أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد بقوح - تراجيديا السياسة العربية.. عن ما جرى و يجري للعجوز و الحيتان في المستنقع العربي















المزيد.....

تراجيديا السياسة العربية.. عن ما جرى و يجري للعجوز و الحيتان في المستنقع العربي


محمد بقوح

الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 00:57
المحور: كتابات ساخرة
    


إن بحر السياسة لعميق جدا. و إذا تحدثنا عنه بصيغة المذكر، في العالم المتخلف، الذي ننتمي إليه، من طبيعة الحال، المتخلف راهنا عن الركب الإنتاجي و الحضاري و الإنساني، فلا مناص من تحويل وجهة حديثنا، إلى بحار سياسية عربية مشوهة من صنف المستنقعات البشرية، التي لا يفقه في خباياها الحقيقية - إن كانت لها خبايا حقيقية - سوى حيتانه الخبيرة، و قروشه الهرمة، في حقل لعبة مدّ السياسة، و جزْر سياسة اللعبة.. و لم تكن جودة اللعب السياسي أبدا، مرهونة بلون الشيب، الذي يطفو فجأة على رأس اللاعب السياسي، أو بتحرير ضفرات شريط اللحية، المصقولة أو المزركشة باللون الأبيض و الأسود، المعلق بلطف في ذقن هذا الرجل السياسي العجيب.. أو بطلعة فريدة لانحناء أعزل، في ظهره المسطح، و الذي استوى، بقدرة قادر، ثم عاد خائبا، فبات على شكل قوس قزح مندهشا.. بل هي، أي السياسة، .. الجميع يقول أنها كائن حربائي، لا يمكن الثقة فيه.. سلوك قد يكون نافعا، في اليوم الأسود، كالدرهم الأبيض تماما.. و السياسي، رجل مراوغ و مخادع إلى أقصى حد، فهو قادر على وضع قدمه الأولى، بلطف كبير، داخل دائرة المصلحين و الديمقراطيين النزهاء، و قادر أيضا أن يضع بثبات مماثل قدمه الثانية خارج الدائرة، و مع ضدهم المفسدين و أكبر لوبيات البلد و الوطن. كل هذا يتم بالنسبة إليه دون أن يعرف، أو أن يشعر به أحد. أو لنقل، أنهم يضعون أقنعة في النهار، و مع غروب الشمس يتحولون إلى ملامحهم الحقيقية.. ملامح وجوه خفافيش الليل. هو بمثابة شبح العصر، الذي يجب القيام بمناظرات وطنية هامة، من أجل التعريف به، و الكشف الفعلي عن حقيقة هويته السياسية، و محاسبته.. و ليس الاكتفاء بتعليق لوائح إسمية لعناوين وجوهه المزورة.. تلك اللاوطنية و اللاشعبية.

إن السياسي العربي الطاغية يفعل ما يفعل متكبرا متجبرا، و كأنه يخدم وطنه، بفضل أحذية شيوخ الاجتماعات السياسية التافهة، و الرحلات المكوكية الأسبوعية المربحة له، في فنادق شعبية تخلت عنها نجومها.. عبر أجنحة الخطب البليغة، من أجل الضبط الجيد لقواعد اللعبة السياسية، و التقرب الأمثل من جحور المواطنين.. لعبة يتقنها من يدرك كيف يملك وسائل التحكم، و ضبط قواعد لعبها الظاهرة و الخفية، موازاة مع لعب السلطة الحاكمة، و المهيمنة بشباكها و شركائها أولا، و بمنظريها و فقهائها التابعين لها ثانيا.. هو ذا الذكاء السياسي المتقدم، الذي تمتاز به حيتان بحر السياسة في العالم العربي، لكن نتائج هذا الذكاء، لا تكون دائما محسومة الضمانات، و في صالح العجوز و الزعيم الراوي، أي الكائن السياسي الأكبر سنا، و الأكثر خبرة و تجربة، في عملية الغوص و كتم الأنفاس، داخل مياه المستنقع السياسي العربي العكرة.. مياه تاريخية كتبت بمداد السلطة الجارية الطاغية و المهيمنة؟
إنه العجوز الحالم، الذي - يبدو لنا - منشغلا راهنا بلمّ أشيائه الصغيرة.. و الفواحة برائحة كريهة.. مستعدا لمغادرة قصر صخور بحر اللعب السياسي الرسمي.. لسبب بسيط، هو أن شروط بقائه، داخل الملعب، و إلى جوار قبب معاناة الشعب السامقة، لم تعد متوفرة و لا ممكنة، في ظل ارتفاع صوت مرضى التغيير و الحرية و التحرير العربي، من كل أشكال الفساد و الميز و التضييق الاجتماعي و الثقافي و الاقتصادي و السياسي و اللغوي.. و مواصلة وجوده الصوري، كلاعب سياسي يدعي الحكمة، لا قيمة لها تذكر، في هذا الزمن العربي الجميل بروائح الثورة البهية. لاعب خدوم بصيغة ( جوكير ) ، الكل يجمع على أنه من صنع الإرث التاريخي، لمملكة نسب الكراكيز، في خطة الديناصورات الآثمة : خط الدفاع و الهجوم، و حراك الخطوط، في نفس الوقت، و في عين كل الأمكنة، مخترقا الحال و المحال، خطة صارت اليوم، مع رياح التغيير الربيعي الحتمية، الآخذة في التكون و التجدر، و التطلع إلى قوة الأمام، التي تقودها سواعد و حناجر الشباب العربي، و كل شباب العالم الحر و المتعطش للحرية و الكرامة. هي نفس السفينة التي قادته إلى القيادة.. سفينة نجاته تنتظره هناك.. تنتظر جميع القروش و سفاكي الدماء. قيادة بدون بوصلة. أو ببوصلة موجهة و مختارة من معدهم المناسب، لسياسة التلصص التي نفذوها بإحكام. و هي السياسة التي رفضها الرأي العام العربي الشعبي قاطبة.. بل يبدو أنها خطة تجاوزها تاريخ الواقع الجديد، و صارت ضمن أسئلة كتاب أخوات كان، لصاحبه عبد القادر الشاوي المغربي المغترب، لأنها فكرة / أفكار أصيبت بالعقم الكلي، و الشلل المسبوق بهذيان الرأس، المثقلة بشيب الفساد.. و لا جدوى المجتمع في الشمال النافع المعاند.. و قد حان الوقت، الآن و هنا، لتنقرض كائنات مصقولة، أو دمى متعبة.. تتحرك حسب الطلب الحزبي و الخارجي، بصفة نهائية، و هو مطلب شبابي و شعبي، مع الولادة الثورية الجديدة المباركة، لتراجيديا فعل الشوارع العربية الياسمينية و الفلية و الفيبرايرية ... قوة الفعل الاجتماعي و السياسي العربي راهنا.. القوة البديلة العارفة بالفطرة، كيف تصارع الكبار/ الضعاف.. و تمزق دائرة الصمت و الخوف التاريخيين، اللذين اعتقلوا بداخله الشعب بالكامل.. لكن ضرورة الحذر من انزياح عرباتها أمر أساسي و يقيني.

