أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - دولة المواكب














المزيد.....

دولة المواكب


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3378 - 2011 / 5 / 27 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل أكثر ما يشاهده المواطن في عهد دولتنا اليوم هو مواكب المسؤولين الذين صاروا كشعب الصين كثيرين متشابهين، فبقدر ما فقدنا من الأمن والأمان وجدنا الوفرة في مواكب المسؤولين. و يزداد عدد المرافقين والحماية كلما ارتفع المنصب، وعلت رتبة المسؤول. فالضابط في الجيش والشرطة بدءاً بالملازم وانتهاءا بالفريق الأول لا يمشي بالشارع إلا بمرافق وبحماية يسيرون خلفه ويسدون الشوارع والطرقات ليمر موكب سيادته راجلا أو راكبا . وللمدير عاما كان أو غير عام حماية ومرافقون. ولمدير الناحية رعيل من الحماية، وللقائم مقام فصيل من المرافقين ،وللمحافظ سرية من الحماية والمرافقين. وللمفتش العام ولوكيل الوزير ولرئيس أية هيئة بمستوى وزارة – وما أكثرها هيئات هذا الزمان- بين النزاهة ونزع الملكية والشهداء، والسجناء، والتقاعد، والاستثمار، وغيرها من الهيئات التي ليس لنا سوى ألفاظها أما أعمالها وحمايتها ومرافقوها فليست تعرف. و للوزير حمايات ومرافقون.إذن لقد أصبح للعسكر الذي هو المسؤول عن حمايتنا نحن الشعب حماية له من الشعب، وبدلا من أن تكون الشرطة في خدمة الشعب صارت الشرطة في خدمة المسؤول. هذا هو حال السلطة التنفيذية في دولتنا الحاضرة ، أما سادتنا من أعضاء المجالس المحلية في النواحي و الأقضية والمحافظات، و نوابنا في مجلس النواب فقد صارت لحماياتهم ومرافقيهم قصص وروايات، والعظمة لمن كثرت حمايته وازداد عدد مرافقوه، فمع كل عضو رهط من الحماية والمرافقين، وعلى باب دار كل منهم عدد من هؤلاء، وفي خدمتهم من الشرطة وقوات الـ (F.P.S) الكثير.وتتميز هيئاتنا الرئاسية الثلاث بحماياتها التي غدت أفواجا تتناسب طرديا مع الكلمة التي تسبق اسم الرئيس فلفخامة الرئيس حمايات ومرافقون مختلفون بالعدد والعدة عن حماية دولة رئيس الوزراء ،ولسيادة رئيس مجلس النواب مرافقون وحمايات مختلفون عمن يحمي الفخامة ويرافق دولة الرئيس، فالقومية والطائفة والعرق والنسب هي شروط من يجب أن يكون في هذه الدوائر المغلقة .احسبوا معي أيها العراقيون ما تتكبده خزينة دولتنا من رواتب ومخصصات لهذا الجيش من الحمايات والمرافقين ودققوا بعدي أيها الفقراء ما يصرف من أموال لوقود وصيانة سيارات مواكب هؤلاء المسؤولين وما أكثرها .لا يسعني ألا أن أقول (ألف عافية) لمن يتناول راتبه عن عمله في هذا الجيش فهم بطالة أكثر من مقنعة في دولتنا التي تشكو هذا النمط من ذوي الياقات البيضاء.و(مليون عافية )لهؤلاء ولعوائلهم لو أنهم أحسنوا معاملتنا نحن المتعبين الذين لم تنصفنا حروب جيش صدام فراح شبابنا ضحية رعونة تلك الحروب.كما لم تنصفنا تصرفات وسلوكيات هذا الجيش من الحماية والمرافقين، فترى الواحد منهم( أسدا ) علينا نحن المستضعفين وكأننا من قاد المحتل ليأتي عراقنا مدمرا ومخربا ، فتجد الكثير منهم مسيئا للبسطاء منا يسب، ويشتم، ويلعن... وكأننا أعداء سادتهم المسؤولين فمع تمتعهم بالكثير من الامتيازات على حساب أمننا وراحتنا وجوعنا؛ تراهم يحاربوننا وكأننا غرباء ،أو أبناء بلد آخر.