أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-دولة واحدة أم دولتان














المزيد.....

بدون مؤاخذة-دولة واحدة أم دولتان


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 11:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-دولة واحدة أم دولتان
بعد أن فرضت الحكومة الاسرائيلية وقائع استيطانية على الأرض تجعل إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية ضربا من ضروب الخيال، ارتفعت أصوات فلسطينية تنادي بالدولة الواحدة، وهي الفكرة التي طرحتها منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح منذ تأسيسهما في أواسط ستينات القرن الماضي، وفي نفس الوقت فإن الحكومة الاسرائيلية تطرح يهودية الدولة منذ سنوات، بغض النظر عن حقل الألغام الذي يختبئ خلف هذا الطرح، وما يعنيه من ادخال الصراع في حلقات مفرغة لإبعاد الأنظار عن الحلّ السلمي للأزمة، والذي يكمن في إنهاء الاحتلال وكافة مخلفاته، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس العربية، وإيجاد حلّ عادل لمشكلة اللاجئين.
ومما لا شكّ فيه فإن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تجيد فنّ إدارة الصراع بشكل لافت، لتكسب الوقت وتنفذ المشروع الصهيوني طويل المدى، والذي يتمثل بالتوسع واحتلال أراضي الغير، والذي يتخطى حدود فلسطين التاريخية، ولعل نشيدهم "للأردن ضفتان: الأولى لنا والثانية لنا أيضا" والذي لا يزالون يرددونه-بالرغم من اتفاقية السلام الأردنية الاسرائيلية الموقعة في العام 1994- يثبت ما يسعون إليه، وما يغرسونه في عقول أبنائهم منذ الطفولة. ومعروف أن الحكومات الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تمارس سياساتها وكأنها فوق القانون الدولي، معتمدة على قوتها العسكرية، والدعم اللامحدود من الولايات المتحدة الأمريكية لها على مختلف الأصعدة، وما يقابله من ضعف عربي رسمي يصل الى درجة الاستسلام، بل إن بعض الأنظمة العربية ساعدت وعملت على خدمة السياسة الاسرائيلية كنظام حكم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، الذي وصفته مصادر اسرائيلية بأنه "كنز اسرائيل الاستراتيجي".
فهل ستقبل اسرائيل التي أعدمت فكرة إنهاء الصراع من خلال إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة في حرب حزيران 1967 بحلّ الدولة العلمانية الديموقراطية الواحدة التي يتساوى فيها العرب والفلسطينيون بالحقوق والواجبات؟ وهل ستقبل اسرائيل بإعطاء حق المواطنة لحوالي أربعة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى حوالي مليون ونصف مليون هم مواطنون في اسرائيل؟ فاسرائيل منذ قيامها تعتبر مواطنيها الفلسطينيين "سرطانا في جسم الدولة"، وتريد الاعتراف بها كدولة يهودية للخلاص منهم.
إذا ما الذي تريده اسرائيل التي تملك القوة العسكرية لتنفيذ ما تريد، وتدعمها أمريكا الدولة الأعظم في تنفيذ ما تريد؟ خصوصا وأنها تؤمن بأن ما بين النهر-نهر الأردن- والبحر لا يتسع إلا لدولة واحدة، وبنيامين نتنياهو طرح ذلك في كتابه "a place between nations "الصادر في أوائل تسعينيات القرن الماضي والذي ترجم الى العربية تحت عنوان"مكان تحت الشمس"بأن حلّ القضية الفلسطينية يكون باقامة وطن بديل للفلسطينيين في الأردن، كون الأردن أيضا جزء من "أرض اسرائيل" التي تطلّ على الصحراء العربية، والمقصود الجزيرة العربية، وأن السلام مع الدول العربية يكون باحتفاظ اسرائيل بالأراضي العربية المحتلة بما في ذلك مرتفعات الجولان السورية، وهذ لمصلحة العرب- حسب رأيه- لأن اسرائيل ستطور مصادر المياه والزراعة في الدول العربية، وإذا ما اجتمعت"الانتلجنسيا" اليهودية مع الأيدي العاملة العربية فإن الشرق الأوسط سيتحول الى جنة.
وإذا ما كانت اسرائيل قد أنهت خيار إقامة الدولة الفلسطينية على حوالي 22% من أراضي فلسطين التاريخية، وهي بالتأكيد ترفض خيار الدولة العلمانية الديموقراطية الواحدة، فماذا تريد؟ وما الذي تخطط له؟
وهي أيضا لم تخبئ ما تريده، لكنها تنفذه خطوة خطوة، كي لا تثير الرأي العام العالمي ضدها، فهي تريد دولة يهودية نقية من "الغرباء"
وليس مستبعد عنها أن تنفذ ترانسفير "طرد جماعي" للفلسطينين المقيمين في ديارهم وعلى أرضهم، وهي تنتظر الفرصة المناسبة لذلك، والتي قد تكون خلال حرب اقليمية قادمة ستفتعلها، فقادتها يؤمنون أن ما لا يمكن حلّه بالقوة يمكن حلّه بقوة أكبر، وقد تبقي على عدد قليل من الفلسطينيين كديكور تجميلي، تنفيذا لمقولة المنظر الصهيوني جابوتنسكي مُلهم نتنياهو الفكري"لا يضير الديموقراطيات وجود أقليات قومية فيها".
26-3-2012



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ظلال باهتة وفنتازيا الأدب
- حفل تكريم الأديب جميل السلحوت شخصية القدس الثقافية للعام 201 ...
- محمود شقير: جميل السلحوت...المثقف المقدسي المثابر
- أوراق مرمر القاسم مهربة في ندوة اليوم السابع
- أوراق مرمر القاسم غير المهربة
- بدون مؤاخذة-هناء شلبي من ينقذها؟
- رواية الوجوه البيضاء في ندوة اليوم السابع
- المرأة وحقوقها
- عفوا سيادة الرئيس
- نازك ضمرة يعود لطفولته في رواية الجرّة*
- مديح لمرايا البلاد في ندوة اليوم السابع
- محمود شقير في مديح مرايا البلاد
- رواية -هوان النعيم- لجميل السلحوت تثير جدلا في ندوة مقدسية
- قراءة في رواية -هوان النعيم-
- خضر عدنان المدافع عن كرامته وكرامة شعبه
- البكاء على سوريا
- بدون مؤاخذة- فشل القوى القومية واليسارية
- (يوميات امرأة محاصرة) في ندوة اليوم السابع
- سما حسن في مجموعتها القصصية الجديدة
- فوز التيارات الدينية ليس مفاجئا


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-دولة واحدة أم دولتان