أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم كطافة - إلى دعاة المصالحة الوطنية..أنها تدور















المزيد.....

إلى دعاة المصالحة الوطنية..أنها تدور


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1100 - 2005 / 2 / 5 - 13:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قيل أن غاليلو وبعد أن اشتد عليه ضغط كنيسة القرون الوسطى، التي حكمت عليه بالحرق، لقوله بدوران الأرض حول الشمس، قد تنازل عن ذلك الدوران. جنح الرجل إلى السلامة وسلم معهم: طيب يا سادتي، أنها لا تدور. لكنه ظل إلى مماته يردد مع نفسه وأمام أصدقائه الخلص: لكنها تدور..!!
في الساحة العراقية الآن ثمة إشكال يشبه دوران غاليلو مع أباطرة وظلاميي عصره، هذا الإشكال اسمه: المصالحة الوطنية العراقية. أنا شخصياً أنتمي إلى جمهرة من العراقيين أزعم أنها كثيرة العدد وكبيرة الحجم، تضم عراقيين متنوعي الأعراق والاعتقادات والانتماءات، العلامة أو الميزة التي تجمع كل هؤلاء على تنوعهم؛ هي أن الواحد منهم كلما سمع بـ(المصالحة الوطنية)، يتحسس رقبته ثم يتأكد من وجود رأسه على كتفه، ليتلفت بعدها يمنياً وشمالاً، هكذا بحركات لا إرادية.
الجميع بات يتحدث الآن، على الأخص بعد نجاح عملية الانتخابات ذلك النجاح المفاجئ والمدوي، عن ضرورة المصالحة الوطنية.. أو.. لم شمل العراقيين.. أو.. لنفتح الأبواب أمام الجميع بلا تمييز.. أو.. عن مؤتمر وطني عراقي تحضره كل الجماعات بدون استثناء.. أو.. أو... أو.. وهناك من يذهب به مبدأ حسن النية بعيداً، إلى حد يردد.. لنمد يدنا إلى إخواننا لانتشالهم من الوحل.. وإن قطعوا اليد التي مددناها لهم، لا ضير نمد اليد الأخرى.. ولا أدري ماذا سيفعل هذا المسكين لو قطعوا له الثانية، هل سيضحي بساقيه أيضاً، ليتحول بعدها إلى دمية بلا أطراف..؟
السبب الوحيد الذي يجعلنا نتحسس رقابنا ونتشاءم كل هذا التشاؤم، هو أن أحداً من كل هذه التلاوين السياسية القائلة بـ(المصالحة الوطنية)، لم يجب بعد على هذا السؤال البسيط والأساسي: مصالحة بين مَنْ ومَنْ..؟ لأنهم بدل الإجابة الصريحة والشفافة، يدخلوننا رغماً عنا بدهاليز التخمين والاحتمالات والتحاليل، وهذه إن دخلتها بإرادتك، قد لا تخرج منها بذات الإرادة.
قبل الانتخابات كان طرفا عملية المصالحة ملثمان، لكن بعد عملية التصويت الرائعة والشجاعة، التي أجترحها العراقيون يوم الثلاثين من كانون الأول، بات أحد طرفيها على الأقل معروفاً، وهو كل العراقيين الذين صوتوا بالحبر والدم وانتخبوا ممثليهم إلى الجمعية العمومية. باصقين بوجه الإرهاب والإرهابيين ومعهم البعثيين ودعاة لا شرعية العملية السياسية. لكن ظل الطرف الثاني من المصالحة لم يزل ملثماً ومجهولاً.
