أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شمدين شمدين - اسامينا!














المزيد.....

اسامينا!


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:06
المحور: كتابات ساخرة
    


اسامينا

تصوروا لو لم تكن هناك أسماء ، وكان الإنسان عبارة عن رقم ، كما هو في الكثير من بلدان العالم الثالث ، ماذا كان سيحصل حينذاك ، كيف كنا سنعرف احمد من اسعد وسعاد من فادي، ربما كنا سننادي احمد بالرقم واحد واسعد بالرقم اثنين ، وسعاد ثلاثة وفادي خمسة ، وهكذا تتراكم الأرقام وتتكاثر وتتزاحم لنصل إلى المليون والمليون ومائة وربما المليار ، بالتأكيد لن تكون الصعوبة هنا فحسب ، فعقولنا ليست كمبيوترات ولا يمكن أن تحفظ أرقام كل الاخوة والأقارب والأصدقاء ، وكنا سننسى كثيرا وكان سيزعل منا الرقم عشرة أو الرقم سبعة وخمسين من الأصدقاء لأننا أخطأنا في رقمه عفوا اسمه ، لكن ولله الحمد فقد اخترع أجدادنا الأحرف ، أوجدوا الأسماء ، وصرنا نعرف بأسمائنا وأسماء أجدادنا ،أصبحت الأسماء كالبصمة الوراثية لا يمكن أن تخطئ إلا نادرا ، منا من احب اسمه ومنا من لم يعجبه لكنه اعتاد عليه ،لكن منا من رفضه وحاول تغييره قانونيا ، وهذا بالذات ما فعله صديقي السيناريست الموهوب ، فهذا الصديق كان لا يحب اسمه وكنيته ، ولكونه يتطلع إلى عالم الشهرة والنجومية من خلال كتابة سيناريو مسلسلين طويلين ، رفضا من قبل دائرة التلفزيون قبل سنوات، وذلك قبل أن تنطلق شركات القطاع الخاص بالإنتاج التلفزيوني ، لكن صديقي العنيد ظل مواظبا على عمله ، على أمل أن يظهر اسمه ذات يوم على شاشة التلفزيون ، وظل يردد بين الناس انه ظلم وان من يكتبون اقل موهبة منه ، ربما يكون محقا في ذلك ، وربما يكون الحظ عدوا لدودا له ، لكن ما اعتقد انه السبب الحقيقي وراء ذلك هو كبرياءه الزائد وتنظيره فائق الحدود ، وعدم معرفته بالموضع الذي يؤكل منه الكتف ، على كل حال وفي النهاية حظي صديقي بفرصته حيث كتب السيناريو لقصة أحد الكتاب العاملين في التلفزيون بناء على طلب الكاتب ،ورغم كونه لن يقبض فلسا واحدا ، لكن ما يهمه كما يقول هو اسمه الذي سيظهر على الشاشة ، هذا الاسم الذي هو مصدر سعادته إن ظهر ولكنه أيضا سيكون مصدر تندر وسخرية عند الوسط المحيط حسب اعتقاده إن لم يغيره ، وفعلا رفع صديقي قضية لتغيير كنيته وبعد جهد جهيد تم تغيير الكنية، وقطع بذلك نصف الطريق ، لكن النصف الآخر هو الصعب ، انه اسمه الأول الذي لم يكن ليخلق له مشكلة لولا تلك المسرحية الكوميدية لسمير غانم ، فاسم صديقي عبد السميع وقد سماه والده بذلك على اسم أحد المشايخ، حتى يكون دربه اخضر ورايته بيضاء كما يقولون ، لكن هذا الاسم جلب معه التعاسة إلى قلبه ، فكلما ذكر اسمه ، ضحك من حوله وقالوا عبد السميع اللميع ، على قولة سمير غانم ، حاول صديقي تغيير الاسم قبل أن يظهر على الشاشة وقبل أن يوقع أي عقد مع شركة إنتاج تلفزيوني ، فرفع قضية على والده وجلب شاهدين من القرية ، وبعد أن تم تلقينهما إن اسمه في القرية ليس عبد السميع وانما اسم آخر ، اخطأ الشاهدان في الاسم الجديد وذكر كل منهما اسما مغايرا للآخر ، ورفضت القضية ، وظل صديقي حزينا لأيام عديدة وفي النهاية توصل إلى قرار خطير وبين الجد والهزل ، اخبرني قراره التاريخي ، انه سيرفع دعوى ضد سمير غانم ، لقد كدر حياته وشوه سمعته وجعله مثار سخرية الآخرين ، وهاهو ذا سيقضي على طموحه و أمله باسم جميل يلمع على شاشة التلفاز ويجلب له المال والشهرة والنفوذ.
مسكين صديقي ومساكين كل أصحاب المواهب في بلداننا ، يفننون حياتهم من اجل الوصول إلى المبتغى ، ولكن العمر يمضي سريعا ، والطريق طويلة طويلة ، واصحاب النفوذ لم يتركوا لأصحاب النفوس سوى آهات التحسر ، والعتاب على الأهل الذين لم يتعبوا في اختيار أسماء جميلة وميمونة لأولادهم ، ياترى هل أخطأت فيروز في أغنيتها المشهورة :
اسامينا شو تعبوا أهالينا تلقوها
أعتقد إنها لم تخطأ على الأقل بالنسبة لي ، فقد بقيت أياما طويلة وأنا ابحث في القواميس والكتب عن أسماء جميلة لابني الصغير ، وضعت قائمة بالأسماء ، كثير منها رفضت من قبل الأهل ،ولكن في النهاية ظفرنا باسمه الذي نأمل أن يجلب له الحظ والسعادة والحياة الجميلة، كما وجه البريء الجميل وضحكته الطفولية البريئة ، واعاهده أن افعل قصارى جهدي حتى احجز له مقعدا رفيعا وكريما ، في هذه الدنيا التي بات فيها الضعيف والطيب مداسا لكل من هب ودب 0
ويا طيوب طيبلي روحي ، وبطيبك طيبلي جروحي
بالأذن طبعا من المطربة السورية ميادة بسيليس00000000000000







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمعدان الاحزان
- الهروب الى الوطن!
- ارادة الحياة !
- قامشلو
- الى أزاد (لذكرىانتفاضة قامشلو)
- لوك جديد!
- المنقذ الأمريكي!
- حين يصبح الطلاق حلاً!
- الفقر والفساد وأشياء أخرى
- الدراما السورية بين محظورٍ ومنظور!
- تركية والفرص الضائعة
- في رمضان..هل يصوم المتشددون عن العنف
- عراق جديد ....راية جديدة
- وين الملايين
- برسم نائبة الرئيس
- يومَ تتآلف القلوب
- كل يغني على ليلاه
- عهد الرفاق
- فضائيات**نص كم
- قُتِل الزرقاوي....فماذا بعد؟


المزيد.....




- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شمدين شمدين - اسامينا!