أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - مديح لمرايا البلاد في ندوة اليوم السابع















المزيد.....



مديح لمرايا البلاد في ندوة اليوم السابع


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 14:40
المحور: الادب والفن
    


"مديح لمرايا البلاد" في ندوة اليوم السابع

القدس:23-2-2012 استضافت ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس الأديب الكبير محمود شقير، حيث ناقشت إصداره الأخير"مديح لمرايا البلاد"الصادر عن منشورات دار الجندي في آواخر كانون الثاني –يناير-2012، ويقع الكتاب في 328 صفحة من الحجم المتوسط.
بدأ النقاش جميل السلحوت فقال:
هذا الكتاب عبارة عن يوميات في الأعوام 1996، 1997، و1999عاشها أديبنا وسجلها، فما الجديد في هذا الكتاب الذي جاءنا به محمود شقير الذي عرفناه قاصا مبدعا وكاتبا سرديا متميزا؟ ويحضرني هنا تعريف للأدب يقول"إن الأدب هو ذاك الكلام المنمق الجميل الذي إذا قرأه الجاهل ظنّ أنه يحسن مثله" ومحمود شقير هنا قدم لنا أدبا جميلا ومباشرا، لا يحتمل الرمزية، وإن كان يحمل ما بين السطور والكلمات معاني ودلالات ذات مغزى. ولا أعلم لماذا -وأنا أقرأ هذا الكتاب- ألحّت عليّ مقولة الشاعر أبي نواس التي قال فيها"والله لو أردت أن لا أتكلم إلا شعرا لفعلت"ويبدو أن يوميات محمود شقير قد أوحت لي بأن أديبنا يكتب أدبا حتى في الأمور العادية التي نعرفها جميعنا، لكن أحدا منا لم يكتب فيها بهذه الجمالية، وهذا هو الأدب الجميل، وأستذكر هنا أديبنا عندما كتب مقالات صحفية سياسية، فقد كتب أدبا سياسيا.
لكن محمود شقير الذي تحمل يومياته شيئا من مذكراته، وشيئا من سيرته الذاتية، لم يكتب لنا عن بطولات ومفاخر، ولم يكذب كما فعل بعض كتاب السيرة، وكتب لنا عن الإنسان في شخصية محمود شقير، كتب لنا عن الإنسان العادي في شخصيته مع أنه إنسان استثنائي، كتب لنا عن محمود شقير ابن القرية الذي يعيش حياته بهدوء كبقية أبناء بلدته، فهو مثلا يشارك في قطف ثمار الزيتون مع أفراد أسرته، ويشارك في تقليم الأشجار أيضا، وهو يشارك في التزامات اجتماعية مع عدم إيمانه بها، بل ومقته لها، كتب لنا عن الإبن البار بوالديه، فهو يجالسهم ويسعد بهم كما يسعدون به، وكتب لنا عن محمود الأب والجد الذي يحزن ويتألم بصمت على الحالة المرضية التي تعاني منها ابنته"أمينة" والتي أسماها على اسم شقيقته
"أمينة" التي رحلت وهي في ريعان الشباب، فهل الحياة سلبت الأمن والأمان عن "أمينتي" أديبنا لتتركه نهبا للمعاناة؟ وعن محمود الحفيد الذي يعاني هو الآخر من حالة مرضية، أورثت أديبنا همّا وألَما متواصلين، وكتب لنا عن فرحته الغامرة بولادة حفيد آخر له في 15-3 وهو نفس يوم ولادة أديبنا.
لكن من جهة أخرى، فإن محمود شقير الأديب لا يستطيع إخفاء موهبته الأدبية، ليس في أسلوب الكتابة فحسب، بل في نشاطاته ومسلكياته، وليس أدلّ على ذلك من الحوارية التي دارت بينه وبين الشاعر الكبير الراحل محمود درويش، والتي ثبتها على الغلاف الأخير لكتابه هذا، وهو يكتب عن لقاءات جمعته وكتاب آخرين، وبعضهم كانوا من طلابه في المرحلة الثانوية أثناء ممارسته لمهنة التدريس، ويستذكر لقاءات جمعته مع فنانين شاركوا في تمثيل المسلسلات التلفزيونية والمسرحيات التي كتبها، وهو يكتب عن لقاءات جمعته في لقاءات ومؤتمرات شارك فيها في الوطن وفي الخارج، ويكتب عن أفلام سينمائية شاهدها، ليس من باب نقل خبر فقط، بل يذكر بشكل خاطف تعليقه على ذلك الفلم.
ويكتب لنا عن محاولاته ممارسة النحت على الحجارة بتحريض من أحد الكتاب الذي يمارس النحت، ويخبرنا بأنه لم يستطع القيام بهذا الفعل، لكن له محاولاته في رسم اللوحات التشكيلية أيضا.
ولا يغيب عن كاتبنا في يومياته ذكرياته عن أيام مضت مثل عمله في مجلة قضايا السلم والاشتراكية في براغ، وتنقلاته في بلدان أخرى.
يبقى أن نقول أن جديد شقير هذا جديد فعلا في الشكل والمضمون، وهو جديد يستحق القراءة.
وقال ابراهيم جوهر:
مرايا العمر المتفلّت
مع محمود شقير وكتابه الجديد "مديح لمرايا البلاد"

في يومياته التي ضمّنها كتابه الأخير يكشف الكاتب المبدع محمود شقير برنامجه اليومي، ويكشف القارئ من وراء هذا البرنامج ذاته شخصية الكاتب، همومه، وطموحاته، ومشاغله، وانتقاده لذاته وللآخرين ممن يتعامل معهم، في البيت وفي الوزارة وفي الواقع الميداني.
نقف في يوميات محمود شقير على أنماط من الناس، والعلاقات، والأحلام، والمآخذ .
على الحزن الخفي، أو الصريح. وعلى بعض من ذكريات الطفولة والمراهقة.
على المشروع الأدبي الإبداعي للكاتب. وعلى كيفية التوفيق بين الخاص والعام.
