أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - شمدين شمدين - ثورة الياسمين :من خطف منا حريتها؟















المزيد.....

ثورة الياسمين :من خطف منا حريتها؟


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 14:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة ، والتي جرت في سورية وسط تصاعد موجة العنف وسقوط الأبرياء وإفراغ الكثير من المدن من معظم ساكنيها ،في تلك الانتخابات التي شكك العالم في نزاهتها بل ورفضها وسخر من مصداقيتها وتوقيتها ، إحدى المرشحات لعضوية المجلس قامت بالتبرع بمبلغ 10000 دولار لأحد النوادي الرياضية من أجل رفع لافتة باسمها في الشارع العام كدعاية انتخابية ، هذه المرشحة التي ارتقت وبشكل سريع وبين ليلة وضحاها من موظفة صغيرة في إحدى المؤسسات الحكومية إلى وجه إعلامي وعضو بارز في حزب سياسي تأسس حديثا ،مستفيدة من علاقاتها الاجتماعية الواسعة ،ومن ولائها للسلطة الحاكمة، ومن صفقات الفساد التي جنت منها مبالغ مالية طائلة ،أوصلتها إلى مرحلة التنافس القوي على مقعد في البرلمان .
أحد العاملين في سلك النظافة الذي يتقاضى مبلغ/ 50/ دولار لقاء عمله لثمان ساعات متواصلة ، أي أقل من دولارين في اليوم الواحد ، علق على كمية الأموال التي صرفتها المرشحة السابقة قائلا : طبعا هي لم تتعب في جنيها ، لو إنها تبرعت بتلك المبالغ لأسر الضحايا والشهداء في سوريا لكنت صوتت لها ،الإصلاح لم يأتي بجديد ، والثورة لم تظفر بالنصر بعد ، ومع ذلك سيبقى التغيير أملنا جميعاً حتى بلوغ المستقبل الأفضل ، ولكن هل سيأتي هذا التغيير بالمطلوب ؟ أي هل سيجلب لنا الحرية والكرامة والعدالة في توزيع الثروة والدخل ؟ أم سيأتي بمجموعة جديدة من الفاسدين من أمثال المرشحة تلك، الذين يعتاشون على الشعارات الوطنية والدينية ويتناسون بسرعة ،حين يجلسون على الكراسي المريحة دماء الشهداء ، وبكاء الأطفال، وصراخ الثكالى، مثلما حصل في ليبيا وقبلها في العراق والى حد ما في مصر ، (فحاصدو نتاج الثورة غير زارعي بذورها ،والذين سقوا بدمائهم الطاهرة تربتها غير أولئك الذين جنوا محصولها) سؤال يطرحه ذلك الفقير المعدم المتردد في الالتحاق بالثورة رغم تأييده لها والخائف من مستقبل مجهول .
حقا انه تساؤل في محله ، ولا سيما في الثورة السورية التي هي ثورة الياسمين والجوري ، الثورة التي قادها ويقودها الأحرار من الشباب الأعزل ، ويدفع هو ضريبتها الأولى والمكلفة في الداخل السوري ،فبعد كل هذه الشهور الطويلة من قيام الثورة التي انطلقت من أنامل أطفال حوران واستمرت بفعل حناجر ودماء كل السوريين من الشمال إلى الجنوب ، من الشرق إلى الغرب ، من العلمانيين إلى الليبراليين إلى الإسلاميين وحتى الملحدين ،من العرب إلى الأكراد ، السنة والعلويين ،الدروز والمسيحيين ، فقد اختلطت دماء السوريين جميعا من اجل أن تبقى شعلة الثورة وهاجة ،متقدة باستمرار ومن اجل أن يبقى الياسمين مزهرا ، الثورة التي بدأت بشعارات الحرية والديمقراطية والعيش المشترك( واحد ، واحد ، واحد ، الشعب السوري واحد ) ،أخذت في الفترة الأخيرة تنحو منحا خطيرا للكثير من السوريين واقصد بذلك غلبة الخطاب الديني على المشهد السوري سواء في الشارع أو عبر وسائل الإعلام والتي تجلت في بعض المؤشرات التي سنذكرها باختصار:
