أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - شمدين شمدين - تركية والفرص الضائعة














المزيد.....

تركية والفرص الضائعة


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 09:39
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


من جديد يعلن حزب العمال الكردستاني عن وقف شامل لإطلاق النار من جانب واحد ،وذلك بغية إفساح المجال أمام جهود السلام التي تقودها أطراف كردية ودولية من اجل حل القضية الكردية بشكل سلمي ، هذه الخطوة التي تأتي قبيل زيارة اردوغان لواشنطن،وما قد تحمله هذه الزيارة من نقاشات ومقايضات تركية - أمريكية في ملفات عديدة تتعلق بالقضايا الساخنة في الشرق الأوسط كإيران ولبنان ومكافحة الإرهاب، وبالطبع الموضوع الأكثر حساسية لتركية أي موضوع حزب العمال الكردستاني ، الذي دأب على الإعلان عن وقف متكرر لإطلاق النار إلا إن الدولة التركية دأبت من جهتها إلى تجاهل هذه المبادرات، وأصرت على الحل العسكري لهذه القضية, وقد ثبت للكثير من الساسة والمحللين عقم هذا الحل وخصوصا بعد الدروس المستقاة من الحرب التي دارت رحاها بين إسرائيل وحزب الله ،وما أبداه الأخير من صمود ومقاومة شرسة تجاه القوة الهائلة التي يملكها الجيش الإسرائيلي ، وقد كانت أنقرة تأمل لعب دور شبيه بالدور الإسرائيلي ، وأخذت فعلاً تعطي جيشها الحق في مطاردة المقاتلين الكرد في كردستان وطالبت من واشنطن مساعدتها في تحقيق هذا الهدف ، إلا إنها لم تلقى بعد آذانا صاغية من أمريكا ، التي تجد نفسها في موقف حرج تجاه حلفائها القادة الكرد العراقيين الذين اقنعوا بدورهم حزب العمال بوقف النار، وهذا ما جرى بالفعل ،إلا إن رد العسكر الترك كان سريعا حينما رفضوا العرض الكردي، وأصروا على حقهم في مطاردة المقاتلين الكرد في شمال العراق أسوة بإسرائيل ، رغم الفارق الكبير بين الحالتين فحزب الله هو حزب أجنبي بالنسبة لإسرائيل ولا يملك أية شعبية داخل إسرائيل نفسها، أما حزب العمال فهو فصيل مكون في معظمه من مقاتلين أكراد أتراك ،لهم ملايين الأنصار داخل تركية حيث إن الكرد يشكلون القومية الثانية في تركية ، والقضية الكردية حاضرة وبقوة على الساحة التركية منذ ثمانين عاما وأكثر رغم تجاهل السلطات لذلك ،وان القضاء على الحزب الكردستاني لا يعني بأي شكل من الأشكال نهاية هذه القضية ،فكم من الثورات الكردية التي أخمدت بقوة السلاح لكن الشعب الكردي لم يمت ولم ينتهي بل ظل متمسكا بخياراته في المطالبة بالحرية والعدالة والمساواة وحقوقه القومية المشروعة مثله مثل كل أمم وأقوام الأرض.
إن تركية وبإصرار جنرالاتها على الحل العسكري كرد على المبادرة الكردية السلمية ،إنما يمهدون الأرضية لنشوء نزاع كردي –تركي يخشى أن يمتد إلى كامل المنطقة ،وهو ما سيؤدي إلى تفاقم حالة اللا استقرار الموجودة أصلا في المنطقة وسيؤدي حتما إلى مزيد من العنف والعنف المضاد داخل المدن الكردية و التركية داخل تركية على حد سواء، وهذا ما بدت بوادره واضحة في الأشهر الأخيرة حيث زادت التفجيرات التي استهدفت مناطق سياحية في تركية والتي تبناها فصيل كردي متشدد هو صقور الحرية في كردستان ، كما زادت الميليشيات القومية التركية المتطرفة من هجماتها تجاه المدنيين الكرد ولا سيما في ديار بكر وشمدنللي ،وهذه الصورة المرعبة يخشى أن تشمل كل المنطقة فيما لو أصرت أنقرة على الحل العسكري لهذه القضية ، مما سيزيد حتما مشاكل أنقرة الكثيرة أصلا والتي كان آخرها مطالبة الرئيس شيراك لها بالاعتراف بمجازر الأرمن، واعتبار ذلك شرطا أساسيا لدخول أنقرة إلى الاتحاد الأوربي إلى جانب الطلبات الأخرى الكثيرة والصعبة.
تركية التي خرجت مهزومة من الحربين العالميتين الأولى والثانية لم تستطع إلى الآن أن تصفي وتحل مشاكلها التاريخية، ولم تستطع الوصول إلى جزء بسيط من المكانة الاقتصادية والعالمية التي وصلت إليها حليفتاها السابقتان ألمانيا واليابان،واليوم تجد نفسها محاصرة من جميع الجهات ،وان الموقع الجغرافي التي كانت تراهن عليه إلى أمد قريب،لم يعد يشكل تلك الأهمية القصوى التي تستطيع من خلالها الولوج إلى عالم الكبار، وبات عليها اليوم حل مشاكلها الداخلية قبل الرهان على الخارج، واغتنام الفرصة المتاحة حاليا من إعلان حزب العمال لوقف النار والمباشرة الفعلية بمفاوضات مع الحزب أو أي فصيل كردي آخر يملك الشعبية والقوة التي تخوله التحدث باسم الكرد في تركية، وذلك بغية الوصول إلى قواسم مشتركة تضمن الحقوق المشروعة للكرد، وتؤمن في الوقت نفسه وحدة الدولة التركية واستقرارها وخصوصا بعد المواقف المرنة التي أبداها زعيم الحزب .
الأمل كبير بالسلام، وهذا الأمل يقع على عاتق السياسيين الترك أكثر من العسكريين الذين تكمن مصالحهم في بقاء العنف دون أي اعتبار للأرواح التي تزهق من الطرفين ،فهل تستمع تركية إلى صوت العقل و تغتنم هذه الفرصة ويتحقق أمل السلام ؟ هذا ما نرجوه جميعاً كرداً وتركاً.



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رمضان..هل يصوم المتشددون عن العنف
- عراق جديد ....راية جديدة
- وين الملايين
- برسم نائبة الرئيس
- يومَ تتآلف القلوب
- كل يغني على ليلاه
- عهد الرفاق
- فضائيات**نص كم
- قُتِل الزرقاوي....فماذا بعد؟
- الوطنية والاصطفاء السلطوي
- حوار من خلف المتاريس
- علام الرحيل
- ( الجزيرة تروج ل( وطن في السماء)
- عقلية احتكار الراي
- (كوميديا سوداء(عن فيلم كوندر وتختور
- اشكالية الوعي في الشرق الأوسط
- تركية وايران والحسابات الخاطئة
- صراع الديكة
- عراة
- في ذكرى سقوط الصنم..هل تستحق الحرية كل هذا الكم من الدماء


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - شمدين شمدين - تركية والفرص الضائعة