على لغة بسيطة لم تقصد أن تقدم ذاتها بإبهار وتعال فجاءت أليفة وهي تكشف ببساطتها نفسية قلقة، متشكية، صابرة. ونفسية خلوقة متواضعة وموضوعية تبتعد عن الأنا ولا تزاحم الآخرين. هي شخصية الكاتب نفسه.
تحدى الكاتب بالكتابة ثم الكتابة والمطالعة ومراجعة ما قرأه في صباه هموم الحياة، وإفرازات الواقع المحبط ليواصل مشروعه الثقافي الذي ينبني كما يبني النمل مملكته، ويواصل عمله بلا أدنى تقاعس.
لذا وجدناه يكرر في أكثر من (يومية) في يومياته الممتدة على طول ثلاث سنوات شعوره بعدم الرضى عن ذاته التي لم تمكّنه من القراءة أحيانا، أو من الكتابة أحيانا أخرى.
وفي كل المواقف المنقولة نجده ناقدا لنفسه؛ وهو الكاتب نفسه الذي مارس عملية النقد الذاتي لذاته، واختياراته، وكتاباته. نجده يبدي عدم رضاه عما كتب، ويشير الى ضرورة مراجعة ما يكتبه ليخرج في حلة بهيجة مقنعة.
كما نجده ينتقد إقدامه على الموافقة على الترشح للانتخابات التشريعية، أو الموافقة على عضوية اللجنة المركزية للحزب الذي ينتمي إليه.
وينتقد مسلكيات بعض المثقفين، وأنانيتهم، وتزاحمهم على الظهور .
والكاتب يظهر موضوعيته وحياديته الإيجابية حين يشير الى دوره في لجنة الجوائز، وكيف أنه (سرّب) شرطا الى لائحة لجنة الجوائز بقصد إقصاء ذاته عن القرار، ولكن هذا كله لم يشفع له فنال (غضب) بعض زملائه في وزارة الثقافة !!
محمود شقير في كتابه الجديد (مديح لمرايا البلاد) وهو يقدم يومياته المزدحمة إنما يقدم ذاته؛ رؤاه، وأحكامه، ومواقفه من الحياة والناس والثقافة والأدب. ولكنه لا ينسى همومه الذاتية الإنسانية الطبيعية التي ترقب الحياة وهي تمضي مسرعة الى نهايتها المحتومة؛ الموت .
والموت يأخذ حيزا ليس قليلا من اهتمام الكاتب. وربما أراد مواجهة الموت الجسدي بالإصرار على الحياة في الأدب وبالأدب؛ لذا وجدنا هذا الدأب على الكتابة والقراءة؛ على الفعل الذي هو ضد السكون والقعود والانتظار. ولكن هذا كله لا يمنع الكاتب من إظهار هواجسه من تلك النهاية؛ الموت . فهو يستذكر أقاربه الذين توفوا، ويستذكر والديه. وحين يقف على مشارف القرن الجديد نراه يهجس بمن سيموتون.
ولكن التاريخ الأدبي يعلمنا بأن المبدعين الحقيقيين لا يموتون لأنهم خالدون مستمرون بإبداعهم، وجماليتهم الأدبية المستمرة. هكذا كان الأمر منذ امرئ القيس مرورا بالمتنبي وكل المبدعين بينهما الى غسان كنفاني ومحمود درويش وما بينهما ومعهما من الذين أبدعوا جمالا للحياة.

وقال عزالدين السعد:
كانت صدمتي عندما التقيت يوميات في "يوميات نائب في الأرياف" لتوفيق الحكيم وكنت تلميذا في اواخر الاعدادية لثقل ظلها عليّ، ولصعوبة تحمل شخصياتها وتهالكي في فهم وادراك معاني الكلام وطفقت بعد وقت طويل اكتب لي احيانا، وأتوقف حينا آخر راصدا لوقت ما صياغتها أو العودة اليها عندما يلتاع حنيني لشخوص وأحداث مضت، الى ان دفعنا الشاعر حنا ابو حنا مدير الكلية الارثوذكسية في حيفا في أواخر سبعينيات القرن العشرين لقراءة يوميات فلسطينية بالتورية "مذكرات دجاجة" للكاتب الفلسطيني المقدسي الكبير الراحل اسحق موسى الحسيني، أما مديح لمرايا البلاد فتعكس لك الصور صريحة ناصع، ففيها ما يحملك الى طياتها منسابا بين حوادث أيامها بلا مقدمات، كما بادرنا الكاتب محمود شقير منذ الرابع عشر من نيسان عام 1996 وحتى أخر يوم في القرن العشرين قاطعا وعدا بتتابعها بعد ذلك في جزء قادم ، تحت مظلتين الأولى مقولة محمود درويش " نحن لا نطلب من مرآتنا غير ما يشبهنا " (ص5) وما أوحى له بكتابة هذه اليوميات بقوله " انتهيت من قراءة مذكرات خليل السكاكيني " كذا أنا يا دنيا" وهي التي أوحت إليّ بالشروع في كتابة هذه اليوميات " ( ص15 ).
