أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمدين شمدين - حوار من خلف المتاريس














المزيد.....

حوار من خلف المتاريس


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 1566 - 2006 / 5 / 30 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طاولات مستديرة وكراس موزعة بانسجام وترتيب بالغين، وعلى الطاولات أوراق وكاسات شرب وأقلام وربما مصاحف ، والكل في القاعات بانتظار حضور الساسة الكرام بسياراتهم المموهة السوداء، ونظاراتهم المستوردة خصيصا لرؤية أدق التفاصيل، ففي التفاصيل تكمن المشكلة ويكمن الحل ،وبين السطور يقبع الشيطان ، وهناك في بغداد وبيروت والضفة الغربية نفذ صبر الساسة من أحاديث الصحافة وتحليلا ت الصحفيين ،ففضلوا الجلوس معا أو فرض عليهم الجلوس معا ، خوفا على مصير البلاد كما يقولون بعضهم أو خوفا على مصير العباد كما يقول آخرون ، أو بحثا عن فرصة للبقاء واثبات الوجود للبعض الآخر ، والكل في الشارع بانتظار القرارات والتوصيات ، المحلات مقفلة والتجارة متدهورة ومياه الشرب والكهرباء مقطوعة ، وجيش العاطلين يفترشون الطرقات، ويستعيضون عن العمل والتفكير المضني بمعاكسة الفتيات ، الكل مازال بانتظار جدول الأعمال والبحث عن التوافق حرصا على ما تبقى من أمل ، والساسة الكرام مازالوا مختلفين في بيروت على حدود الوطن، وكيفية الدفاع عن الوطن ،ومن هو عدو الوطن ،وفي غمرة خلافاتهم تناسوا إن الوطن يصنعه البشر الذين يعرفون بالمواطنين ،وان هؤلاء المواطنين لم يستفتوا، ماذا يريدون وماهي أحلامهم وطموحاتهم، وهل سيرقى الحوار بهذه الآمال لتبلغ قمة جبال لبنان، ليصبح لكل مواطن في هذا البلد قصر متواضع بل كوخ متواضع كما لبعض الساسة المتحاورين ، أو هل سيوفر الحوار الوطني في بيروت للأطفال اللبنانيين جزءا يسيرا مما يتمتع به أطفال الساسة المتحاورين ، هل سيناقش المتحاورون ما سببته جيوشهم وميلشياتهم من دمار وخراب للبنان طيلة سنوات الحرب ، هل سيناقشون تعويض الفقراء الذين استولت شركات المال والأعمال على ممتلكاتهم وسط بيروت بابخس الأثمان، لتظهر مكانها ناطحات السحاب المتلألئة كنجوم السماء في الشرق ، أم إن المهم في الحوار ألا يرجع ويعود رجال الحرب المتحاورين إلى استخدام أسلحتهم ومناصريهم وموظفي شركاتهم كي يعيدوا البلاد إلى عهد الحروب والاقتتال الأخوي ، نعم مازالت اليد على الزناد ومازالت الأمهات تلملم القرنفل والقبلات من اجل إراحة أرواح الضحايا الكثر الذي سقطوا ثمنا للعبة الكبار والصغار ، وليس بعيدا عن بيروت وفي ظل الحصار العالمي على حكومتهم ، يسارع الفلسطينيون إلى تهدئة فوهات الكلاشينكوف كي يستطيع أطفالهم الذهاب إلى مدارسهم وامتحاناتهم ، وحتى لا تتكرر مأساة محمد الدرة ثانية ولكن هذه المرة على أيدي الفلسطينيين أنفسهم .
