|
فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3729 - 2012 / 5 / 16 - 21:38
المحور:
القضية الفلسطينية
فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء كتب مروان صباح / ندرك أن العالم أصبح مستباحاً أكثر من أي وقت مضى وكل شيء قابل للإختطاف خصوصاً عندما تتراجع القيم الديمقراطية ويغيب صوت الفرد وتختزل الديمقراطية فقط في صناديق الإقتراع ويعامل المواطن كرقم فلا بد أن تطفو سيكولوجيات المقهورين ومشاكلهم في المجتمعات مما يتاح للبعض أن يتجرؤوا في القفز ويحتلوا أماكن بوضع اليد وسطوة المال ويصبحوا راسمين سياسات الحكم وشكل الحياة ومن فيها ومصائرهم ومصائر من سيولدون من أحفاد التى تنبثق منها سياقات وتصبح تخدم فئة معينة مما يؤدي إلى عطب الإدراك العام وتشويه الوعي لتتحول الأغلبية إلى كائنات بليدة جاهزة لكي يُضع سموم في عقولها . لقد شهدت الضفة الغربية عبر السنوات الخمس نقلات نوعية لا يمكن إنكارها إطلاقاً بدايةً من معالجة الإنفلات الأمني الذي عانى منه المواطن الفلسطيني مصحوب بإعادة هيكلة وبناء المؤسسات الحكومية على الصعيدين الإدراي والأمني بالإضافة للبنية التحتية لكنها تراجعت بشكل قاسي وعميق من الناحية الديمقراطية حيث تعطلت ما بدأت به الحياة الفلسطينية والتى كان لها شرف الخطوة الأولى في المنطقة من حيث الإعداد والتنفيذ لإنتخابات ديمقراطية شفافة أدت إلى تشكيل برلمان بإرادة الشعب وشهد على نزاهتها قبل العالم المواطن نفسه إلا أن بعد الإنقسام وفصل غزة عن الضفة سياسياً وإدارياً بات كل شيء مؤجل ويعلق على مشاجب الإنقسام وما يمكن إنجازه وتوفيره دون المساس في مشروع المصالحة التى بسببها توقفت الحياة الديمقراطية في الضفة الغربية بل تأخرت بخطوات عن محيطها . تعب الشعب لمحاولات لم تأتي إلا بإخفاقات وتفوق فيها التصافح وإلتقاط الصور لأي ترجمات حقيقية على الأرض وتلك تعود إلى سياسات مرتبطة بأجندات إقليمية وسياسات دولية ترسم من طباشير حدود جديدة ليس للمواطن العادي فيها ناقة ولا بعير بل تأتي في كل مرة عكسية تماماً لما يرغب ومحبطة لكن يلاحظ أن هناك أسباب تستدعي الجميع لتحرك بإتجاه الذي يجنب المراوحة أو الإنزلاق إلى الهاوية مرة آخرى حيث الأغلبية متفقين بأن لا بد لمن يجيب عن ما بعد هذه المرحلة وخصوصاً أن الإنسداد بات واضحاً على الصعيدين السياسي مع الإسرائيلي وإنهاء الإنقسام الداخلي مما يدعو إلى القفز عن حالة الإنتظار التى بات سيد الموقف في تعطيل النمو الطبيعي للمجتمع والإلتفات إلى تفعيل وتحسين ظروف الوضع الداخلي للحياة في الضفة الغربية التى تواجه تحدياً من الهجمات الإستيطانية المستمرة بقضم الأراضي ومحاصرة المدن والقرى التاريخية بجدار العزل ، لقد أصيب الميكانزم الحركي الفلسطيني ببعض الاعطاب خصوصاً التشريعي على وجه التحديد وذلك بسبب تعطيل البرلمان الذي أخفق أعضاءه في محاكاة الوضع الجديد بل استسلموا للواقع دون أن يلجأوا إلى تبني بدائل تضع حدّ لتعاظم الشلل الديمقراطي الذي بدوره أنتج بعض الشخصيات في مواقع حساسة ومازال مستمر في الإنتاج حيث غيبت الكفاءة وتقدم التزلف والإنبطاح وأصبح الإستجداء هو العنوان للوصول إلى موقع ما وقد نراه بشكل جليّ في السلك الدبلوماسي التى من الضروري أن تحمل شخصياته نوعية خاصة جداً في التفاني والمخزون الثقافي والمرجعية السياسية وبالتأكيد التاريخية وكما شملت أماكن آخرى حيث تعزز هذا النهج في الإختيار كأن المطلوب دمى ليس لها أي نوع من الإمكانيات الفكرية بل هي أشبه بالببغاء وصدى الآخر دون أن تعرف ما تكرر ، لهذا بات مطلوب وبشكل فوري الخروج من هذه الحالة الجامدة الغافلة عن إستيعاب المتغيرات لأنها أقرب إلى التحجر بتعزيز مجالس البلديات وتطويرها إلى أن تصبح مجالس حكم محلي منتخبة من عامة الشعب لها القرار في إدارة المحافظة وتكون مدتها الاولى