أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمدين شمدين - ثقافة السيتي باص!














المزيد.....

ثقافة السيتي باص!


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 14:13
المحور: حقوق الانسان
    


ربما تكون فكرة مجنونة 00لكنها بالتأكيد فكرة جديدة ومبتكرة 00تلك الفكرة التي راودت مخيلتي مرارا، متأملا أن تتحقق ذات يوم كبرنامج على إحدى الفضائيات تحت اسم مناسب يحمل المعنى والمضمون ،كأن تسمى وجها لوجه ، أو تسمى وزير وفقير أو لكل منا رأي ونظرة 00لكن مهما كانت تلك الأسماء جميلة وبراقة إلا إن الأهم تبقى الفكرة نفسها ، والتي تتلخص في دعوة مسؤول عربي والإتيان كمقابل له معدم عربي ،ثم يطلب من كلا الشخصين رسم المدينة التي يسكن فيها الاثنان كل من منظوره الخاص ،وبعدها يطرح الرسمان أمام الجمهور العربي للتقييم وتقرير أي من الرسمين يعبر عن حقيقة المدينة .
تصوروا معي ماذا يمكن أن يرسم المسؤول العربي ،بنايات شاهقة تناطح السحاب بواجهات بلورية لامعة ،العشرات من السيارات الفارهة ومن مختلف الماركات العالمية كالمرسيدس والكرايزر ، تقف ببهاء أمام المداخل المحروسة بالبودي كاردات ورجال الأمن الخاص ، سيرسم المسؤول العربي حتما مترو الأنفاق وسوبر ماركات ضخمة تحوي محلات تبيع كل ما تشتهيه النفس وتهواه العين، لكن وبالتأكيد لن يخلو الرسم من بعض الحرافيش الذين يكنسون الشوارع والأرصفة، ويبيعون باقات الفل للفاتنات الجالسات بتغنج ودلال في المقاعد الخلفية للليموزين ،لكن إلى جانب كل هذا الربيع والجمال الذي ستهيم فيه اللوحة ربما نجد في إحدى الزوايا مبنى حجريا غامق اللون محاط بالسياج والأسلاك الشائكة والسيارات المفيمة ، إلى هنا يمكن أن تنتهي لوحة المسؤول العربي كما أتصور وبالمقابل ماذا يمكن أن يرسم المعدم العربي كتعبير عن رؤيته لمدينته ، اعتقد إن اللوحة لن تحتوي على شيء سوى الصباغ الأسود الفاحم كما تفاصيل حياته اليومية المليئة بالهم والغم و الليالي السود.
بعد نهاية الحلقة سنسأل حتما عن التعبير الأصدق والحل المطلوب لتقارب أفكار الشخصين والتعبير الأوحد عن حقيقة المدينة ، والحل بنظري بسيط وسريع وعصري و يكمن في السيتي باص أو باص المدينة ذا النوافذ الواسعة الشفافة حيث تظهر من خلالها الأشياء على حقيقتها ، فمن خلال هذه النوافذ نرى بيوت المخالفات ذات الأسطح التوتيائية والأزقة المتخمة بالأطفال الحافيي الأقدام ، سنرى من خلال هذه النوافذ ماسحي الأحذية والنساء المخضبات الجبين بعرق الألم اليومي، سنرى الرجال العاطلين عن العمل والعمال البسطاء يفترشون أرصفة الطرقات حاملين بأيديهم الرفش والتنكة بانتظار قادم يخرج من بين الزحام يدفع إليه ثمن ربطة الخبر مقابل شيلة رمل للطابق الخامس أو السادس .
إنها المدينة التي يخترقها السيتي باص من أقصاها إلى أقصاها ، والذي نطمح أن يستعمله المسؤول العربي كما يستعمله المعدم العربي ولو لفترة شهور قليلة ،علّ هذا المسؤول يرى مدينته على حقيقتها ، هذه المدينة التي ولد فيها وتررع بين ربوعها ودرس في مدارسها ثم التحق بجامعتها وكلياتها ، وبعد عدة جولات بهذه الوسيلة التي تقرب القلوب وتوحد الأنظار ، يطلب من المسؤول نفسه أن يرسم المدينة كما رآها من خلال النوافذ الواسعة وليس من وراء النوافذ المفيمة والنظارات السوداء ، حينها حتما سيعرف المسؤول العربي إن كان لا يعرف بالأصل إن بين الأزقة يحيا رجال ونساء وأطفال طيبون يحتاجون إلى مسؤولين طيبين يحققون لهم أحلاما بسيطة وحياة بسيطة بعيدة عن حياة الغش والخداع ونظرات الاستعلاء والتكبر ، حياة بعيدة عن حكايات الاستعباد والاستغلال داخليا وخارجيا .
إنها ثقافة السيتي باص التي يمكن وبقرار بسيط تعميمها على مختلف البلدان التي مازالت غيوم الدخان الأسود تحجب نور الشمس عن عيون سكانها ، كما حجب ومنذ زمن بعيد شعاع العدالة والحقيقة والمساواة.



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أبناء أمة اقرأ : اقرؤوا قليلاً!
- لا مكان للشرفاء هنا!
- اسامينا!
- شمعدان الاحزان
- الهروب الى الوطن!
- ارادة الحياة !
- قامشلو
- الى أزاد (لذكرىانتفاضة قامشلو)
- لوك جديد!
- المنقذ الأمريكي!
- حين يصبح الطلاق حلاً!
- الفقر والفساد وأشياء أخرى
- الدراما السورية بين محظورٍ ومنظور!
- تركية والفرص الضائعة
- في رمضان..هل يصوم المتشددون عن العنف
- عراق جديد ....راية جديدة
- وين الملايين
- برسم نائبة الرئيس
- يومَ تتآلف القلوب
- كل يغني على ليلاه


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمدين شمدين - ثقافة السيتي باص!