أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باليزيد - لا تهرموا














المزيد.....

لا تهرموا


محمد باليزيد

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في إحدى وقفات حركة 20 فبراير بإحدى المدن (المغربية)، هذه الوقفات التي تعودت الحركة أن تدعوا لها كل شهر تقريبا، لاحظت غياب جل هيئات المجتمع المدني [كهيئات وكأشخاص] كما كان متوسط عمر الحاضرين لا يتجاوز العشرين. لقد صارت هذه الحركة، للأسف، حركة هزيلة مما ينذر بأفق مسدود.
في إحدى الوقفات الاحتجاجية، لفئة تعليمية تابعة لإحدى النقابات، أمام وزارة التعليم، واحتجاجا من الشغيلة على الكيفية التي تدير بها النقابة المركزية الملفات المطلبية، استغل بعض المناضلين الوقفة ليرسلوا رسالة إلى قادتهم ورفعوا بعض الشعارات تفيد: "تسقط القيادة المتواطئة". مباشرة بعد هذه الوقفة تصرف المكتب الوطني بكل سرعة و"عقد اجتماعا" وأصدر بيانا أرسل على وجه السرعة نسخة منه إلى الفرع المتهم مفاده:
أ) حل مكتب الفرع.
ب) طرد مناضلين (2) طردا نهائيا من النقابة.
كل هذا لأن مناضلي هذا الفرع (حسب تبريرات المكتب الوطني) هم من تجرؤوا وطالبوا ب"إسقاط القائد النقابي" الذي كان متربعا على عرشه ربما قبل بن علي أو قبل القذافي. هذا هو طراز كثير من هيئات المجتمع المدني المغربية، أحزابا ونقابات. فكيف والحال هكذا، نطلب منها أن تندد بالأحكام السجنية ضد بعض معتقلي 20 فبراير الذين لم يسجل عليهم أي عمل عنف؟ كيف نطلب من مثل هذه الهيئات أن تتواجد في الشارع إلى جانب شباب 20 فبراير الذين يمكن أن يرفع بعضهم، ولو تهورا، شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام."
حين قال المواطن التونسي، مخاطبا الشباب،: "هرمنا، إنها لحظتكم..." قال كذلك: "هرمنا من أجل هذه اللحظة". لقد تلقف الكثيرون هذه المقولة [الشطر الأول منها] وظنوا أنها "توقع لهم صك تقاعد" كي يتركوا الشباب وحده في الشوارع متغافلين عن معنى القول[الشطر الثاني]: فأن يهرم الإنسان من أجل هذه اللحظة يعني أنه قضى شبابه يهيئ لها. معناه أنه هو من بين "معلمي" هذا الشباب الذي يراد منه اليوم أن ينفذ المهمة. وليس أبدا معناه أن يجلس الإنسان مع القاعدين الذين ينتظرون "المهدي" الذي سيغير الوضع بوحي وبعون من السماء. ولو فتح المغاربة، الذين فرحوا بهرمهم، أعينهم قليلا لرأوا الشعب اليمني العظيم بكل فئاته (العمرية) وكل هيئاته رجلا واحدا. من الطبيعي أن تختلف مطالب المحتجين وأن يختلف سقف هذه المطالب، لكن كل هذا لا يبرر انسحاب أحد بقدر ما يدعو إلى الوحدة والنقاش الديمقراطي حول أولوية كل مطلب وحول سقف المطالب. إن مدينة صغيرة تعاني من كل أنواع التهميش، صحة عمومية متعفنة، نقص في الدقيق،ماء غير صالح للشرب، شكوى السكان من فواتير الماء والكهرباء، انعدام فرص الشغل... في مدينة كهذه يرفع فيها الشباب مطالب من هذا النوع يصير كل من يتركهم وحدهم في الشارع بحجة "هرمنا" أو بحجة "تهور شعارات الشباب" أو بحجة أن هذه الحركة [20فبراير]، تنظيميا، حركة لقيطة.... إن من يترك هؤلاء الشباب وحدهم لا يمكن أن يكون سوى واحدا من اثنين: أ) مخزنيا مستفيد من فساد الدولة والإدارة المغربية الذي تعترف به هذه الدولة نفسها وترفع من حين لآخر شعار تصحيحه. ب) مرتزقا على النضال "يتمعش" على نضالات الجماهير في بورصة سرية مع النظام وهو يعيش دائما مع كابوس أن يتجاوز النضال الجماهيري السقف الذي ترسمه له بورصات السمسرة تلك. إن منظور بعض الهيئات لحركة 20 فبراير على أنها "لقيطة" ليفضح فضحا تاما طبيعة هذه الهيئات: فالهيئات البيروقراطية المساومة، بقدر ما ترفع شعار "جماهيرية" [ومنها من يرفع شعارا أغلظ من ذلك بكثير مثل النقابة التي ذكرنا والتي ترفع شعار: "جماهيرية تقدمية مستقلة ديمقراطية"] بقدر ما ترفع هذا الشعار بقدر ما تخشى الجماهير وتنعتها ب"الفوضوية" كلما خشيت أن تتجاوزها شعارات هذه الجماهير. كما أن هذه الهيئات ترى أن حركة انبثقت من الشارع ولم تخرج من "رحمها"/مقراتها لا يمكن أن تكون مناضلة لأن النضال حكر عليها. إن هيئات وأشخاصا لم يهيئوا الجيل الكافي القادر على تحمل المسؤولية لا يحق لهم أن "يهرموا" كما يفهموا هم هذا ال"هرمنا".
إن جل هيئات المجتمع المدني المغربية "هرمت من أجل إبعاد هذه اللحظة." وعلى الأشخاص المناضلين الالتفاف حول أية حركة مطلبية لدعمها وحتى لتصحيح خطها بشكل ديمقراطي إن اقتضى الحال. فالحركات الاجتماعية هي حركة للكل وعلى الكل دعمها وتطويرها وتصحيحها. أما المأساة فهي أن نعتبر مطلب "الحد من الغلاء" مثلا مطلبا سياسيا خاصا بخصمنا السياسي بمجرد أن يسبقنا هذا "الخصم" ويضعه في لائحته.



#محمد_باليزيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروف الجر، مسألة لغوية
- قبل الدستور
- لا عدالة لا تنمية..
- نعم لتعديل/تغيير الدستور ولكن،
- استفق يا رفيق اتشافيز.
- إلى السادة:خبراءنا المغاربة في الاقتصاد.
- المغرب، هل هو الاستقرار؟
- جهازي القضاء والأمن، أية علاقة؟
- -المنھج الجديد في الاقتصاد العالمي-
- من مستويات فقدان الذاكرة
- منحى لورونز ومعامل جيني: شرح وبرهنة
- التقاعد والرأسمالية المتطورة
- مسؤولية المثقف العربي
- الأصولية والنقد الماركسي للاقتصاد السياسي(2)
- الأصولية والنقد الماركسي للاقتصاد السياسي(1)
- أخلاق الشعب الإسرائيلي من خلال الكتاب المقدس. (الجزء الثاني)
- مجرد أصفار (اقتصاد)
- الأخلاق والنفاق
- فتوى القتل اليهودية
- الإسلام ومجتمع الأشباح


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باليزيد - لا تهرموا