أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جواد كاظم غلوم - تركيا الصديقة الحميمة














المزيد.....

تركيا الصديقة الحميمة


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 09:10
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    



تتزايد يوما بعد يوم حملات التنديد والاستنكار بسبب عزم الجارة المسلمة تركيا العزيزة علينا جدا على انشاء المزيد من السدود العملاقة والتي تهدف الى حجب مياه دجلة والفرات والاستفادة منها لارواء الاراضي التركية حصرا دون اية مراعاة للالتزامات الدولية بشأن تقاسم المياه بين الدول المتشاطئة وكأن السدود المقامة سلفا لم تكفها فبدأت تفكر في انشاء مشروع اروائي عملاق هو سد /اليسو تزمع تركيا انجازه في غضون السنوات الثلاث المقبلة ضاربة عرض الحائط الدعوات والنداءات الدولية والاضرار الكبيرة التي سيلحقها بناء المشروع بالاماكن الاثرية في منطقة الاناضول وتدمير التراث لان هذه المنطقة اعتبرتها منظمة اليونسكو من المواقع الاثرية الهامة في العالم ناهيك عن تهجير اكثر من 500 قرية تركية يسكنها الكرد الاتراك وفق تقارير اللجنة المشكلة من بعض دول الاتحاد الاوربي(المانيا والنمسا وسويسرا )والتي زارت المنطقة عام /2008 هذا عدا عن المشاكل التي تنجم بين الدول المتشاطئة بسبب الاستحواذ على النصيب الاوفر من المياه وسلب حصص دول الجوار وخلق متاعب جمة بين دول المنبع والمصبّ مما دعا الاتحاد الاوربي الى ايقاف التمويل المالي لهذا السدّ الذي وضع حجر الاساس له الصديق اللدود المسلم اردوغان في آب/2006 والذي خطط له ان يخزن 11 مليار متر مكعب من الماء مع تشييد مساحة 300 كيلومتر مربع هي مساحة بحيرة السد بحيث يحتجز حوالي 47 بالمئة من واردات نهر دجلة
آخر هذه النداءات وحملات التنديد جاء من قبل وزارة الموارد المائية في العراق لجمع ثلاثين الف توقيع حتى يتم ادراج نهر دجلة ضمن قائمة محميات التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو لاجل حمايته من المخاطر التي يتعرض لها من الجانب التركي وهبوط مناسيب مياهه الى حدّ مخيف
ومثلما أثّر مشروع GAP المشيّد على نهر الفرات في تقليص الاراضي الزراعية غرب العراق والفرات الاوسط وازدياد نسبة الملوحة فيه فان آثار بناء سد اليسو السلبية ستفوق التوقعات كثيرا ويمكن حصرها بما يلي :
1)انخفاض مساحة الاراضي الزراعية حيث ستتصحّر اكثر من 696 ألف هكتار من اراضي العراق الخصبة
2)تفاقم الاضرار البيئية بسبب تقلص الاراضي الخضراء والمراعي الطبيعية وزحف ظاهرة التصحر والجفاف وتاثيرها السلبي على الطقس وازدياد العواصف الترابية والرملية التي نشهدها مرارا هذه الايام في ربوعنا بعد ان كانت نسيا منسيا خلال السنوات العشرين الفائتة
3)تغيير النمط السكاني وطرق المعيشة لان قلة او انعدام الماء سيؤدي الى ترك الزراعة والهجرة نحو المدن
4)توقف العمل في منظومات الطاقة الكهربائية المقامة على نهر دجلة (سد الموصل وسد سامراء)
5)تدمير الاهوار التي تعتمد كليا على المياه بحيث يصعب انعاشها وتنميتها بهذا الكم الضئيل الذي يصلنا من مياه نهر دجلة وانخفاض مناسيب الخزانات الطبيعية في بلادنا كبحيرة الثرثار والحبانية
وللتذكير، يحضرني ما قال مسعود يلماز السياسي التركي قبل سنوات بشأن المياه :" ان المياه في اراضينا هي نفط لنا وان كان هناك من يرضى باقتسام نفطه مع الآخرين فتركيا على استعداد لاقتسام مياهها "
ويبدو ان تركيا لاتفرق بين الثروة الكامنة في باطن الارض والثروة الطبيعية المتحركة الجارية والخاضعة للقسمة والمشاركة بموجب قوانين دولية صادرة من هيئات ومؤسسات عالمية لها ثقلها ووزنها وتاثيرها ، نعم ان من حق الدولة اية دولة الاستفادة من الانهار التي تمر في اراضيها واحواضها مع مراعاة مصالح الدول المجاورة وتقاسم المياه وفق حاجة كل بلد فهذه ثروة حباها الله للبشرية جمعاء وعلى الاقطار المتشاطئة ايجاد الحلول من خلال الحوار البناء والودي للوصول الى صيغ ترضي جميع الاطراف في الجوار غير ان تركيا لم توجه اخطارا للعراق حول التدابير التي اتخذتها والمشاريع التي اقامتها على مجرى دجلة والفرات لان تركيا لاترى في دجلة والفرات من الانهار الدولية فهما مجرد نهرين عابرين للحدود وكل الاتفاقات الدولية عن الانهار لاتنطبق على النهرين لانهما حسب تعبيرها ثروة مائية تركية صرفة مثلما النفط في العراق ثروة خاصة به
كل خوفنا ان يظل سياسيونا ساكتين امام هذه الطموحات التركية البعيدة المدى فجارتنا العزيزة المسلمة العثمانية تريد ان تبني ثلاثة عشر سدا على نهر الفرات وثمانية سدود على دجلة الخير بحلول عام/2023 فما الذي يتبقى لنا سوى الغرين وضحالة القيعان الآسنة وبمَ سنتغنى اذا زالت أم البساتين وقُطِّعت شرايينها من جسد العراق الجليل وغُيّب الفرات العذب
إذا نهلته صديقتنا الحميمة تركيا



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الخامس
- لايكفُّ لساني عن وخزك
- هكذا أدرّبُ نفسي
- الإحتلال الديبلوماسي
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الرابع
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الثالث
- لدغاتُ العمّ سام وشطحاتُ بابا كريستوفر
- رياشٌ مغمّسةٌ بالحزن
- مِن عاشقةٍ لمعْشوقِها في عليائِهِ
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الثاني
- لاأريدُك
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الاول
- مباراةُ عاشقةٍ خاسرة
- مخاطر الكعكة الصفراء
- إطلالةٌ على مدنِ الرّماد
- ما خبّأه ابنُ طفيل في قِماطِ حيِّ بن يقظان
- أريدكِ نافذتي...شُرْفتي المشْرَعة
- والذي قيْدُهُ يزينُ يديهِ
- السيمورغ
- اللعبُ مع الصغار -هنيهةُ وأخواتها-


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جواد كاظم غلوم - تركيا الصديقة الحميمة