إنه عيد مزدوج الهوية. عيد الثورة الربيعية المجيدة، الذي بدأ يزهر و قريبا سيثمر. و عيد بئيس لولادة الحيتان السياسيين الجدد.. و قد بات شأن بقاء الوجوه القديمة، في قيادة زورق السياسة و التسيير العربي، أمر مشكوك فيه، إن لم نقل من المستحيلات. و نعني بقاء زعماء الحيتان و من معه، على صخرة البحر، و الصنارة الحمراء و المسنة بين يديه المرتعشتين، بقاء فيه الكثير من الخطورة، ليس للصياد كشخص، بل أيضا و خصوصا لقبيلته السياسية المرتبكة، و المرفوضة من طرف تسونامي غضب الشباب العربي القادم.. بقاء عجوز البحر الطويل، في ملعب السياسة العربية المزيفة التي ولت، أو في طريق الانقراض، هو تحصيل حاصل عبث لعين، لا محالة، سيجلب صداع الرأس، و صخب الموج المتدحرج، من أعلى قمة جبل الظمأ الشعبي، الذي لن يرحمه هذه المرة، مطلب الإرادة القوية الوطنية الحقة، لصفعة أمواج البحر العاتية القادمة.
لعل الشباب العربي اليوم، سيسجل له التاريخ الحديث، بحروف من ألماس، شرف نجاحه الأكيد، إخراج قبائله و تراث أجداده و شعوبه التواقة للحرية و لا تزال، و التي كانت إلى وقت قريب أوثانا لا حياة فيها، نقول إخراجها من أنفاق ظلم و ظلام السياسة و السياسيين الطغاة، ممن مروا ذات يوم من هنا. لم يعد يتحمل الشعب و الشباب العربي رؤية زعيم قديم، يقود زورقه السياسي الآخذ في التحرر الوشيك. لأن موج البحر لا يبتلع سوى الزعماء.. أو الذين يتوهمون أنهم زعماء وطن كبير، اسمه العالم العربي و الأمازيغي الكبير، يتهافتون على تشريح خيراته المتبقية.. أو ما تبقى من عناصر أحلامه الصغيرة و الكبيرة، و آهاته القديمة و الحالية المغتصبة ؟ هو زمن ولى. و لن يكون بعده زمن يعود فيه التاريخ إلى الوراء. فهبوا أيها المؤرخون و اكتبوا عن تاريخ ما يجري للعجوز العربي و حيتانه الأوفياء. إنه الشباب القوي الذي يصنع مستقبل وطنه الكبير.



#محمد_بقوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة الدشيرة الجهادية بالمغرب تضع العنصر البشري في صلب الأي ...
- سلطة الكلمة و زناد السلطة
- قراءة في كتاب: مارتن هايدغر ( نقد العقل الميتافيزيقي )
- الشارع الطويل
- تحرير التعليم المغربي العمومي - وجهة نظر نقدية
- ملف الطبقة العاملة
- مسألة المثالية في فلسفة نيتشه
- عن الحق في المعرفة ( 2 )
- الحقيقة و الأشياء ( 1 )
- قصة قصيرة ثورة مسعود
- الصفعة قصة قصيرة
- ضرورة الفلسفة
- عنف السلطة .. و الطبقة التعليمية المغربية ( جهة سوس ماسة درع ...
- الأرصفة ( 4 )
- الأرصفة ( 3 )
- الأرصفة ( 2 )
- علاقة المقهى بثقافة الإنسان العربي
- الأرصفة ( 1 )
- إشكالية التعليم .. و قيم العلم بالمغرب
- علاقة الثقافي بالسياسي في التجربة العربية - وجهة نظر نقدية


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد بقوح - تراجيديا السياسة العربية.. عن ما جرى و يجري للعجوز و الحيتان في المستنقع العربي