أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - طفوف (5)















المزيد.....


طفوف (5)


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 10:42
المحور: الادب والفن
    


طفوف

(5)
عادل علي عبيد
مشاهد المدن في بلادي
ارتدت حلة غريبة
شواخص محترقة تغيظ الليل
رصاص يئز على الجدران المتعبة
رؤوس ملثمة تطل على أزقة مصادرة
عجلات الطوارئ المذعورة
ترسل استغاثتها البشارة
كشافاتها الحمر الخجلة
تكشف عن وجوه كالحة
تجهر تارة ..تغيب
تتوارى خلف الزحام
وبانطفاء الومضات
تقتحم الوجوه الظلام
تجوب شوارعنا الساكنة
تجتاز لهاثنا
استقر الجسد أخيرا على نقالة مدماة
تقليعة رتيبة تتجلى بميتتنا الجديدة
ثلة من رجال كانوا يهمسون :
لقد شملت التفجيرات نساءنا هذه المرة
كان المتجمهرون يبتسمون ببكاء
يبكون بابتسام

***
الجند المنكوس
يمتطي النوم الهروب
والأبواب الموصدة تحول دون امتداد الأمل
صاح الشيخ السومري :
يا ولدي كل ما يعجزك يشعرك بخيبتك
أحلامك اللعنات
مترجمات ملاحمك الطوال
توهجك مع انطفاء النفس
تتوزعك الكلمات ..
تهاجر روحك والحروف
محنتك والهوية
يا بشرا مشاعا كالسجون
مجبولا بالتياعك المرير
تفتش عن أسوار الحلم
تتآمر لاغتيال البسمات
وخرافات التاريخ
فالعبوات الناسفة حشوتها الأجساد
والاجودات (66) يقيم قداسا وهميا
فمتى انعتاقك أيها المأجور؟
هي ذي الحتوف بائنات
فلا يغرنك انعكاس المرايا
دماؤك المهتاجة تضج بالفوران
تنتكس أحلامك بالليل المرير
وركام القتلة ينتظر الظلام
الصيحات تدوي في الأفق المنتهك
الصباحات الوجلة تعلن بدء موت جديد
لم يرث سيفك غير الخيبة
هلا سألتم ذا الفقار كيف يكون القتال ؟
في غيوم النفس اشراقات ستنطفئ
لكن الجند غير المتعظ يحلم باغتيال النور
والهموم النازلة من أفق الروح
تلبست بالمواقف
الليل القصي قد غادر الغبش
والطقوس المزدانة بالإلغاء
حكاية تجهلها الجزيرة
أيها الجند المنكوس .. هل ستنطفئ الشمس ؟
فالمؤامرة هذه المرة مسخرة لاغتيال النور
أيذاك النور الهاشمي
ما زلت تسطع برغم أوجاعك
وما برح طيفك الغبشي يغور بالظلام
خنادق من مرايا وشموس
قل لي : هل مات الموت ساعة ؟
وهلا كففتم عن إيقاظ الحزن ؟
فالنفوس غرثى من الهم
والهاشميات المحصات بالشفاعة
ما زلن على خطى البتول
وما زال تأريخ خديجة والرسول
دررا يقول
وما برح ابو طالب يزرع الشعاب خبزا مالحا
ينشره على طول شعاب الحجيج
وما زالت السقاية عنوان الهواشم
تلتصق الطفوف بملاحم الماء
فلا تكتئب أخي فغدا يموت الحصار
وما زال المجتبى يزرع الدر في القصاع
ففي الغوص الكنوز
وما زال التراب يزدهي بابي تراب
لم تدنس طيفه الفصول برغم تقلباتها
ومن فتحة النصل تمر الملاحم
سيدتي :
لا عجب سيدتي
ففي حضرة الحسين يقف التأريخ
متخبطا بظله
والشهادة تكبر مع امتداد الزمن
تمر على الأسوار المهدومة قبل موت الأمس
تمر على خرائب بابل
كربلاء المتوهجة بالشهادة
تكحل أعين الثوار
بالحسين وهو يمتح القصائد دماءها
بالتربة المقدسة .. بالصلاة
فصوت الإمام أسبل جفون الجبناء
وصخر الطفوف أمسى عقيقا
يشعل الدبابات صراخا كنجوى الأنبياء