ما أعجب هذه الأمة كم هي جبارة في وجه أعدائها وكم هي مشتتة من داخلها ، فبين حماس وفتح مازال البون شاسعا ،وبين ما تعطيه إسرائيل وما تطلبه فصائل المقاومة بون شاسع أيضا ، وبين ما يريده الشعب وما تفعله الفصائل المسلحة مسافة طويلة جدا، فالشعب يبحث يوميا عن لقمة عيشه والساسة يبحثون عن الشعارات وعن المجد والشهرة والمال ، الشعب يبحث عن الأمان والسلام على أرضه ، والساسة يبحثون عن من يشرف على قوات الأمن والمخابرات ، ومن له السلطة العليا هل هو رئيس السلطة أم رئيس الحكومة ، والشعب بكل تأكيد غائب عن كل هذا الجدال والنقاش الجاري في غرف الحوار أو غرف توزيع الأدوار والغنائم، وإلا لماذا لا يشارك الشعب نفسه في الحوار، لماذا لا تنقل جلسات الحوار سواء أكانت في فلسطين أو لبنان أو حتى العراق على شاشات الفضائيات ، حتى يفهم الشعب الصورة والوضع بكل أبعاده ، وحتى لا يبقى مجال لأحد كي يبازر بدماء وأرواح وأصوات الناس، الذين قرفوا إلى حد كبير من هذه الطاولات المستديرة التي لم تجلب لهم غير الكلام والكلام، أما أوضاعهم المعاشية فمؤجلة حتى تنفرج العقد السياسية والصراعات الداخلية والأزمات النفسية.
ومثل بيروت والضفة تستعد بغداد لمؤتمر الحوار الوطني ، وبغداد النازفة دوما تبحث عن حبل النجاة من طوفان الإرهاب والقتل والصراخ ، الساسة الكرام الذين ظلوا لأربعة شهور يتحاورون للوصول إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وقد نجحوا إلى حد ما ،ولكن بعد كل هذا التعب والجهد مازال مشوار الحوار والمصالحة طويلا، ويتطلب من الجميع وقبل بدء الحوار وضع السلاح والتهديد والمصالح الفئوية جانبا ، فالوطن يجب أن يكون أغلى من كل كنوز الأرض ، والغرباء أبدا لن يكونوا أرحم وأكثر حرصا على حدود الوطن وكرامة الوطن من ابن الوطن الشريف ، واذا كان بعض الساسة مازال مرتبطا بفئات ومصالح خارجية، فعليه قبل أن يجلس مع إخوانه أن يزيل من أعماقه كل شوائب الماضي ومصالح الحاضر ،وعليه أن يفكر مع إخوانه بمصلحة الأجيال القادمة ، لأن العراق اليوم يمر بمرحلة عصيبة ومخاض عسير، والمولود القادم يتمناه العراقيون جميعا كاملا متكاملا خاليا من أي تشوهات وعيوب.
اجل العواصم العربية أصبحت في هذه الأيام قاعات ومكاتب للمحاورة والنقاش حول الحاضر والمستقبل، وهذا شيء ايجابي بالطبع بل هو شيء مأمول من الجميع ، والظاهر إن العالم العربي بدأ يدرك أن مشاكله الكثيرة التي ظلت لسنوات، تتوارى خلف ابتسامات وتقارير مزيفة، آن لها أن توضع على الطاولة بكل شفافية وبساطة، بعيدا عن ما يسمى بالمقدسات والخطوط الحمر التي بدأ الحديث عنها يثير الضحك عند العامة ، وبعيدا أيضا عن لغة السلاح والخنادق والمتاريس وكما قلنا سابقا ، لم تعد الأمور تتحمل التأجيل والتحليل ، فالوضع في هذه المنطقة خطير جدا ومن الحكمة بمن يعتبر نفسه الوصي والممثل لإرادة الجماهير ، أن ينقذها من كل الدمار والفقر والعواصف التي تهب وستهب حاملة معها موجات من الحر الشديد والغبار الكثيف الكثيف.ِ



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علام الرحيل
- ( الجزيرة تروج ل( وطن في السماء)
- عقلية احتكار الراي
- (كوميديا سوداء(عن فيلم كوندر وتختور
- اشكالية الوعي في الشرق الأوسط
- تركية وايران والحسابات الخاطئة
- صراع الديكة
- عراة
- في ذكرى سقوط الصنم..هل تستحق الحرية كل هذا الكم من الدماء
- بحثاً عن الحرية
- بعيدا عن التقليد
- القمة العربية أحلام.......وأوهام
- نوروز كرنفال الربيع
- معا يزهر الربيع
- آناهيتا
- تخذلني معاطف الرحمة
- وسام الحقيقة
- النادل الحالم
- ميثاق شرف
- قصيدة النافذة


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمدين شمدين - حوار من خلف المتاريس