يحملنا التسلسل الزمني بمتعة يوما بعد يوم، واحيانا ابعد قليلا في مرايا مع ابطال ثابتين كالحفيد محمود والزوجة والابنة، وحالة القراءة التي تلازم اليوميات بعدد ساعاتها أو صفحات كتاب ما أو عدم القراءة من مكتبة غنية تمنحك اسماء مؤلفين ومؤلفات وشخوص، تلاقيهم في الاجندة تمر بهم فيستوقفونك، فيها تصوير مرجعي لحقبة فلسطينية متلاحقة الاحداث متراصة الوقائع، تحيرك عمّ تتحدث وممّ تنهل من هذا الكمّ الهائل من الأحداث، منذ اللحظة الاولى التي تأتي ثلاث سنوات بعد عودة الكاتب الى فلسطين في ال30من نيسان اثرغياب قسري بسبب ابعاد سلطات الاحتلال الاسرائيلي له مدة ثماني عشرة سنة في المنفى بعد عشرة اشهر في السجن (ص22) .... تجدك في السفر الممتع بين القدس ورام الله بين زوايا قمة الحدث الثقافي والسياسي، ومتعة تقليم الشجر في جبل المكبر، والحديث مع الوالدين، ثم فجأة تمر على مدن الوطن كأنك عصفور يطير في الناصرة وحيفا بلا حدود، وعودة الى مكوكية الساعة والحركة بين مدينتين ومتاعب الوظيفة في وزارة الثقافة الفلسطينية، مصطلحات مستحدثة في الواقع الفلسطيني .... يستوقفك حدثان هامان مفصليان هما: توقف صحيفة الطليعة المقدسية عن الصدور واخلاء مكاتبها في الشيخ جراح، حيث اوكلت اليه مهمة رئاسة تحريرها منذ 1994 حتى اللحظة( ص10 ) أما الحدث الثاني فجاء عن تنازله عن العضوية في المجلس الوطني الفلسطيني بعد فترة 9 سنوات "لم أشعر بأن لي ولكثيرين غيري أي دور يذكر في هذا المجلس، فلماذا أحتفظ بعضويته ؟ قد يبدو هذا الاستنكاف مستغربا في زمن التشبث بالمواقع والرغبة في الظهور، إنما هذا ما وقع، وانا الان مقتنع بما فعلت " (ص 13)
تتابع مصطلحات تلازم الحقبة سلام بالعافية ومسرحية من قلمه ديمقراطي بالعافية ص63 واحداث : مات اميل حبيبي في الناصرة 2-5 (ص25 )وعاد محمود درويش الى رام الله (ص26) محمود درويش في وزارة الثقافة بعد يومين7-5 (ص 31 ) 12-5 زرت حيفا بعد هزيمة1967 مرة واحدة وزرتها مرة بعد عودتي من المنفى، ولم أنم فيها من قبل (ص 36 ) 13-5 في فندق دان بنوراما في حيفا عروس البحر( نام فيها )، كان صباحا مدهشا ومفاجئا . أزحت الستارة ونظرت نحو المدى الممتد ورأيت المدينة والبحر وامتلأت نفسي بالمشاعر والرؤى، ولم استرسل في التصورات، كنت استرسلت فيها الليلة الماضية، فلماذا التكرار؟ (ص 37) ......15-5 اليوم ذكرى النكبة الفلسطينية. قبل يومين، كنت في حيفا وتذكرت ما تعرضت له المدينة في زمن سابق(ص38 ) .في الثالث من ايار دفن اميل حبيبي فيها، وكان أوصى أن يكتب على قبره " باق في حيفا " حيث "ألقى محمود درويش كلمة في وداع صاحب "المتشائل"" (ص27 ) لحيفا رونق خاص جدا في أدبياتنا الفلسطينية منذ (عائد الى حيفا رائعة غسان كنفاني، ولبيروت وجهان وجه لحيفا في حوارية شقيّ البرتقالة سميح القاسم ومحمود درويش) والكاتب يذكر في ص124 عن نفسه انه" كان سيلتقي محمود درويش في العام 1968 في حيفا، ولم يتحقق اللقاء بسبب صدفة غير متوقعة . التقينا في 1975 في بيروت عندما وصلتها مبعدا من سجن بيت ليد "كفار يونا" ، يوميات تؤرخ لمرحلة بلا حدود تنقل حر، حر ورمزية في قراءة الآخر كيف يرى الفلسطيني " سأقرأ رواية العاشق ل أ.ب. يهوشواع في ذكرى هزيمة 1967 (ص 64) "
تحمل لك مديح لمرايا البلاد باقة من الأسماء التي كانت باتت... ظلت كواكب متوهجة، هناك فوق كل شيء رجال ونساء من لحم ودم، يمشون في اسواق رام الله ويبيتون فيها وينشدون ويأكلون ويشربون شغلهم الشاغل الثقافة والمسرح والادب والوطن، حركة دائبة سائرة محمود درويش، يحيى يخلف، ليانة بدر، فدوى طوقان، بشير البرغوثي، مريد البرغوثي، أكرم هنيه، سليمان النجاب وآخرون كثر في اليوميات احياء وبعد اليوميات كان عدد منهم قد غادر الساح جسدا، لا ارثا تتفقد الثلة فلا محمود درويش ولا فدوى طوقان ولا اميل حبيبي ولا طه محمد علي .. يوميات تذكرك بما مضى ... وانه مضى، ومضات عبرات على عتبات الزمن، ولكن ما يثريك ويثيرك حقيقة واقع حدث "هاتفت اليوم محمود درويش الذي عاد لرام الله (من سفر)....سلمت محمود هدية كان احضرها له الشاعر طه محمد علي لمناسبة خروجه من المستشفى، فلما لم يجده سلمها لي الى حين حضوره الى رام الله "تعيش في احداث حلم التحرير الفلسطيني الاستقلال، لجنة فلسطين جوائز فلسطين في الآداب والفنون والعلوم ، "دفاتر ثقافية " و"صوت الوطن" ص248 التنقل الحر بين كل أجزاء الوطن ... وقد يداهمك حاجز في اليوميات لكنك تتنقل بحرية...
