أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - صعودُ الاشتراكيين الديمقراطيين














المزيد.....

صعودُ الاشتراكيين الديمقراطيين


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 10:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ليس شيئاً مذهلاً فوز الاشتراكيين الديمقراطيين الفرنسيين وصعود حزب العمال البريطاني وقوى اليسار اليونانية وتصاعد الحكومات اليسارية في أمريكا اللاتينية، فقد أوصل اليمينُ العالمَ إلى أزماتٍ خانقة قادتْ الكرةَ الأرضية كلها لمشكلات اقتصادية واجتماعية لم يسبق لها مثيل كالأزمات المالية التي سببها بذخ الطبقات الغنية لدرجة الاستهتار برؤوس الأموال ودفنها عن التداول والمضاربات بها، والتوجه للبذخ الإسكاني المسرف وغدا شراء البيوت بؤراً لتفجر الوضع الاقتصادي في العالم.

وقد أعطتْ كل الحكومات من اليابان مروراً بروسيا والصين إلى أمريكا الحريات المطلقة لرؤوس الأموال، واقتحاماتها الدول والقطاعات العامة وتحويل القطاعات العامة لقطاعات خاصة للأحزاب المسيطرة، أو لتفجر الخصخصة وبيع الممتلكات العامة برخص التراب عادة للرأسماليين الحكوميين والشركات التي تغدو واجهات لهم.

كما أنهم لم يكتفوا بتحويلِ قواعد الانتاج إلى سلعٍ رخيصة بل تحولتْ النقودُ إلى ورق متآكل لا قيمة له ينتقل عبر القارات ويصبح أقل قيمة دوماً.

كذلك تحولَ البشر إلى سلع تنتقل عبر الملايين من بلد إلى آخر، والشركات العابرة للقارات تهرب من البلدان العالية الأجور للمتدنية الأجور، فأمكن للرأسمالية العالمية أن تهيمن على عناصر الانتاج ورموزه النقدية لتتحول إلى فوائض، لكن الفوائض تتآكل وتوجيهها نحو البيوت الفاخرة والبذخ، وما يتبع ذلك من ديون وتآكل أجور وتخفيض الضرائب على أصحاب الأملاك الكبيرة، أدى إلى تدهور معيشة ملايين العمال والدول الفقيرة وارتفاع الغلاء وخاصة في المواد الأولية مواد الاستهلاك الشعبي، وراحت الشركات الوسيطة لنقل النفط تستغل المنتجين والمستهلكين على حد سواء، وتخلقُ جنونَ الأسعار في العالم.

وبطبيعة الحال يستطيع اليسار الديمقراطي أن يوظف هذه المعاناة الشعبية في عمله السياسي، ويكشف أخطاء سياسات الحكومات اليمينية، وهذا يجري في بلدان ذات تجارب اشتراكية سابقة، وبين جمهور من العمال والمتضررين الاقتصاديين ذوي الوعي، فغدت حتى سياسات الأحزاب اليمينية المعتدلة تضر بعيشهم.

كانوا في السابق يجدون بعض التطوير لظروفهم، بسياسات هذه الأحزاب المحدة للهجرة، والمركزة في فتح فرص العمل والاستثمار الواسعة، التي قامت على أساس بيروقراطية الحكومات الاشتراكية والعمالية السابقة وعجزها عن تطوير الظروف المادية للجمهور الشعبي.

وتلعب أصواتُ العمال الوطنيين والمهاجرين دورها الكبير في صعود وهزيمة الأحزاب، سواء بمعاقبة الاحزاب اليسارية العاجزة عن التطور، أو بإسقاط الأحزاب اليمينية التي تمادتْ في تجاهل مصالح الأغلبية الشعبية.

لكن في البلدان النامية ودول المعسكر (الاشتراكي) السابق والراهن كالصين، لا توجد هذه الطبقات العمالية المثقفة سياسيا، التي تستطيع أن تؤثر في السياسات الداخلية بقوة، نظراً إلى غياب شبكة الصحف والبرلمانات والبلديات المستقلة والحرة، فالطبقات الشعبية العمالية ضائعة هنا، وأمية، أو غير متعلمة، فهي تصوت لغيرها، أو تنعدم لديها فرص التصويت أصلاً.