جُلُّ ساستنا مسلمون ،ويفترض بهم أن يكونوا مؤمنين بالقضاء وبالقدر وبقوله تعالى :(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) وبقوله :( كل نفس ذائقة الموت) فيواجهون الواقع كما نواجهه نحن أبناء الشعب إلا إذا ظنوا أنهم من فصيلة أسمى من فصيلتنا وأن شجرة نسبهم لاتصل بهم كما تتصل شجرات أنسابنا بجدنا آدم .ومع مواكب المسؤولين كثرت مواكب السادة الساسة والشيوخ ورجال الأعمال، فقد أصبح لكل مسؤول في حزب أو منظمة أو نقابة، أو شيخ عشيرة، أو رجل دين حمايات ومرافقون .سنؤمن بما كـُتب لنا من بلوى المسؤولين ومواكبهم، ونعتبرها (مكتوبة على الجبين)، ومبروك لهم رواتبهم التي تشكل نصف خزينة الدولة لو أنهم سمحوا لنا بالوصول إلى مقرات أعمالنا بوقت مناسب لا يؤخرنا في طريق الذهاب إليها مرور وزير أو زيارة محافظ، أو تفتيش مفتش، أو خروج مدير. وسنقبل هذا على شرط أن لا نحاسب على التأخير، وان لا تدقق سجلات تواقيعنا في استعلامات دوائرهم وأن لا يعتمدوا البطاقة الذكية في مباشرة الدوام، وان لا نعتبر غائبين لمجرد تاخر الواحد منا نصف ساعة بسبب سد الطريق ليمر حضرة المسؤول. سنرضى ذلك للمسؤول كونه مسؤولا، وعليه من المسؤولية أكثر مما علينا وقد جاء إلى المسؤولية ليكون مسؤولا عن خدمتنا، ولكن !!! ما العمل وما العذر إذا ما كان سد الشارع وإيقاف المرور بسب مرور سيارة من سيارت المسؤولين ليس فيها سوى سائق وربما معه مرافق ليقضي للسيد المسؤول امرأ خاصا، بل ليقضي السائق ومرافقه مهمة خاصة بهما ، وربما للمشاركة بزفة عرس، أو لحضور مجلس فاتحة، أو لتسهيل مرور صديقة أو صديق ؟وهل من العدل والإنصاف شرعا وقانونا أن يُسد شارع وأن يسيرَ الموكب عكس الاتجاه لإيصال السيدة زوجة المسؤول لزيارة خاصة، أو لإيصال سمو ابنته ،أو حتى صديقة ولده، إلى مكان تريد الوصول إليه بسرعة وبدون تأخير؟ سنقبل هذا كله لأن في ذلك راحة للمسؤول الذي لا يمكنه أن يخدمنا ما لم تتوفر له سبل الراحة. وسنتحمل هذا كي لا تعاني زوجة المسؤول أو ابنه أو ابنته من حرارة الجو فتنتقل إلى قرارات السيد المسؤول.وسنرضى بقطع الطرق والشوارع والجسور ليمر سيادة المسؤول وسننتظر حتى لا يفقد برودة أعصابه ويثور علينا بقرارات حارة . وسنتحمل حرارتها في صيفنا العراقي اللاهب. سنقبل، وسنتحمل، وسنرضى، وسننتظر، وربما يذعن بعضنا خوفا منهم أو لانتفاعه من الوضع الطارئ الذي جاء بهم إلينا ،ولكن!!! ليعلم السادة المسؤولون بان للصبر حدود ،وليتذكروا قول الأمام علي (رض)" إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك: وتذكروا قول الشابي:
" إذا الشعب يوما أراد الحياة ***فلا بد أن يستجيب القدر". .وليعلموا ان يوم الحساب قادم .وأن غدا لناظره قريب.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة مو لعب طمّه
- باسمة
- الفساد المالي والإداري وأسبابه
- إنسوا السين وسوف واذكروا قد
- ليلى الحبيبة
- هي
- هي
- أم عصام
- بكيت مع النواب
- الهوى عمري وعمرك
- انا وامي وعيد العمال
- خمسون مرت وانقضت
- رونق
- الأسف
- قرار الحب
- جامعة الانبار شكر، وتكريم
- يا رنا
- مقدمة في تاريخ القانون
- نور
- الى الذين في قلوبهم مرض


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - دولة المواكب