وتقرأ ما يقرأ كاتبنا "الأوديسة" لهوميروس و"عوليس" المستندة اليها رواية جيمس جويس ص263 رمزيتان كلاهما لمسارات العودة الفلسطينية ... أما محمود الحفيد فله حصة كبرى نسير معه في مراحل نموه ونطقه وسقوطه في حوض الزهور عن سطح البيت، وتطور ادراكه يبدأ بالكتابة احرفا وأرقاما، يكبر محمود الكاتب ومحمود الحفيد ومحمود درويش الذي يلازم الأيام من سفر فعودة فلقاء فحديث فكتابة ونشر وقراءة، والسباق مع الزمن للقراءة "كتب كثيرة ما زالت تنتظرني دون ان اتمكن من قراءتها !"ص 290 ... وصوت محمود الحفيد يلعلع في البيت ص319 بعد كل الخوف، انه ربما لن يتحدث لكنه انطلق ثم التفكر يأتي يوم الجمعة 31-12 آخر ايام القرن العشرين مع خلاصة مثيرة لتذكر من عاشوا ومتى ومأساة الشعب الفلسطيني التي ما زالت دون حل ...وماذا سيحدث لاحقا؟
"هذا المساء قلت : قد اعيش أنا حتى العام 2010 " هذا المساء تأملت ما قد يكون عليه القرن الجديد ...قد ...قد ...قد يزدهر الفن والأدب ... خلال القرن الجديد لا بد ان يحصل الشعب الفلسطيني على حقه في الحرية والعودة وتقرير المصير والاستقلال ..... " وفق الكاتب أمد الله في عمره في وضعنا امام المرحلة التي فتحت باب الحلم على مصراعيه لبنة لبنة، بنى لنا الأحداث وضعنا امامها ووضعها امامنا هو وفق بما اراد .... انا لم افلح باستيعاب ما حدث حتى اللحظة تراوح الايام امام ناظري ... أقرأها يوما يوما، واعاود الكرة فأقراها بتسلسلها التاريخي ثم انتقي منها فاقرأ وأقرأ فأجدني بعد غير مصدق ولما احط بما جرى ... هي يوميات تعكس ما فينا لا ما جرى فقط وتحمل ما حدث لاجيال تأتي لتعرف عما جرى لأنك صدقت الكاتب المبدع حين اقتبست ابن حزم الاندلسي " وأول مراتب الوفاء أن يفي الانسان لمن يفي له " لوطنه ووالديه وزوجه واولاده واحفاده والخل الوفيّ .....




وقال موسى أبو دويح:
عنوان الكتاب (مديح لمرايا البلاد) قدّم له بجملة لمحمود درويش: (نحن لا نطلب من مرآتنا غير ما يشبهنا). وأبو خالد بعد عودته إلى بلاده فلسطين، بعد إبعاده عنها مدّة زادت على ثمانية عشر عامًا، وجد نفسه بعد عودته بين أهله وذويه، وأصحابه وأحبابه، وبلاده ومسقط رأسه؛ ولا شكّ أنّه رأى في بلاده ما يسرّه ويبهج نفسه ويفرح قلبه بالرّغم من وجود الاحتلال البغيض.
لقد كتب خلال أربع سنوات 212 يوميّة قصيرة، بمعدل يوميّة واحدة كلّ أسبوع؛ وذلك لانقطاع في أول اليوميات مدة ثلاثة أشهر ونصف؛ سنة 1998م حيث ابتدأ يومياته في 16/04/1996، وانقطاع خلال سفره لأمريكا زاد على أربعة أشهر؛ كتب خلالها يومياته في أمريكا، ولكنّه لم يثبتها في هذه اليوميات، آملا أن يخرجها في كتاب مستقلّ عن رحلته إلى أمريكا وإلى غيرها من البلدان.
جاءت اليوميّات بلغة انسيابيّة سهلة سلسة، لا تعقيد فيها ولا تَقَعُّر ولا تمحُّل ولا سفسطة ولا حذلقة، وغلب على اليوميّات النّاحية الإنسانيّة الهادئة الودودة الرّحيمة عند محمود؛ حيث ركّز على علاقته بوالديه –رحمهما الله- وطغى عليها علاقته بابنته أمينة الّتي تعاني من ضمور في العضلات، وحفيده محمود الّذي يعاني صعوبة في النّطق
-عافاهما الله-. كما جاءت النّاحية العمليّة واضحة جليّة في اليوميّات، فكان لعمله في وزارة الثّقافة الفلسطينيّة، في هذه الفترة، نصيب كبير.
ولا يغيب عن البال أنّ قَدْرًا وافرًا منها، كان عن صديقه الشّاعر محمود درويش، الّذي كان له مكانة خاصّة في نفسه، والّذي قال له ذات يوم: "إنّ على الكاتب أن يفعل كما يفعل النّمل أثناء العمل؛ حيث يقوم النّمل بجهود صغيرة، لكنّها مثابِرة، وفي النّهاية تظهر حصيلة العمل".
أبو خالد قارئ نَهِم، ومع هذا فإنّه يطلب المزيد دومًا، ويؤلمه كلّ أمر يحول بينه وبين القراءة والكتابة. وهذا يذكّرني (بابن رشد) الّذي قيل فيه: (لم يجلس "ابن رشد" على عرش العقل العربي بسهولة ويسر، فلقد أمضى عمره في البحث وتحبير الصفحات، حتى شهد له معاصروه بأنه لم يدع القراءة والنظر في حياته إلا ليلتين اثنتين: ليلة وفاة أبيه وليلة زواجه). فمثل هذا الجَلَد على القراءة والكتابة أمر يُغْبط عليه أبو خالد وكلّ من هو على شاكلته.
أبو خالد مع قدرته على الكتابة، وإجادته للّغة، إلا أنّه يراجع ما يكتب مراجعات كثيرة فهو يقول في يوميّاته: (عدت إلى "ظلّ آخر للمدينة"، وأجريت التّصحيحات المطلوبة على الكمبيوتر، وسأظلّ أراجع هذا النّصّ أربعة أشهر أخرى قبل أن أدفع به إلى المطبعة). فليت كتّاب اليوم يراجعون كتاباتهم السّيّئة شهرًا بدل أربعة.
ونذكّر أبا خالد بالملاحظات التالية:
1. تحذف ألف (ابن) بعد النّداء فتكتب هكذا: (يا بن فلان).
2. كلمة (أربعمائة) الأحسن كتابتها هكذا: (أربع مئة).
3. نقول: الأربعينات ولا نقول الأربعينيّات؛ لأنّ مفردها الأربعين.
4. كلمة (ها أنا ذا) الأحسن كتابتها هكذا: (هأنذا).
5. ونقول: أنا وفلان وعلان وزيد وعمرو، ولا نقول: فلان، علان، زيد، عمرو وأنا.
وختامًا: اليوميّات رائعة وصادقة تستحقّ القراءة، وننتظر الأجزاء الأخرى.
وقال محمد موسى سويلم:

يوميات محمود شقير الأديب أم يوميات شعب، رغم خصوصياتها فالاصطفاف أمام الداخلية لساعات معاناة لكل إفراد الشعب المقدسي . .....الطريق إلى رام الله هي أيضا معاناة،....... مراجعة الأطباء،....... الجوائز وتوزيعها وزعل البعض أو امتعاضهم من التوزيع وطريقة التوزيع وعدم الرضا ، من يستحق ومن لم يستحق....الكثير الكثير من هذه اليوميات هي جزء من حياة شعب باختلافات معينة.