1- أسماء الجمع التي كانت في البداية أسماء تحمل طابعا وطنيا شاملا ك( جمعة سلطان باشا الأطرش ، جمعة الشيخ صالح العلي ، جمعة حماة الديار ، جمعة آزادي وجمعة الوفاء للانتفاضة الكردية )لتتحول فيما بعد إلى أسماء ذات طابع ديني (أتى نصر الله فلا تستعجلوه ،نصر من الله وفتح قريب )
2-الصور التي ظهرت لبعض عناصر الجيش الحر وهم ملتحين ورغم إنني أعتبر ذلك حرية شخصية إلا إن ذلك أثر ويؤثر على الكثير من المترددين في الالتحاق بالثورة وخاصة الاقليات في بلد يعيش فيه فسيفساء من العرقيات والمذاهب والطوائف .
3-الشعارات التي باتت ترفع في المظاهرات ،والهتافات التي ينادي بها المتظاهرون فلم نعد نرى لافتات ترفع شعارات الحرية والديمقراطية ولم نعد نسمع كثيرا هتافات الحرية والشعب الواحد والدم السوري الواحد لصالح شعارات وهتافات دينية وطائفية ضيقة .
4-التقارير العالمية التي تشير إلى تغلغل الجماعات الجهادية إلى الداخل السوري وتأثيرها على الحراك الجماهيري وبغض النظر عن كون هذه التقارير صحيحة أم لا ،فان التفجيرات الأخيرة ربما تؤشر لمرحلة جديدة سيعاني منها السوريون كثيرا وستؤثر حتما على الحراك الجماهيري السلمي لصالح فكرة عسكرة الثورة مع ما تحمله من خطر اندلاع حرب طائفية قد تمتد إلى دول الجوار والأحداث في طرابلس خير دليل على ذلك.
كل تلك العوامل التي ذكرناها ساهمت في إشاعة أجواء القلق والخوف من المستقبل ومن مصير الحراك السلمي في الداخل وأدت أيضا إلى نتائج تجلت في :
1- الخوف المتزايد لدى الاقليات من التغيير وما قد يجلبه ذلك التغيير من سيطرة لقوى متطرفة على الحكم وهذا ما جعلها تتمسك أكثر بموقف الحياد.
2- الخوف المتولد لدى دول العالم الفاعلة والمؤثرة في القرار الدولي من سيطرة الفكرة الجهادية على الثورة السورية مما حدا بها إلى تخفيف لهجتها تجاه النظام أو القيام بتسليح المعارضة خشية وصول الأسلحة إلى يد جماعات متطرفة إضافة إلى خوف دول الجوار من انتقال الحرب الطائفية إلى أراضيها مما جعلها تتمسك ببقاء النظام وتدعمه .
3- تراجع أعداد المتظاهرين في بعض المناطق وخاصة في مناطق الاقليات إن بسبب الخوف من التغيير أو بسبب بطش النظام وقمعه.
ولعل من الأسباب الرئيسة الأخرى التي أدت إلى تلك النتائج إضافة إلى الاستعمال الفظيع للعنف والقتل من قبل النظام هي :1- ضعف المعارضة وتشرذمها وسيطرة العقلية الديكتاتورية والنزعة الشخصية على بعض المعارضين الذين لم يشفوا بعد من علل النظم الشرقية وأمراضها .
2- الإفراغ الذي جرى للداخل السوري من الشخصيات الوطنية التي عانت الأمرّين في السجون والمعتقلات وكان ينبغي لها أن تبقى في الداخل كي تقود الحراك الجماهيري وتوجهه الوجهة الصحيحة بدل انشغالها وتيهها في غياهب المؤتمرات والصراعات الشخصية والاجندات المختلفة .
