أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الدوائر الامنية في العراق














المزيد.....

الدوائر الامنية في العراق


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 10:14
المحور: كتابات ساخرة
    


" تصادَفَ وجود رِجُلٍ أمريكي ، مع آخرٍ عراقي .. في أحد البارات .. وكانا يجلسان على مَقعدَين مُتجاورَين .. وبعد القدح الأول ، بدأ الامريكي بالتفاخُر ، فخاطبَ جليسه : نحنُ الأمريكان اُمةٌ ديمقراطية ، الى درجة .. أنني أستطيع ان أبصق على سيارة الرئيس عندنا !.. فأجابهُ العراقي : ونحن أيضاً دولة ديمقراطية ، بحيث أنني أبولُ على باب مُديرية الامن أو المُخابرات عندنا ! .. فتعجبَ الأمريكي من ذلك .. وإستمرا يشربان ، الى وقتٍ مُتأخِر .. وقُبيل المُغادرة .. قال الأمريكي : يا صديقي ، اُريد أن أعترفَ لكَ .. بأنني بالغتُ قليلاً في أمر سيارة الرئيس .. صحيحٌ أنني أبصقُ على سيارته .. ولكن بعدَ أن تَمُر السيارة بعشرة دقائق ! . فَرَدَ العراقي : .. في الواقع ، انا أيضاً لم أخبرك بالحقيقة كُلها .. فنحنُ في بلدنا ، نبولُ .. على باب الامن والمُخابرات ... لكننا نبولُ على أنفُسنا من شِدة الخوف ! " .
ان الإنطباع السئ الذي تَرَسَخَ في ذهن المواطن العراقي ، عن الاجهزة الامنية بأنواعها .. طيلة عقود .. لهُ مُبرراته وأسبابه الواقعية .. بسبب تمادي هذه الأجهزة ، في مُختَلَف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ، ولجوءها الى أحَط الأساليب وأكثرها بُعداً عن القانون والأخلاق .. من اجل إذلال المُستَجْوَب .. سواء أكانتْ التُهَم المُوَجَهة اليهِ ، مُستَنِدة الى أدِلة وبراهين أم لا !... حيث يَصدَق الى حَدٍ ما .. القول في دوائر الأمن والإستخبارات : " .. الداخِلُ إليها مفقود .. والخارج منها مولود ! " .
إذا كانتْ جذور هذه المُمارسات المُستهجنة .. تمتدُ الى أزمان قديمة وعصور بعيدة .. فأن تقنينها وتبويبها وإضفاء نوعٍ من الشرعية عليها ، بِحجة التحقيق أو فرض القانون أو تنفيذ العدالة .. بدأ مع تشكيل الدولة العراقية الحديثة .. ومَرّ بمراحل مُختلِفة ، الى أن وصلَ .. الى ذروتهِ في ما سَمّاهُ الفاشيون " عروس الثورات " في 1963 . وتَكّرِسَ خلالَ العقود التالية ... حتى إكتسبتْ دوائر الأمن وأماكن التحقيق والإستجواب ، العلنية منها والسرية ، وحتى أحياناً مراكز الشرطة والمقرات الحزبية .. سُمعةً بالغة السوء وصيتاً مُرعِباً !... " وحتى في أقليم كردستان الذي تَخّلَصَ من سيطرة صدام مُبَكراً وحصل على إدارة ذاتية واسعة منذ 1991 ، فأن الدوائر الأمنية مابرحتْ تستخدم في كثيرٍ من الأحيان ، وسائل مُستقاة من النظام الفاشي المقبور ، في سبيل الحفاظ على السُلطة والحَد من أي مُعارَضة جدية " ، رُبما تكون درجة العنجهية والتَجّبُر في الدوائر الأمنية في الأقليم ، أقل من مثيلاتها في بقية العراق ، لكنها على أية حال ، غير مُلتزمة بالمهنية والحيادية في تطبيق القانون بِشكلٍ كافٍ .
وبعد التغيير في 2003 .. إنهارتْ هذهِ الأجهزة الأمنية عن بكرة أبيها .. وجرى تشكيل مؤسسات أمنية جديدة ، من المفروض ان تُواكب العهد الجديد ، وتُقام على اُسُسٍ مُختلفة ، وضوابط تُراعي الإلتزام بحقوق الانسان والقوانين الدولية وشرائع الأمم المتحدة .. وحصلَ ذلك فعلاً [ من الناحية الشكلية ] .. لكن سُرعانَ ما عادتْ مظاهر القمع والإستبداد والتعذيب بأنواعه ، والضغط على الأقارب والترويع والتهديد .. لتتصدر المشهد الامني .. وتصاعدتْ وتيرة الإنتهاكات المُرتَكَبة مِنْ قِبَل الاجهزة الأمنية .. وجرى تسييسها وجعلها تدريجياً ، مُدافعة ليسَ عن أمن الوطن والشعب ، إنما عن أحزاب متنفذة في السلطة ، وعن مصالح هذه الاحزاب . ان [[ ثقافة ]] القمع والتَسّلُط والإستبداد .. مازالتْ هي الرائجة فعلاً ، في اوساط الأجهزة الامنية العراقية للأسف .
.......................................
وما زالَ الكثير من العراقيين ، يبولونَ على أبواب دوائر الأمن والمُخابرات .. ولكن !



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيراً .. القَبض على - أيهم السامرائي - !
- المَجد للحزب الشيوعي العراقي
- قِمّة بغداد .. ذكورية بإمتياز
- تتشّرَفُ بغداد بك .. يا مُنصف المرزوقي !
- فوائد القمة العربية
- مشعان الجبوري في بغداد
- إستراحة مع دارميات عراقية
- قِمّة مُمِلة وباهتة
- ماذا بَعد ؟
- ماذا سيقول البارزاني في نوروز ؟
- الكُرد .. بينَ حساب الحَقل والبَيدَر
- رئيسٌ ( كُردي ) للقِمّة ( العربية ) !
- يبدو أن ( سّيداً ) قد ماتَ !
- أسباب ضغط الدم والجَلطة
- إحتيالٌ وتزوير
- أنتِ الأفْضَل .. أنتِ الأرْوَع
- ليسَ دِفاعاً عن - زينة التميمي -
- اللُص يضرُط مَرّتَين
- الأبنية المدرسِية
- ألوضعُ ليسَ .. آخر حَلاوة


المزيد.....




- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الدوائر الامنية في العراق