عامين كي تخضع إلى المراقبة الشعبية في الأداء والعطاء ثم تحرير القضاء بشكل تام ليصبح مستقلاً مالياً وبعيداً عن تأثير السلطة التنفيذية المركزية مما يتيح المجال لكل مجتهد ومصمم وراغب في التقدم ، وإعادة ترتيب أوضاعه ممكنة ليشمل جميع المحافظات بالإستقلالية المالية والإدارية وتكون محاكم الإستئناف هي المراجع الأخيرة لأي نقد في المستقبل وكذلك الإعلام الخاص بحاجة إلى الدعم والخروج من حالة الجمود إلى الإنفكاك من عمليات التدجين في ظل فضاء من المستحيل السيطرة عليه بحيث يملك الشعب الفلسطيني أهم قضية على الإطلاق لكن واقع أعلامه في تراجع دائم رغم زخم الأحداث . لم يعد ممكناً غير ما هو واجب وهو السعي لتغيير الحال الباطل القائم في زمن توقف نبض الشعب الممثل في برلمانه الذي أدى صمته إلى تكسير الأفكار الإصلاحية وقتل التصاعد الديمقراطي الفلسطيني حيث مات لكن مراسم الدفن تأخرت وتعثرت فهذا السلب للديمقراطية بعد ما انتصرت في المناطق الفلسطينية أدت إلى إنعدام المنطقة الخضراء التى كانت مساحة للسجال العلني لتنتقل إلى النميمة والتهامس وفي كل يوم يمرّ تتراجع أكثر حتى وصلت إلى الهمس مع الذات دون سواه ، لقد تعاقبت الإنزلاقات دون أن ندري أو نشعر بها وفي كل إستيقاظ نحيل الأمور إلى الوضع السياسي دون أن نتقدم بحلول تؤدي إلى تحسين الظروف فهناك مخاوف تخاطب الإنسان الفلسطيني وأحلامه معاً لهذا لا بد من الإستمرار في إدخال إصلاحات أكبر لتشمل النظام الإداري للسلطة ولا يوجد مفر من تقديم قانون تقاعدي مبكر كي يحيل عدد لابأس به من الموظفين إلى التقاعد وبنسبة يُتفق عليها لا حقاً ثم يوضع قانون صارم لا يعرف إلا الكفاءة في العمل والتدرج الطبيعي في الترقية وفق الشروط المنافسة دون القفز المعتاد والمتبع التى شهدته السلطة في السبعة عشر عاماً الماضية وعلى أن تتشكل محكمة إدارية خاصة بالفصل الوظيفي . من الضروري الإستيقاظ من السبات قبل أن يقع الفأس في الرأس والإبتعاد عن التأجيل والمماطلة فلا ينفع على الإطلاق أن يكون فياض رئيس وزراء ومجلسه أشخاص غير متناغمين مع خطته بحيث يعزف كل فرد لحنه على حدّ دون الأخر بل أحياناً هناك من يمتلك عصى غليظة يضعها في الدواليب بقصد أو غير قصد ، ما يحتاجه الشعب الفلسطيني هو رجال ونساء قادريين ولديهم الخبرة والسمعة الطيبة لأن الأخلاق لا تتجزأ لابد من إكتمالها في التحدي للواقع المرّ وفي ذات الوقت يستطيعون تلبية إحتياجات المواطنين وقضاياهم وذلك لا يتحقق إلا من خلال الديمقراطية وتعزيزها لأنها وبإختصار ليست مقتصرة على السياسة أو تختزل كما هي بين الحاكم والمحكوم بينما أبعادها أعمق ممن يتصور البعض فهي إجتماعية وتربوية يؤدي غيابها بالضرورة لأن تكون عرجاء ، كما أن الواقع يدفع الجميع أن يجيد قراءة ما حدث ويحدث على الساحة العربية وإستخلاص العبر والدروس عندما ننتقي الشخصيات التى يمكن الإتكاء عليها لا أن تتكئ هي على غيرها فإرتكاب الخطأ الإستراتيجي يكون عندما نفشل في قراءة المزاج الشعبي العام . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احتشادا وتأهب
-
لعبة التكامل والابتزاز المتبادل
-
وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء
-
المزهرية الفارغة يثرثر فيها غياب الورد
-
جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة
-
عادات كرسها متنكرون
-
التنكر في زمن الانتخابات
-
المقابر فاضت وابتلعت المدن
-
القيامة بصياغة بشرية
-
توهموا الصغار بأنهم أنداد للكبار
-
قبيحة وتزداد قبحاً
-
عواصف تخلع النوافذ بعد الأبواب
-
انتحر الحب
-
الجميع متهمين على أن تثبت براءتهم
-
بافلوفية
-
أحياء لكنهم شهداء
-
بين الأشباه والسعاديين
-
أصوات بُحّت لفرط الصراخ
-
منطقة الصفر
-
الأردن لا يخذل من قدم وكرس حياته له
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|