إن ثورة الياسمين التي بدأت سلمية ،حضارية ،هادفة إلى تحقيق التغيير نحو مجتمع عادل ديمقراطي ودولة مؤسسات حقيقية ضمن الوطن الواحد ،التي يتساوى فيها الجميع أمام القانون المستقل عن السلطة التنفيذية ، وطن لا مكان فيه للفاسدين أيا كانت تسمياتهم ومناصبهم ،إن هذه الثورة المباركة يجب أن تعود إلى زهوها والقها وطابعها الوطني الجامع ، والى سلميتها ونبذها للعنف وإصرار ثائريها على الخروج بصدور عارية مقابل المدافع والرشاشات والأسلحة الفتاكة ، وعلى المعارضة أن تساهم في ذلك عبر بعض الخطوات البسيطة، التي رأينا بعضا منها في الأيام الأخيرة وسعدنا بها كاختيار آلية جديدة للتصويت على أيام الجمع ، وقبول رئيس المجلس الوطني لفكرة التنحي لشخص آخر ويمكن أن تضاف إليها بعض الخطوات الأخرى ك:
1-تعيين شخصية من الاقليات على رأس المجلس لفترة قادمة .2-إصدار بيان من أعضاء المجلس ومن بقية المعارضين يؤكدون فيه على انتقالية المجلس وانهم أي الأعضاء سيتخلون عن مناصبهم فور حدوث التغيير في البلاد وانهم لن يفرضوا أنفسهم على الشعب السوري .3-التركيز الإعلامي على سلمية الثورة ونبذها لكل أشكال العنف وإدانة التفجيرات الانتحارية بكل أشكالها ورفض التدخل العسكري الخارجي المباشر لما قد يحمله من مخاطر على مستقبل البلاد .4- عقد المجلس لدورة أو أكثر من جلساته داخل إحدى المخيمات التي يقطنها اللاجئون السوريون وتقاسم الطعام والشراب معهم .6- يمكن لبعض أعضاء المعارضة القيام بإضرابات عن الطعام واعتصامات أمام المؤسسات الدولية الفاعلة والمؤثرة في صنع القرار .7- تشكيل لجنة المصالة والمسامحة تقوم بالاتصال بكافة العناصر والفئات والمكونات المؤثرة في الداخل السوري لطمأنتها على المستقبل وكسبها إلى جانب الثورة .
ربما يعتقد بعض المحللين والمنظرين إن هذه الخطوات هي غير عملية وغير مجدية في الحراك الجماهيري وسط معمعة الانفجارات والقتل ، لكنني اعتقد أنها خطوات مهمة جدا تضفي مصداقية اكثر على قوى المعارضة ،كما إن من شانها أن ترفع وتيرة التحرك الجماهيري السلمي في معركة الحرية التي يبدو انها ستطول بعض الشيء،وذلك عبر كسب المزيد من المؤيدين والمتضامنين ، كما أنها ستسد الطريق أمام كل من يريد أن يخطف من ثورة الياسمين حريتها، واستقلاليتها، وسلميتها ،سواء أكان النظام أو طرف ثالث غير الشعب الأعزل وقواه الثورية المناضلة .
علينا أن نتعالى عن العصبيات ،والعقليات القديمة البالية، والنزعة الشخصية الأنانية ،لمصلحة حرية الوطن وكرامة شعبه وازدهاره ولتكن سورية أولا وأخيراً لكل أبنائها وليظل زهر الياسمين مزدهرا في بيوت الشام ، وكل المدن السورية حتى وسط تصاعد الدخان الأسود ،وأزيز الرصاص القاتل .



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا :أزمة الضمير العالمي!
- المعارضة السورية والصراع على الضحية قبل ذبحها!!
- أطفالنا ...من يحميهم من ظلم ذوي القربى؟
- ثقافة السيتي باص!
- يا أبناء أمة اقرأ : اقرؤوا قليلاً!
- لا مكان للشرفاء هنا!
- اسامينا!
- شمعدان الاحزان
- الهروب الى الوطن!
- ارادة الحياة !
- قامشلو
- الى أزاد (لذكرىانتفاضة قامشلو)
- لوك جديد!
- المنقذ الأمريكي!
- حين يصبح الطلاق حلاً!
- الفقر والفساد وأشياء أخرى
- الدراما السورية بين محظورٍ ومنظور!
- تركية والفرص الضائعة
- في رمضان..هل يصوم المتشددون عن العنف
- عراق جديد ....راية جديدة


المزيد.....




- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - شمدين شمدين - ثورة الياسمين :من خطف منا حريتها؟