المالكي في الموصل

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 23:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إجتماع مجلس الوزراء الذي جرى في مدينة الموصل الثلاثاء 29/5/2012 .. مّرَ بدون مفاجآت كبيرة ، أو احداث غير متوقعة . وأدناه بعض الملاحظات العامة :
- قوة عسكرية وامنية كبيرة ، قدمت بَراً وجواً من بغداد ، قبل وصول المالكي والوفد المرافق له .. وفرضتْ سيطرتها على مخارج ومداخل المدينة .. وأغلقتْ أربعة جسور من مجموع خمسة .. وذلك يعكس ببساطة .. عدم ثقة المالكي ثقةً كافية .. بالقوى الامنية المتواجدة أصلاً في المدينة ، على الرغم انها محسوبة على المالكي ومن المفروض ان تكون مُوالية له .
- بعض الإعلاميين ومراسلي المحطات الفضائية ، جاءوا مع الوفد .. ولم يُسمح لوسائل الإعلام المحلية في البداية بالتواجد في القصور الرئاسية ، حيث عُقد الإجتماع .
- تَجّنبَ المالكي عمداً .. التطرُق الى عُمق المشاكل الموجودة على الساحة الموصللية .. ولم يأتي على ذكر المادة 140 على الإطلاق .. وحتى عندما أثار بعض أعضاء مجلس المحافظة ، قضية الآبار النفطية المتواجدة في مناطق النفوذ الكردية .. وقوات البيشمركة في العديد من المناطق المتنازع عليها.. فان المالكي ، تجاهل الامر ببساطة ! .
- بعد مقاطعة الوزراء الكرد لإجتماع مجلس الوزراء الذي إنعقد في كركوك قبل اسبوعين ، وحضور المحافظ ورؤساء العديد من الدوائر ومسؤولي الاحزاب الكردية في كركوك .. وما تبعَ ذلك من لغط ، وإنتقاد .. فأن إجتماع الموصل أكَدَ في إعتقادي ، إرتباك الموقف الكردي ، وعدم جدية المُقاطعة ، او على الأقل ، غياب وحدة الصَف والموقف .. والدليل على ذلك .. حضور نائب رئيس الوزراء " روز نوري شاويس " مع الوفد من بغداد ، وكذلك وزير التجارة ووزير الهجرة والمُهجَرين ، وهُما من التحالف الكردستاني أيضاً .. ومن مظاهر الإرتباك في الجانب الكردي .. إعلان أعضاء مجلس المحافظة من قائمة " نينوى المتآخية " ، قبل يومَين ، عن مقاطعتهم ، لإجتماع مجلس الوزراء .. إلا انهم ، عادوا في صبيحة يوم الإجتماع ، ليقولوا انهم سيشتركون للمطالبة بالخدمات وحقوق المواطنين .. ومع هذا .. ونتيجة صعوبة التنقُل وإنتشار السيطرات الأمنية بكثافة .. فانهم وصلوا الى مكان الإجتماع في وقتٍ متأخر ! .
- عضوتا مجلس النواب " مُدركة الشوربجي " من الجبهة التركمانية ، و " ميساء الطائي " من كتلة الحوار .. إستنكرَتا عدم دعوتهما لحضور إجتماع مجلس الوزراء في الموصل .. في حين انهما تمثلان المحافظة في مجلس النواب ! .
- حاول بعض أعضاء مجلس محافظة نينوى ، من الذين اُبعِدوا مُؤخراً عن رئاسة اللجان ، بعد عودة قائمة نينوى المتآخية الى المجلس .. حاولوا إثارة أزمة من خلال تحريضهم المالكي ، على التحالف الكردستاني والمطالبة بوضع حَدٍ لما سَموه بالتجاوزات الكردية في الملَفين الامني والنفطي .. ولا سيما " عبد الرحيم الشمري " من العدل والإصلاح ، و " يحيى عبد محجوب " من الحزب الاسلامي العراقي ، ودلدار الزيباري .. إلا ان المالكي زاغَ بلباقة .. وقال ان الهدف الرئيسي من عقد الإجتماع هو ، البدء الجدي بالإعمار وتوفير الخدمات للمواطنين ! .
....................................................
قبلَ أيام وفي حفل ذكرى وفاة محمد باقر الحكيم ، في بغداد .. ومثل أطفالٍ متخاصمين .. لم يُسَلِم رئيس مجلس النواب " اسامة النجيفي " على رئيس الوزراء " نوري المالكي " ، ولم يتصافحا ولم يتكلما مع بعضهما ! .. اسامة النجيفي نفسه ، قبل سنتَين كان " يُقنِع " المالكي ، بأن الكُرد هُم الذين يرهِبون المسيحيين في الموصل ويهجرونهم ! .. أثيل النجيفي ، كان يذهب مرةً في الشهر الى بغداد ، لكي يشتكي للمالكي من جَور وتعسُف البيشمركة في الموصل كما كان يّدَعي ! .. واليوم أصبحت اللوحة الجديدة كالآتي : المحافظ اثيل النجيفي مُتحالف مع قائمة نينوى المتآخية الكردية ويمتلكون الأغلبية في مجلس المحافظة ، ويقفون عملياً ضد المالكي . وأعضاء قائمة العدل والإصلاح أي شيوخ شّمر والحزب الاسلامي العراقي ، يُمثلون اليوم ، المعارضة في مجلس المحافظة ، ويصطفون مع المالكي ! . قائمقام الموصل السابق وعضو مجلس النواب " زهير الأعرجي " الذي كان في القائمة العراقية سابقاً .. ينشط في الآونة الاخيرة على الوتر الطائفي ، بإعتباره " سيد " شيعي ويحاول تشكيل تجمع عشائري موالي للمالكي . وحتى من وراء الحدود ، فان " مشعان الجبوري " يُصرِح يومياً عن إستعداده للعودة والعمل ضمن طاقم المالكي ولو بصورةس غير مباشرة .
إجتماع مجلس الوزراء في الموصل ... كان محاولة من المالكي ، لكسب التأييد وحشد المؤازرين ومُخاطبة العاطفة القومية .. إلا انه كالعادة ، تحاشى مواجهة المشاكل الجدية ، وفّضلَ التأجيل وترحيلها الى المستقبل .. ذلك المُستقبل الغامض على أية حال !.

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل