صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 19:09
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لقد أصاب الاعلامي " طارق حبيب " وكان موفقا في تقديمه مناقشة للمرشحين لرئاسة الجمهورية .. على القناة الأولى من خلال برنامج «من هو الرئيس» . ليتعرف الشعب علي ما يدور بداخل كل مرشح .
فقط نعلق علي قوله – الذي يتردد كثيرا من غيره – " خروج الشباب من الثورة بلا حمص .." فنقول :
" الثورة ليست مولد السيد البدوي . من يدخله لابد وأن يخرج منه بالحمص . الثورة عطاء وتضحية بدون انتظار مقابل "
أما نصيب الشباب في السلطة , فبدون ثورة , او بثورة . يجب أن يكون نصيب الشباب في الحكم محفوظا . لانهم المستقبل ومن الواجب اشراكهم في رسم وتحديد هذا المستقبل .
أسمع ضمير مصر وشعبها يقول للمرشح العسكري لرئاسة مصر – الفريق أحمد شفيق – وللمجلس العسكري معه :
يا حضرات العسكر . ان كان الخير كل الخير سيبدأ في القدوم علي اياديكم لو فاز الفريق شفيق , فلا نريد هذا الخير , لن نستسيغه , ولن نهضمه .. ابعدوا عنا تماما , ابعدوا عن قفا مصر وشعبها , فما شربناه من المر ومن الشر منكم طوال 60 سنة يكفي .. ... يسقط يسقط حكم العسكر , وسحقا لأي خير يأتي به العسكر ..
وان كان الشر كله سيأتي لو تولي رئاسة مصر رئيس مدني .. فان شر الرئيس المدني . علي قلب مصر وشعبها مثل العسل ..
وفي الحقيقة يا أيها العسكر .. لو بعدتم عن السياسة , فمصر لا تتوقع شرا . ان قبعتم بداخل ثكناتكم .. حينها لن يأتي سوي الخير .. فابتعدوا ..
انتخاب رئيس عسكري .. حتي ولو حقق شيئا , هو اختيار غير سليم , فما قد يحققه – وهو احتمال غير مأمول – سوف يُنسب للعسكر . وحكم العسكر . بينما المطلوب هو طي الصفحة الحالكة السواد لحقبة الحكم العسكري بأي ثمن وبأية طريقة .. وما لم يحدث هذا الآن , وفي هذه الانتخابات .. فلا ندري متي سيكون الخلاص من داء حكم العسكر .
اذا اخترت رئيسا مدنيا , حتي وان لم يحقق شيئا سواء لعدم كفاءته , او بسبب عقبات واعاقات لا حيلة له أمامها ( وهي غير مستبعدة ).. ففي مجرد انتقال الحكم لرئيس مدني – لأول مرة - .. نقلة هامة , نحو اعفاء مصر من احتكار العسكر لمنصب الرئيس طوال 60 سنة , وانتقاله للمدنيين , للشعب ..
اذا انتخبت المرشح الاخواني – الاسلامي الاتجاه – فانه لن يهتم الا بطلبات الله ورغبات الله , و برضي الله في عليائه عنه , وبأوامر رسوله الكريم . في قبره ... لكي يدخل هو الجنة ... ويدع الشعب المصري يعيش في نار الغلاء , وجهنم الفقر والمشاكل التي لا حصر لها ..!
بالاضافة لكون الرئيس الاسلاماوي . سيسخر قوت و مال الشعب للحروب الدينية في كل مكان , وسيفتح أبواب الموت لشباب مصر – الاستشهاد -! نعيق الجهاد ..
والجماعات الدينية في مصر – وأي رئيس قد يأتي من بينهم - لا تحب الجهاد الأكبر – الذي هو جهاد النفس , جهاد ضد الفقر والظلم القهر والفساد ..
بل يحبون الجهاد الأصغر , أي الحروب والخراب والدمار والهلاك ..! بدلا من فتح أبواب الأمل أمام الشباب والشعب عامة . في حياة كريمة , كالتي تعيشها الشعوب المتمدينة .. ! .
الاسلاميون – الجماعات الاسلاماوية -, و مثلهم أي رئيس اسلاماوي قد يأتي – يعانون من التهافت الرخيص والبغيض علي الاستشهاد في الحروب الجهادية ... متهافتون علي الشهادة تهافتا غير كريم , يشمئز منه الشيطان نفسه ... و يأنفه جميع الآلهة , ابتداء من آلهة الفراعنة والسومريين والاغريق والفينيقيين وحتي آخر اله جاءت به الأديان الحديثة والوسيطة .
أي ليس من العقل أو الحكمة أن أعطي صوتي لمرشح ديني لا يفهم في السياسة ولا تعنيه مشاكل ومطالب وحاجيات الشعب , ولا يدخر لشباب مصر سوي الموت .. بدافع من وسواس خناس اسمه : فريضة الجهاد . و الاستشهاد ...!
