أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد بقوح - مسألة المثالية في فلسفة نيتشه














المزيد.....

مسألة المثالية في فلسفة نيتشه


محمد بقوح

الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 09:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل صحيح أن التفكير الفلسفي النيتشوي، يدخل في إطار التوجه الفلسفي المثالي.؟ هل نيتشه فيلسوف مثالي. ثم ما مدى صحة و مصداقية و مشروعية هذه التصنيفات، و توزيع البطاقات و تعميمها، و التي أحيانا قد تكون مجانية و مشوشة، على حتى قوة التفكير، كقدرة كيفية تخص البشر.؟ لكن هل العقلانية المفرطة، التي جعلت نيتشه يغرق في الذات الفلسفية، كافية لإصدار حكم نقدي صارم و نهائي، و انطلاقا من بعض المحطات و المواقف الفلسفية، أن ننساق و نزعم مع الزاعمين، أن فيلسوف القوة كان مثالي التفكير الفلسفي.؟

من وجهة نظرنا، يمكن تفسير هذه النزعة المثالية، التي قد تطبع جانبا من فلسفة نيتشه المركبة، في علاقتها القوية و الجدلية، بمرحلة فكرية و فلسفية محددة، من مسار تاريخ حياة فلسفة نيتشه الطويل.. و يحيلنا هذا التصنيف الفلسفي إلى إشكالية موقعة الفكر الفلسفي، عامة، ضمن تيار أو توجه أو نمط فكري و فلسفي محدد، و واضح المعالم و الملامح. بمعنى هل من الضروري، في قراءتنا لأي فكر فلسفي، كيفما كانت طبيعته و مرجعيته، أن نبحث له عن صيغة خاصة، لموقعته و جعله ينطق و يكشف، عن هويته الفلسفية المادية أو المثالية أو العلمية.. تلك التي هو جزء منها.؟ أي أن نعمل على نعت هذا الفكر الفلسفي أو ذاك، بكونه مثالي أو مادي أو علمي، بالتحديد و الضبط و الحصر الذي لا حصر بعده. أليس في هذا الحكم الصارم، إلى حد ما، ممارسة نوع من التعسف و التضييق المجحف، في حق الفلسفة، كفكر يرفض و يتمرد دوما، على فعل التحديد و ثقافة الضبط و التدقيق، كما هي ممارسة في الحقل العلمي، و خاصة منه علم الرياضيان، و الذي أثار غضب هايدغر، و بالتالي أعلن في إحدى كتاباته، عن موت الفلسفة، و ذلك حين اختار بعض الفلاسفة أن يتشبهوا بأقرانهم العلماء. أي فرضوا تبعية الفلسفة للعلم الدقيق، الشيء الذي أدى ضرورة و حتما، إلى تعميق جراح الفلسفة و بالتالي قتلها، بعد ما كانت في العصر الإغريقي الكلاسيكي مزدهرة و قوية، بفعل قدرتها الكبيرة، على البحث الفعال في الوجود، و ليس في ما هو موجود. و هي نفس الصرخة العارمة، التي سبق أن أطلقها مواطنه نيتشه نفسه، في القرن 19، حين ربط موت الفلسفة، كفكر عقلاني و حر، بظهور فلسفة سقراط، التي عكست في نظره مرض و تعب البيئية الفلسفية العامة و المنحطة، التي عاش فيها فيلسوف أثينا سقراط، و كل الفلاسفة الذين جاءوا بعده ( أفلاطون و أرسطو، و ديكارت و كانط..).
إذن، كلما تم إحكام فعل الفرض و الضبط و التحديد و التدقيق على الفلسفة، كلما فقدت هذه الأخيرة منطقها، و ابتعدت عن وظيفتها الأساس، التي من أجلها وجدت، و نعني بها النظر العقلاني الحر، في إطار الشرط العلمي و التاريخي الملموس. و بالتالي التفكير النقدي الجريء المخترق، لكل ما هو مغلق و محدود، و كان على شكل دوائر مكرورة.؟

