أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - لعنة حزيران














المزيد.....

لعنة حزيران


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3748 - 2012 / 6 / 4 - 14:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


بدون مؤاخذة
في حرب حزيران 1967 لم تهزم الجيوش العربية في ستة أيام، بل هزمت في أقل من ست ساعات، لكن اسرائيل أنهت إحكام احتلالها لما تبقى من فلسطين وجوهرتها القدس، وصحراء سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية في ستة أيام، وفي اليوم السابع اعتلت عرش الشرق الأوسط بقضّه وقضيضه...وبدأت بتنفيذ مشرعها الصهيوني التوسعي بهدم حارة الشرف حيّ المغاربة وحيّ النمامرة، وجميعها تحاذي حائط البراق-الحائط الغربي للمسجد الأقصى- في القدس القديمة.
وتمرّ هذه الأيام خمسة وأربعون عاما على تلك الحرب العدوانية تخللتها حروب أخرى أزهقت أرواح عشرات آلاف الأشخاص، دون أن يصل أطراف الصراع الى حلّ عادل يحقن دماء شعوب المنطقة، بل استطاعت اسرائيل أن تفتت الموقف العربي الموحد، فانفردت بمعاهدة كامب ديفيد مع مصر، تلك المعاهدة التي أعادت سيناء لمصر بشروط اسرائيلية جعلتها –صحراء سيناء- رهينة بأيدي الاسرائيليين يستطيعون احتلالها في ساعات، وأخرجت مصر كبرى الدول العربية من حلبة الصراع، كما انفردت بالأردن ووقعت معه اتفاقية وادي عربه،
واسرائيل التي لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه، إلّا من خلال تصريحات دبلوماسية تدخل ضمن سياسة فنّ إدارة الصراع، تبتعد كيلو مترات عن طريق السلام كلما اقترب العرب منه خطوة واحدة، يساعدها في ذلك الدعم الأمريكي اللامحدود وعلى مختلف الأصعدة...حتى بات المرء يتساءل عمّن يملك أوراق الضغط على الآخر؟ هل هي أمريكا أم اسرائيل؟ وتعمل اسرائيل على تكريس احتلالها للضفة الغربية وجوهرتها القدس من خلال الاستيطان المتواصل يوميا.
لكن الدول العربية لم تعمل شيئا يستحق الاهتمام لتحرير الأراضي العربية المحتلة، اللهم إلّا اذا استثنينا حرب اكتوبر 1973، والتي شكلت هزة عنيفة لاسرائيل. ومع ذلك فان الدول العربية لم تستغل نتائج تلك الحرب لإجبار اسرائيل على الانسحاب.
وتوالت لعنة حزيران على العرب عندما اجتاحت اسرائيل لبنان في حزيران عام 1982، وما تبع ذلك من اخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، لتعقبها مباشرة احتلال العاصمة اللبنانية بيروت، ومذابح مخيمي صبرا وشاتيللا في أطراف بيروت.
وفي حزيران هذا العام وبعد مرور 45 عاما على احتلال اسرائيل للأراضي العربية اجتمعت وزراء خارجية لجنة المتابعة العربية في الدوحة عاصمة قطر لدراسة الخطوات القادمة بعد ردّ نتنياهو المخيب للآمال على رسالة الرئيس محمود عباس، وهناك اتخذوا قرارات وتوصيات بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والمعلوماتية...الخ مع سوريا...بل سمعنا أصواتا عربية تطالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار ضد سوريا تحت البند السابع...مما يعني دعوة لتدمير سوريا واحتلالها...ومع أن ما يجري في سوريا يدمي القلوب، ويدعو الى وقف أعمال العنف بشكل فوري من قبل أطراف الصراع كافة، إلا أنه كان من الأجدر اتخاذ هذه القرارات ضد اسرائيل كي تجبر على انهاء احتلالها للأراضي العربية المحتلة، من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وكي يتمكن الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيرة وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
لكن الأحلام شيء والواقع شيء آخر، فبدلا من اتخاذ قرارات لتحرير الأراضي العربية المحتلة صدرت دعوات لاحتلال سوريا، وهذا ما لا يقبل به عاقل، وإذا كان "أصدقاؤنا" في أمريكا وأوروبا معنيون حقا بحقوق الانسان، فلماذا لم يتحركوا خلال الخمسة والأربعين عاما الماضية لإنها الاحتلال الإسرائيلي الذي أهلك البشر والشجر والحجر؟ أم أن الفلسطينيين والعرب ليسوا بشرا؟
وإذا كان النظام السوري يعي تماما أن ما يجري في سوريا هو مخطط لتقسيم سوريا، تطبيقا لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي دعت اليه كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة...فإن هذا النظام مطالب بحماية شعبه، ومطالب باطلاق الحريات، ونشر الديموقراطية لتفويت الفرصة على من يتربصون بسوريا وبالأمة العربية، وتحديد موعد لانتخابات نزيهة للرئاسة، واحترام نتائج هذه الانتخابات بغض النظر عمن يفوز بها. أم أن لعنة حزيران ستبقى قائمة الى ما شاء الله؟
4-حزيران 2012



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزيران والهزيمة المتجددة
- بدون مؤاخذة –هنا القدس
- رواية-دروز بلغراد- في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة- خير من فينا
- بدون مؤاخذة- نكبة واستقلال
- قصة البنت التوتيّة في اليوم السابع
- البنت التوتيّة والأهداف التربويّة والتعليميّة
- رواية هناك في سمرقند في اليوم السابع
- كتابان لحنان جبيلي عابد في اليوم السابع
- قضية الأسرى الفلسطينيين قضية شعب وأمّة
- ما تيسر من عشق ووطن نزيه حسّون في اليوم السابع
- الأسير حسام شاهين الباسم دائما
- الإصدار الشعريّ الجديد لنزيه حسّون
- ديوان (آخر صورة لمولاتي) في اليوم السابع
- ديوان نزف التراب في اليوم السابع
- ديوان نزف التراب لبكر زواهرة
- جرائم حصار قطاع غزة
- اليوم السابع تحتفي بالأديب جميل السلحوت
- بدون مؤاخذة-دولة واحدة أم دولتان
- رواية ظلال باهتة وفنتازيا الأدب


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - لعنة حزيران