أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - لايكفُّ لساني عن وخزك














المزيد.....

لايكفُّ لساني عن وخزك


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 00:27
المحور: الادب والفن
    


لايكفُّ لساني عن وخْزِك

اللافتاتُ والشّعاراتُ البرّاقة
تدنو مني ، تلتصقُ بي
مثل طفلةٍ تتعلقُ بأمّها اللاهية بمرآتها
وزينتِها وسط أكوام مساحيق التجميل
تمسك أذيالي متوسلةً أنْ أرفعها عالياً
لاتريدُ أن تقعَ تحت أقدام الجموع الهائجة
يغمرها النسيان كخَبَرٍ عابر
في نشرة أخبارٍ صدِئة
تخشى أن تُردَمُ في حُفرِةٍ كقبرٍ مهجور
الفصولُ فقدت أطرافَها الأربعة
زحفتْ طائعةً ؛ مستسلمة لمصيرها
عافها الشتاءُ وحيدةً تتلقى العواصف
الربيعُ ركبَ عربتَه الموشّاة بالنياشين
قال : وداعاً واختفى بغمضةِ عين
ترك ثوّارهُ يتمرغون في الساحات
يفترشون العشبَ ، يثرثرون
يجْترّون قاتاً فاسدا
يلوكون فشلاً ذريعاً
لاأحدَ يصيخُ السمعَ لِما يقولون
نسائمُ الصيف غدتْ نسْيا منسيا
أمام الهجيرِ الآتي من البوادي
إلاّ الخريف هجعَ كالكلبِ الوفيّ
على عتبة البيت وأبى أن يتحركَ قيدَ أنملة
حان موعدُ مجيءِ الغراب الأعور
آنَ له أن يستنسرَ على نسْلِهِ
تذكّر مشْيتهُ الأولى
يوم كان ثابتَ الخطى
تذكّر خصامَهُ مع غريمِه
يوم نُقِرَتْ عينُه دفاعاً عن أنثاه
فجاء مختالا فخورا
يتبخترُ في خُيلاءِ الزّنوج ناصعي السّواد
صائدي الطرائدِ العصيّةِ الشاردة
نسجَ نعيقَهُ من خرائبَ مهجورة
ومن سفوحٍ ملأى بالدمنِ والبعر
وفقاعاتِ الأنغامِ الناشزة
ليلتقطَ حبّاتٍ مغمّسةً بالسأم
النوافذُ أشرعت ستائرَها بانتظار الصباح
لكنهُ غادر حين اكفهرّتْ سماؤنا
وكَبتْ على وجهها
نحيبا على الصّديقين والرعايا الأطهار
**********
لاشيءَ ساكنٌ في هزيع العمرِ الأخير
الدودُ يترقبُ وصولَ وليمتهُ
الماءُ يأنفُ أن يطهّرَ الخطايا
الفيّاضةَ هنا وهناك
خِرَقُنا بائدةٌ لاتسعُ أجسادَنا
لاأحدَ يحاورُنا منذ إدماننا لحسَ الدماء
من نصالِ السيوف
وتأجيج الفتنِ النائمة
نحشو مكبّرات الصوت بالنباح
نهشُّ اللقالقَ من مناراتها العالية
نُسْبي العذراوات
نفضُّ البكارات الطاهرة
نسلخُ الطفولة َمن شِغاف الأمومة
نقنصُ النوارسَ بكاتم الصوت
ونقصمُ الظّهورَ القويّة
شفاهنا زُمّتْ غيضاً
لسانُنا معقودٌ بحبلٍ من مسد العبوديّة
نبتَ فيه عظْمٌ من صدورِ السحالي
حين لعقْنا دبَقاً من دموع التماسيح
ونهلنا ماءً من القيعان الآسنة
وشربنا من جُبِّ الغادرين
أخوّةِ المكائدِ
ناصبي الشراك لأشقّائهم
عيونُنا لاتدمعُ مع الحزانى والثكالى
صدأَ الدمُ في عروقنا
لم يعدْ ينبضُ بالحنوّ
لم يعدْ أزرقَ كدماء النبلاء
صار بخساً كدماء الشهداء المنسيين
ما أقلّك يا وطني
ما أوطأ ثراك
ما أذلَّ جبالَك
سحقاً لِمنْ يهيم بك حبَّاً
ويتّسعُ صدرُه لاحتضانِك
أيها السيّدُ الرأسُ الراضخُ للأنجاس
الطائعُ للأيامى المخنثات
ماذا تنتظر؟؟!!
قمْ وانزعْ كَفَنَك
انتفضْ من قبرِك
توَلَّ دَفَّتَك
لُمَّ رعاياك وشِتاتَك
أصلبْ عُودَك الهزيل
كفاك ضآلةً ، أكاد لاأراك
أرى حديدَك الهشّ النحيل
كهُلامٍ يتطايرُ مع القشِّ
أرى سُدودَك تتصدعُ مثل قلوب أحِبّائك
ضواريك الأسُود كالشياهِ تترقبُ سلْخها
أما حان هديرُ رعودِك الخرس؟؟
نقيعُ أمطارِك الدمع
وميضُ بروقِك الْجرْح
ألا يصدحُ نشيدُك
غير النحيبِ واللطم ؟؟!
معذرةً سيدي الرأسَ
إلامَ تبقى مشتّتاً ؟!

جواد كاظم غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا أدرّبُ نفسي
- الإحتلال الديبلوماسي
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الرابع
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الثالث
- لدغاتُ العمّ سام وشطحاتُ بابا كريستوفر
- رياشٌ مغمّسةٌ بالحزن
- مِن عاشقةٍ لمعْشوقِها في عليائِهِ
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الثاني
- لاأريدُك
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الاول
- مباراةُ عاشقةٍ خاسرة
- مخاطر الكعكة الصفراء
- إطلالةٌ على مدنِ الرّماد
- ما خبّأه ابنُ طفيل في قِماطِ حيِّ بن يقظان
- أريدكِ نافذتي...شُرْفتي المشْرَعة
- والذي قيْدُهُ يزينُ يديهِ
- السيمورغ
- اللعبُ مع الصغار -هنيهةُ وأخواتها-
- حفيدتي الكَنَدِيّة
- كيف لي أنْ أرأبَ الصدْع


المزيد.....




- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية
- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - لايكفُّ لساني عن وخزك