أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد باليزيد - التبشير والعلم















المزيد.....

التبشير والعلم


محمد باليزيد

الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 20:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ....(1)" صدق الله العظيم.
في القرآن الكريم ذكر، وغالبا قسم، بمسائل كونية كالسماء والكواكب والنجوم. وأن يقسم سبحانه وتعالى بشيء، دون الدخول في تفاصيل معنى قسمه سبحانه ودلالاته، لهو دليل قاطع على عظمة المقسوم به. يفسر علماء التفسير مسائل مثل هذه، حسب الظروف وحسب المستوى، الحالي، لما وصلت إليه العلوم.
والمعلوم انه، حاليا، تروج عبر الشبكة مقالات وأفلام توضح إلى أي حد "تنبأ" القرآن ،أو أتى على ذكر، ظواهر كونية جد معقدة.
إن هذه الظاهرة، ورود هذه المقالات والأفلام الشبه وثائقية، يمكن النظر إليها ومناقشتها من جوانب عدة:
_ هدفها ومدى تحقيقها الهدف.
_ مدى صحة ما تدعيه هذه المقالات من اكتشافات علمية وأية جهة علمية صرحت بالاكتشاف.
_ مدى مطابقة الظواهر الكونية، أو الطبيعية، المكتشفة لما هو وارد في القرآن ومدى احتمال كون ما أتى في القرآن ذو سياق جد مختلف ومعنى جد مختلف عما ينسب إليه حاليا.
_.....
أ‌) هدفها ومدى تحقيقها الهدف:
إذا بدأنا بالجانب الأول، الهدف، نستطيع أن نقول أن هذه المقالات ذات هدف تبشيري واضح. ذلك أن نهج/ومنطق هذه الظاهرة لا يتعدى ما يلي: "ما دام القرآن قد جاء منذ حينه بما لا يمكن أن يخطر على عقل إنسان في ذلك الزمان، فلا شك أن القرآن شيء موحى وفوق كل ما هو بشري. الإسلام إذن دين صحيح وسموي 100% وكل ما يدعيه أو يدعو إليه هو كذلك." نحن هنا على منطق "الغاية تبرر الوسيلة". والتساؤل الذي يجب طرحه هنا هو التالي: هل الدعوة إلى الإسلام مبررة كيفما كانت الطريقة التي ندعو بها؟ معلوم أنه، في منطق بعض المسلمين، الجواب على هذا هو جواب بالإيجاب، وتصل درجة الغلو إلى مستوى تبرير حتى العنف في "الدعوة إلى الحق". لكن منطق الجاهلين، حتى لدينهم، لا يجب أن يمنعنا من طرح المسألة للنقاش. والمسألة هنا ليست مسألة "الطريقة المشروعة" فقط، إنها مسألة الطريقة الأفيد للإسلام ولأمة الإسلام.
يلاحظ كل ملاحظ أن هذا النهج/المستوى من التبشير، يرافقه مستوى/نهج آخر يتمثل في نشر، كل سنة تقريبا أو مرتين في السنة، على شكل ادعاء بأن فقيه المسجد كذا أو فتاة من فلسطين [بريئة ولا تعرف للادعاء سبيلا] رأى في منامه ما خلاصته أن القيامة قريبة وأن من لم يُبَلغ فحوى هذه الرؤية لأكثر من أربعين شخصا فمصيره غير محمود...
قلنا مستوى لأنه إذا كان النهج الأول من التبشير لا يمكن توجيهه إلا إلى فئة من الناس، متعلمة، وتستطيع أن تسمع، حتى دون فهم، عن مسائل معقدة كالظواهر الكونية، فإن فئة أخرى، وهي المستهدفة بالنهج الثاني، أمية ولا يمكن التوجه إليها ب"الحجج العلمية" وإنما يستحسن التوجه إليها ب"الترهيب" والتخويف بقرب القيامة ولا ضرر إذن في إدخال "الرؤية" كوسيلة تقحمنا مباشرة في صلب الموضوع ما دام مستوى الجهل لدى تلك الفئة لا يسمح لها بأن تتنبه إلى مسألة أن "الرؤية المستقبلية" من صنف الوحي وأن الوحي انقضى زمنه مع آخر نبي (صلى الله عليه وسلم) وأنه بعد آخر نبي، صار الناس سواسية، ومسؤولين على إيمانهم أو عدم إيمانهم، ولم يعودوا في حاجة إلى حلم هذا الشخص أو ذاك كي يعرفوا أن "الساعة آتية لا ريب فيها".