قطف الزيتون وتقليم الأشجار، ورعاية الأحفاد والأبناء، وملاطفتهم، تدريسهم، القلق عليهم، زيارة الاباء والاقارب ، العلاقات الاجتماعية في الأفراح والأتراح ، في الأعياد والمناسبات الدينية وغير الدينية هي يوميات شعب مع بعض الاختلافات التي لاتكاد تذكر أو العادات المرعية.
تطرق في يومياته إلى حياته الخاصة ،كثير منها كان يقول قرأت اليوم ولم أقرأ . شاهدت التلفاز أو لم اشاهد، وعن سفراته بطابع العمل أو الوظيفة او حتى سفراتة الخاصة .إلا أنها تعبير حي لما يمر به الكثير من الناس في حياتهم العامة والخاصة ايضا .
مديح لمرايا البلاد ماذا عنيت بهذا الاسم، أيّ مرايا وأيّ بلاد وأيّ مديح يا أيّها الرفيق . يوميات بدون مقدمة، بدون إهداء, بدون تمهيد .
كنت أتمنى على أديبنا وكاتبنا حين اقتبس من شعراء أو أدباء أن يعرف بهم ،فمثلا اقتبس من محمود درويش أن يكتب مثلاً محمود درويش – شاعر فلسطيني، خليل السكاكيني ..................... وهكذا ....
ان هذه اليوميات لن تقف في حدود الوطن لوحده بل نأمل أن تسير خارج الوطن وبذا نسدى خدمة أخرى بتعريف بعض من لهم حق علينا .
وقال سمير الجندي:

الكتاب عبارة عن مذكرات لكاتبنا الكبير، يسجل فيها محطات من حياته الحافلة بالأحداث والمفاجآت، يسجل مرحلة مهمة من مراحل مسيرتنا الوطنية، بأسلوب مشوق، هذه المرحلة التي تأتي بعد أوسلو مباشرة من العام 1996 حتى بداية العام 2000، أي قبل انتفاضة الأقصى بزمن غير بعيد، فيستهلها بمقولة لصديقه الشاعر الراحل محمود درويش" نحن لا نطلب من مرآتنا غير ما يشبهنا"... في هذا الاستهلال الرائع، يبين لنا الكاتب شقير نيته في نقل مذكراته كما هي، بعيدا عن المبالغات والحشو، ينقلها بكل شفافية، وبأريحية الأديب الإنسان.
عرفنا محمود شقير معرفة لا تتعدى نصوص قصصه عن القدس ومعاناتها اليومية، عرفناه كاتبا متألقا، لكننا هنا في هذه المذكرات تعرفنا على محمود شقير الإنسان، كم هو بسيط وعفوي، يحب عائلته حبا جما، حنون على ابنته أمينة، عطوف ومحب لحفيديه "محمود" ابن خالد، وبشار ابن أمين، يجالس والديه ويبرّهما، ويحب صداقته مع صهره إبراهيم، زوج أخته آمنة، التي تكبره سنا، يحاول جاهدا مساعدة محمود الحفيد على النطق السليم، ويعجب كثيرا بإرادة ابنته أمينة التي تفوقت على مرضها...
يحاور أصدقائه بلغة الأدب والسياسة، يذهب إلى المسرح ليشارك الممثلين تجاربهم المسرحية، كما يرتاد صالات العرض السينمائية، يتعلم الرسم، ويحاول النحت، ويسهر أحيانا، وينام أحيانا لوقت متأخر من النهار، ويتجول بين أزهاره ويقلم أشجاره...
محمود شقير، هذا الكاتب المبدع، الذي نقل هموم الوطن بين دفتي كتاب، اليوم ينقل لنا همومه وأحاسيسه من الداخل، ينقل لنا كيف تنمو أفكاره، وكيف تنضج أحاسيسه، وكيف يضعها في إطارها اللغوي الأنيق... ينقل لنا ذلك بلغة أدبية خفيفة على النفس، شاعرية، لا تخلو من التشويق، بأسلوب السهل الممتنع، خُيل إلي أن كاتبنا المبدع عندما يتكلم مع محدثيه في البيت أو في مكتبه في وزارة الثقافة، أو عندما كان رئيسا لتحرير صحيفة الطليعة، أو في مكتب الحزب، أو في محاوراته السياسية، أو مناقشاته مع الفنانين المسرحيين، فإن كلامه يقطر أدبا وشاعرية، هذا الرجل أبهرني بلياقته وذوقه الرفيع عندما عرفته، وأبهرني ألف مرة مع كل نص أقرأه من نصوصه، إنه من الرجال القلائل الذين يتمتعون بثقافة الأدب وثقافة الفن، وثقافة السياسة، وثقافة الحياة الحقيقية، وثقافة الوطن، بعيدا عن التعقيد، هو قارئ جاد، ينوع في مطالعاته، يقرأ لكتَّاب محليين، وعرب، ويهود، وأوروبيين، وروس، بالإضافة لفلسفة القدماء...
هو موسوعة ثقافية، وهذا ينعكس بطبيعة الحال على مستوى فنه الأدبي الرفيع، هو يتفوق على أقرانه في مجالات إبداعاته، بخاصة قصصه القصيرة جدا، وقصص الأطفال والمسرحيات التي تعالج الواقع الفلسطيني بأسلوب ساخر محبب...
إنني أستميح صديقنا محمود شقير عذرا على عجزنا إيفاءه حقه، فنحن عاجزون أمام هذه القامة الأدبية العالية.
وقال طارق السيد:
عنوان بتوقيع الأديب المقدسي الفلسطيني (محمود شقير) ...امتزج العنوان مع العبارة الأولى للكتاب وهي للشاعر الفلسطيني محمود درويش- نحن لا نطلب من مرآتنا غير ما يشبهنا - .
