أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراع قوتين في الانتخابات المصرية














المزيد.....

صراع قوتين في الانتخابات المصرية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3729 - 2012 / 5 / 16 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تبلوُر معركة الرئاسة بين عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسى، مظهرٌ للصراع المحتدم لبقاء السلطة السابقة أو ظهور سلطة جديدة.

السلطةُ القديمة متشبثةٌ بنفوذها، والجيش ليس مؤسسةً عسكرية وحشودا من البشر بل هو كذلك مؤسساتٌ اقتصادية وصناعية وأجهزة إدارية ووراءه قوى اجتماعية وثقافية كبيرة.

والإخوان المسلمون هم سلطةٌ جديدة زاحفة تمثل قوى من هذه الرأسمالية الصغيرة والمتوسطة التي خُنقت من خلال القطاع العام الذي اهترأ.

لكن السلطة الجديدة لا تقيم علاقات قوية مع الفئات الوسطى الحرة ومع الليبراليين في الدولة والمجتمع، وتحمل خطاباً سياسياً عتيقاً يرعبُ جمهورَ القوى الحديثة.

بروز الصراع التنافسي بين أبوالفتوح وموسى هو مناورة من قبل الطرفين؛ الإخوان والدولة، هو صراعٌ آخر بين قطاعٍ خاص غامض الملامح، تقليدي، يعيش بين الملكيات الصغيرة البسيطة والبنوك الدينية الزاحفة، ويتغذى من الفقراء ذهباً وسمسرة وصعوداً سياسياً، وقطاع عام اختنق من بيروقراطيته وغير قادر على إحداث ثورة اقتصادية في عالم يمور بالتنافس والتحولات الاقتصادية والتقنية العاصفة.

يحاول الإخوانُ مقاربةَ الرأسمالية الحديثة من جذورٍ تقليدية، ويريدون حداثةً من دون تحرر النساء، ومن دون حريات العقول ومن دون إعادة قراءة التراث وتغيير الريف بشكل حديث، وقد تصاعدوا بين المؤسسات العبادية وحولوها لأجنحةٍ يطيرون بها نحو السلطة، وأهالي هذه المؤسسات غير قادرين على فهم العصر، ويريدون تغييراً في ظروف المعيشة، والإخوان يركزون على آلة الدولة التي تخرلا نقوداً على الكبار، من دون أن يحددوا هل هم غير ذلك؟ وهل مسألة الحكم مثل توزيع العيش والدهن في الحارات؟

الناس يريدون تغييراً معيشياً، وتجاوزَ (الغُلب) والشظفَ وظروف السكن والدواء والحياة الصعبة، ولهذا صوتوا وسوف يصوتون لمرشحي الإخوان المزدوجين.

فمرشحُ الجماعة أبوالفتوح الذي بدأ حملاته مبكراً بالانشقاق عن الجماعة، يمثلُ طبخةً ما داخل هذه الطبقة الوسطى المنقسمة دولةً ومعارضة، حداثةً وتقليدية، وهو منذ البداية طرحَ شعارات ناقدة لبعض سلوك الجماعة، مقارباً بهذا الليبراليين، ومحتفظاً ببعض قواعده بين الإخوان ومضيفاً إليها قواعد جديدة من السلفيين.

وحركته السياسية الاجتماعية هي حراكٌ ذاتي أكثر منه حراكاً موضوعياً، فالجمعُ بين جذبِ الليبراليين والتحديثيين والسلفيين تحتاجُ في التطبيق إلى بهلوان يقفزُ كلَ الحبال، ولا تشكلُ فريقاً منسجماً في قيادة الدولة ولا توحداً في الجمهور.

لكنه في المقابل يقوم بخلخلة خصم الحكومة البارز والقطب الصاعد وهم الإخوان، ويحاول أن يكوّن جبهةً عريضة تمتد من أعماق الريف حتى قلب المدن، وحين يفوز سيركز في المشروعات التنموية الكبرى، لكن سياسة إمساك العصا الاجتماعية من الوسط تحتاج إلى معجزات.

