أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - طفوف (1)















المزيد.....



طفوف (1)


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 10:50
المحور: الادب والفن
    




(1)

...
...
ويمضي الحسين..
ممتطيا المجد
يطوي السراب
يكشف غم الزمان
يمسح وجوه المدن الآثمة
الأسماء والمسميات تلعن بعضها
تتعزى بالخطايا
(التنعيم (1)، الصفاح(2)،الحاجر(3)، الخزيمية (4)
زرود(5)،الثعلبية(6)،الشقوق(7)
فيابن الحنفية خذ الوصية(8)؟
وذي ذات عرق(9) ...
تنشر أحزانها على طول الجزيرة
الفرات المؤذن بترانيم الموت ..
يحبس الجريان
جفاف العروق ينبئ عن استفحال الجرح
وصوت من خلف البطاح
هيا حث الخطى يا حصين (10)
سيدي يا بن زياد (11) ...
ها هي القطقطانية (12) مغروسة بالعساكر
بالخيول ...بالفرسان المدجيين المسومين
وخلف الرمال الصفر
يطل ابن مسهر (13)
وابن عقيل يقلب الجراح
النيوب البارزات الباسمات
تتوارى خلف جدران الكوفة
فيا أهل عاقولا ...
هوذا الحسين يرعى خيل محمد
ورجال هاشم قادمين
يخلفون المجد بعد الخطى الواثقات
النسوة الموشحات بلباس البتول
يجهرن بالفضيلة مفضوحة على المنابر
وعلى الأبراج تسمو العظات
أجسادهن المرميات على الصخور الملساء
تنقش على أديم الدهر ألف تماضر (15)
وصوت ...
من قال إني نصير الحسين
فليظهر أمام الملأ والعين
وعلى الرماح يسمو ابن عقيل
وابن عروة(16) يرعى الخطى الوجلة
يتأرجحان بين الربى والأزقة
هذا مصير الخائنين
فلتتعظوا يا أولي الألباب
هكذا ستمتلئ بكم السهول
المآذن المكبرة بالبغض والخطيئة
تعلن موت الفجر
ويزحف الإعلان
ينساب متخبطا نحو الأمام
وصوت ...
الله يا طفوف
فلتقرع الدفوف
ولتشهر السيوف
بمولد الحتوف
ومسلم وحيدا
منشطرا بين الحب والجهاد
يطوف شوارع الكوفة
ممتطيا غربته والأزقة الحزينة
يجوب الطرقات بلا معين
يبحث عن ناصر للإمام
والجدران الكوفية تقول:
هيا حث الخطى أيها الغريب
عد أدراجك أيها الرسول
فالجيش حولك لا محالة
لكنما الرسول ينشر حيرة الجواب
يوزع السؤال على العيون الغائرة
وصوت يعلن :
هيا أكثروا من الماء ..
واسقوا الخيول ..
تجهزوا بالعدة والعدد
وأنت يا بوادي هيا انتفضي
ويا زبالة(17)
أطلقي الهتاف
ويا عقبة (18) يا شراف(19) أيتها البيضة (20) والرهيمية(20)
القادسية (22) وعذيب الهجانات(23) يا قصر بني مقاتل (24)
كّبروا للحق ...
ويا رجال : هل من مكابر للموت ؟
لا يهاب الهزيمة ..
وضرب السيوف ، وطعن الرماح
لكنما القوم الواجمون ...
يرصدون السيد المكابر
وخمسة وسبعون رجلا ...
ينتشرون في زبالة..
والحر(25)يكشف وجه القوم
خجلا ..يجتاح الخيول ...
ويضرب الأشرعة
هيا أنيخوا الجمال ..
حطوا رحال القوم ...
وجددوا صوت الحق
لتعلن الصلاة ...؟
هكذا قال الحسين
ومع ازدحام المشهد الكبير
ينظر الحر للإمام
قائلا في السر ...
ها هو الشهيد ...
هو ذا الفارس الوحيد
يجتاح الخضم الكبير
يا سيدي الإمام ...
ليس هناك سوى الموت .. ولا شيء غير المصير ؟
ويشمخ الإمام ناهضا
ليعلن الأذان ...
ولا باس من الموت يا صاحبي
(ويا رسول لا جواب على جائر حقت عليه كلمة العذاب)
لكنما الحر ينهض من نفسه
مفتقا خيوطه الظلامية السحيقة
يجتاز خيوط الطول والعرض
يفتح أبواب الأنفس الموصدة
يشق جموع الآخرين
وصوت كصرير النفس يقول :
ها هو الخلاص...
زمنا وأنت تجوب القرار ...
أيها السيد الوحيد
...ليستقم أمري .. وليعرف الجند
نعم سيدي ...حقا
( فالقلوب معك .. والسيوف عليك )
ها هي الدماء تشتهينا
ولوحة الحياة لا تحتمل الرتوش
وعلى خريطة الزمن ثمة عروق ودماء ...
وبقايا ألم وسهاد
محتشم أنت سيدي حتى من الأفق
تفتح أبواب الليل
هيا ادخلي جيوش الحق
فهناك إذ يقبع مضمار انحباس الحزن
وتجهر على هامات الأطناب رايات الموت
ونحن نغوص ببعضنا
يزلزلنا الصوت القادم من مدن الفراق
نخترق أنفسنا ...
نصغي لخطى القادم الغريب
نصطاد التأملات
وسؤال يموء : لا تتوهم .. لا تتعجل
فالنهايات قريب اجلها

***
بعد غياب البحر...
أسدل الجند الستار
المحيطات ما عادت تحتضن القافلين
وبعد هجرة الفنارات
أعلن الفجر عن موته المبكر
الذين يخوضون المسافات الثكلى
لم يبقوا للنازحين خياما
وسبايا عكا ..
تعودوا على الصباحات الجافية
والصحو على أنغام الجرافات والكسارات
وصياح البالماخ(26)
تلك هي زقزقات الصبح
تفصح عن كشرتها الفولاذية
ها هي المدن الإطلال ..
تتعرى من جديد
عبارات الإدانة ..حيروت ..حيروت(27)
ونجمة داود تنقش في كل الدروب
ومن بين ثوب تل أبيب
يردد أطفال مدارس اليهود
يهوذا سيعود
ستنصب الحدود
نبارك الجدود
يهوذا سيعود ...
يا ليل تل أبيب..
ما صحوت يوما إلا على صوت النحيب
علّ الصهيل يسهم بانتشال الضمير !؟
على الهتافات التي تملأ الشوارع ببكاء الدونمة (28)
تضارع الآخرين ...
بلا كلل .. بلا هوادة
تفصح عن جرم الحياة
بفم مهشم .. ولسان مخشوشب
فجحافل الحسين لا تعترف بالأوسمة
لا يهمها غير نياشين الرب
لا تستريح .. لا تستكين إلا بالشهادة
تنتشر كالصباحات الغافية
تعلن عن انبلاج الفجر
لا ترتضي بغير الق
لا تلتفت للعزاءات .. وعبارات ما قبل الموت
فشمس المدينة قد غادرت آفاقنا ..
نحو أطياف العراق
والرب يمد يدا كالسحاب
يمسح دموع الأطفال
يزيح غبار الذكرى

***

الرجال المتيممون بالدم ..
والكبرياء
يهجرون الضفاف برغم زعيق الماء
وهناك إذ تنفرد الطحالب بوحدتها
تردد أنشودة الظمأ
ها هي الأسياف الصدئة ..
تمرر طرف ألسنتها على يابس الشفاه
تنتظر أيعاز الأفعى ..
فالأرض خجلى ..تزخر بالأنين
تعاتب الزمان والقفار
يجفل من تقريعها الوجود
ستوصد أبواب الفضيلة بعدك يا إمام
سنشتهي بعضنا ..
نسهم بالإثم
نتشدق على التاريخ
سنلعن أيامنا .. أرواحنا المدخنة بالعار
عباراتنا الثورية نحو الطرقات

***
وسار الإمام ..
يرسم طريقا من نور
الرجال الحيارى ..
يتأرجحون بين أطياف الشفق
يجتاحون عالما من ضياء
وآخر من رماد
والقلوب طواحين الحجر
ترسل بشارتها للبلاط
تحلم بالجائزة الكبرى

***

وسار الإمام ...
ينقش موت الصفوة على الأكتاف
يحمل هم الزمان
يصغي لجراحاته والنشيد
بالتسابيح والقرآن
لكنما خطى النبي بائنات
تترك فينا بصمات .. وبقايا حسنات
وصوتا من فجر القرون
يعلن البيان ...
هوذا الإمام يكمل خطو النبي
يحجب الأيام والوقائع
يحمل هم أبا تراب
والحر مشايع ... يرصد الخطوات
يحث السير نحو الشهادة
يرسم نهجا للحياة
يا صاحبي .. يا سيدي
يا أجرأ الخطوات
لم العجالة والحتوف ترصدكم كالذئاب
معقودة هذي الطريق بسرعة خطاك
يا للحسين ....
بشارة للنائمين والقادمين
والجعفي يرصد الخيال
يحلم بالعتمة لا محال
ويد الحسين تحمل مصحفا وسلاما
آه ... كم تمنيت لمس حرارة تلك الأيدي البيض
كذلك القلب الكبير
وطريقا للضلال معقود بخطى الجعفي
............................. وسبيلا للنجاة
والأكبر يطلق عبارات للصلاة
ما زلنا على الحق سيدي ..
فأنعم بها من شهادة
ولا نبالي بالممات
وأخبار الرفاق تمر على ابن زياد
يرقب الفضاء المدخن
علّ نجمة تأتي بالخبر الوليد
والحر يصبوا للخبر البشير
يطمح للجنان ...
يقطف من ورق الخلود شموعا وضياء
متاعا للزمان
مغمور بالثواب والبطولة
منتشيا بالفخار
يرصد وحدة السيد الكبير
وثلج الكفوف يزاحم بريق النجم
فبعد النعيم والصفاح والحاجر والخزيمية
وبعد زورود والثعلبية وشقوق
تأتي الغاضرية
هي ذي كربلاء (29)
مر بها الزهاد والأنبياء (30)
تحفل بالأسماء والملاحم
ها هنا يموت الوعد
ناشرا للحب حكاية لن تموت
وبكى الحسين ....
ذرف الدموع نحو الشهادة والخلود
والسبايا النساء...
ها هنا تهتك الحريم ...
وتسفك الدماء والحريم ..
وتهدر الدماء والعهود
ها هنا يّقتل الرجال ..
وتذبح النساء .
فهنيئا لك كربلاء
لكن صوتا كان يقول ...
( يا دهر أف لك من خليل ...
يا سيدي ...
ها هو زمن الحب قد انقضى
وذي آخر القطرات
فلا طاقة لنا اليوم بهذي الحياة
ولولا احتجاز طيفك لذاك البعيد
للدخان القادم من زمن العقم
والمسافات الحبلى .. بالتوجس والموت
فها نحن سيدي بلا حياة
نستقبل النور بلا عيون
يا سيدي ...
يا مؤثرا للنور في زمن الانتهاء
ومرجّعا للقلوب ثباتها
والعقول ...
تنزاح عنها غمامات الفصول رغم التحجر ...
رغم التحائها بالخرافات
بالجهل والفتور ...
يا سيد المسافات
ها أنت إذ تقطع أشواط الدهور
بلا حجب ...
تمتد أياديك ...
تخترق أسماء المدن الآثمة
تنتشل الحب من مهاوي السبات
تجتاح عقم المسافات
ومخاضات الرحيل المتراكمة
تنزاح عنك لفيافي والسهوب
تخلف عطرا أزليا في الساحات والقفار
هاهي كربلاء ...
ترقص للدماء والموت الجديد
مدحورة بسوحها الأجساد والعبارات
الخطب المواقف .. والبطولات
لا تعرف الحب ...
ملآى بالأغنيات والجنائز
أسراب البوم .. والبحر الجفاف
فيا ابن الحنفية ..
أما بعد ....
(فكأن الدنيا لم تكن وكأن الآخرة لم تزل )
والحسين يديم النظر
نحو الساحات واللهيب
الصياح والقتال والدمار ...
