أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - قبلَ عشرين سنة ... واليوم














المزيد.....

قبلَ عشرين سنة ... واليوم


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سنة 1992 ، كانَ ( 86% ) من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة في مُحافظة دهوك ، مزروعة فعلاً .. وهذه النسبة كانتْ قياسية رُبما على مُستوى العراق كله . ومن المعلوم انه حدثتْ الإنتفاضة الجبارة في آذار 1991 ، وقامتْ حكومة بغداد ، على أثر إستحداث الامم المتحدة للمنطقة الآمنة ، بِسحبْ إدارتها من أقليم كردستان ، وفَرض حِصارٍ إقتصادي قاسي على الأقليم .. من أجل إجهاض هذه التجربة الوليدة في مهدِها . كانتْ سلطة الأحزاب الكردستانية ، حديثة العَهد بالإدارة ولا تمتلك خبرة مُناسبة ولا تمتلك أيضاً الموارد الكافية لتلبية المتطلبات الضرورية ولا سيما المواد الغذائية ... غير ان رَد الفعل الشعبي الطبيعي ، على الحِصار المُزدَوَج المفروض على الأقليم الحاصل تواً على إدارةٍ ذاتية واسعة .. رَد الفعل كان رائعاً وسريعاً وفعالاً ، ولا علاقة له بتوجيهات او اوامر سلطوية .. بل كان إستجابة عفوية ، غايتها توفير الضروريات الأساسية من أجل البقاء .
عشرات آلاف الأفدنة زُرِعت بالحنطة والشعير ، وإنتشرت حقول الرُز والحمص والسمسم وكُل محصولٍ ملائم لطبيعة المنطقة ، ناهيك عن الفواكه بانواعها والخضروات والجوز واللوز ..الخ ، إضافةً الى تنامي الثروة الحيوانية وإنتاج اللحوم والبيض والألبان ومشتقاتها والاسماك ...الخ . كانتْ الظروف الإقتصادية صعبة للغاية والرواتب قليلة والكهرباء شحيحة وإمكانية الإستيراد ضئيلة.. لكن سواعد الفلاحين والعُمال .. أنتجتْ كميات مُحتَرمة من المواد الغذائية المهمة .. ورغم بعض النواقص وسوء الإدارة وبوادر الفساد الاولى .. إلا ان الجماهير ، إستطاعتْ تجاوز هذه المرحلة الصعبة ، بجهودها الذاتية الى حدٍ ما ، بالمُحاولات الجادة والمُثمِرة في " إنتاج " ما تأكله ! . صحيح لم يكن التوزيع مثالياً ، ولا الإنتاج يُلّبي جميع المتطلبات .. لكن لولا قيام الكادحين ، بزراعة هذه المساحات الشاسعة في تلك الفترة .. لحدثت كوارث ومجاعات وأزمة إنسانية كبيرة .
كانتْ تجربة زراعة معظم الأراضي الصالحة وكذلك إستصلاح البعض الآخر ، في تلك السنوات القليلة .. فريدة من نوعها .. ودليل على خصوبة أرضنا ووفرة مياهنا وروعة شمسنا وهواءنا .. والاهَم من ذلك كله ، قُدرة سواعدنا الكادحة على العمل المُثمِر و [[ الإنتاج ]] .. وبالتالي ، ما يُوّلِده الإنتاج من ثِقةٍ بالنفس ، وتَحّمُل المسؤولية ، والإعتداد والإحترام !.
لكن .. للأسف سُرعان ما تصاعَدَ فساد السُلطة وأرتفعتْ وتائره ، بالتزامن مع تثبيت مواقع الحِزبَين الحاكمَين وتفرُدهما ، وحصولهما على مبالغ طائلة من المنافذ الحدودية وإدارة أموال النفط مُقابل الغذاء وغياب أي رقابة أو مُحاسَبة .. ثم صراعهما المريرالذي أدى تدريجياً ، الى تجنيد المزيد من الانصار والمُوالين كُلٌ الى جانبه... ومن الطبيعي ، ان معظم هؤلاء المؤيدين تركوا حقولهم ومزارعهم وورشهم .. بعد حصولهم على " رواتب " وإمتيازات من الحزبَين .. وتفاقمتْ هذه الظاهرة بعد 2003 ، وتعاظُم الموارد .. هذه الموارد الكبيرة ، التي إستخدَمَتْ السُلطة ، جُزءاً مُهما منها ، أسوأ إستخدام ... من خلال توزيعها على شكل [ رواتب ] تحت مُختلف التسميات ، بحيث ان نسبة عالية جداً ، من المواطنين القادرين على العمل والإنتاج الفعلي .. أصبحوا موظفين غير مُنتجين ومتقاعدين ، يستلمون رواتب .. وهذا الأمر ، بالتماهي مع لجوء الحكومات المتعاقبة ، الى سياسة الإستيراد المفتوح ، في كُل شئ .. أدى ، الى تراجُع عجلة الإنتاج الزراعي الى أدنى مُستوياتها .. بحيث بُتنا نعتمد إعتماداً شُبه كُلي ، على إستيراد غذاءنا .. وأصبحنا مجتمعا " مُستهلِكاً " بإمتياز .. مع ما يَجُرَه النَمَط الإستهلاكي ، من امراض إجتماعية وثقافية وإقتصادية .. وبالتالي سياسية .. بالغة الخطورة !.
................................
قبل عشرين سنة ، كان 86% من أراضينا مزروعة ومُنتجة .. وكان الناس بصورةٍ عامة ، في إعتقادي ، أكثر إحتراماً لأنفسهم بإعتبارهم مُنتجين .. وأكثر إمكانية للحفاظ على إستقلاليتهم .. أرى انه اليوم .. وبعد التراجُع الكبير في العمل المُنتِج وفي الأرض المزروعة .. ورغم مظاهِر البحبوحة الخادعة .. فان الكثير مِنّا .. أصبحَ ضحل الثقافة ومُبتذلاً !!.