ان انتخبت أحد مخابيل القومية العربية , ودجل ما يسمي وحدة عربية قذافية صدامية ناصرية أسدية بعثية استبدادية ديكتاتورية .. فان الرئيس الذي يحكم مصر بتلك العقلية سوف يوجه قوت شعبها الجائع , ومالية الدولة .. للحروب لأجل القدس وغزة , وزة , عنزة قومية عربية وحدوية .. ! ويجلب لنا نكسة لا انتصار بعدها واحتلال لسيناء لا تحرير بعده مرة ثالثة ... ويشبع مصر حتي الغرق في الخطب والشعارات والأناشيد العروبجية والوحداوية ! والكلام الكتير عن اشتراكية الذي لا حصاد من ورائها سوي الجوع .. والسبب هو أن هؤلاء العروبجيين القومجيين والوحدجيين .. لم يفهموا بعد وحتي هذه اللحظة , أن كل ما تعانيه مصر ودول المنطقة هو من جراء عبد الناصر وتلاميذه الذين صاروا علي نهجه ..
الناصريون لا يعترفوا بجرائم دعاة وعناترة الوحدة العربية – ناصر , صدام , الأسد – الأب والابن – والقذافي , النميري , وبومدين , علي عبد الله صالح ... ... وحتي هذه اللحظة يعدونهم أبطالا ,, وتلك مصيبة كبري معناها انهم يؤمنون بالسير علي نفس درب هؤلاء الضالين المضللين ...!
عمرو موسي .. هذا السياسي العجوز , عاش وتعود لسنوات طويلة علي التعامل والتكيف مع النظام العسكري الديكتاتوري , وكان طوال وجوده في وزارة الخارجية وأمينا عاما للجامعة العرباوية .. راضيا ومرضيا عنه من قبل نظام مبارك .. ويبدو جليا من مشاهدة محاوراته . انه متعب .. بحكم السن , ولا ينتظر منه التقدم لخطوة واحدة للأمام نحو تغيير أو اصلاح ,,,
المستشار البسطويسي . يبدو ان الغالبية لم تتح لهم الفرصة لكي يعرفونه بما فيه الكفاية .
خلاصة الكلام : ننتخب من رئيسا لمصر ..؟
الاجابة :
نتبع ما قاله المثل الشعبي المصري " نصف العما , ولا العما كله " .
والمرشح العسكري هو : العماء ..
والمرشح حبيب الله وعدو مصر وشعبها . مرشح الحجاب واللحية , مرشح قال الله وقال الرسول .. هو : العما والخراب معا .
فلنصوت لنصف العما .. لأحد الأخوة القومجيين العروبجيين ..
هؤلاء ان اساءوا فمن الأسهل علي الشعب الخلاص منهم . واستبعادهم . خاصة وان منهم شباب . قد يتقبلوا ذلك بشجاعة .
اما الخلاص من داء سرطان العسكر - ومحاسيبهم - , او الشفاء من وباء الأخوان .. فيحتاج لمعجزة ..
--
أنا شخصيا كنت أميل ل " أبو العز الحريري " ( ولدنا معا في عام واحد ) , ثم بدا لي أن الطاقة النضالية عند " خالد علي " أشد حرارة وأكثر شبابا . , ولكن يبدو ان من يعرفه الناس أكثر هو " حمدين صباحي " ..- لذا يجب علي الثلاثة ان ينسقوا معا و لعدم تشتيت الاصوات بينهم .. ولضمان فوز أحدهم - .
وعلي من يفوز منهم . ان يحكم ضميره , ويعلق حلقة في أذنه :
ما يحتاجه ملايين الفقراء في مصر , وملايين المرضي الذين لا يجدون ثمن العلاج , وملايين العاطلين عن العمل , وملايين الساكنين بالقبور وبالعشوائيات , وملايين اطفال الشوارع ... كل هؤلاء الملايين هم أحق بالانفاق عليهم من قبل الانفاق علي فلسطين وتحرير القدس وفك حصار غزة - حصار حماس - .
ما يحتاجونه فقراء ومساكين المصريين .. أحق من الله ومن الرسول . ومن الحج ومن العمرة , واحق من صرفه علي الجيش - اللي بقاله ستين سنة ياكل في قتة محلولة - . . وذلك عملا بقول شعب مصر . في المثل الذي يحفظه الجميع :
" ما يحتاجه البيت , يحرم علي الجامع - المسجد - " .
وهؤلاء الملايين من المصريين , هم البيت وهم الغيط . وهم الأحق والأولي بالانفاق عليهم . لكي تتعافي مصر من كُساحها , وتتمكن من النهوض .
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