أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - نزلتَ وحلاً وحللْتَ قحلاً














المزيد.....

نزلتَ وحلاً وحللْتَ قحلاً


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3730 - 2012 / 5 / 17 - 11:48
المحور: الادب والفن
    



على حين غرّة
أطللتَ عليّ ؛ أيّها السأم
مادّاً عنقَك فضولاً
حاملاً زفراتِك الحرّى
رافعاً خيمتَك المهلهلة الوسِخة
واضعاً ظِلَّك الثقيل وسط دارتي
تعجّلتَ الحضور
فذا اليومُ ليس يوم نحسي
كنتُ أتفجّرُ فرحا
منتشياً بقصيدةٍ اصطدتُها توّاً
وسط أسراب القوافي الهائمة فيَّ
أراك تخبئ ضحكاتي في أقبيةٍ مظلمة!
وتُظهر شجني كمرايا أوجعها الشرَخ
أيّها السأم الزائر الثقيل الظِّل
لِمَ تعثرْ رِجلاك بعتبة شيخوختي!!؟
تزيدُ من أنقاض وجعي
إن أردتَ زيارتي
أطرق الباب بتوئدة
واسترق النظر يمنة ويسرة
ترقّب الريح هنا وهناك
خشيةً أن تراك مندسّا
بين ثقوب الديدان
وشِباك العناكب
فيشتدّ هبوبها ويعلو صفيرها غضباً
ولتكن السماء غبراء مكفهرّة
والهلال ضائعا في أقاويل حلول الأعياد
وتآويل دعاة الباحثين ...
عن أيام السعْد
كن وديعا هادئا كالذكريات النائمة
لاتقف كالطود الراسخ قبالتي
هازئا بوحدتي وشرودي
أدري بأني فقدتُ ظِلِّي
ورفيقي التوأم
في الليالي الحالكة السّواد
حين أغضبْتُ الشمس
ولم تعدْ تزورني
وتشرقُ لي بدفئِها وابتسامتها المعهودة
ليس لي سوى خيالٍ جانح
يأخذني بعيدا... بعيدا
إلى ملاعب صباي
حيث وجه حبيبتي يترقب وقْع أقدامي
وننسلّ معا إلى شقاوات الفتوة
نتدفق مع ميعة الصِّبا
نتبادل القبلات
يحفُّ بنا قطيعٌ من الهمسات
تتناجى بين شفاهنا
وفي أوّل المساء
ننزوي في الحدائق المعتمة
تفتحُ أبوابها للعشاق شاحذي الأرصفة
ومتأبطي الصحف والكتب الصفر
تضللهم من اللصوص الرقباء
ذوي العيون الفاضحة الوقحة
ندسُّ أجسادنا في زحام الأشجار
وتشابك الغصون في جسدينا
نغيب في المعاصي والآثام
نفترشُ عشب الخطايا
نكبو معاً في الموبقات
حتى يأذن لنا الظلام بالرحيل
**********
تمهّل أيها السأم
اعبث بي كما يحلو لك
اعتصر حشاشة قلبي
أهطلْ مدامعي
تشفَّ بي ملِيّا
أمرغني في أحزانك وأوحالك
قطِّعْ أوصالي إرباً إربا
مزِّقْني في منافيك
خذْ كلّ نفائسي وما ملكت يدي
اجعلني قفراً ، أو نسيا منسيا
وإيّاك إيّاك أن تقرب جناحيَّ
فهما طائري إلى من أحبّ
قوادمي وخوافِييّ إلى السماء
رِكابي الذي يسند قدميّ
حين أعتلي صهوتي
قاربي الذي يعبر بي
إلى الضفاف الخضر
قِوامي الذي أبرز فيه
أمام حاسدي وغريمي
أيها السأم
لاتطِل المكوث طويلا
فزادي في صُرّتي أوشك على النفاد
وقِرْبتي خرمها صدأ العمر
لاشيء عندي سوى بلَلٍ ضئيل
أمسحُ فيه شفتيّ
وكسْرة خبزٍ ألوكها بِريقي اليابس
أغمسّها بما تبقّى لي من عافيةٍ
أوشكتْ أن تغادرني
لُمَّ ذهولك وشرودك
مرارةَ وحشتك
خذ طفولتي وصِباي
عنفوان شبابي
صبْوتي العارمة
ودعْ لي هزيع عمري الأخير
يسامرني في خلوتي
يُمْلي عليّ غصص الغائبين
وحسرات المحبين
في المدن النائية
والتخوم البعيدة المنال
يغنّي لي مواويل النأي
تطحنُ أمانييّ العريضة
يحكي لي حكايا الهجْر
يسردها حرفاً حرفا
ونقطةً نقطة
فأنعس كالطفل الوسنان
تعانقني هدهدة الغفوة :
" ياعِلِّتيْ ابْكُبُرْ بغداد
احْݘيتها شاعتْ بالبلادْ
اسْكتِتْ عنها حرَمْت الماي والزادْ
يا وسْفِتي ضيّعْت الاولادْ
ديْره وصُفَتْ لݘلابْ واوغاد
لاولَدْ منهمْ سَيَّرْ وعادْ
بسْ الحزِنْ ݘلݘلْ بِالفَّادْ " (*)
وتنتهي الحكاية
كما قصصتُها لنديمي السأم
وعدني بزيارة لاحقة قصيرة
لأروي له قصة أخرى مريرة

جواد كاظم غلوم
[email protected]
_______________________________
(*) ترنيمة من الشعر الشعبي العراقي سمعتُها من زوجتي وهي تهدهد أحد أحفادها
لأجل تنويمه



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاطع شعريّة برفقة صيغ التفضيل
- ثلاث قصائد
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء السادس
- من قصائد الفتوّة - بشرى-
- غورباتشوف وخيبة الأمل
- تركيا الصديقة الحميمة
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الخامس
- لايكفُّ لساني عن وخزك
- هكذا أدرّبُ نفسي
- الإحتلال الديبلوماسي
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الرابع
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الثالث
- لدغاتُ العمّ سام وشطحاتُ بابا كريستوفر
- رياشٌ مغمّسةٌ بالحزن
- مِن عاشقةٍ لمعْشوقِها في عليائِهِ
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الثاني
- لاأريدُك
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الاول
- مباراةُ عاشقةٍ خاسرة
- مخاطر الكعكة الصفراء


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - نزلتَ وحلاً وحللْتَ قحلاً