ما يزيد الطين بلة، أن كل هذا الجدل لا يدور في بيئة مستقرة هادئة منظمة، تتيح للواحد حرية التفكير والتأمل والتمعن ليعطي رأيه بعدها، بل يدور على خلفية عمليات قتل يومي عشوائي ومقصود بالعراقيين، وتخريب منظم لبنيتهم التحتية الخدمية، واستهداف لمؤسساتهم الأمنية والعسكرية، والاسم الشائع الذي يُطلق على هذه الأعمال من قبل أصحابها؛ أنها أعمال مقاومة وطنية. بينما الضحايا الذين صوتوا بالحبر والدم في ذلك اليوم الشتوي، ببساطة يسمونها إرهاباً، والمسؤولون عن تلك الأعمال كذلك معروفون، أنهم جماعات السلفية الجهادية الإرهابية التكفيرية وجماعات فلول البعثيين، والاثنان مدعومان داخلياً من قبل (هيئة علماء السنة والجماعة) وبعض عشائر الحكومة السابقة وخارجياً مدعومةمن قبل دول الجوار وبالأخص سوريا وإيران.
طيب، المصالحة مع مَنْ الآن..؟ هل المصالحة مع هؤلاء السلفيين الجهاديين التكفيريين الإرهابيين.. لا أدري.. لكن المعروف أن أحداً في هذا العالم لم يسبقنا ويطرح شعار التصالح مع الإرهاب، بل المطروح على نطاق العالم والإرهاب بات ظاهرة عالمية وإن كان الفعلة هم إسلاميون، المطروح هو مكافحة الإرهاب وليس التصالح معه.. أو هل أن المصالحة هي مع فلول البعثيين بعد أن أعادوا تنظيم أنفسهم على الساحة السورية، كذلك لا أدري.. لكن الواضح والمنطقي هو أن على هؤلاء أن يعتذروا أولاً عن كل الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب العراقي، على مدى سني حكمهم الدموي ومن ثم إعلان نيتهم الواضحة على تغيير مسار نهجهم السياسي والفكري بما يتلائم مع الخيار الديمقراطي التعددي في الحكم، الخيار الذي اختاره الشعب العراقي يوم الثلاثين من كانون الأول.. عندها بالتأكيد سنجد الكثيرين الذين يدعون إلى التصالح ويرددون (عفى الله عما سلف). لكن ولحين وصولهم بحزبهم إلى هذا المستوى من التطور، سيكونون مطلوبين للقضاء العراقي الجديد وعلى الأخص أولئك المجرمين المعروفين والموثقة جرائمهم. الذي أريد الوصول إليه؛ أن التعامل مع الطرفين السلفيين والبعثيين يجب أن يكون تعاملاً أمنياً وليس سياسياً.
مرة أخرى، إذا لم يكن المقصود بالمصالحة هم هؤلاء.. إذن مع مَنْ هي..؟
هنا، سأدخل في التخمين. أعتقد أن المقصود منها هو التصالح بين اتجاهين عراقيين برزا بعد الاحتلال مباشرة. اتجاه يقف ضد الاحتلال ويدعو إلى رحيله فوراً والاتجاه الآخر كذلك ضد الاحتلال لكنه لا يدعو إلى رحيله فوراً إنما بعد حين. والاتجاهان يزعمان أنهما يمثلان الشعب العراقي. وكل منهما قال لماذا فوراً ولماذا بعد حين. أقول هذا، لأني لا افترض أن هناك عراقياً ينتمي إلى أرض العراق ويكون بكامل قواه العقلية وبنفس الوقت هو مع الاحتلال ويطالب ببقائه إلى الأبد. وإن وجد مثل هذا النموذج فأنه الاستثناء الذي لا يلغي القاعدة.
طيب في مثل هذا الجدل الشائك، خصوصاً وأن كل منهما يزعم أنه يمثل الشعب العراقي، لا مفر من أخذ رأي الطرف الثالث في هذه العملية، والطرف الثالث هنا هو الشعب العراقي، بمعنى أن تجري عملية استفتاء أو انتخاب يطرح كل طرف رؤيته وبرنامجه لماذا هو ضد الاحتلال لكن لا يريد رحيله فوراً ولماذا هو ضد الاحتلال ويريد رحيله فوراً، والشعب سيقرر عبر الاستفتاء أو الانتخابات إلى من سيصوت، بعدها على الطرف الخاسر أن يحترم إرادة الشعب ويتعاون مع الطرف الآخر لتحقيق برنامجه الذي غدا برنامج الأكثرية. هذا هو الحل