من المؤمل مع تصاعد حكومات اليسار وتغيير رأسماليات الدول الشمولية في الشرق أن تتوجه الرساميل نحو الانتاج بشكل واسع، وتقل فرص المقامرة بالرساميل.

يتكون مصطلح (الاشتراكية الديمقراطية) من جانبين متناقضين، فالاشتراكية التي تفترضُ سيطرة العمال والمنتجين على الحكم تقبلُ بنظام رأسمالي تديره، وتوجه سياساتها نحو رفع الأجور وتصعيد الضرائب على أصحاب الدخول المرتفعة وطرح المشروعات ومراقبة الاستغلال الحاد، ورغم كل شيء تتأثر بالأجهزة والقوى الرأسمالية التي تتغلغلُ فيها، وتؤثر في قياداتها وقراراتها ونهجها الفكري، وكثيراً ما تتذبذب سياساتُها بسبب ذلك، وتصير منها قوى يمينية حادة، ولكنها تحافظ على نمو دور الطبقات العاملة والمنتجة وتطوير دخولها وثقافتها، عبر عقود، فشكلت حلقات تطور تاريخية، وتنامت القوى المدافعة عن البيئة والمهاجرين والسلام واستقلال الشعوب الأخرى وحُجمت أدوار الأحزاب الفاشية والدينية واليمينية المتطرفة، عبر تصعيد ثقافة حل المشكلات الحقيقية للناس من دون وقف عجلة التطورات الاقتصادية، على اعتبار أن الاشتراكية عملية طويلة الأمد وعالمية، وكما تشكلت واحتدت الرأسمالية خلال عشرة قرون فالاشتراكية تحتاج إلى زمن طويل تتنامى فيه المنجزات وتتحول الجماهير المنتجة ليس فقط إلى أدوات للإنتاج بل لقوى مثقفة متطورة، تغدو قدراتها المختلفة موظفةً للديمقراطية التي تصبح قرارات عميقةً للعيش والسيطرة على ظروف الانتاج المادي والانتاج الثقافي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألفُ ليلةٍ وليلة: السيرة السحريةُ (٣-٣)
- ألفُ ليلةٍ وليلة: السيرة السحرية (٢ - ٣)
- ألفُ ليلةٍ وليلة: السيرةُ السحريةُ (١٣)
- ميلاد سياسي فوضوي لشعوب عربية
- قضية حق أُريدَ بها باطلٌ
- مَن يخدمُ الاستعمار؟
- حمزةُ البهلوان وصراعُ العربِ والفرس
- ضد الفاشية وليس ضد الإسلام
- الثورة السورية والخذلانُ العربي والدولي
- المشروعُ الإيراني ينخرُ شعبَنا البحريني
- تطورُ الديمقراطيةِ مرهونٌ بهزيمةِ ولايةِ الفقيه
- الصراعُ غيرُ الخلاق
- مجددا حول السياسة الفاشية في إيران
- القوميات ورأسمالية الدولة
- لينين في محكمة التاريخ (٢-٢)
- لينين في محكمةِ التاريخ (١-٢)
- ارتباكُ الإصلاحاتِ العربية
- حزبُ الشعبِ الإيراني (توده) بين التحللِ والجمود (٣- ...
- حزبُ الشعب الإيراني - تودة - بين التحلل والجمود (٢)
- حزبُ الشعبِ الإيراني (توده) بين التحلل والجمود (١- ...


المزيد.....




- قانون طرد المستأجرين: لا بديل عن التنظيم الشعبي للدفاع عن ال ...
- عمال “المتحدة” يحتجون على عدم صرف رواتبهم للشهر الثاني
- “أمن الدولة” تُخلى سبيل رئيسة تحرير موقع مدى مصر
- رقابة وسيطرة ناعمة، عبر الذكاء الاصطناعي كأداة قمع سياسي متد ...
- حزب الشعب الوطني الكشميري الموحد ينتقد خطاب باكستان بشأن حزب ...
- كلمة الميدان: الحل في يد الجماهير
- افتتاحية: من أجل النهوض بالحركة النضالية الشعبية في بلادنا
- كوبنهاغن تكافئ السياح على حماية البيئة
- محمد نبيل بنعبد الله يعزي الرفيقة فريدة خنيتي عضوة اللجنة ال ...
- شرطة الإحتلال في تل أبيب تقمع متظاهرين طالبوا بصفقة تبادل


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - صعودُ الاشتراكيين الديمقراطيين