أمارة الأسى والوجود
مجبول بالحزن والعويل
يا سيدا يجتاح الرجال
لا يعبأ بالجيوش
ها هي أقزام الطوابير تمر دون التفات
وبصرخته تنزاح الأرتال
يحدث بالقلوب شرخا بحجم الساحات
والأرض بساط الدماء
تحفل بأشلاء الهاشميين
ها هو الشتاء محملا بالجفاف
يمتح من بئر العيون
والجناح المكسور
يا لساعديك ما عادتا تحملان هم القرب
وزينب تزيد التضرع
أخي .. يا نور عيني ..
ومهجتي ...
يا خيط الهواشم
وآخر عنقود الكساء
يا زهرة أهل العبا
ويا خلاصة البشرى
يا باب الشفاعة .. يا رجاء القادمين
لماذا تلوذ بصمتك ..؟
تتوارى خلف زحام النشيد
والتواريخ الكليمة
تبتغي الحب سبيلا ..وخلاصا
تنتشر كالفراشات
تحمل بشارة الفردوس..والمدن البيض
فذلك الظلام المديد...
لن ينطفئ إلا بالشهادة
في حضرة الموت ..
كنا نتساءل عن الولادات الجديدة
كنا نغبط الأطفال
نتسمع الضحكات البريئة العالية
ونرسل البيان والحذر
نطلق صرخاتنا من بين الخيام
هيا أبحروا ايها الحفاة
نحو الجزيرة والفلاة
لا تحسبوا الشوك وردا
وتقشفوا بعبارات الامتنان
فنيرون ما زال يبحث عن روما جديدة
والتمر هذه المرة ..
لا ينتظر اهتزاز النخيل
ولا الرياح ..والفواخت
فحكاية الطفوف كالنبال
رسلا من دروع
القافلون الذين يهاجرون زحفا
يشعلون فوانيس النفس بحثا عن زقاق جديد
أيها الحفاة النازحون
لا تبالوا بالشوك ..ودم الأصابع
فلهيب الأرض يزهو بالقافلين
ها هي أيام السراب
وها هو العيد ابا تراب(32)
فالأرض حبلى بالعطاشى والحراب
وفلسفة الأرض تبحث عن حالم مرتو
يسترق الحلم ..يستطيل بلا أمل
يحدق بالآمال ..
وبعينيه المهاجرتين القلقتين
يلتمس الآخرين ..بلا أمل
فهناك بعد انهيار العتمة
تنتشر المرايا
تعكس أشباح الموت الجامح
وتلك الأمواج الكاذبة
تعلن التماع الشمس
وجوابا للفرات
وذلك الهديل المتراخي
مشفوع بثورة الضفاف
والطفل الذي يغبط الطحالب
يحلم بالجزر العطشى
يحتضن القفار ...
يبارك الشواطئ الغافيات
يخونه شوق الأم
يلحس بلسانه الدبق ...
قطرات العرق المالحة
زمنا .. وذلك الجدول اليابس
ينصب مأتمه السرمدي
لا تعمده الأغنيات .. ولا أنات اللاجئين
يا أمس المدينة والجدود
يا أتراحنا المحلقة نحو أفقنا الدامي
كوني لنا أسطورة ونشيدا
لكنما اللقاء بالسيد الجليل
ينبئ عن فرات جديد
يزخر بالخلود والمرايا
ودماء على طول الصعيد
فالقصائد ما عادت تؤرخ المواقف
لكن الحزن الشاهد ..
يستبيح الليل .. رغم الوثائق والزمان


هوامش
1- (التنعيم ): جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي : التنعيم بالفتح وكسر العين المهملة وياء ساكنة وميم موضع بمكة في الحل على فرسخين من مكة وسمي به لأن عن يمينه جبل اسمه نعيم وآخر عن شماله واسمه ناعم والوادي نعيمان وبه مساجد . وفي كتاب العقد في فضائل البيت الأمين للخضراوي التنعيم يبعد عن مكة ثلاثة او اربعة فراسخ .
2- (الصفاح) : هي المنطقة التي التقى فيها الإمام الحسين (عليه السلام ) والفرزدق بن غالب الشاعر المعروف فسأله عن خبر الناس خلفه ؟ فقال الفرزدق : قلوبهم معك والسيوف مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء ! فقال الحسين : صدقت لله الأمر ، والله يفعل ما يشاء وكل يوم ربنا في شأن إن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر . وان حال القضاء دون الراء فلم يعتد من كان الحق نيته والتقوى سريرته . ثم سأله الفرزدق عن بعض المسائل في النذور والمناسك وافترقا .
3- (الحاجر) : مكان بطريق مكة وقيل جنوب الرياض اليوم من ارض نجد وقيل الحاجر ما يمسك الماء من شفة الوادي وفيه قاع عظيم مسيرة يوم تنزلها بنو كلاب وعيسى وغطفان وأسد .
4- (الخزيمية) : بضم أوله وفتح ثانية نسبة إلى خزيمة بن حازم تقع في طريق مكة – الكوفة وأقام فيها الحسين يوما وليلة ولما أصبح أقبلت عليه أخته زينب وقالت إني سمعت هاتفا يقول :
ألا يا عين فاحتفلي بجهدي فمن يبكي على الشهداء بعدي
على قوم تسوقهم المنايا بمقدار إلى انجاز وعدي
فقال لها : أختاه ، كل الذي قضى فهو كائن .
5- 5- (زرود) : بفتح أوله وبالدال المهملة في آخره رمال بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة وهي دون الخزيمية بميل وفيها بركة وحوض وحدثت فيها وقعة يقال لها زرود . وفيها التقى فيها الحسين بزهير بن القين البجلي وكان غير مشايع له ويكره النزول معه ولكن الماء جمعهم في المكان وكان زهير وجماعته اعد لهم إذ اقبل رسول الإمام يدعو زهيرا إلى الحسين فتوقف زهير عن الإجابة غير أن امرأته (دلهم بنت عمر) حثت على المسير إليه وسماع كلامه فمشى زهير إلى الحسين وما أسرع أن عاد إلى أصحابه فرحا وقد أسفر وجهه وأمر بفسطاطه ونقله نحو جماعة الإمام وقال لامرأته : الحقي بأهلك فاني لا أحب أن يصيبك بسببي الأخير ، ثم قال لمن معه من أحب منكم نصرة ابن الرسول (ص) وإلا فهو آخر العهد .