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة جديدة في أقليم كردستان
- تبقى رائحة النفط .. كريهة !
- الدوائر الامنية في العراق
- وأخيراً .. القَبض على - أيهم السامرائي - !
- المَجد للحزب الشيوعي العراقي
- قِمّة بغداد .. ذكورية بإمتياز
- تتشّرَفُ بغداد بك .. يا مُنصف المرزوقي !
- فوائد القمة العربية
- مشعان الجبوري في بغداد
- إستراحة مع دارميات عراقية
- قِمّة مُمِلة وباهتة
- ماذا بَعد ؟
- ماذا سيقول البارزاني في نوروز ؟
- الكُرد .. بينَ حساب الحَقل والبَيدَر
- رئيسٌ ( كُردي ) للقِمّة ( العربية ) !
- يبدو أن ( سّيداً ) قد ماتَ !
- أسباب ضغط الدم والجَلطة
- إحتيالٌ وتزوير
- أنتِ الأفْضَل .. أنتِ الأرْوَع
- ليسَ دِفاعاً عن - زينة التميمي -


المزيد.....




- -تذوقت طعمه-.. خفاش يطير إلى فم سيدة بحادث غريب ويكلفها آلاف ...
- بينها 6 دول عربية.. إليكم البلدان المتضررة من رسوم ترامب الج ...
- 200 يومًا على الإخفاء القسري لعبد الرحمن يوسف: الكشف الفوري ...
- نتانياهو: أهداف الحرب هي هزيمة العدو وإطلاق سراح رهائننا وضم ...
- ما الظروف التي تتجدد فيها الاشتباكات في السويداء؟
- تصاعد الخلافات الداخلية في إسرائيل بشأن خطة نتانياهو للسيطرة ...
- موقع بريطاني: الآن حق لنا أن نتوجس من تعامل ترامب مع النووي ...
- سيكولوجيا قبول التطبيع رغم الإبادة
- 3 وفيات و95 إصابة بمتلازمة غيلان باريه النادرة في غزة بسبب ا ...
- إدارة ترامب تتراجع عن ربط تمويل للولايات والمدن بموقفها من م ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - قبلَ عشرين سنة ... واليوم