أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثورة السورية والخذلانُ العربي والدولي














المزيد.....

الثورة السورية والخذلانُ العربي والدولي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تفجر الثورة السورية وسط المحور الإيراني السوري الإسرائيلي، من قوى شعبية ريفية في الأغلب، جعلها تخوضُ صراعاً ضارياً طويلاً دموياً.

هذا الذبحُ الفاشي من قبل عصابات سوريا وإيران والعراق، يواكبهُ تأييدٌ مبطنٌ أو صمت سامّ من بقية المحور أي من إسرائيل.

إسرائيل ليست داخلة رسمياً في المحور، بل هي عدوته في نزعاته الحربية ضدها، لكن نزعاته كانت لفظيةً، وتخريبيةً للوضع المادي وتحطيميةً للوحدةِ الشعبية في لبنان، وهي قابلةٌ بجمودِ جبهتهِ على الجولان الذي أتاحَ لها التفردَ بالشعب الفلسطيني واستمرار وضع الاحتلال والتهام الأراضي الفلسطينية وخاصة في القدس، مرحبةً بصواريخ غزة الإيرانية لتعطيها الفرصَ للسيطرةِ الدكتاتورية الحربيةِ على الشعب الإسرائيلي، وتحويل المعركة ضد العسكرية والفاشية إلى صراعٍ ديني بين اليهود والمسلمين.

هذا الوضعُ الثنائي من الجانبين الفاشيين الطائفيين في القسم (العربي الإسلامي)، وفي القسم الإسرائيلي، أتاحَ ذبحَ الشعب السوري بكلِ هذه الوحشية وعبر مستنقعاتِ البرود والتخاذل، والتعاون المتكالب على هؤلاء البسطاء المسالمين الذين يخرجون للمطالبة برحيل مثل هذا النظام الذي أوغل في دمائهم.

هذا درسٌ بليغٌ للذين مازالوا مخدوعين بصواريخِ الإرهاب وجمل النضال في هذه العواصم، حيث تتحول صواريخ حزب الله إلى بنادق تقتلُ السوريين، وعصابات الحقد الطائفي في العراق تتحولُ شبيحةً وحرساً يسحقُ ثورةً شعبيةً عارمة من دون أن يقدروا، مثلما رفاق الدرب الطائفي الفاشي المشترك في البحرين يحاولون خلط الأوراق وخداعَ الرأي العام بأنهم مناضلون يتعرضون لذبحٍ مماثل! فيبعدون الأنظارَ عن مذبحة الشعب السوري الحقيقية، وهم الذين يحرقون ويتسببون في موت المواطنين في البحرين.

والصمتُ والتخاذلُ امتدَ إلى دولٍ أخرى، اكتفتْ بالبيانات المنددة، فخاف النظامُ في الأردن أن تمتدَ الثورة إليه، فتراجعَ عن مواقفه المؤيدة للثورة بسبب قيام الجماعات المذهبية السنية بتفجير الصراعات في الأردن بدلاً من التركيز في تطوير النظام الديمقراطي، ومساعدة الشعب السوري ضد الإبادة التي يتعرض لها.

ثمة تداخلٌ معقدٌ فالمنظمات الطائفية والقومية الشمولية الأردنية لها جذور وعلاقات مع النظام السوري المتوغل فيها، حيث عاشت هذه المنظمات على تأييدِ ومساندة الأنظمة الشمولية في المنطقة مثل حركات (المقاومة) الفلسطينية الباسلة!

وكانت علاقاتُ المنظماتِ الأردنية بالنظام العراقي الدموي البائد نموذجاً على توغل الفساد السياسي فيها وعلى علاقاتِ الأشقاء في دهس الجماهير، وعلى غيابِ أقل درجات التبصر السياسي فيها، فيأتي تفجيرُها للوضع في الأردن في هذه الفترة وخاصة مؤشراً على مساعدتها للنظام الفاشي الدموي في الجارة الشقيقة الشمالية لكن بألفاظٍ نضاليةٍ موجهة لتفجير الداخل ولعدم مساعدة النظام للثورة السورية!

