أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - وطنٌ مِنْ زُجاج














المزيد.....

وطنٌ مِنْ زُجاج


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 21:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في نكتة قديمة " ان زَوجَين إنتقلا الى دارهما الجديدة .. وجلساً في الصالة ، فقالتْ الزوجة وهي تنظر الى باحة الجيران : اُنظُر ياعزيزي ، ان الملابس التي نشرَتها جارتنا ، مُتسِخة ... يبدو انها لاتعرف كيف تغسل ، او انها تستخدم مُنظفاً رخيصاً ! . وتكررَ الأمر في اليومين التاليين أيضاً ، وكانتْ الزوجة ، تنتقد الجارة بنفس العبارات . وفي اليوم الرابع ، ما ان جلَستْ في الصالة ، حتى ، لاحظَتْ ان الملابس المنشورة على حبل الجيران ، في غاية النظافة .. فقالت : ياعزيزي ، يبدو ان جارَتَنا تعلمتْ كيف تغسل ! . فأجابها الزوج بهدوء : عزيزتي ، نهضتُ اليوم مُبكِراً ، ونظفتُ زُجاج النافذة من الخارج ، فلقد كانَ مُتسِخاً !! " .
في كثيرٍ من الاحيان ، يعتقِدُ المرء ان الخطأ " هناك " ولا يتصَور انه يمكن ان يكون " هُنا " .. ويظنُ ان الخَللَ كامنٌ في الجانب الآخر ، ولا يُريد ان يُصّدِق انه في جانبهِ هو بالذات ! . على كُل حال ، بالنسبة الى الناس العاديين أمثالنا ، فأن تأثير سوء التقدير هذا ، يكون محدوداً ، عادةً .. وتداعياته محصورة في نِطاقٍ ضّيِق .. وسلبياته رهينة مُحيطٍ صغير .. فمثلاً زوجة صاحبنا أعلاه .. التي يطيبُ لها ، أن تُشّكِك في قُدرة جارتها على غَسل الملابس بصورةٍ جيدة .. وهي نفسها أهملَتْ القيام بتنظيف زُجاج نافذتها التي كانتْ مُترِبة ووسِخة ، بحيث أنها كانتْ ترى الأشياء من خلالها .. مُشّوهة وعلى غير حقيقتها ! .
المُصيبة ، في السياسيين الراكبين اليوم على ظَهر العملية السياسية في العراق ، بِقّضهم وقضيضهم .. فأحدهم ، كما يقول المثل " يرى ذرة التراب الصغيرة ، في عَين الآخرين .. ولا يرى الطين المُتراكم في عَينيهِ هو ! " .. فيسهب في شَرح مساوئ الغَير ، ويرى في نفسه مَلاكاً غير قابلٍ للخطأ ... يسمع جميع الأصواتِ نشازاً ، ويترائى له انه وحده بلبلٌ مُغّرِد ! .. هو رمز الخير ، بِعَكس الأشرار الآخرين .
أيها المُتحكمون في مصائرنا .. فَتِشوا الدارَ جيداً .. نّظفوا آذانكُم من الشمع ، حتى تسمعوا آهات المواطنين ، وقَرَفهم من الحالة المُزرِية والقَلق المُزمِن .. حتى تصلَكُم إحتجاجات الفُقراء والمظلومين والمُهّمَشين .. إمسحوا نظاراتكُم بين الحين والحين .. راقبوا زُجاج النوافذ جيداً .. ولا يكفي أن يكون نظيفاً من جهةٍ واحدة فقط .. لاتسمحوا للغُبارِ والاوساخ ، ان تحجُب عنكُم الرؤية .. فعارٌ عليكُم أن تتعاموا عن الحقائق ..
ولا تنسوا أمراً في غاية البداهة والمَنطِق .. أن تكسير الزُجاج سهلٌ ومُتاح ... إذا طالتْ الأزمات وتفاقمتْ الأوضاع ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقليم كردستان : تغّيرات مُحتَمَلة في المشهد السياسي
- الى صديقي الإيزيدي : أعتذرُ منك وأطلبُ الصفح
- الكُتل السياسية .. والحساب بِدِقة
- بينَ زَمَنَين
- في الموصل ... خارطة سياسية جديدة
- الأمريكي ... الصديق المُحايِد
- حرب المخدات في بغداد في 27/4
- قبلَ عشرين سنة ... واليوم
- حكومة جديدة في أقليم كردستان
- تبقى رائحة النفط .. كريهة !
- الدوائر الامنية في العراق
- وأخيراً .. القَبض على - أيهم السامرائي - !
- المَجد للحزب الشيوعي العراقي
- قِمّة بغداد .. ذكورية بإمتياز
- تتشّرَفُ بغداد بك .. يا مُنصف المرزوقي !
- فوائد القمة العربية
- مشعان الجبوري في بغداد
- إستراحة مع دارميات عراقية
- قِمّة مُمِلة وباهتة
- ماذا بَعد ؟


المزيد.....




- رغم نجاح صفقات ترامب الشخصية في الشرق الأوسط.. إلا أنها لن ت ...
- -شكرًا لإعادتها في تابوت-.. عائلات الرهائن القتلى تنتقد نتني ...
- ماذا تعرف عن القرية المصرية الصغيرة التي تنتج أكثر من نصف يا ...
- وزير الداخلية الفرنسي الجديد لوران نونيز ينوي -استئناف الحوا ...
- هل اتفقت قسد مع الحكومة السورية على طريقة الاندماج؟
- مرشحة عراقية تثير الجدل بمنشور ضد برشلونة ووعد بتزويج مشجعي ...
- أشياء لم تكن تعرفها عن تطبيق الملاحظات في -آيفون-
- إيران تعدم شخصا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
- باكستان وأفغانستان تؤكدان على دور قطر وتركيا لتثبيت وقف التص ...
- غارديان: أطفال غزة بحاجة للغذاء والدواء ونوم دون خوف


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - وطنٌ مِنْ زُجاج