عمرو موسى يأتي من ذات القطاع العام الذي تكلّس واحتضر، سواءً بسياساته الاجتماعية الاقتصادية أم في سياساته الخارجية التي حولتْ مصر من عملاق عالمي إلى كائن ضائع الملامح.

لكنه يبدو للكثيرين أفضل من القادم المحافظ (حزب الإخوان) الذي بدأ زمنه بالحديث عن المراقبة البرلمانية فقط ثم اندفع نحو السيطرة على السلطات كافة.

هنا يتوهجُ عمرو موسى فهو رغم عمله داخل المؤسسات العامة السابقة لكنه لم يرتكبْ جرماً أو يُتهم بفساد، بل ان الطبقة الحاكمة السابقة أخرجتُهُ من بين صفوفها نحو قيادة الجامعة العربية لتستريح من وجع الدماغ الليبرالي المستقيم.

وحين دخل الجامعة المشلولة لعقودٍ بدّلَ طبيعتها، وحولها لكائن قومي عربي أكثر من الدولة المصرية وهي قيادة العروبة السابقة.

والأهم هو أنه ذو فكر حديث ومتفتح، وقادر على لملمة الطيف الاجتماعي المصري حداثيين ودينيين إسلاميين متنورين ومسيحيين.

ومصر تحتاج في هذه الفترة إلى قائد متفتح يكرسُ فترةً ديمقراطية سلمية تحديثية آمنة، ويُرحّل العسكريين رفاق السلاح السابقين إلى مثواهم السياسي المريح، ويجعلهم موجودون دائماً لمقاومة خطر الجماعات المذهبية والدينية المتوترة الأعصاب، كما حدث في الإسكندرية عبر الصراع الخطير بين الإخوان والسلفيين، حين استخدم بعضُ خطباء المساجد دور العبادة هذه ليصفوا أبوالفتوح صديقهم السابق بالتآمر وأن المشروع الإسلامي قادم رغماً عنه، وكأن الرجل وبقية المتنافسين هم غير مسلمين ولا يحملون مشروعات وطنية وإسلامية ومسيحية وإنسانية. فهل هذا هو الخطاب المتعقل الديني؟!

ولن يخرج أبوالفتوح لو فاز عن جماعته وفي جولة الإعادة إذا حدثت سوف يتم الإصطاف حوله أو في الرئاسة إذا جاءت.

أعتقد شخصياً أن حمدين صباحي يمثل الشخصية المطلوبة لمصر الآن فلديه برنامج اقتصادي سياسي هو العلاج الدقيق لمشكلاتها، لكن التراث الوطني الناصري لم يشكل تراكماً جماهيرياً خلال العقود السابقة، فيما رأس المال الحكومي ورأس المال الخاص الديني هما المتصارعان حول السلطة في مصر ولا بد لأحدهما دون غيرهما أن يفوز.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ يوسف القرضاوي والوعي بالديمقراطية (٢-٢)
- الشيخُ القرضاوي والوعي بالديمقراطية (١-٢)
- الإخوان المسلمون بين إعصارين
- صعودُ الاشتراكيين الديمقراطيين
- ألفُ ليلةٍ وليلة: السيرة السحريةُ (٣-٣)
- ألفُ ليلةٍ وليلة: السيرة السحرية (٢ - ٣)
- ألفُ ليلةٍ وليلة: السيرةُ السحريةُ (١٣)
- ميلاد سياسي فوضوي لشعوب عربية
- قضية حق أُريدَ بها باطلٌ
- مَن يخدمُ الاستعمار؟
- حمزةُ البهلوان وصراعُ العربِ والفرس
- ضد الفاشية وليس ضد الإسلام
- الثورة السورية والخذلانُ العربي والدولي
- المشروعُ الإيراني ينخرُ شعبَنا البحريني
- تطورُ الديمقراطيةِ مرهونٌ بهزيمةِ ولايةِ الفقيه
- الصراعُ غيرُ الخلاق
- مجددا حول السياسة الفاشية في إيران
- القوميات ورأسمالية الدولة
- لينين في محكمة التاريخ (٢-٢)
- لينين في محكمةِ التاريخ (١-٢)


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراع قوتين في الانتخابات المصرية