هكذا سنكون قد ظلمنا فيلسوفا عظيما، من طينة نيتشه، حين ننعت فلسفته بالمثالية، في الوقت الذي تهيمن النزعات العلمية المادية الواضحة، على العديد من مستويات نصه الفلسفي المختلف، خاصة عندما نستحضر اجتهاداته الفلسفية المهمة، على مستوى مبحث القيم، خاصة فيما يتعلق بموقفه الفكري العميق، و قراءته الجنيالوجية الفلسفية الجديدة، و التي أبدع فيها إلى أقصى حد، و نعني بها علاقة الإنسان، ككائن ثقافي أولا، و طبيعي ثانيا، بقيمتي الخير و الشر. فهو يرى، بعد تفكير و تفلسف عميقين، أن الإنسان هو صانع قيمه. أي أن هذه القيم، و ضمنها الأخلاق، كما هي سائدة بين الناس و الشعوب في العالم، لم تأخذ طابعها القيمي و الأخلاقي التمييزي الصارم، و التعريفي المضبوط، بين الأفراد و الجماعات، إلا نتيجة شروط اجتماعية و تاريخية و حضارية، كان للمستوى الذهني و المعرفي و المهاري و القدراتي، انعكاس كبير و مؤثر في تحصيله و تحقيقه.

هكذا يبدو التحليل التاريخي و العلمي واضحا، في رؤية نيتشه الفلسفية، و بالتالي تكون النزعة العلمية و المادية واردة في رؤية فلسفته، في إطار أبحاثه الفكرية و اجتهاداته الفلسفية الغنية، بخصوص مسألة القيم و علاقته بكينونة الإنسان. من طبيعة الحال نتحدث هنا عن الإنسان العادي، و بتعبير نيتشه نفسه، عن الإنسان البسيط و الرعاع، مقابل الإنسان المركب أو المتعالي أو الأعلى، و الذي سيحمل مشعل فلسفة نيتشه لاحقا، في نصوصه الأكثر تطورا و تتويجا، للفكر الفلسفي النيتشوي. و بالفعل تحققت معالم هذه المرحلة المهمة، في حياة نيتشه الفلسفية بنصه الفلسفي المبدع و الخالد: هكذا تكلم زرادشت.



#محمد_بقوح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحق في المعرفة ( 2 )
- الحقيقة و الأشياء ( 1 )
- قصة قصيرة ثورة مسعود
- الصفعة قصة قصيرة
- ضرورة الفلسفة
- عنف السلطة .. و الطبقة التعليمية المغربية ( جهة سوس ماسة درع ...
- الأرصفة ( 4 )
- الأرصفة ( 3 )
- الأرصفة ( 2 )
- علاقة المقهى بثقافة الإنسان العربي
- الأرصفة ( 1 )
- إشكالية التعليم .. و قيم العلم بالمغرب
- علاقة الثقافي بالسياسي في التجربة العربية - وجهة نظر نقدية
- عودة الأنوار - قصة قصيرة
- الحوار المتمدن كمعلمة عقلانية للفكر الحر
- حجارة السماء
- جدلية الفكر و قيم الإنحطاط
- الخفاش الأنيق - قصة قصيرة
- تيمة الجنون في رواية مدن الملح - نص التيه نموذجا - ( بحث )
- الكرسي الأعرج


المزيد.....




- أمير الموسوي في بلا قيود: تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60% ...
- بعد مرور شهر على نظام المساعدات الجديد في غزة، أصبح إطلاق ال ...
- حكم للمحكمة العليا الأمريكية يُوسّع صلاحيات ترامب، والأخير ي ...
- عاجل: ترامب يقول إن وقف إطلاق النار في غزة بات قريباً، ويأمل ...
- ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي: لقد هزمت شرّ هزيمة
- سوريا تعلن ضبط نحو 3 ملايين حبة كبتاغون بعد اشتباك مع مهربين ...
- إعلام إسرائيلي: جثث 3 أسرى في غزة أعادها عناصر من مجموعة أبو ...
- القلق يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية استهدفت سجن إيفين... مصير سج ...
- موقفا تخفيف العقوبات عن إيران.. ترامب لخامنئي: أنقذتك من -مو ...
- جيش الاحتلال يقتحم كفر مالك والمستوطنون يصعّدون بالضفة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد بقوح - مسألة المثالية في فلسفة نيتشه