أليس حريا بالعلماء المسلمين، أن يدعون إلى الإسلام ب"التي هي أحسن"؟ علما أن "التي هي أحسن" في زمننا الحالي لها خصوصيات أكيد أنها تختلف عن مثيلتها في زمن سابق. خصوصيات نرجح أن أهمها هو أن يُدعى إلى الإسلام، ليس بحجة أنه "صحيح" فقط، ولكن بسبل مثل أن نبين ما للإسلام من خاصيات، مثلا، من تسامح ومن روح غير عدائية لبني البشر وأن يجِدَّ "العلماء" ويجتهدوا في تنشئة أجيال مسلمة "تحب الدنيا كما تحب الآخرة" و"تحب الآخر كما تحب نفسها".... فإذا قال (ص) "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، فعلى العلماء المسلمين أن يبرهنوا على مسايرتهم العصر ويعلموا بأن هذه القولة ما تزال صحيحة (وستبقى) لكن الأُخُوة اليوم لها بعد آخر: إنه بعد كوني. على المسلم أن يؤمن فعلا بأن كل بني البشر إخوانه [وأن إيمانهم شأن بينهم وبين ربهم لا دخل له هو فيه] وأنه لا يمكن له، وليس من مصلحته حتى، أن يعتبر أكثر من ثلاثة أرباع البشرية أعداء له.
ب‌) مدى مطابقة الظواهر الكونية، أو الطبيعية، المكتشفة لما هو وارد في القرآن ومدى احتمال كون ما أتى في القرآن ذو سياق جد مختلف ومعنى جد مختلف عما ينسب إليه حاليا:
ليس القرآن هو الذي يتسع لكل ما في الكون من ظواهر، بل العكس هو الصحيح، ففي الكون ظواهر عديدة [بل لا نهائية التعدد] بحيث نستطيع أن نجد لكل جملة من القرآن ظاهرة أو ظواهر تتماشى (ظاهريا) مع المعنى الظاهر أو المؤول للآية مع العلم أن التأويل ليس سوى جعل نص يأخذ المعنى المراد له وليس المعنى الأصلي فيه (في النص).
ما هو مخجل أكثر من الخجل هو أن هؤلاء "العلماء" المسلمين لا يخجلون من المشي خلف علماء الغرب خطوة خطوة. أليس مخجلا ، نحن الذين نزل علينا كتاب سموي فيه كل ظواهر الكون العلمية، أليس مخجلا لنا أن ننتظر دائما حتى يكتشف علماء الغرب هذه الظاهرة أو تلك بعد جهد جهيد، ثم نرفع عقيرتنا صائحين: "هذا أتى ذكره في القرآن." أليس حريا ب"العلماء المسلمين" هؤلاء أن يعملوا ويبذلوا جهدهم في اتجاه أن تسير الأمة الإسلامية، ولو خطى قليلة، نحو العلم والتقدم؟ أليس حريا بهم أن يعملوا ضد كل العوائق، السياسية خصوصا، كي تتحرر الأمة الإسلامية من كل معيقاتها وتبعيتها وتحبو، بداية، نحو الطفولة ثم الرشد؟ على هؤلاء العلماء أن يعلموا أن خير خدمة للإسلام، على المدى البعيد، هي مساعدة الأمة الحاملة رايته كي تكون في مستوى الأمم الأخرى. إن بقاء أمة الإسلام أمة متخلفة لهو ضرب للإسلام الذي يمكن أن ينظر إليه، بطريقة أم بأخرى، كسبب للتخلف ولو كان بريئا من ذلك 100%.
أم أنهم، "العلماء المسلمون" ، إنما يبحثون عن أقرب طريق يضمن لهم الجنة في الدار الآخرة ورضى الحاكم الطاغي الذي ليست لهم الشجاعة الكافية لمقارعته من أجل تحرير الأمة من جهلها وتخلفها، فيكتفون بأن "يديروا وجههم عن الدنيا" ويبشروا الناس بالآخرة فقط؟

1)وكذا الموقع: "استمع لصوت النجم الطارق مع فضيلة الشيخ زغلول النجار"



#محمد_باليزيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة من؟ أزمة ماذا؟
- بحث عن رفاق فريق بحث في الاقتصاد
- مفهوم الشيوخ للاقتصاد(*)
- وجه آخر للسيادة
- المؤشرات الاجتماعية الاقتصادية(4)
- المؤشرات الاجتماعية الاقتصادية(3)
- المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية(2)
- المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية(1)
- السبحة والوزارة وموقعهما في الحوار بين الإسلاميين والعلمانيي ...
- إيران بعد العرا˷˷˷˷˷˷˷ ...
- أوراق اعتماد لأمريكا!
- اللامساواة الاقتصادية وطرق قياسها(2)
- الأزمة الدائمة
- حذار من أمركة الثورة!
- اللامساواة الاقتصادية وطرق قياسها.
- اليهود والمصالحة مع تاريخهم
- لا تهرموا
- حروف الجر، مسألة لغوية
- قبل الدستور
- لا عدالة لا تنمية..


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد باليزيد - التبشير والعلم