... بضع صفحات قرأتها في البداية، في محاولة أولى من اجل تصنيف ذاتي لهذا العمل، ففي كل مرة اقرأ عملا أدبيا جديدا اشعر ببعض القلق، وإذا كان هذا العمل ينسب إلى كاتب كبير فان قلقي يزداد أكثر....
لان القلق يقع على التذوق السليم للقارئ ، لان القارئ يتوقع دائما الأفضل من الكاتب الذي يخط خارطة أدبية جديدة ..
لذلك استرسلت في القراءة لباقي أيام وتواريخ الكتاب حتى أجد نفسي كقارئ، فوجدت بان الكاتب محمود شقير اهدى لنفسه هذا العمل، وهذا أمر طبيعي أن يهدي الكاتب مرآة لنفسه على شكل مذكرات يبحث فيها عن نفسه ويعبر فيها عن خلجات صدره ، ويفكر بصوت عالٍ .
الكتاب عبارة عن أجندة ، نرى فيها الكاتب الأب والإنسان والفنان وحتى الناقد السينمائي والرحال وصاحب الذكريات الحزينة أكثر من السعيدة .
المذكرات الصورة المصغرة عن السيرة الذاتية للكاتب محمود شقير، تحمل كلمات الصراحة والهروب من الخجل في الحديث حتى عن واقع حياته بأدق التفاصيل، والقدرة الرائعة على التكيف فيعود طفلا مع محمود الصغير ومثقفا مع الكتاب ومسئولا في موقع عمله وإنسانا في مجتمعه .
والغريب إننا في النادر من الأحيان ما نستطيع أن نتكيف في حياتنا بهذه الدقة

أسلوب الكاتب في سرد يومياته اعتمد على ذكر الأمور الأبرز في دفاتر حياته، وابتعد عن الملل من خلال إشباع متصفح هذه الصفحات بهوايته المتعددة .
مذكرات تحمل في طياتها لحظات من ذكريات ، تستوقف محبي الفن والموسيقى والمسرح والحزبية الثورية .....
لأول مرة منذ فترة طويلة لن أتحدث عن جماليات كتاب ولكنني اكتفيت لنفسي بعبارة الكتاب جميل.
وقالت نزهة أبو غوش:
عندما قرأت هذا الكتاب أحسست بشيء خاص جديد يختلف عن باقي قراءاتي.
رأَيت حياة تتجسّد أّمامي، وحركة ليس لها نهاية. حياة غنيّة بالأمل والتّطلعات. حياة يملأُها الدم النّازف من جرح الوطن، وخيبات الأمل الكثيرة. والنّجاحات، حياة فيها الحروب والانتفاضة ومحاولات للسّلام وذبذبة ما بينهما. حياة بين الحواجز العسكريّة والاحتلال حياة يملأُها السّفر والتّنقل من مدينة لمدينة ومن عاصمة عربية لعاصمة أُوروبيّة. حياة الكاتب مع أَصدقائه وبينهم. فرحه بهم وأَلمه عند الفقدان: محمود درويش، توفيق زيّاد فدوى طوقان، وآخرون كثيرون من أُدباء وفنّانين وسياسيين.
من خلال قراءَتي للمذكّرات، ربّما استطعت الدّخول إِلى قلب الكاتب، ومشاعره الحقيقيّة الصّادقة، عن فرحه بأًسرته، وعن أَلمه لألمهم. عن أُمنياته، تصوُراته، متعته مع الأحفاد. وشفقته على الابنة الضّعيفة أمينة، والحفيد الّذي تأخّر نطقه. بدت انسانيّة الكاتب واضحة في هذا المقطع.
تميّزت حياة الكاتب بالحركة الأدبيّة، والثّقافيّة الّتي لم يتوقّف عنها إِلا لأسباب اجتماعيّة ضرورية، والّتي كانت تؤرقه، وتشغله كثيرًا. زار المسارح، وعلّق على المشاهد وقال ما يعجبه وما لا يعجبه. نقد كتاباته الّتي لم يكن راضيًا عنها بكل صراحة. قال في صفحة211 مثلًا
" حاولت أن أكتب شيئًا, كتبت نصًا نثريًّا هزيلا. كم أتضايق حينما أُحاول الكتابة فأجد نفسي خاوية من الدّاخل ولا رغبة لديّ في الكتابة" ،
" راجعت "ظل آخر المدينة" شعرت باستياء من بعض المشاهد الّتي يطغى عليها السّرد الإخباري التّقريري" ص 216.
خلال السّنوات الأربع من المذكّرات، حيث كان عمر الكاتب في أواخر الخمسينيّات، تعرّفت على بعض كتاباته وانجازاته الأدبيّة في مجلة الكرمل، ودفاتر ثقافيّة، ظل آخر للمدينة، قالت مريم، وغيرها.
من خلا ل قراءَتي لمذكّرات الكاتب محمود شقير، استطعت الولوج إِلى مكتبته الخاصّة، والغنيّة بالكتب العربيّة، وغير العربيّة الّتي قرأًها وأَبدى رأيه فيها بشكل خاطف وسريع، ولم يبدِ رأيه ببعضها أَحيانًا.
أَحببت أَن أَتوسّع في هذا المجال وأَذكر هنا آراء الكاتب في بعض الكتب الّتي قرأَها، والمسرحيّات الّتي شاهدها، وكذلك بعض الافلام :
مذكّرات "كذا أنا يا دنيا" للسّكاكيني، هذه المذكّرات أَوحت له بكتابة مذكّراته "مديح لمرايا المدينة" الّتي نحن الآن بصدد الكتابة عنها.
قال عن كتاب " الأربعينية للاسباني خوان غويتيسولو بأنّها كتاب يفيد عن التّصوف الإسلامي، وعن ديوان " النّاي والرّيح" للشاعرخليل حاوي الّذي بدا القلق الوجودي واضحًا فيه. قرأ لحنان الشّيخ" مسك الغزال الّتي تحدّثت فيه عن قمع المرأة العربيّة. أُعجب الكاتب محمود شقير بجرأة حنان الشّيخ، ومدى اهتمامها بموضوع المرأة.
