أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الأردن لا يخذل من قدم وكرس حياته له














المزيد.....

الأردن لا يخذل من قدم وكرس حياته له


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3664 - 2012 / 3 / 11 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأردن لا يخذل من قدم وكرس حياته له
كتب مروان صباح / ما من بلد مركزي عربي سلم من حراك الربيع العربي فسقطت عروش كانت تتباهى بركائز أنظمتها المتينة والتي شهِدَ لها العديد من القوى العظمى بأنها عصية على الإقتلاع ، لكن ليست نبوءة بأن الأردن سوف يخرج أكثر قوةً بشعبه وقائده من الحراك الديمقراطي الذي يعيشه الوطن بجميع فئاته ومفاصله في الإنتقال بشكل سلس وهادئ إلى أكثر شفافيتاً وديمقراطيتاً لأن إستقراءنا مبني على ربط المقدمات بالنتائج وبالتالي نوظف القرائن التي بين أيدينا لترجيح إستقراء على التوقعات ، منذ نشأت الإمارة ثم المملكة ترسخ عقد إجتماعي غير معلن إلا أنه تمدد طولاً وعرضاً في أرجاء الوطن حمله كل أردني في ذهنه الخاص والعام بأن أصل العلاقة بين القصر والشعب هي الأخلاق والتسامح والعشرة الطيبة التي تتحلى بها العائلة الحاكمة وتعود إلى سبعة ألاف سنة إبتداءت هناك في البيت العتيق تأسست وتنامت حتى أصبحت نهج لا يمكن إنكاره بتاتاً مما أنعكس كل ذلك في أنماط سائدة للحكم بحيث ترجمة إلى عمليات واضحة المعالم أُسست من خلالها المدن والقرى على النموذج الأفضل في المنطقة رغم شح الموارد تاريخياً لكنها وضعت المتوفرات في القنوات السليمة مما أتاح إنشاء صروح تطورت وتعمقت وأخرجت الأردن من محيط كان ينظر لها بالدولة متواضعة الإمكانيات لتصبح في فترة قصيرة من الزمن أهم الدول الإقليمية في التعليم والسياحة والاستشفاء والخبرات الشرطية والعسكرية وتصدير الكفاءات النوعية إلى الجامعات الأخرى كما جعلت من البحوث العلمية مسعى لكل مجتهد في العالم العربي الذي عكس ذلك على البنية التحتية بشكل إستراتيجي أخذت بالاعتبار الأجيال القادمة وحجمها المتنامي .
كان ومازال ملفتاً للملأ بأن السلوك المتبع في الجيش العربي والأمن العام يعبر عن أصالة حقيقية تمكنت عبر المراحل السابقة أن توفر الأمن والأمان للمواطن بحيث لم يكن يشعر بإغتراب من المؤسستين بل العكس تماماً تجذرت العلاقة من خلال الخدمات المتعددة التي أصابت الجمهور وأسست لاحقاً مفهوم بأن هذا الرجل يتواجد في المكان والزمان المناسبين من أجل توفير الراحة للمواطن وكي يخلد في اطمئنان عميق ، ومن هنا تأسس برلمان الأمة وجاء بلمسات واضحة في التدرج نحو العملية الديمقراطية التي تطورت عام 1989م وشهدت الأردن إنتخابات شفافة ونوعية بحيث بنت أسس للحوار المتواصل بين المختلفيين على حب الوطن وإزدهاره فتعاظم الإرتباط به كمصلحة وقناعة وشرطاً للوجود فتضاعفت من جميع الفئات ضرورة حمايته تعبيراً عن حقوق قد نالوها قبل غيرهم وفي مقدمتها النهضة المستمرة المصحوبة بالحرية السياسية التي طالت الصحف الورقية والإلكترونية ومساحة النشر وتكريم المرأة وإنصافها في جميع المجالات ، وحين نرى حب أبناء الأردن يتعاظم لبلدهم ولقائدهم ويعبرون عن إحترامهم ووفائهم لسلالة تنتمي إلى أشرف وأعرق القبائل العربية نسباً ولا يعرفها إلا من جربها وتعايش مع حكمتها ، بل لم تسجل على الإطلاق في عهد المملكة إعدام واحد سياسي بينما كان العفو والتسامح والتعالي على الجراح يسبق كل خصام ، فقد إستطاعت الأردن أن تتقدم ودافعت عن مصالحها بطرق دبلوماسية تعكس عمق مبادئها بجدارة وكانت دائماً السباقة في إحتضان المهاجرين وتجاوزت كل الصعاب من وضع هراوات غليظة في الدواليب واحتلت موقعاً تحت الشمس رغم قساوة المراحل المتعددة التي مرت بها من مخاطر على الساحة العربية إلا أنها في كل أزمة تفوقت على كارهيها دون أن تترك جرح يئن والتفت قيادتها إلى البناء الحضاري الذي لا يعرف تكاسل ولا إستكانة ولا حجج بل ثبت بالدليل القاطع وبعد هذا المسير الطويل من الجهد المتواصل بأن المجدد يقف في مكان قد أسس له الأسلاف يحمل في طياته التواضع والحكمة والمعرفة ويتطلع إلى التجديد ومواكبة العصر دون الإبتعاد عن الحضارة العربية الإسلامية لكن ضمن معايير متطورة فجاءت النهضة التي نراها متسلحة بوعي لتقود السفينة إلى بر الآمان .
هناك ضرورة حتمية بمصارحة الواقع ومتغيراته بالحقائق التي تساعد البلد في معالجة الأخطاء والإخفاقات بالنقد البناء الذي يبين للجميع الطريقة والتفكير السليمين بحيث رسمت مجدداً الأردن خطوطها الإصلاحية بإنتهاج وإستعمال جميع الوسائل البعيدة عن تلك الحقبة التي أصابت البعض في البطء و المراوحة في مجالين الديمقراطية والشفافية على الأخص ، فالتاريخ لم يبدأ في الأمس ولم ينتهي غداً ولكن لا بد من تقليل المسافة بين الحلم والحقيقة كي تشعر الأغلبية الصامته الذين ينهمكون في تصريف أمور حياتهم بأن هناك من ينوب عنهم في جميع القضايا التي تلبي إحتياجاتهم وضروراتهم الآنية والمستقبلية ومن حق الشعب بكل أطيافه ومكوناته أن ينعم بالحرية والكرامة وسيادة القانون والتمتع بالمواطنة كاملة غير منقوصة ودون تمييز ، فالأيام هي ذاتها بشروقها وغروبها لكن ما يتبدل هو الوعي بها والأسلوب الذي نتعامل به مع متوالياتها التي لا تنتهي لهذا كان الأردن السباق في فن الممكن وتعامل مع مواطنيه كأبناء يستحقون كل الخير والرعاية رغم شح الإمكانيات والإنتكاسات المتعاقبة التي أحلت على المنطقة ، فالإرث عميق لأنهم أفنوا أعمارهم من أجل خدمة أوطانهم لهذا تعي الشعوب بوعيها المتأصل النابع عن إدراك للحقائق بأنها لا تخذل من قدم لها ومن أجلها كرس حياته .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لطخت النوافذ الأنيقة لشدة الدم
- مهما علا كعبه ستنتقل الدولة من حكم العائلة إلى الشعب
- أنوف متدربة على الاشتمام
- الإبادة من أجل الإغاثة
- أعمدت الكهرباء تحولت إلى مشانق إعدام
- الطغاة لا يتعلمون
- صراع ليس على الماضي بل على الحاضر أيضاً
- كلمات مكتوبة بحبر الألم
- منطقة غارقة في حوض من البترول
- هي الرقصة الأخيرة من فرط الألم
- نوافذ لا تقوى على صد العواصف
- شخابيط كَشَفَتْ المستور
- السينما وحجم تأثيرها على المتلقي
- تحويل الهزيمة إلى إنتصار
- إستحضار الضمير قبل الممات
- الأحياء يزاحمون الأموات
- ما بين نهر الرقيق ونهر الجوع ...
- إختلط حابل السخط بنابل الغضب
- عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان
- بين المكتنزة والمتفجرة


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الأردن لا يخذل من قدم وكرس حياته له