أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شمدين شمدين - المعارضة السورية والصراع على الضحية قبل ذبحها!!














المزيد.....

المعارضة السورية والصراع على الضحية قبل ذبحها!!


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 21:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    




بداية سامحوني بإطلاق كلمة الضحية على الشعب السوري والوطن السوري ، لكنني استعمل هذه الكلمة مجازا ، للتعبير عن مدى خوفي وجزعي على هذا الوطن الذي أراه يتجه يوميا نحو مزيد من العنف والقتل ، أجل سورية هي الضحية 00 كانت ومازالت ، فقد كانت ضحية لسياسات الاستبداد والانفراد السلطوي والقمع الفظيع لكل الأصوات المخالفة للصوت العقائدي الواحد ، ومازالت ضحية لسياسات الصراع والتحارب بين أطراف المعارضة الذين انشغلوا بالمناصب والكراسي والتسميات المختلفة ،من داخل وخارج وهيئة وتيار ومجلس ومؤتمر إنقاذ ومجلس ثوري وتنسيقيات متبعثرة ومتباعدة ، فيما يتوالى سقوط الشهداء وتعلو صرخات النساء، هذا التحارب الذي نلمسه يوميا على صفحات الانترنيت وفي تصريحات بعض المعارضين ،فالكثير من الأقلام الصفراء أخذت تمتهن مهنة التنبيش في الملفات وفتح السجلات القديمة للبحث عن أية صلة ولو من بعيد لهذا المعارض أو ذاك بالسلطة والنظام ،من أجل الإيحاء للرأي العام والمنتفضين في الشارع بعمالة هذا الفصيل أو خيانة ذلك المعارض ، ومن المعروف جيدا إن اللافتات التي ترفع في المظاهرات واسماء الجمع ، إنما يتم تبنيها على صفحات الانترنيت وان كل المتظاهرين في الشارع ربما لا يعوون كثيرا ماهية هذه الشعارات أو أهدافها .
إن زمن قذف الآخرين بتهم الخيانة والعمالة يجب أن ينتهي ،ويجب أن يتم احترام كل الآراء ما دامت تهدف إلى التغيير الديمقراطي نحو وطن حر كريم يقبل الآخر ويحترم رؤاه،وعلينا أن نتذكر إن التغيير في ليبيا وتونس ومصر أبقى على الكثير من الشخصيات التي عملت في مراكز سيادية عند تلك النظم ،بل أصبحت تلك الشخصيات أساس بناء الدولة الجديدة ، لان من يطمح إلى الانتهاء من زمن الإقصاء والاستفراد عليه ألا يقصي أحدا ولا يصادر رأيا ، فإذا كنا اليوم نتصارع على الوطني والعميل ، الثوري والمتخاذل ،ونحن ما زلنا في بدايات التغيير فما ذا سيكون مصير هذا الوطن غدا حينما يبدأ توزيع الحصص والمناصب ، وأي توافق سيبنى فيما نحن لا نتقبل بعضنا البعض ،ثم أية معارضة هذه التي لم تتفق بعد على شكل التغيير وطرق الوصول إليه ، وعلى شكل الدولة المستقبلية ومبادئ دستورها القادم .
لعل الخطأ الكبير الذي وقعت فيه المعارضة في هذا المرحلة بالذات ، هو التسرع في تشكيل كيان يخاطب العالم ، تقليدا للمجلس الانتقالي الليبي ،رغم الاختلافات الواضحة بين الحالتين ، ففي حالة ليبيا تم تشكيل المجلس على ارض ليبية وبوجود عناصر من السلطة السابقة ومن المعارضة الخارجية،وكانت الثورة قد قطعت أشواطا كبيرة واتخذت منحا يتجه لصالح الثوار ، فيما الحالة المعارضة السورية ما تزال مقسمة بين داخل وخارج ،وبين ممثل للمنتفضين على الأرض ، ومعارضين مستقلين لهم رؤى خاصة بالوضع السوري وكيفية حصول التغيير فيه ، كم إن مدن رئيسة مازال الخوف والمصالح يمنع سكانها من المشاركة الفاعلة في التغيير ،أما الخطأ الآخر الذي وقعت فيه المعارضة فهو تصارعها العلني على الهوامش وترك التفاصيل الضرورية للمضي في تطوير الحراك الشعبي والمزاج الفكري للغالبية الساحقة من الشعب السوري من اجل بناء الوطن الديمقراطي ،فالساسة والمفكرون الحقيقيون هم من يتبنون مطالب الجماهير ولكنهم في الوقت عينه يبحثون عن افضل الطرق لتحقيق هذه الأهداف بأقل الأثمان كلفة ، لان الثمن هاهنا دماء أبرياء وكيان وطن .
إن ما جرى في القاهرة من صراع بين المعارضين ورشق بعض المتظاهرين لممثلي هيئة التنسيق بالحجارة ، إنما يعكس صورة لما يمكن أن يحصل في المرحلة القادمة فمجرد عدم قبول الآخر يعتبر بحد ذاته جريمة ، فإذا كنا اليوم لا نقبل بجزء مختلف من المعارضة وبآرائها ، فما الفرق بيننا وبين السلطة المستبدة ، وكيف سنتقبل غدا كل هؤلاء الصامتين والجالسين في بيوتهم والمحايدين ، بل حتى بعض المستفيدين من النظام ، هل سنبيدهم جميعا ،أم نعزلهم جميعا ونقيم الحجر عليهم ، إذا كانت المسألة تدار بهذه الطريقة فاعتقد إن الشارع لن يكسب المعركة وان كسبها فستكون على سيل جارف من الدماء .
إن اختلاف الرؤى هو غنى للوطن ، وان الديمقراطية وصناديق الاقتراع ستحدد مستقبلا من هم المناضلون والثوريون ومن هم المتخاذلون والعملاء، وعلى كل المعارضين والسياسيين الحريصين على بناء دولة حضارية جديدة ،أن يحذوا حذو برهان غليون حين عبر عن استنكاره لما حصل في القاهرة واثبت قدرته على التلاقي مع الآراء المختلفة والتعافي من أمراض النظم العربية ،ليظهر كسياسي مخضرم يطمح إلى بناء وطن تعددي متحرر من كل الديكتاتوريات بما فيها ديكتاتورية الأحزاب والأفكار والأيديولوجيات ،وباعتذاره للأكراد السوريين اثبت انه رجل منفتح وقادر على الرجوع عن خطئه ، لان الرجوع عن الخطأ فضيلة والقدسية يجب ألا تسبغ أبدا ًعلى الأشخاص مهما علا شانهم وبلغت مكانتهم بل القدسية هي للأوطان والمبادئ والقيم الإنسانية العليا.



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفالنا ...من يحميهم من ظلم ذوي القربى؟
- ثقافة السيتي باص!
- يا أبناء أمة اقرأ : اقرؤوا قليلاً!
- لا مكان للشرفاء هنا!
- اسامينا!
- شمعدان الاحزان
- الهروب الى الوطن!
- ارادة الحياة !
- قامشلو
- الى أزاد (لذكرىانتفاضة قامشلو)
- لوك جديد!
- المنقذ الأمريكي!
- حين يصبح الطلاق حلاً!
- الفقر والفساد وأشياء أخرى
- الدراما السورية بين محظورٍ ومنظور!
- تركية والفرص الضائعة
- في رمضان..هل يصوم المتشددون عن العنف
- عراق جديد ....راية جديدة
- وين الملايين
- برسم نائبة الرئيس


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شمدين شمدين - المعارضة السورية والصراع على الضحية قبل ذبحها!!