6- (الثعلبية) : بفتح أوله سمي باسم رجل اسمه ثعلبة من بني أسد نزل بالموضع واستنبط عينا وهي بعد الشقوق للذهاب من الكوفة إلى مكة وفيها عين ماء معروفة وتحاط بسور وفيها أتاه رجل وسأله عن قوله تعالى : ( يوم ندعو كل أناس بإمامهم ) فقال الحسين : إمام دعا إلى هدى فأجابوا إليه ، وإمام دعا إلى ضلالة فأجابوا إليه ، هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار ، وهو قوله تعالى : ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) وفي هذا المكان اجتمع فيه رجل من اهل الكوفة فقال له الحسين : أما والله لو لقيتك بالمدينة لأريتك اثر جبريل في دارنا ونزوله بالوحي على جدي يا أخا أهل الكوفة من عندنا مستقى العلم افعلموا وجهلنا هذا مما لا يكون . وحديث بجير وهو من أهل الثعلبية قاتل : مر الحسين وأنا غلام فقال له أخي يا ابن بنت رسول الله أراك في قلة من الناس فأشار بالسوط إلى حقيبة لرجل وقال : هذه مملوءة كتبا .
7- (الشقوق) : بالضم منزل بعد زبالة للذهاب من الكوفة إلى مكة وهو لبني أسد فيه قبر العبادي . وفيه رأى الحسين رجلا مقبلا من الكوفة فسأله عن أهل العراق فاخبره أنهم يجتمعون عليه فقال : إن الأمر لله يفعل ما يشاء وربنا تبارك هو كل يوم في شأن ثم انشد :
فأن تكف الدنيا تعد نفيسة فدار ثواب الله أعلى وأنبل
وان تكن الأموال للترك جمعها فما بال متروك به المرء يبخل
وان تكن الأرزاق قسما مقدرا فقلة حرص المرء في الكسب أجمل
وان تكن الأبدان للموت أنشأت فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل
عليكم سلام الله يا آل احمد فاني أراني عنكم سوف ارحل
8- كتب الحسين بن علي (عليه السلام) قبل خروجه من المدينة وصية قال فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أوصى به الحسين بن علي إلى أخيه محمد بن الحنفية ، إن الحسين يشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله جاء بالحق من عنده ، وان الجنة والنار حق والساعة آتية لا ريب فيها ، وان الله يبعث من في القبور ، واني لم اخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ، وإنما خرجت اطلب الإصلاح في امة جدي (ص) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقول الحق فالله أولى بالحق ، ومن رد عليّ هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين .
وجاء في المصدر قال محمد بن الحنفية : يا أخي أنت أحب الناس اليّ واعزهم ولست ادخر النصيحة لأحد من الخلق إلا لك وآنت أحق بها ، تنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت ثم ابعث برسلك إلى الناس فان بايعوك حمدت الله على ذلك ، وان اجتمعوا على غيرك لم ينقص الله ذلك على دينك ولا عقلك ولم تذهب مروءتك ولا فضلك واني أخاف عليك أن تدخل مصرا من هذه الأمصار فيختلف الناس بينهم طائفة معك وأخرى عليك فيقتتلون فتكون لأول الأسنة غرضا فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا وما أضيعها دما وأذلها أهلا . فقال الحسين فأين اذهب ؟ قال : تنزل مكة فان اطمأنت بك الدار وإلا لحقت برمال وشعب الجبال وخرجت من بلد إلى آخر تنظر ما يصير إليه أمر الناس فانك أصوب ما تكون رأيا واحزمه حتى تستقبل الأمور استقبالا ولا تكون الأمور أبدا أشكل عليك منها حين تستدبرها استدبارا فقال الحسين : يا أخي لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى بايعت يزيد بن معاوية . فقطع محمد كلامه بالبكاء . فقال الحسين : يا أخي جزاك الله خيرا لقد نصحت وأشرت بالصواب وأنا عازم على الخروج إلى مكة وقد تهيأت لذلك وإخوتي وبنو أخي وشيعتي أمرهم أمري ورأيهم رأيي . وأما أنت فلا عليك أن تقيم بالمدينة فتكون لي عينا عليهم ولا تخفي عني شيئا من أمورهم . وقام من عند ابن الحنفية ودخل المسجد وهو ينشد :
لا ذعرت السوام في فلق الصبح مغيرا ولا دعيت يزيدا
يوم أعطى مخافة الموت ضيما والمنايا يرصدنني أن أحيدا
9- (ذات عرق) مكان بينها ومكة مرحلتان وقيل ليلتان وسميت نسبة إلى جبل صغير بنفس الاسم وقيل ميقات أهل المشرق ومنه العراق وخراسان ن وجاء في رواية أن الإحرام يبدأ منها وقيل من العقيق ببطن وادي ذي الحليفة إذ هو اقرب منها إلى مكة والله اعلم .
10- هو الحصين بن نمر التميمي الذي كان يقود أربعة آلاف رجل في جيش يزيد .
