أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة –هنا القدس














المزيد.....

بدون مؤاخذة –هنا القدس


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3740 - 2012 / 5 / 27 - 14:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


الحدث الثقافي والسياسي الكبير الذي شهدته مدينة القدس العربية المحتلة مساء السبت 26-5-2012، والذي بموجبه دخلت عروس المدائن موسوعة غينيتس للأرقام القياسية، من خلال أطول مائدة طعام طبيعي خالية من الكيماويات واللحوم، ليس حدثا عاديا، أو عابرا في مدينة عريقة أدمى قلبها طول سنوات احتلال بغيض استهدف البشر والشجر والحجر، فهذا الفعل الثقافي تزامن بعفوية مع احتفالات المحتلين بما يسمونه يوم القدس حسب التقويم العبري، فأغلقوا منافذ المدينة المقدسة وقاموا بمسيرات وبلطجة وزعرنات في شوارعها وأسواقها تحت حراسة عسكرية مشددة، بل وصل جنون القوة عند بعضهم الى اقتحام ساحات المسجد وتدنيسه، وجاء الردّ المقدسي الفلسطيني ثقافيا وحضاريا، من خلال أطول مائدة طعام طبيعي تدخل موسوعة غينيتس العالمية...جاء الردّ بحضور آلاف المقدسيين الذين اكتظت بهم شوارع المدينة ، ليتجمعوا في ملعب المطران في تظاهرة ثقافية ابداعية لافتة، يهتفون بصوت واحد"هنا القدس" هنا القدس الفلسطينية العربية الشامخة، هكذا أنشد الفنان أحمد أبو سلعوم، فردت عليه الجموع المقدسية، شاء من شاء وأبى من أبى ومن أبى فليشرب مياه البحر الميت كما قال رمز فلسطين وقائدها الراحل ياسر عرفات، ولأهمية الحدث ولمن لم يقرأ الرسالة جيدا، كان الحضور الرسمي الفلسطيني ممثلا باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، مكتب السيد الرئيس، رئيس الوزراء، وزراء، محافظة القدس، قادة فصائل وأحزاب، رجال دين مسلمين ومسيحيين، ممثلين للمؤسسات الوطنية والشعبية، وآلاف المقدسيين، اجتمعوا على رؤوس الأشهاد ليهتفوا للقدس، عاصمة الشعب الفلسطيني السياسية والدينية والتاريخية والحضارية، وليشهد العالم من خلال موسوعة غينيتس أن القدس فلسطينية عربية.
وإذا كان الآخر لا يملك غير القوة العسكرية الغاشمة لإثبات وجوده غير الشرعي، وغير القانوني لجوهرة المدائن، وعاصمة العواصم، فإن الردّ المقدسي الفلسطيني جاء ردّا ثقافيا حضاريا مدعوما بحقائق لا تكذب، فالأكلات الشعبية الفلسطينية مثل(ورق الدّوالي، المفتول، الرشتاية، المجدرة، المحاشي، الحمص ، الفول، الفلافل، الملفوف، الخبيزة، المقلوبة، المنسف، المسخن....إلخ) من القائمة الطويلة التي يسيل لعاب من يشمّ رائحتها ليست أمرا عاديا كما يظن بعض الفلسطينيين الذين وجدوها في بيوتهم منذ ولادتهم، بل هي نتاج حضارة وثقافة توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد منذ غابر الأزمان، تماما مثلما هي الرقصات والدبكات والأغاني الشعبية التي انطلقت من حناجر المقدسيين، ولو لم تكن كذلك لكانت شعوب أخرى تعرفها وتعلم طريقة تحضيرها...وهذا لا يعني أن للعاصمة الفلسطينية ثقافة منفصلة ومنغلقة، كون الاحتلال يحاصر المدينة بجداره التوسعي، ويعزلها عن محيطها الفلسطيني وامتدادها العربي، فالثقافة المقدسية جزء من الثقافة الفلسطينية بشكل خاص والعربية بشكل عام، مع التأكيد على خصوصية القدس الأكثر استهدافا من قبل الغزاة.
وللتذكير فقط فإن الموروث الشعبي جزء من الهوية الوطنية لأي شعب، وشهادة تاريخية على عمق جذور الشعب على أرضه، وبلادنا فلسطين تكاد تكون متحفا كبيرا لكثرة ما تحتويه من كنوز حضارية أنتجتها أجيال متعاقبة عبر التاريخ، فقدسنا رغم صغر مساحتها وجلال قدرها، وكثرة الطامعين بها كما هي بقية مدننا وقرانا، شاهد على عظمة شعبنا، ومساهماته في بناء الحضارة الإنسانية عبر التاريخ، فالقدس القديمة وحدها تختصر حضارة تحتاج إلى آلاف الباحثين وعشرات الدارسين لحصرها وتدوينها، ففيها المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وعشرات المساجد والكنائس الأخرى، إضافة إلى الزوايا والتكايا والأسواق العريقة، والمدارس ودور العلم، والأبنية التاريخية التي يحمل كل بناء منها قصة حضارة ومجد، وسور المدينة العظيم...وغيرها، وهندسة الأبنية التاريخية في المدينة تتفوق جمالا ومعمارا وتنظيما على مثيلاتها الحديثة، وتندرج الأكلات الشعبية وأدوات المطبخ ضمن هذا التراث العظيم، ومن هنا تأتي أهمية دخول موسوعة غينيتس العالمية، فالمائدة لم تكن للطبيخ فقط ولملء البطون كما يتوهم البعض، بل تحمل في ثناياها رسالة تقول:(القدس تنطق بأنها مدينة عربية) ويشهد العالم على ذلك، من خلال شهادته بأن كل شيء في القدس عربي بما في ذلك الطبيخ.
22-5-2012
مدونة الكاتب جميل السلحوت: http://www.jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية-دروز بلغراد- في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة- خير من فينا
- بدون مؤاخذة- نكبة واستقلال
- قصة البنت التوتيّة في اليوم السابع
- البنت التوتيّة والأهداف التربويّة والتعليميّة
- رواية هناك في سمرقند في اليوم السابع
- كتابان لحنان جبيلي عابد في اليوم السابع
- قضية الأسرى الفلسطينيين قضية شعب وأمّة
- ما تيسر من عشق ووطن نزيه حسّون في اليوم السابع
- الأسير حسام شاهين الباسم دائما
- الإصدار الشعريّ الجديد لنزيه حسّون
- ديوان (آخر صورة لمولاتي) في اليوم السابع
- ديوان نزف التراب في اليوم السابع
- ديوان نزف التراب لبكر زواهرة
- جرائم حصار قطاع غزة
- اليوم السابع تحتفي بالأديب جميل السلحوت
- بدون مؤاخذة-دولة واحدة أم دولتان
- رواية ظلال باهتة وفنتازيا الأدب
- حفل تكريم الأديب جميل السلحوت شخصية القدس الثقافية للعام 201 ...
- محمود شقير: جميل السلحوت...المثقف المقدسي المثابر


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة –هنا القدس