أَمّا عن رواية "منتهى" للكاتبة المصريّة هالة البدري فقد قال عنها بأنّها رواية ممتعة وشيّقة. عن رواية " العاشق" للإسرائيلي يهشوع الّذي كتبه بعد حرب 73 فقد لاحظ الكاتب الصّورة المتدنيّة للعربي في هذا الكتاب، ومدى تأزّم الاسرائيلي بعد الحرب.
أَمّا عن " نهر يستحمُّ في البحيرة" ليحيى يخلف فقد اعتبرها أقرب إِلى السّيرة الذّاتيّة، كما قال عن " راعي غربة" للكاتب احسان عبّاس بأنّها أيضًا سيرة ذاتية، لكنّها لا تبوح بالجانب الشّخصي للكاتب، وهي تعبّر عن النّظرة الضّيقة للكاتب بالنسبة للمرأة. هنا شبّه الكاتب محمود شقير نفسه بإحسان عبّاس من هذه النّاحية "أَنا تقدّميّ حينما أكتب عن المرأة، لكنني في الممارسة لا أزال واقعًا إِلى حدٍّ ما تحت تأثير الرّواسب الّتي علقت بي من بيئتي المحافظة." ص 87.
عن كتاب " سيرة مدينة" لعبد الرحمن منيف، لم يعجب شقير حديث الكاتب عن نفسه بضمير الغائب؛ لأنّ هذا يفقدها قيمتها كسيرة ذاتيّة، بل هي أقرب إِلى الرّواية.
قرأ كاتبنا في الكتاب المقدس" التّوراة"، لكنّه لم يعلّق عنه بكلمة واحدة.
عن رواية " المثقّفون" لسيمون دو بوفراد، فلم يعجب الكاتب ما قاله سيمون في صفحات كثيرة في السّياسة، بينما أَعجبه الصّفحات الخاصّة بالعلاقات الإنسانية.
قال الشقيري عن " مذكّرات دجاجة" لأسحق موسى الحسيني، بأنّها تستحقُّ التّأمّل وخاصة لأنّها كتبت قبل النّكبة بخمس سنوات، وهي تدعو للسّلام.
عن ديوان محمود درويش" لماذا تركت الحصان وحيدًا" قال:" هذا الدّيوان يفيض عذوبة، وقدرة على تطويع اللغة وعلى الغوص في ثنايا الذّات" ص 198. كذلك عبّر عن إعجابه بديوان" سرير الغريبة" للشّاعر نفسه، واعتبره مسارًا إبداعيا مكمّلًا للديوان الأوّل.
عن رواية توني موريسون" العيون الأكثر زرقة" أَبدى الكاتب مدى إعجابه بقدرة الكاتبة على العطاء المتميّز.
أمّا عن الأفلام والمسرحيات فكانت له أَيضًا آراءْه:
عن فيلم " لشادي عبد السّلام ا"لمومياء" أَعجبه أُسلب الإخراج، ويرى أَنّ الفيلم كان ممتعًا، وشخصيات الفيلم محسوبة بدقّّة.
أَمّا عن الفيلم الوثائقي" الحصار" يرى أَنّ فيه هفوات فنيّة أَضعفت من إيقاعه.
عن فيلم "عرس الجليل" لميشيل خليفي، فقد أَبدى إعجابه به دون أي تعليق.
عن فيلم" المعتقل" أَبدى الكاتب عدم اعجابه به دون توضيح الأسباب، على العلم بأن المتج العريان طلب منه ابداء رأيه فيه.
أَمّا عن المسرحيات، فقال عن المسرحيّة الألمانية الصّامتة " تحوّل" الذي شاهدها في مسرح عشتار بأنّها جيّدة.
عن مسرحيّة عن مسرحيّة " الحبل المتهدّل" للاسباني فرناندو، قال بأنّها مسرحيّة متوسّطة المستوى.
هناك كتب ومسرحيات وأفلام لم أَرصدها، واكتفيت بهذه فقط. لا أنكر مدى استفادتي من تعليقات الكاتب عليها، وإبداء رأيه بها.

وقال جمعة السمان:
أن تضع ملاحظات على نص لفارس صال وجال في ميدان الأدب..وأبلى بلاء حسنا..فهذه جرأة
أما النتيجة فيعرفها كل من درس أخلاق الفرسان..سينقلب السحر على الساحر..ويعلمنا صاحب النص
كيف نمسك القلم..ويرشدنا كيف نكتب الملاحظات.
تجادلنا كثيرا في نص مديح لمرايا البلاد..فقالوا أنها لا تعدو مذكرات أديب، اعترضت وقلت بل هي رواية بعنوان "حياة أسرة في حضن وطن".
في البدايةكلمة حق أقولها دون حرج شجعني عليها الكاتب حين كان يذكر سلبياته ..قبل إيجابياته..بعيدا جدا عن "الأنا" التي تسيطر على الكثير من أدبائنا، التي قد تكون حادة لدرجة أنك تخسره كصديق...في البداية عندما تصفحت الكتاب ..ورأيت عدّ الصفحات 327 صفحة قلت:
ما الذي يجعلني أحشر انفي في مذكرات اسرة طوال 327 صفحة، ولم أكن أدري أن الكنوز على بعد كلمات عن عيني..وإذا بالصورة تنقلب في ذهني..وتلمع في عيني عنوان إنها "حياة أسرة في حضن وطن"...جسد واحد..وجع واحد..إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحّمى
بدأت القراءة..إذا بجمالية اللغة وسلاستها تاخذك من نفسك.. سهل ممتنع…تمسك يدك بلطف من أول كلمة في اول صفحة..الى آخر كلمة في آخر صفحة.
والتشويق..وأهمية الحدث..وما غفل عنك من قضايا الوطن..تجعلك تنسى نفسك وتتابع..
وإذا بآخر كلمة في آخر صفحة تقول لك الى اللقاء في كتاب آخر..دون أن تدري كيف ركضت الساعة..أو مرّ الوقت
إيجابيات:
أبدع الكاتب حين استعار جناحيّ ابن بطوطة..جاب العالم ..يحمل على كتفه همّ وطن يجوب به عالما يجهل أدب وثقافة وفن وأخلاق وقضية الشعب الفلسطيني.