11- بعث الحر قبل توبته إلى ابن زياد يخبره بنزول الحسين في كربلاء ، فكتب زياد إلى الحسين : أما بعد يا حسين فقد بلغني نزولك كربلاء وقد كتب إلي أمير المؤمنين يزيد أن لا أتوسد الوثير ولا اشبع من الخمي راو ألحقك باللطيف الخبير او تنزل على حكمي وحكم يزيد والسلام . ولما قرأ الحسين الكتاب رماه من يده وقال : لا افلح قوم اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق ! وطالبه الرسول بالجواب فقال : ما له عندي جواب لأنه حقت عليه كلمة العذاب ! وعاد الرسول واخبر ابن زياد بما قاله الحسين (عليه السلام) فاشتد غضبه وأمر عمر بن سعد بالخروج إلى كربلاء وكان معسكرا (بحمام أعين) في أربعة آلاف يسير بهم إلى (دستبي) لأن الديلم قد غلبوا عليها ، وكتب له ابن زياد عهدا بولاية الري وثغر دستبي والديلم واستعفاه ابن سعد . ولما استرد منه العهد استمهله ليلته وجمع عمر بن سعد نصحاءه فنهوه عن المسير لحرب الحسين وقال له ابن أخته حمزة بن المغيرة بن شعبة : أنشدك الله أن لا تسير لحرب الحسين فتقطع رحمك وتأثم بربك فوالله لئن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كله لو كان لك لكان خيرا لك من أن تلقى الله بدم الحسين ، فقال ابن سعد : افعل إن شاء الله وبات ليلته مفكرا في أمره وسمع يقول :
أأترك ملك الري والري رغبتي أم ارجع مذموما بقتل حسين
وفي قتله النار التي ليس دونها حجاب وملك الري قرة عيني
وعند الصباح
أتى ابن زياد وقال : انك وليتني هذا العمل وسمع به الناس فأنقذني له وابعث إلى الحسين من لست أغنى في الحرب منه ، وسمي له أناسا من أشراف الكوفة . فقال ابن زياد : لست استأمرك فيمن أريد أن ابعث فان سرت بجندنا وإلا فابعث إلينا عهدنا ، فلما رآه ملبحا قال : إني سائر ، فاقبل في أربعة آلاف فانضم إليه الحر فيمن معه ودعا عمر بن سعد عزرة بن قيس ممن كاتبه فسأل من معه من الرؤساء ان يلقوه بابوا لأنهم كاتبوه . فقام كثير بن عبد الله الشعبي وكان جريئا فاتكا وقال : إنا له وان شئت أن افتك به لفعلت فقال : لا ولكن سله ما الذي جاء به ما قبل كثير وعرفه ابو ثمامة الصائدي فقام في وجهه وقال : ضع سيفك وادخل على الحسين ، ولما ابلغه رسالة ابن سعد قال ابو عبد الله ا ناهل مصركم كتبوا إلي أن أقدم علينا فأما إذا كرهتموني انصرفت عنكم . فرجع بذلك إلى ابن سعد وكتب إلى ابن زياد بما يقوله الحسين فأتاه الجواب : اما بعد فاعرض على الحسين أصحابه البيعة ليزيد فان فعل رأينا رأينا .
12- (القطقطانية) : اسم مكان قرب القادسية ويبعد عن الرهيمية الى الكوفة نيفا وعشرين ميلا .
13- (ابن مسهر ) : هو قيس بن مسهر الصيداوي ، سار مع مسلم بن عقيل نحو الكوفة ومعه عمارة بن عبد الله السلولي وعبد الرحمن بن عبد الله الازدي .
14- قال الحسين ( عليه السلام ) لمسلم بن عقيل : إني موجهك إلى الكوفة وسيقضي الله في أمرك ما يحب ويرضى وأنا ارج وان أكون أنا وأنت في درجة الشهداء فامضي ببركة الله وعونه فإذا دخلتها فانزل عند أوثق أهلها . وعند سماع ابن زياد وصول مسلم الكوفة جمع الناس في الجامع الأعظم وخطبهم وحذرهم ومناهم العطية وقال : أيما عريف وجد عنده احد من بغية أمير المؤمنين ولم يرفعه إلينا صلب على باب داره .
15- 15- (تماضر) : هي الخنساء الشاعرة صاحبة المراثي بنت عمرو بن الحارث بن الشريد بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن حصفة بن قيس بن عيلان بن مضر . والخنساء لقب غلب عليها ، وفيها يقول دريد بن الصمة وقد خطبها فردته ، وكان رآها تهنأ بعيرا :
حيوا تماضر واربعوا صحبي وقفوا فان وقوفكم حسبي
أخناس ، قد هام الفؤاد بكم وأصابه تبل من الحب
فقدت أخويها معاوية وصخر اللذين قتلا في الجاهلية ، وهي من أهل نجد عاشت أكثر عمرها في الجاهلية وأدركت الإسلام فأسلمت وتزوجت ابا مرداس بن ابي عامر ومن قصائدها المشهورات ترثي أخاها صخرا :
أعيني جودا ولا تجمدا ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجريء الجميل ألا تبكيان الفتى السيدا
طويل النجاد رفيع العما د ساد عشيرته أمردا
إذا القوم مدوا بأيديهم إلى المجد مد إليه يدا
فنال الذي فوق أيديهم من المجد ثم مضى مصعدا
يحمله القوم من عالهم وان كان أصغرهم مولدا
ترى المجد يهوي إلى بيته يرى أفضل المجد أن يحمدا
وإذا ذكر المجد الفته تازر بالمجد ثم ارتدى
16(ابن عروة) : هو هاني بن عروة المذحجي من أشراف الكوفة وقرائها ، وشيخ مراد وزعيمها ، يركب في أربعة آلاف دارع وثمانية راجل فإذا تلاها أحلافها من كندة ركب في ثلاثين ألفا ، أدرك النبي (ص) وتشرف بصحبته ، وكان له يوم قتله بضع وتسعون سنة .
(زبالة ) : بضم الزاي المعجمة ، تقع قبل الشقوق للذهاب من الكوفة فيها حصن وجامع لبني أسد ، سمي الموضع باسم زبالة بنت مسعر امرأة من العمالقة ويوم زبالة من أيام العرب المشهورة ، وفيها اخبر الحسين بقتل عبد الله بن يقطر الذي أرسله الحسين من الطريف إلى مسلم بن عقيل فقبض عليه الحصين بن عنبر في القادسية وسرحه إلى عبيد الله بن زياد وهناك قتل بعد أن رمي من فوق القصر فتكسرت عظامه وذبحه رجل يدعى عبد الملك بن عمير اللخمي .
18-( عقبة) : هي بطن العقبة : مكان قريب من زبالة وفيها قال الحسين لصحابه : ( ما أراني إلا مقتولا فاني رأيت في المنام كلابا تنهشني وأشدها عليّ كلب أبقع ) وفيها أشار إليه عمرو بن لوذان من بني عكرمة بالرجوع إلى المدينة لما عليه أهل الكوفة من الغدر والخيانة ، فقال الحسين : (ليس يخفى عليّ الرأي وان الله لا يغلب على أمره ) ثم قال : (إنهم لن يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل فرق الأنام ) .
