أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شمدين شمدين - الدراما السورية بين محظورٍ ومنظور!














المزيد.....

الدراما السورية بين محظورٍ ومنظور!


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 1710 - 2006 / 10 / 21 - 10:05
المحور: الادب والفن
    


بداية أقول أنني لست من عشاق مشاهدة المسلسلات في شهر رمضان ،لأنني اعتبر هذا الشهر فسحة قصيرة تنفتح كل سنة أمام المرء ليتأمل في حياته الماضية ،أخطائه إساءاته، اعتداءاته على الآخرين، مقدار ما أنجز من حب الناس ومقدار ما كسب من الأصدقاء أو الأعداء ، هذا الشهر اعتبره شهرا للتفكير في هذه الدنيا وأحوالها، ما الذي فعله الإنسان بكل هذا الجمال الذي تذخر به الطبيعة ؟، ماذا صنع بكل هذه الخيرات التي تنتشر في قيعان وبوادي وجبال وبحار هذه الأرض الفتية ؟ هل سخرها من اجل رفاهية البشر ككل؟ أم كما هو واضح للجميع سخرها من اجل مصالح ونزوات ذاتية وقبلية وقطرية على حساب الكل الإنساني ،فنشر الحرب بدل السلام وترك الذئاب الشرسة تنهش في لحم أخيه الضعيف والفقير ،مزق كل قصاصات الغزل وأباح لعق النعال، ودهن لون الشمس بلون الفحم والغبار ،كل هذا البلاء الذي صنعه الإنسان بيديه الايستحق منا التفكير والتأمل ولو لشهر واحد في رمضان.
لكن الظاهر أن هذا الشهر الجميل الذي تجتمع فيه الأسرة بكل أفرادها حول مائدة الافطارلتتشارك في إسكات صرخات الجوع ،تحول وبقدرة القيمين على شؤون العباد إلى شهر للتسلية واللهو ونشر المفاسد بدل التركيز على آلام ومعاناة المحرومين، فأبيحت المحرمات وحظر الصراخ ، فدقائق قليلة من المتابعة لإحدى النتاجات العربية التي توصف بدراما المعاناة، جعلتني أدرك مدى فداحة ما يروج ويصدر إلى عقول الجيل الشاب والمراهق، فما معنى أن تجتمع الأسرة بكبارها وصغارها ،شبابها وبناتها ومراهقيها ،حول مسلسل يظهر القبلات الحارة بين الشباب والفتيات وفي شهر رمضان بالذات ودون أية رقابة أو توجيه، هل هذه حرية فكرية كما يروج البعض ،طبعا نحن مع حرية الفكر ولكن في كل شيء لا يتعارض مع الأخلاق والآداب المتعارفة ، نحن مع حرية الفكر حين يتطابق الواقع مع المعروض والمروج في الإعلام، وعلينا أن نبين إن التلفزيون ليس كالسينما ، وان كتاب الدراما السورية الذين اخذوا يستنسخون أعمالا سينمائية مصرية عفا عليها الزمن والتاريخ ، فكل المواضيع التي عالجتها السينما المصرية من ملفات الفساد والاغتصاب والتحايل على القانون والجريمة المنظمة وجرائم الشرف ، بدأت تنهال على المشاهد العربي وكأنها إبداعات جديدة وأفكار لم يتطرق إليها احد ، لكن الواضح أن الدراما السورية تفوقت على الدراما المصرية بكسرها حواجز الرقابة في مسالة العلاقات بين الشباب والفتيات ولا سيما الحميمية منها فأصبحت القبلة والاحتضان والزى الفاضح أهم مايميز هذه الأعمال ، واهم ما يجذب الشباب والمراهقين إلى مثل هذه الأعمال ، فتضيع مقولة المسلسل ويصبح كعمل استعراضي للأزياء والمفاتن وربما قد غاب عن ذهن القيمين على هذه الأعمال في ظل تهافتهم على الكسب المادي ، ربما غاب عن بالهم إن السينما ليست كالتلفاز وان رمضان ليس كغيره من الشهور، فالذهاب إلى السينما هو اختيار بينما التلفاز وفي رمضان هو نوع من الغزو الخفي للعقول والقلوب. .
هل سقطت المحرمات ؟ ربما ولكن أي محرمات، محرمات الجنس والرقص والقليل القليل من امبراطوريات الفساد، لكن لم يجبنا احد من صانعي هذه الأعمال، ما السبب في كل هذا وما الحل ؟وهل هذه المسلسلات لتلميع الصور والاستهلاك الخارجي فقط؟ ربما ، اذاً فلتوشم هذه المسلسلات بعلامة للاستهلاك الخارجي فقط !
إحدى المسلسلات الخليجية الكوميدية طرحت مشكلة الطلاق الشرعي في السعودية بسبب عدم وجود شرط التكافؤ، كما طرحت مشكلة قيادة المرأة للسيارة في السعودية وحقوق المرأة، وهذه المواضيع الجديدة والجيدة تستحق المشاهدة وإطلاق الحملات من اجل تغيير هذه القوانين ، وهنا بيت القصيد فالفكرة الجيدة التي تضيع في خضم التركيز على الإبهار البصري والجسدي، سوف لن تنفع المشاهد بشيء وسرعان ما سيكتشف زيف هذه الأعمال المبنية على النفاق الفكري، وسيلجأ بنفسه إلى البحث عن البديل وحينها ربما يكون البديل كلمة في قصيدة أو عبرة في مقالة أو نكتة من فم مجنون أبله أو عملا دراميا جادا وربما أخيراً صرخة مدوية وحاسمة.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركية والفرص الضائعة
- في رمضان..هل يصوم المتشددون عن العنف
- عراق جديد ....راية جديدة
- وين الملايين
- برسم نائبة الرئيس
- يومَ تتآلف القلوب
- كل يغني على ليلاه
- عهد الرفاق
- فضائيات**نص كم
- قُتِل الزرقاوي....فماذا بعد؟
- الوطنية والاصطفاء السلطوي
- حوار من خلف المتاريس
- علام الرحيل
- ( الجزيرة تروج ل( وطن في السماء)
- عقلية احتكار الراي
- (كوميديا سوداء(عن فيلم كوندر وتختور
- اشكالية الوعي في الشرق الأوسط
- تركية وايران والحسابات الخاطئة
- صراع الديكة
- عراة


المزيد.....




- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شمدين شمدين - الدراما السورية بين محظورٍ ومنظور!