وكان ان عزّز هذا في نفسي أهمية الأديب وعظم مسئوليته..وكيف جعل من نفسه درجة ترتفع عليها حضارة الوطن...وأنها ليست مذكرات أديب..بل مذكرات "أسرة ووطن."
عظمة هذه الرواية ..أنها ذكرتنا بعظمة رجالنا وتضحياتهم..منهم من نال الشهادة ومنهم من ما زال يكافح ويجاهد..سيّان إذا كان صاحب قلم ..أو حامل سلاح آو صامدا يتشبث بأرضه..وأكثر ما أبهج روحي كلمة حق تاهت عن ألسنة من أضلهم الإحتلال،,برهنت على أنه ليس هناك خط أخضر..شعب واحد..ولد من بطن أرض واحدة.
فالثورة ثورة فلسطيني من شمالها الى جنوبها..ومن شرقها الى غربها، فما كان محمود درويش وتوفيق زيّاد وغيرهم من أبناء الشمال غائبين، بل كانت بصماتهم واضحة على كل قضية وعمل وحدث
التشهير وكشف مساوئ الإحتلال وجرائمه..وبعده عن التعامل الإنساني مع الشعب الفلسطيني..وقد وضح ذلك في معاناة أبناء الشعب أمام مكتب الداخلية أو مراكز التفتيش..ومعاملة المساجين..وغيرها من الأحداث التي تدين الإحتلال محليا ودوليا.
الحس الوطني وأمانة المسئولية..وقد تجلت عندما استقال الكاتب من المجلس الوطني..حين اقتنع بعدم جدواه.
خطورة القلم..وعظم مسئولياته..ودوره الفعّال في التوعية..وكان ذلك حين رفض الكاتب
رئاسة تحرير مجلة الطليعة التي كان يرأسها بشير البرغوثي.
قدرة الكاتب على مواصلة النضال رغم تشتّت أفكاره بين مسئولياته الوطنية
ومصابه بمرض ابنته أمينة وحفيده محمود.
تواضع الكاتب..إذ أنه يبدأ في اولى صفحاته بالإعتذار..يشكو نفسه لقرّائه..عن وعد قطعه على نفسه..لكنه تقاعس وأخلفه نبذ "الأنا" من قاموس حياته..والإبتعاد عن الزهو والتعالي بفنّه وثقافته وعظم إنجازاته. وقد وضح ذلك حين قدم أفكارا لنص مسرحي لزميله المخرج مازن غطاس،فلم يعجبه
...لم يغضب الكاتب ..ولم يعاتب..ولم يثأر لقلمه..بل قال أنه سيتأكد من المادة التي يكتبها
قبل أن يقدمها لأحد..كما اعترف انه لم يفهم ديوان الناس والريح لخليل الحاوي، رغم أنه كان مدرس لغة..كما أنه صرّح ايضا أن كتاباته للمسرح غير مميزة، علما بأنني ذهبت ذات يوم لأحضر مسرحية من تأليفه في مسرح السراج فلم أجد مقعدا.
وصرح أيضا أنه اشتغل عاملا في شق الطرق..ذكر كل هذا ..رغم أنه كان بإمكانه أن يغطّيها بنجاحاته..وما قدّمه من إبداعات.. سواء أكان في المسرح..أو السينما أو الكتابة، ولكنه لم يفعل..تعالى على المظاهر..وكان له كل المحبة والإحترام.
صفة الإخلاص والوفاء للصديق..تتجلى في تكرار ذكر مآثر وعظمة صديقه خليل السكاكيني..واثر موت ولده سري عليه وعلى زوجته سلطانة ،تراجع الفن والمسرح والسينما كان له اثر كبير على نفسية الكاتب كأديب، كان يتطلع الى رفع هذه الفنون كحضارة يصل بها الى المستوى الراقي ..يتباهى بها أمام الأمم.
خيال الكاتب..ذات ليلة ظلامها دامس..دارت عيون الكاتب تجوس حيّه،فرأى النور يطل من خلف الأبواب والشبابيك..ثمة هموم أكيدة وحكايات لا اعرفها خلف هذه الأبواب والسبابيك…دقة الوصف والتفاصيل..في الغرفة لوحة لإمرأة ذات جديلة…تفتح عينيها الواسعتين ببراءة واتزان.
رهافة حسّ الكاتب وحساسيته..كانت واضحة في تعامله الحنون مع أبنته أمينة وحفيده محمود
حكمة خلص إليها الكاتب وغفل عنها كثير من كتّاب الرواية…الرواية الجيدة ليست هي التي تعني برصد الوقائع..وإنما التي تتّخذ من الوقائع ذريعة لترسيخ فكرة..أو سلوك..أو خبره بشرية ما توجس الكاتب..أخشى المجملات التي تعمّ حركتنا الثقافية
في الختام ..ما كان الأديب محمود شقير في مديح لمرايا البلاد ..سوى قلم يسجل
بأمانة وحرص وبراعة ذكريات وطن ..يقدمه حدّوتة من الجد الكبير "الوطن" الى أحفاده ..مدى سنين عمره الطويل.








#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود شقير في مديح مرايا البلاد
- رواية -هوان النعيم- لجميل السلحوت تثير جدلا في ندوة مقدسية
- قراءة في رواية -هوان النعيم-
- خضر عدنان المدافع عن كرامته وكرامة شعبه
- البكاء على سوريا
- بدون مؤاخذة- فشل القوى القومية واليسارية
- (يوميات امرأة محاصرة) في ندوة اليوم السابع
- سما حسن في مجموعتها القصصية الجديدة
- فوز التيارات الدينية ليس مفاجئا
- أدب السجون
- تكريم نسب ومروة في ندوة اليوم السابع
- نسب ومروة نجمتان في سماء القدس
- رواية-عناق الأصابع- في اليوم السابع
- اللي فات مات
- -ورد القوافل- في اليوم السابع
- نفحات قلب ماجد الدجاني في اليوم السابع
- الحوار المتمدن والعلمانية
- بين التطبيع والتضبيع وأزمة المصطلح
- في فلسطين مافيا من نوع آخر
- -عناق الأصابع- ومعاناة الأسرى


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - مديح لمرايا البلاد في ندوة اليوم السابع