أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - أخيرا توقف صياح ديك الجن














المزيد.....

أخيرا توقف صياح ديك الجن


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 00:38
المحور: الادب والفن
    


أخيرا توقف صياح ديك الجن
( إلى روح صباح شرهان) *
عادل علي عبيد
(1)
الذكريات المفعمة بالبراءة
تندب غربتها
والصقور الحائمة على مساحتها الهلامية
تبحث عن طريدتها
لكن الطفل المنغمس بأحلامه الغضة
راح يوغل بإشاراته العابثة
وصباحاته الساخطة
وهناك ..
حيث ينتشر الدخلاء المتطفلون
تشق أجسامهم الثقيلة حواجز اللحظة
يثيرون غبار الأزمان
بحثا عن فريسة تليق بمآدبهم المزدحمة
الدخلاء الذين ازدهروا بأسمائهم المستعارة
راحوا ينتشرون كالجراد القلق
يرهقون البياض ..
وينغمسون بالليالي التي تخفي أسرارهم
وبين زحمة الأمس .. وعبث اليوم
ضاع اسمك يا ديك الجن
أفل نجمك ..
وهبط صوتك وهو يصارع الصدى
يبحث عن سر الليالي العتيقة
يركض عبثا للحاق بظله المهاجر
لا تركض يا ديك الجن
فهذا زمن التوريات
حينما يمسي الشاعر أجيرا ..
أمام أصحاب الكروش المتهدلة
شبيهة الأثداء المطرطبة
ولكن دونك يا صباح أن تفضح تطرطبها
فسيمسي كل حدب دير عاقول

(2)
الشرور التي تزاحمت
والنبوءات التي انصبت بلا رحمة
قلبت خريطة الأمل
صار الشرق غربا .. والغرب شرقا
الحيرة التي استفحلت بنا راحت تنسج أحلامها
تكالب النساك والقديسون علينا
كل يمني نعرته بنجدتنا
تزاحم المهديون الجدد ..
توزعوا في صحرائنا
راحوا يضمدون جروحنا بالقطران
صاح حاديهم :
لطالما ضمد القطران قراد جمالكم
لكن رائحة القطرات راحت تفوح
وفوق لهيب مشاعلنا ألف سؤال يلوح

(3)
شرعية وشفافية وديمقراطية
عبارات واصطلاحات وتقليعات
لاتينية وإغريقية وانجلوساكسونية
تاهت عباراتنا واستسلمنا لغصة المفردات
تخبطت في زحمة الجمل الغريبة
تفيهق الكلام ..
بعدما أتخمت الجيوب
... أخيرا ضاعت أسماءنا

(4)
شوارع الجمهورية الفيصلية
خالية من العيون
يا صباح :
لم يعد ذلك السري يجوب الطرقات
او يحشر ظله في مقهى (منكاش)**
ولم ينشغل ذلك الرفيق يمسح الوجوه
بالرصد القديم .. والتقارير
أما المخبر الجديد فموهوم بأحلام الدولار
عدّ ...
فما عاد يجدي الانتظار
ماذا ..؟
لم تعد لأنك عدت إلى أبديتك

• نعت الأوساط الأدبية العراقية رحيل الشاعر صباح شرهان والذي وافته المنية في الولايات المتحدة الأمريكية .. صباح شرهان من شعراء السبعينيات ينفرد بلون خاص من الشعر الحديث ومن اشهر قصائده قصيدة (لو أني ديك الجن ) التي كانت عبارة عن رسالة رمزية أدان بها النظام السابق . غادر صباح شرهان العراق قبل أكثر من 25 عاما نتيجة إلى مضايقات أزلام السلطة البائدة له وتعرض لسلسلة من الاعتقالات والمضايقات . ولم نسمع عن نشاطه الأدبي إلا مشاركته بمجموعة من الاماسي والمشاركات الشعرية والنقدية في أميركا وبعض البلاد الأوربية .
• ** (مقهى منكاش ) : مقهى يضم المثقفين والسياسيين الذين كانت لهم مواقف معارضة للأنظمة السابقة ولقد زرعت الأحكام السلطوية عيونها في هذا المقهى الذي أنجب العديد من شعراء وأدباء البصرة والعراق .



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العود الأبدي في رواية ( بقايا بيت العطفان ) للقاص خالد علوان ...
- محمود عبد الوهاب ( غربة الثلج .. وحدة النار)
- طوافات عرفانية (4) التيه
- طوافات عرفانية (3) الوصول البعيد
- آخر الدواء الكي .. آخر الحلول الأدب
- طوافات عرفانية (2) لذة الحيرة
- طوافات عرفانية (1) صوم الكلام
- فاضل حسن الكعبي ..غربة الموت أم موت الغربة
- وقائع الجلسة المفتوحة التي عقدها مركز معلمات وتطوير الأعمال ...
- طفوف (6)
- شهادة لآخر الجنود المنسحبين
- طفوف (5)
- اخيرا مات محمود واقفا
- طفوف 4
- طفوف (3)
- طفوف (2)
- طفوف (1)
- كتاب الحوارات - لعبة التضاد
- كتاب الحوارات ( بقايا الأثر)
- كتاب الحوارات (اقتفاء الطيف)


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - أخيرا توقف صياح ديك الجن