19-(شراف) : بفتح أوله وآخره فاء وثانية مخفف سمي باسم رجل يقال له شراف استخرج عينا ثم حدثت آبار كبار كثيرة ماؤها عذب ، ومن شراف إلى واقصة ميلان وقيل لما عسكر سعد بن وقاص بشراف قدم عليه الأشعث بن قيس بألف وسبعمائة من أهل اليمن فترك الجموع بشراف ونهض إلى العراق . وفي هذا المكان حدثت حادثة غريبة لا بد لنا من ذكرها ، إذ أمر الحسين فتيانه أن يستسقوا من الماء ويكثروا وفي نصف النهار سمع رجلا من أصحابه يكبر فقال له الحسين لم كبرت ؟ قال : رأيت النخل ، فأنكر من معه ان يكون بهذا الموضع نخل وإنما هو أسنة الرماح وآذان الخيل ، وقال الحسين وأنا أرى ذلك ، ثم سألهم عن ملجأ يلجئون إليه فقالوا هذا (ذو حسم) من يسارك فسبق إليه الحسين وضرب أبنيته وطلع عليهم الحر الرياحي مع ألف فارس من بعثه ابن زياد إلى الحسين وكان جند الحر في عطش شديد ، فلما رأى الحسين ما بهم من العطش أمر أصحابه أن يسقوهم ويرشفوا الخيل ، وهنا إذ تظهر لنا حادثة في لهجات العرب وتفاوتها نرى لزاما ذكرها فبينا كان الحسين يسقي جند الحر وصل إلى علي بن الطعان المحاربي وكان قد اضر به العطش فقال الحسين : أنخ الراوية وهي الجمل بلغة أهل الحجاز ، فلم يفهم مراده ، فقال له أنخ الجمل ، ولما أراد أن يشرب جعل الماء يسيل من السقاء فلم يدر ما يصنع لشدة عطشه ، فقام الحسين بنفسه وعطف السقاء حتى ارتوى وسقى فرسه ، ثم أن الحسين استقبلهم فحمد الله وأثنى عليه وقال : ( إنها معذرة إلى الله عز وجل واليكم واني لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت بها رسلكم أن أقدم علينا فانه ليس لنا أمام ولعل الله أن يجمعنا بك على الهدى فان كنتم على ذلك فقد جئتكم فاعطوني ما اطمئن به من عهودكم ومواثيقكم ، وان كنتم لمقدمي كارهين ، انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم ) فسكتوا جميعا .. وأذن الحجاج بن مسروق الجعفي لصلاة الظهر فقال الحسين للحر : اتصلي بأصحابك ؟ فقال الحر : لا بل نصلي جميعا بصلاتك ، فصلى بهم الحسين ، وبعد أن فرغ من الصلاة اقبل عليهم وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي محمد (ص) وقال : أيها الناس إنكم إن تتقوا الله وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى الله وبحق أهل بيت محمد (ص) أولى بولاية هذا الأمر من هؤلاء المدعين ما ليس لهم والسائرين بالجور والعدوان وان أبيتم إلا الكراهية لنا والجهل بحقنا وكان رأيكم الآن على غير ما اتتني به كتبكم انصرفت عنكم ، فقال الحر : ما ادري ما هذه الكتب التي تذكرها فأمر الحسين عقبة بن سمعان فأخرج خرجين مملوءين كتبا فقال الحر : إني لست من هؤلاء واني أمرت أن لا أفارقك إذ لقيتك حتى أقدمك الكوفة على ابن زياد ، فقال الحسين : الموت أدنى إليك من ذلك وأمر أصحابه بالركوب ، وركبت النساء فحال بينهم وبين الانصراف إلى المدينة ، فقال الحسين للحر : ثكلتك أمك ما تريد منا ؟ فقال الحر أما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل هذا الحال ما تركت ذكر أمه بالثكل كائنا ما كان ! والله مالي من ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما نقدر عليه ، ولكن خذ طريقا نصفا بيننا لا يدخلك الكوفة ولا يردك إلى المدينة حتى اكتب إلى ابن زياد فلعل الله يرزقني العافية ولا يبتليني بشيء من أمرك ، ثم قال الحر : إني أذكرك الله في نفسك فاني اشهد لئن قاتلت لتقتلن ، فقال الحسين : افبالموت تخوفني وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني ، وسأقول ما قاله اخو الأوس لأبن عمه وهو يريد نصرة رسول الله (ص) :
سأمضي وما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى حنقا جاهد مسلما
وواسى الرجال الصالحين بنفسه وفارق مثبورا وخالف مجرما
فان عشت لم اندم وان مت لم الم كفى بك ذلا أن تعيش وترغما
فلما سمع الحر هذا منه تنحى عنه فكان الحسين يسير واصحابه والحر ومن معه في ناحية .
20- (البيضة) : تقع ما بين واقصة إلى عذيب الهجانات وهي ارض واسعة لبني يربوع بن حنظلة وفيها خطب الحسين أصحاب الحر وقال : بعد الحمد والثناء عليه أيها الناس أن رسول الله قال : من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله ناكثا عهده مخالفا لسنة رسول الله يدخله مدخله إلا وان هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن واظهروا وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء واحلوا حرام الله وحرموا حلاله وأنا أحق ممن غيره وقد أتتني كتبكم وقدمت على رسلكم ببيعتكم أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني وان أتممتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم فانا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهلكم ولكم في أسوة ، وان لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم ، فالمغرور من اغتر بكم فحظكم اخطأ ثم ونصيبكم ضيعتم ومن نكث فإنما ينكث على نفسه وسيغني الله عنكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
21- (الرهيمية) : بالتصغير عين تبعد عن خفية ثلاثة أميال وتبعد خفية عن الرحبة مغربا بضعة عشر ميلا . وفيها لقيه رجل من أهالي الكوفة يقال له ابو هرم فقال : يابن بنت رسول الله ما الذي أخرجك عن حرم جدك ؟ فقال : يا ابا هرم إن بني أمية شتموا عرضي فصبرت وطالبوا دمي فهربت وايم الله ليقتلوني فيسلبهم الله ذلا شاملا وسيفا قاطعا ويسلط عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من قوم سبأ إذ ملكتهم امرأة فحكمت في أموالهم ودمائهم .
22-(القادسية) ك موضع قرب الكوفة فيه عين عليها قرية لولد عيسى بن موسى الهاشمي وفيها قبض الحصين بن نمير التميمي على قيس بن مسهر الصيداوي رسول الحسين إلى أهل الكوفة وكان ابن زياد أمره أن ينظم الخيل ما بين القادسية إلى خفان إلى القطقطانية ولما أراد أن يفتشه اخرج قيس الكتاب وخرقه وجيء به إلى ابن زياد فقال له : لماذا خرقت الكتاب ؟ قال : لئلا تطلع عليه ، فأصر ابن زياد على أن يخبره بما فيه فأبى قيس فقال : إذا اصعد إلى المنبر وسب الحسين وأباه وأخاه وإلا قطعتك إربا فصعد قيس المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله وأكثر من الترحم على أمير المؤمنين والحسن والحسين ولعن عبيد الله بن زياد ة وأباه ثم قال : أيها الناس أنا رسول الحسين إليكم وقد خلفته في موضع كذا فأجيبوه فأمر ابن زياد أن يرمى من القصر فرمي فتكسرت عظامه .
