أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - قحطان محمد صالح الهيتي - وداعا يا صباح














المزيد.....

وداعا يا صباح


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 16:33
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


صباح عياش الكبيسي .صديق ورفيق .عرفته عندما كنت طالبا في الثانوية وكان طالبا في الجامعة . لذلك لم تربطني به أية علاقة صداقة أو زمالة في ذلك الزمان. ولكني عرفته عن بُعد ، وعرفته كون اخوه لأمه المرحوم المحامي جاسم مضيعن الكبيسي كان علما لنا نحن الشباب الهيتي في ذلك العمر حيث كان من حملة الفكر اليساري المعروفين في مدينة هيت، وبسبب فكره هذا سجن اكثر من مرة. ومثلما رضع الأخوان حليب أم طاهرة فقد رضعا معا حبهما للشيوعية .
تخرج صباح عياش من الجامعة ، وعُين مدرسا في مدارس محافظة الأنبار، ومثلما كان جادا ، صادقا في عمله، فقد ظل مثابرا مخلصا في انتمائه للحزب الشيوعي العراقي. وبالرغم من الكثير من المضايقات والمطاردات والاعتقال المستمر له فقد بقي متمسكا بتلك المبادئ والقيم ،ولم يستجب لمغريات أجهزة الحكم ما حدا بتلك السلطات بأن تُصدر قرارا بنقله من ملاك التعليم الثانوي إلى ملاك وزارة المالية لينتهي به المقام أمينا للصندوق في مصرف الرافدين فرع الرمادي، ومن ثم في مصرف الرشيد فرع الورار وبقي في وظيفته هذه حتى إحالته على التقاعد لبلوغه السن القانونية. وبالرغم من كل الفساد الذي يمكن أن يستغله ويستفيد منه من خلال وظيفته بقي أبو بسيم نظيف اليد كما هو نظيف اللسان.
وعرفت الرفيق أبا بسيم عن كثب من خلال عملنا في صفوف الحزب الشيوعي في مدينة الرمادي بعد أن أنهيت خدمة الاحتياط في مايس 1975. وكان الرفيق أبا بسيم عضوا في اللجنة المحلية، ثم سكرتيرا لها كما كان عضوا فاعلا في لجنة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية في محافظة الأنبار منذ عام 1973 حتى انهيارها أواخر عام 1978.
لم أرَ الرفيق صباح إلا باسما، وهذه ميزته التي عُرف بها حتى في أحلك الظروف وأشدها. ولم أجده في يوم من الأيام متذمرا أو متجهما أو عابسا. لقد كان يأخذ الأمور ببساطة كما هي بساطته. استمر في نضاله وقاد الحزب في المحافظة محافظا على وحدته. وبعد التغيير في عام 2003 عمل مخلصا مع المخلصين فأعادوا تنظيم الحزب وبقي سكرتيرا للجنة المحلية ومناضلا في صفوفه اكثر من ثماني سنوات.
لقد كان مثالا يحتذى به في كل الأمور. في سلوكه، وفي أخلاقه ، وفي مبادئه وانتمائه. لقد كان القاسم المشترك لعمل كل الرفاق ولكل نشاطات الحزب في أقضية ونواحي المحافظة. وكان طيب القلب في تعامله مع الرفاق ،وكان متسامحا معهم فيما يخصه شخصيا، ولكنه كان قاسيا وحازما في كل ما يتعلق بالقضايا الحزبية وفي تنفيذ الواجبات الحزبية .
لقد أحب أبو بسيم الحزب الشيوعي فاحبه الشيوعيون كما أحب أبناء المحافظة جميعا فاحبه الجميع. ومثلما عاش أمميا محبا لكل الشعوب والأوطان ، فقد مات كما أحب في بلد هو من أول البلدان التي عرفت الديمقراطية. لقد مات أبو بسيم في بلد غاندي مات في الهند بعيدا عن أهله وأحبته ورفاقه، ولكنه سيظل خالدا في قلوب الجميع ،و ستذكره كبيسة وهيت والرمادي وجبة وحديثة وعنه والقائم كما ستحفظ ذكره الخالدية والفلوجة والعامرية والكرمة والرطبة والنخيب هذه المدن التي حل بها الرفيق الراحل باحثا عمن يمكن أن يضمه إلى صفوف الحزب صديقا أو رفيقا.
لقد فقدنا برحيله إنسانا ومناضلا . له طيب الذكر ولنا وللرفاق جميعا طول البقاء .



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أباطيل وأكاذيب فيما قاله إبراهيم عبد الرحمن الداود
- نشيد هيت
- مانريده وما يريده السياسيون
- أمنيات عراقي بالعام الجديد
- حوار مع رجل تعدى الستين
- عبد الحميد عبد المجيد الهيتي
- سألت الحب
- إقليم الانبار بين الداعين اليه والرافضين له
- قصيدة دار سعدى
- المهلهل بن ربيعة
- الأفوه الأودي
- الشنفرى الأزدي
- كذبة المائة يوم
- حلم بين الكتل السياسية والكتل الكونكريتية
- رسالتان الى عمان والى السلطان
- دولة المواكب
- السياسة مو لعب طمّه
- باسمة
- الفساد المالي والإداري وأسبابه
- إنسوا السين وسوف واذكروا قد


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - قحطان محمد صالح الهيتي - وداعا يا صباح