|
غرابة الحياة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3721 - 2012 / 5 / 8 - 12:26
المحور:
المجتمع المدني
أعرُفُ شخصاً منذ سنين طويلة ، سبقَ وأن جمَعَتْنا ظروف العمل ، وليكُن اسمه " س " .. صاحبنا هذا ، تَقّرَبَ من أحد رِجال الاعمال المعروفين في الثمانينيات .. وبطريقةٍ من الطُرُق إكتسبَ ثقة رجل الاعمال وأصبحَ ساعدهُ الأيمن في العمل وخارج العمل ! . وكانَ " س " مُسرِفاً ويلعب القمار ويرتاد الملاهي .. حاولتُ أن ألفتَ نظر رجُل الاعمال ، واُلّمِحُ الى التجاوزات التي يقوم بها " س " وعدم أمانتهِ .. فكانَ يسألني عن الدليل ؟ وكنتُ ارُد عليهِ : انه يُقامِر ويسهر في المواخير والملاهي ويصرف ببذخ .. فَمِنْ أين له ذلك وهو الكَحيان ؟ كان يجيبني : كُل هذا أعرفه ، وهو نفسه يخبرني بذلك ، وانا أعطيه راتباً جيداً وهو حُرٌ في التصرُف بهِ !! . على كُل حال .. قبل سنوات عديدة .. قام " س " بتأجير دارٍ في دهوك ، ويقيم فيها لوحدهِ ... فرَجعَ مُتأخراً من إحدى سهراتهَ ، بسيارته ولم ينزل ليفتح باب الكاراج ، لأنه كان مُتعَباً وسكراناً ، بل تباطأَ قليلاً ودفعَ الباب الحديدي بسيارته حتى إنكسرَ وأنفتح !! . وفي الصباح ذهب الى الحي الصناعي ، وجلب معه حداداً مع عُدّتِهِ ليصّلِح الباب ... قد يحدث هذا الأمر ، مع الكثيرين مرةً واحدة .. لكنه مع صاحبنا تَكّررَ مرتين وثلاث في الأسبوع الواحد .. حتى انه عندما كان يذهب عند الحداد صباحاً ، لاينزل من السيارة ، بل يؤشِر للحداد بإتجاه المنزل فقط .. فيذهب الى هناك لوحده .. ويأخذ اُجرته على داير مليم ! . هذا البطران ، الذي يستنكف النزول من السيارة ، ليفتح الباب ، بل يصدمه بالسيارة ليفتحه عنوةً .. إعتبرَ ان في الأمرِ طرافة وتفّرُدا ! .. فكان يفعل ذلك في معظم الليالي .. الى أن إستاءَ منه الجيران ، الذين يَصحونَ على صوت إنكسار الباب .. فإشتكوا عليهِ في مركز الشُرطة .. لكّنَ لأن صاحبنا " س " كانتْ له علاقات مع بعض المتنفذين في الامن .. فلم تكن الشرطة تستطيع محاسبته !. مّرتْ الأيام و " س " ، مازالَ مواضباً على إخلاقياتهِ المتدنية ، وسلوكهِ الأعوج .. وتوّرطَ في مشاكل إجتماعية عديدة .. خرجَ منها بصلافتهِ المعهودة ولا مُبالاته بالقِيَم . في تلك السنين ، إستطاعَ " س " بأساليبهِ المعوجة ، أن يجمع ثروة ، من خلال " إستثمار " علاقته برجُل الأعمال وإستخدام أسمه في معاملاته .. وكذلك علاقاته أي "س" ، المتشعبة مع الجهات الامنية المشبوهة .. وأصبح أحد ( شخصيات ) المُجتمع التي يُشارُ لها بالبنان ! . .............................. هذا النموذج من البشر ، موجود بكثرة اليوم في المجتمع .. والغريب ، انه ما زالَ على نهجه الأرعن وسلوكياته المُشينة .. وبالرغم من ذلك ، فأنه يعيش بِرفاهية ويبدو عليه انه مُرتاح الضمير .. والطامة الكُبرى ، ان " المُجتمع " يتقبلهُ بِرحابة صدر ، لأنه " ناجح " و " شاطر " ! ... وما يُسّبِب لي الكَرب .. أن يتمتع ابنه الفاشل بِكُل الإمتيازات والتسهيلات والإمكانيات المادية .. ويضطر ابني أن يعمل كي يُوّفِر" بالكاد " مصاريف دراسته الجامعية ... وبالرغم من هذا ، فأن [ فُرَص ] الأول ، في مجتمعنا المُشّوَه ، أفضل واكثر من فُرَصِهِ !. .............................. ان " س " يُعيد إنتاج شبيه له من خلال إبنه ... وأنا " رافضاً الإنصِياع لشروط التيار العام المُنبَطِح " ، اُراكِم الأزمات المتنوعة المادية والمعنوية وأضعها في طريق إبني .. يالغرابة الحياة !!.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيفَ تُقّيِم زُعماءنا اليوم ؟
-
بعض أوساخ السياسة ... الموصل نموذجاً
-
- إتحاد الرِجال - والقطط الشَرِسة !
-
هل ستجري إنتخابات مجالس المحافظات في موعدها ؟
-
حمايات مشبوهة
-
التدليل الزائد
-
مِن نكد الدُنيا علينا
-
قوانيننا وقوانينهم
-
الوضع العراقي : خمسة على خمسة !
-
أمريكي .. يتحّدث مع نفسهِ
-
وطنٌ مِنْ زُجاج
-
أقليم كردستان : تغّيرات مُحتَمَلة في المشهد السياسي
-
الى صديقي الإيزيدي : أعتذرُ منك وأطلبُ الصفح
-
الكُتل السياسية .. والحساب بِدِقة
-
بينَ زَمَنَين
-
في الموصل ... خارطة سياسية جديدة
-
الأمريكي ... الصديق المُحايِد
-
حرب المخدات في بغداد في 27/4
-
قبلَ عشرين سنة ... واليوم
-
حكومة جديدة في أقليم كردستان
المزيد.....
-
ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح
...
-
بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل
...
-
الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس
...
-
الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح
...
-
الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول
...
-
هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا
...
-
قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض
...
-
هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س
...
-
بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا
...
-
الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|