23-(العذيب) : وقيل عذيب الهجانات : واد لبني تميم وهو حد السواد ، بينه والقادسية ست أميال بذلك لأن خيل النعمان بن المنذر ملك الحيرة ترعى فيه ز وفيه وافى الحسين أربعة نفر خارجين من الكوفة على راحلهم ويجنبون فرسا لنافع بن هلال يقال له (الكامل) وهم : عمر بن خالد الصيداوي وسعد مولاه ومجمع بن عبد الله المذحجي ونافع بن هلال ودليلهم الطرماح بن عدي الطائي وكان يردد هذه الأبيات مرددا :
يا ناقتي لا تذعري من زجري وشمري قبل طلوع الفجر
بخير ركبان وخير سفر حتى تحل بكريم النجر
الماجد الحر رحيب الصدر أتى به الله لخير أمر
ثمت إبقاء بقاء الدهر
فلما انتهوا إلى الحسين انشدوه الأبيات فقال (عليه السلام) أما والله إني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا قتلنا ام ظفرنا ، وسألهم الحسين عن رأي الناس فاخبروه بأن الأشراف عظمت رشوتهم وقلوب ساير الناس معك والسيوف عليك ثم اخبروه عن قتل قيس بن مسهر الصيداوي فقال : (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) اللهم اجعل لنا ولهم الجنة واجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمتك ورغائب مذخور ثوابك . وقال له الطرماح : رأيت الناس قبل خروجي من الكوفة مجتمعين في ظهر الكوفة فسالت عنهم فقيل انهم يعرضون ثم يسرحون إلى الحسين فأنشدك الله لا تقدم عليهم فاني لا أرى معك أحدا ولم يقاتلك الا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكفى ، ولكن سر معنا لتنزل جبلنا الذي يدعى (أجا) فقد أمتعنا به من ملوك غسان وحمير ومن النعمان بن المنذر ومن الأسود والأحمر فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتى تأتيك طي رجالا وركبانا وأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم إلى أن يستبين لك ما أنت صانع ، فجزاه الحسين وقومه خيرا وقال : إن بيننا وبين القوم عهدا وميثاقا ولسنا نقدر على الانصراف حتى تتصرف بنا وبهم الأمور في عاقبة ، فاستأذنه الطرماح وحده بأن يوصل الميرة إلى أهله ويعجل المجيء لنصرته فأذن له وصحبه ن فأوصل الطرماح الميرة إلى أهله ورجع مسرعا فلما بلغ عذيب الهجانات بلغه خبر قتل الحسين فرجع إلى أهله .
24- (قصر بني مقاتل) : ينسب القصر إلى مقاتل بن حسان بن ثعلبة وساق نسبه ياقوت الحموي إلى امرء القيس بن زيد بن مناة بن تميم ، يقع بين عين التمر والقطقطانية والقريات ، خربه عيسى بن علي بن عبد الله العباس ثم جدده ، وفيه رأى الحسين فسطاطا مضروبا ورمحا مركوزا وفرسا واقفا ، فسأل عنه فقيل لعبيد الله بن الحر الجعفي فبعث إليه الحجاج بن مسروق الجعفي فسأله أين الحر عما وراءه ؟ فقال : هدية إليك وكرامة أن قبلتها هذا الحسين يدعوك نصرته فان قاتلت بين يديه اجرت وان قتلت استشهدت ، فقال ابن الحر : والله ما خرجت من الكوفة إلا لكثرة ما رأيته خارجا لمحاربته وخذلان شيعته فعلمت انه مقتول ولا اقدر على نصره ولست أحب أن يراني وأراه . فأعاد الحجاج كلامه على الحسين ، فقام (عليه السلام) ومشى إليه جماعة من أهل بيته وصحبه فدخل عليه الفسطاط فوسع له عن صدر المجلس . يقول الحر : ما رأيت أحدا قط أحسن من الحسين ولا املأ للعين منه ولا رققت على احد قط رقتي عليه حين رأيته يمشي والصبيان حوله ونظرت إلى لحيته فرأيتها كأنها جناح غراب ، فقلت له أسواد أم خضاب ؟ قال : يابن الحر عجل عليّ الشيب . وقال : يابن الحر ا ناهل مصركم اليّ أنهم مجتمعون على نصرتي وسألوني القدوم عليهم وليس الأمر على ما زعموا وان عليك ذنوبا كثيرة فهل لك من توبة تمحو بها ذلك ؟ قال : وما هي يابن رسول الله ؟ قال : تنصر ابن بنت نبيك وتقاتل معه ، فقال ابن الحر : والله إني اعلم أن من شايعك كان السعيد في الآخرة ولكن ما عسى أن اغني منك ولم اخلف لك الكوفة ناصرا فأنشدك الله أن تحملني على هذه الخطة فان نفسي لا تسمح بالموت ! ولكن فرسي هذه (الملحقة) والله ما طلبت عليها من شيئا قط إلا لحقته ولا طالبني احد وأنا عليها إلا سبقته فخذها فهي لك . قال الحسين : أما إذا رغبت بنفسك عنا فلا حاجة لنا في فرسك ، ولا فيك وما كنت متخذ المضلين عضدا واني نصحتك كما نصحتني أن استطعت أن لا تسمع صراخنا ولا تشهد وقعتنا فافعل فوالله لا يسمع وأعيتنا احد ولا ينصرنا إلا أكبه الله في نار جهنم ، وندم ابن الحر على ما فاته من نصرة الحسين فانشد :
أيا لك من حسرة ما دمت حيا تردد بين صدري والتراقي
غداة يقول لي القصر قولا أتتركنا وتعزم بالفراق
حسين حين يطلب بذل نصري على أهل العداوة والشقاق
فلو فلق التهلف قلب حر لهم اليوم قلبي بانفلاق
ولو واسيته يوما بنفسي لنلت كرامة يوم التلاق
مع ابن محمد تفديه نفسي فودع ثم أسرع بانطلاق
لقد فاز الأولى نصروا حسينا وخاب الآخرون ذوو النفاق
وفي هذا الموضع كذلك اجتمع فيه عمرو بن قيس المشرف وابن عمه فقال لهم الحسين : جئتما لنصرتي ، قالا لا ، إنا كثيرو العيال وفي أيدينا بضائع للناس ولم ندر ماذا يكون ونكره أن نضيّع الأمانة . فقال لهما انطلقا فلا تسمعا لي واعية ولا تريا لي سوادا فانه من سمع واعيتنا او رأى سوادنا فلم يجبنا او يغثنا كان حقا على الله عز وجل أن يكبه على منخريه في النار .