بدون تورية (المصالحة الوطنية). أما والحال أن أحد الأطراف يصر ليس على تمثيله الشعب العراقي فحسب، بل وعلى عدم دخول أي عملية سياسية قبل تنفيذ برنامجه، عندها تكون الأمور قد سارت سيراً مختلفاً، عنوانه هو أن هذا الطرف يريد مصادرة رأي الشعب ليتحكم بمصيره لاحقاً. خصوصاً وأنه يخوض الجدل بالحزام والعبوة الناسفتين وكل أنواع الأسلحة القديمة والحديثة مستهدفاً العراقيين بشكل عشوائي، بحجة استهداف قوات الاحتلال.. في هذه الحالة تحول الأمر من عملية تعبير عن رأي مشروعة، إلى عملية مصادرة غير مشروعة وجر الشعب العراقي إلى حروب وصراعات غير متفق عليها، بل فيها رائحة الحرب الأهلية، خصوصاً حين يتم استهداف الناس في أماكن معينة على الهوية الطائفية أو القومية.
الآن، هل المصالحة هي مع من يمثل هذا الاتجاه العدمي الانتحاري الراكض صوب الحرب الأهلية..؟ إذا كان الجواب، نعم.. طيب، لكن لنسمي الطرف المقابل، هل الطرف المقابل هو (هيئة علماء السنة والجماعة)..؟ إذا كان الجواب نعم. عندها سيبدأ الحديث هذه المرة بـ(لكن).. وهذه الـ(لكن) ضرورية هنا.. أولاً، على هذه الهيئة الإعلان بوضوح وبدون لف ودوران حول مفردات هلامية، أنها ضد الإرهاب وتدين كل العمليات الإرهابية التي استهدفت العراقيين المدنيين والبنى التحتية الخدمية والعراقيين التابعين لمؤسسات الدولة الأمنية من شرطة وجيش، أي العمليات التي كانت تحرض عليها علانية.. وثانياً تعلن تخليها عن وسيلة لوي الذراع في العلاقة بين مكونات الشعب العراقي. خصوصاً وقد بان بوضوح بعد الانتخابات أن هذه الهيئة هي هيئة معزولة ولا تمثل شيئاً ذو شأن.
وإذا لم يكن المقصود بالمصالحة هذه الهيئة المعزولة والبائسة.. سنظل يا ممثلي الشعب العراقي المنتخبين، نتحسس رقابنا ونتأكد من وجود رؤوسنا ونتلفت يمنياً وشمالاً، في كل مرة نسمع بها تورية المصالحة الوطنية.. لأن في الجو ثمة رائحة عفونة، رائحة تشبه عودة البعثيين ليس فقط دون أن يعتذروا ويكفروا عن جرائمهم، بل بنية مكافأتهم؟
4/2/2005



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم.. نحن ننتخب.. وهم ينتحرون
- هل برنامج قائمة اتحاد الشعب برنامج شيوعي..؟
- لو سألتموني عن سوريا.. سأدلكم على ما يفيد
- أحذروا عودة الملثمين عبر الانتخابات
- شيوعيون أصوليون... 2 ـ 2
- شيوعيون أصوليون
- العراقيون والضحك والسيارات المفخخة
- حين يترك فقهاء القطيع الباب موارباً
- لكي لا يضيع نداء حمد في لجة الصراخ.. إلى حمد الشريدة
- قنوات الواقع الافتراضي العربية
- لماذا قناة العربية دون الجزيرة..!!؟
- بورترية لوأد النساء في زمن الصحوة
- أدعية على الهواء للإله المخطوف
- لماذا يكون الزرقاوي أشعل منك يا شعلان..؟
- خرائط تبحث عن من يرسم ملامحها
- الموقف الفرنسي من وحلٍ إلى وحل
- عيون وآذان جهاد الخازن وأخطاء علاوي
- بماذا أرد على صديقي المتشائل..؟
- مرة أخرى.. عن الشعب الكردي وقضيته
- حلم امرأة


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم كطافة - إلى دعاة المصالحة الوطنية..أنها تدور