بعد فشل الثورة في خياطة جراحهم.........
- أطفال القرنفل في مدينة لا أنف لها ؟؟
- لم يكن السجن يفرّق بينهم
- تسمع جعجعة و لا ترى الاّ طحينا ...
- كم من بغداد ستلد نساؤكم ....؟
- ترسم شمسا
- الفن والأمل...(سيرة فلسفية مؤقتة)
- أطفال من الكبريت الأحمر
- ماسح السيارات في زمن القحط الديمقراطي ..
- رقص عمومي ..
- حذو الوطن
- تراتيل على روح قديم ..
- غازات الحكومة ..هديّة للشهداء
- عذرا أيّها النهار ...
- الفنّ و الحدث :مقاربة تأويلية
- نجم و أغنية
- قرابين الجحيم


المزيد.....




- أصالة في بيروت وأحمد حلمي وعمرو يوسف يخطفان الأنظار بحفل للـ ...
- ميكرفون مفتوح يلتقط لحظة حديثه مع ماكرون عن بوتين.. ماذا قال ...
- ترامب بعد لقائه بزيلينسكي: -التوصل إلى وقف إطلاق النار ليس ش ...
- بصفقة دواك.. ليفربول يتخطى 227 مليون إسترليني من بيع لاعبيه ...
- زفاف جندي إسرائيلي مبتور الساقين: حقيقة أم مجرد دعاية؟
- -الجميع يترقب نهاية الحرب-.. هل بات وقف إطلاق النار بغزة وشي ...
- مصر تحقق المليون السكاني الأخير بأبطأ وتيرة منذ سنوات
- ترامب يوضح موعد حسم الضمانات الأمنية لأوكرانيا لتأمين اتفاق ...
- أمن الدولة تخلي سبيل ماهينور المصري بكفالة 50 ألف جنيه في ال ...
- بعد توتر مع فرنسا وأستراليا.. نتنياهو يعقد اجتماعا طارئا بشأ ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أم الزين بنشيخة المسكيني - أحذية علمانية.. تُسرق.. بتهمة يوم الجمعة.