25-(الحر) : هو الحر بن يزيد بن ناجية بن قعنب بن عتاب الردف بن هرمي بن رياح يربوع ، وقيل لعقاب الردف لأن الملوك تردفه . وفي الجمهرة قيل يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم .
26- (البالماخ) : القوات اليهودية سريعة الحركة والانتشار
27 – ( حيروت) : بمعنى الحرية في اللغة العبرية
28 – ( الدونمة) : طائفة يهودية طردت من اسبانيا على اثر حملات الاضطهاد المعادية للسامية التي شملت البلدان الأوربية واستقرت في اليونان التي كانت خاضعة للحكم العثماني . وقد اعتنقت هذه الطائفة الدين الإسلامي في القرن الثامن عشر محتفظة ببعض العادات والطقوس الدينية اليهودية ، واندمجت في الحياة العامة والسياسية إلى حد أنها شاركت في الكثير من الحركات الرامية إلى إعلان الدستور وإلغاء نظام الخلافة وإعلان تركيا جمهورية علمانية ، كما أنها قامت بدور بارز في انقلاب عام 1908 الذي قاده أتاتورك .
29- جاء في اغلب المقاتل أن الإمام الحسين نزل كربلاء في الثاني من محرم سنة إحدى وستين فجمع ولده وأخوته وأهل بيته ونظر إليهم وبكى وقال : اللهم أنا عترة نبيك محمد وقد أخرجنا وطردنا وأزعجنا عن حرم جدنا واتحدت بنو أمية علينا اللهم فخذ لنا بحقنا وانصرنا على القوم الظالمين . واقبل على أصحابه فقال : الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون . ثم حمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد وآله وقال : أما بعد فقد نزل بنا من الأمر ما قد ترون وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله ! فاني أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما . وعند الطبري وصاحب الحلية والعقد الفريد انه خطب فقام زهير فقال : سمعنا يابن رسول الله مقالتك ولو كانت الدنيا باقية وكنا فيها مخلدين لآثرتا النهوض معك على الإقامة فيها . وقال برير : ياابن رسول الله لقد من الله بك علينا أن نقاتل بين يديك تقطع فيك أعضاؤنا ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة . وقال نافع بن هلال : أنت تعلم أن جدك رسول الله لم يقدر أن يشرب الناس محبته ولا أن يرجعوا إلى أمره ما أحب وقد كان منهم منافقون يعدونه بالنصر بالنصر ويضمرون له الغدر يلقونه بأحلى من العسل ويخلفونه بأمر من الحنظل حتى قبضه الله إليه . وان أباك عليا كان في مثل ذلك فقوم قد اجمعوا على نصره وقاتلوا معه الناكثين والقاسطين والمارقين حتى أتاه اجله فمضى إلى رحمة الله ورضوانه . وأنت اليوم عندنا في مثل تلك الحالة فمن نكث عهده وخلع بيعته فلن يضر الا نفسه والله مغن عنه ، فسر بنا راشدا معافى مشرقا أن شئت او مغربا فوالله ما أشفقنا من قدر الله ولا كرهنا لقاء ربنا وأنا على نياتنا وبصائرنا نوالي من والاك ونعادي من عاداك .
30 – مر عيسى بن مريم (عليه السلام ) بأرض كربلاء فرأى ظباء ترعى هناك فكلمته بأنها ترعى هنا شوقا إلى تربة الفرخ المبارك فرخ الرسول احمد ، وأنها آمنة في هذه الأرض ثم اخذ المسيح (عليه السلام) من أبعارها وشمه وقال : اللهم أبقه حتى يشمها أبوه فتكون له عزاء وسلوة . فبقيت الابعار إلى مجيء أمير المؤمنين بكربلاء وقد أصغرت لطول المدة فأخذها وشمها وبكى ثم دفعها لأبن عباس وقال احتفظ بها فإذا رأيتها تفور دما فاعلم ان الحسين قد قتل . وفي يوم عاشوراء بعد الظهر رآها تفور دما . والله اعلم
31- لعن عيسى بن مريم (عليه السلام) قاتل الحسين وأمر بني إسرائيل بلعنه وقال من أدرك أيامه فليقاتل معه فأنه كالشهيد مع الأنبياء مقبلا غير مدبر وكأني انظر إلى بقعته .
32- لما مر الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) بكربلاء في مسيرة صفين نزل فيها وأومأ بيده إلى موضع منها فقال : ههنا موضع رحالهم ومناخ ركابهم ، ثم أشار إلى موضع آخر وقال : ها هنا مهراق دمائهم ثقل لآل محمد ينزل ها هنا ثم قال : واها لك يا تربة ليحشرن منك أقوام يدخلون الجنة بغير حساب وأرسل عبرته وبكى من معه لبكائه واعلم الخواص من صحبه بأن ولده الحسين يقتل ها هنا في عصابة من أهل بيته وصحبه وهم سادة شهداء لا يسبقهم ولا يلحقهم لاحق .



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب الحوارات - لعبة التضاد
- كتاب الحوارات ( بقايا الأثر)
- كتاب الحوارات (اقتفاء الطيف)
- 100قصة من 6 كلمات
- ادباء المزاح والضحك والسخرية
- بقايا سخام
- وطء على الجمر
- هناك في القبر
- الرصيف الثقافي
- مرثية لابن الرومي
- سرة ام مجيد
- المربد ..التاريخ والابداع
- ملحمة كلكامش
- طوة الغيب / الكتاب - الانتشار والاندثار -
- قصائد
- صور
- سطوة الغيب / ج1


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - طفوف (1)