التحالفُ الإيراني السوري الإسرائيلي يمتدلا في أمكنةٍ كثيرة، فأطرافٌ عديدةٌ تشعرُ بالخوف من تحولات سوريا الملحمية هذه.

أين هم من الثورة العربية الكبرى؟! حين جاءت الثورةُ العربيةُ الكبرى الحقيقية خذلوها، والمدنُ العربية تُحرقُ أمام عيونهم، والضحايا المُقطَّعون يصلون إلى بيوتهم وساحاتهم وأسرةِ أطفالهم، لكن يغدو الوضعُ خاصاً بمنظمات الإغاثة الإنسانية والصليب والهلال ونجمة داود الحمراء!

العراقيون الثوريون أعداء صدام الألداء يتحولون إلى فاشيين بعد أن قبضوا على أعناق الناس في العراق وتمكنوا بمسدساتهم وخناجرهم وخرافاتهم من بيع عظام الكادحين العراقيين في السوق البيضاء، فيغيرون نشامى على الشباب السوري في أزقتهِ وتجمعاته يذبحون الناسَ على الهوية الطائفية.

الهويات الطائفية والدينية للأقليات الكبيرة: الإثنا عشرية والعلوية واليهودية، يعبر اصطفافها الغرائبي هذا، عن الاستغلال المتطرف للدين عبر شعائرية حادة في العادات وتم ذلك لإبعاد المؤمنين بها عن الذوبان في الآخرين الأغيار وتأسيس غيتوات التعصب العنيفة فيها، ولهذا سهل ذلك كله من إيجاد المتعصبين والعصابيين وسيرورتهم لأدوات بطش فاشية بالشعوب وخاصة الآن الشعب السوري.

والتحالف الغربي غير مسرع في إنقاذ الشعب السوري من حمامات الدم هذه، فهدمُ سوريا كقوة سياسية عسكرية وتقوية إسرائيل العدوانية، إيقاعان متداخلان، فتبقى إسرائيل قوة تابعة للولايات المتحدة وهراوة لضرب الرؤوس، كي يضعف نظام سوريا الاستبدادي لكن على شرط أن لا يُهزم أو يُسحق بأيدي الجماهير المنتفضة.

أو أن يتحول قادة الثورة السورية لاتباع لها، بحيث لا تفلت الخيوط من يدها ويقيموا نظاماً خطراً على الأنظمة الصديقة.

لكن الثورة في الداخل تتعمق وغدت العاصمة السورية دمشق مركزها، حتى بعد أن أوقف النظامُ السكك الحديدية لنقل الناس وخصصها لنقل الأسلحة والدبابات، وجعل من المنطقة الوسطى الزراعية المدنية المنتجة ساحات حرب للقضاء على معيشة المواطنين.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروعُ الإيراني ينخرُ شعبَنا البحريني
- تطورُ الديمقراطيةِ مرهونٌ بهزيمةِ ولايةِ الفقيه
- الصراعُ غيرُ الخلاق
- مجددا حول السياسة الفاشية في إيران
- القوميات ورأسمالية الدولة
- لينين في محكمة التاريخ (٢-٢)
- لينين في محكمةِ التاريخ (١-٢)
- ارتباكُ الإصلاحاتِ العربية
- حزبُ الشعبِ الإيراني (توده) بين التحللِ والجمود (٣- ...
- حزبُ الشعب الإيراني - تودة - بين التحلل والجمود (٢)
- حزبُ الشعبِ الإيراني (توده) بين التحلل والجمود (١- ...
- إسقاطُ إمبراطورية موهومة
- ليس صراعاً طائفياً قومياً
- حين يغدو اليساري طائفياً
- القريةُ في المدينة
- الفئاتُ الوسطى في حراكِها التداولي
- كل شيءٍ من أجل السلام، كلّ شيءٍ ضد الحرب والفاشية
- من تاريخِ الفرق
- عناصر التفكك
- لايزال الريفُ واعداً


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثورة السورية والخذلانُ العربي والدولي