لينا سعيد موللا
الحوار المتمدن-العدد: 3720 - 2012 / 5 / 7 - 12:03
المحور:
المجتمع المدني
البشر في طياعهم ميالون للتغيير، للرضوخ لسنة الكون القائمة على الحركة والتطور، وعندما يستسلمون للعادة و لما هو سائد على أنه الأفضل يدخلون الركود الحضاري، عصراً من التخلف ، يستكينون لحالة يتخيلونها قدرهم المحتوم. وهذه كارثة
وإذا كانت السياسة في الدول تعكس حراكها وتقدمها فهي في سوريا قد توقفت منذ زمن طويل، وعندما يفيق الشعب السوري منتفضاً وثائراً، مطالباً بالتغيير وتحطيم أصنام العبودية، فهذا قرار صلب لا رجعة فيه، وعندما يعجز الأسد عن التنحي ومغادرة السلطة فلأنه مصدر التخلف ووالاصرار على السباحة بعكس التيار الكوني الحضاري . ومصيره بشع لأنه يمضي مخالفاً طبيعة الأشياء .
في يوم محدد غادر أبطال الأمس وقادة عالميين مناصبهم، بعد أن أعطوا جل ما عندهم حتى باتوا يكررون أنفسهم، والناس تواقة لمرحلة جديدة تفرضها المتغيرات والتحولات.
فالقادة المناسبون يكونون دوماً لانجاز مهام معينة تتوافق مع طبيعة شخصيتهم وثقافتهم، يكون ذلك لمدة زمنية معينة، يغادرون من بعدها حفاظاً على ماء الوجه، وفي حال خسروا رهاناتهم الشعبية وفشلوا في كسب ثقة ناخبيهم، يغادرون بكرامة معترفين بخطأهم متحملين مسؤولياتهم، هكذا أفهم انسحاب ساركوزي البارحة من العمل السياسي معترفاً بفشلة في كسب الثقة مجدداً، هذا هو الشخص ذاته الذي غرد قسم كبير من الفرنسيين لفوزه منذ خمسة سنين . لكن تلك السنوات حملت الكثير وغيرت في مزاجية التاخب الفرنسي وإرادة الناخب تعلو ولا يعلى عليها .
أتمنى أن نتعلم الدروس في الديمقراطية أن البشر ميالون للتغيير والتجديد، وأنه ليس هناك آلهة في السياسة، كلهم وفي يوم ما يغادرون ويعاودون نشاطهم الأصلي ويتمتعون بجانب آخر من الحياة، حياة جميلة وإن افتقدت للأضواء .
كم نشتهيكي أيتها الديمقراطية وكم نحتاجك اليوم قبل الغد، كي نعيش طبيعتنا وننعم بالتغيير .
قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية
#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