***
الخيام الممتدة ملحمة الأكفان
ستر الوجود
تحجب عوراتنا
والنسوة الموشحات بالفضيلة
تحتمي بالأكفان .. الخيام
وبحتمية الموت ترتدي الخيام الأكفان
الخيام أشباح الآتي
أم حنون .. تحتضن وليدها القلق
أبصر من بعيد ..
قطعان الخيام .. أطوال الأكفان
قال الصبي :
هل أعدت مائدة الموتى ؟
أم ذاك اجتماع الملائكة
يا للبياض
ذلك اللون الذي هجر القلوب
يستبق الإنسان
نحو أزمان العتمة
يا ليلا لن ينجلي
على الرغم من امتداد الخيام القلوب .. الأكفان
تساءل الربان .. بعد أن أبصر الفنارات الهرمة
هل يخطئ الليل ..
هل يرتدي خيمة القلب المكفنة ؟
ومن سلالات الجرح هتف رجل المحيطات
وزع بصره المرتبك نحو الجزر النائيات
أيها الربان ..
ها هي المسافات الخجلى
تنأى .. تقترب
تلتقي دونما عناق
آه أيتها الجريمة
تفاجئيننا بابتسامتك الواسعة
تقاسميننا
لتكن جيوشك على مر الدهر
عيدنا حشر .. حشرنا عيد
فالطف مائدة كبرى
والحياة طفوف وحتوف
وعلى جانب من صخب الصليل
ارتمى الطفل جريحا
يحصي الأغماد الدامية
يجمع حلقات السلاسل
ينسج مسبحة من دماء
ومن بين أكوام الساكنين
ترتمي الأجساد ..
مغروسة أناملها بالأرض
يحلم الطفل ..
بأرجوحة تطوف بالهواء
لكن مهرج العيد لم يحمل الدفوف
استعار موسيقاه من صليل السيوف
تصدح حنجرته : دولابي (67) ..
(عـ .. بيـــ .... دان )
قل لي يا ولد : أدجاجة أمك أم ديكــــــــ ..؟
والأراجيح السيوف ..
سيوف من أراجيح
ومع تجمهرات الأطفال
ينشط المجانين
(امغير / ابو ستيرة / ابو حمصة ) (68)
(داوود يا بوح مصة ....)
وارجيح الزبيريين تهتف :
( يا علي من الصوجر دفكنه ) (69)
تختلط الأصوات
يعود الطفل تعبا من تستبق التأملات
يهتف بالأزقة الكئيبة :
ها هو الطف الجديد
هاتفا ذا اليوم عيد
ودع الأحزان طرا
ينشد اليوم الجديد
لكن سيمفونية الصليل تنشد للغد الفلسطيني
وأخبار المذياع الخجل
تصدح في سماء العربية
فتاة تفجر نفسها قرب ..
استشهاد ثلاثة شبان في ..
عملية جريئة نفذها أبطال الانتفاضة الباسلة ..
شيخ من قريتي قال :
لي حسرتان
حسرة احتضان حجارة الحج
وحسرة احتضان حجارة الأرض السليبة
ويكبر الجرح الطاحن
نعود للخيام كيما نحكي للصغار
قصص البطولة لمن ينوب عنا

***
نشتهي التراب
رائحته المغبرة
يا وطنا يضم فجر الحياة
يعبق نسيمه بالزعفران
هذا زمن الانعتاق
هيا احتفلوا يا جياع الأرض
انصبوا أعمدة المحبة
محطات تنتشر كالقبل
في المدن المنثورة على الخريطة السمراء
أوردة وعروق تنتفض الأنهار بسوحها المباركة
هيا انثروا الدفوف .. هيا احصدوا الطفوف
فالحصاد قد زاحم قطاف السنابل
والرغيف المغروس بالعرق المالح
ينزف كأنات الليل
أيها الفجر : ضمني إليك
لتهجع روحي القلقة بين ثناياك
وأنغام الصباحات بقايا من ارتجا فات الماضي
تنسال بالحب وبقايا الذكرى

***
تنقدح العيون
بالشرر والرماد
ها هي مضارب الموت
قد نصبت على قارعة الأجل
هل غادرنا الفجر ؟
هل فارقنا أناشيد طفولتنا ؟
ها قد عاد الجرح ينز بالكلام
إذن هاهي أرواحنا القرابين
هيا اقطفوا يا سلاطين
قد يكبر الموت مع كبر السنين
أواه يا هذا الموت
يموت ولا يموت
فالدماء لا تستحي .. لا تحتشم
رغم القماطات الثقيلة .. كالذكرى
تترك صورها بين زحام النفس
تتجدد كالأنات الحبيسة
ويعود إلينا حاملا جلبابه الثقيل
نحتفي به بعبوس
نتعظ به .. نقيم كرنفالا ثلاثيا
ننساه ...
ويعود .. يطل علينا شاهرا سيفه الحق
أيها الهاجس الكبير :
متى تكف عن التهام الرجال ؟
فأجسادنا الطرية لا تحتمل افتراسك
وما حيينا صغارا نمني أنفسنا بسويلفات العرس
نتجدد .. نطوف في أزقة الأفق المدخن
وهو يصرخ بنا .. يرتشف الحياة
يقطف ثمار القلوب
يموج دونما حركة .. يصول بلا ثورة
ها هي ذي الأرواح جاهزة
هيا استتر .. هيا ارتشف غرسنا
أفراحنا التي لما تزل يافعة
تحفر بالرمال
بالشواطئ الغافية
بدجلة الباكي علينا
ينشر نواحه والأنين
ويبث حزنا سرمديا كالجريان
يرمي إلينا الحجارة
يصرخ : أيها الليطاني .. أنت يا بردى
لنجتاح سوية سهوبنا الواجمة
نشعل المفازات اتقادا
كيما تنهض الجروح

***
مخرجي الكبير صار بحجم البرايا
وذراعي التي ثقلت
تتمدد بين الأنين والصهيل
والطفوف غابة من دماء
أيتها السبايا :
يا مدنا من بكاء
صلي على الأجساد
انثري الرماد والزعفران
على طول الدروب
على أمد الحتوف
حتى يتعظ التاريخ
وأنت سيدي :
تزهو روحك بالكبرياء
تعانق طف الخلود
من ناصية الموت النائية
تعلن أجراسك الصدئة
عن طيف الأجل
مشفوع بالتطبيل والتزمير
هيا انهضوا ..
حثوا التراب على التواريخ
فالأرض عطشى للجديد
والالق المنحسر خلناه هزيمة
وعلى خفقات القلوب تطفوا أغنية
لكن الصمت يزخر بالجديد
ينصب قيامته المؤملة
يا أنت .. يا من تجتث الساعات
تلقي للزمن رايات الاستسلام
فمتى تنام العيون ؟
فرحلة الضجيج قد هدت قوانا
والنواقيس لا يغريها الصراخ
وحمحمات الخيول نواح النسوة
يشايعن الأجساد
يرتمي الطفل .. ينتفض من جرحه الطري
وذلك المعول القديم لن يخيف اخضرار الشجر
ألفاظه المتلكئة تطير
كلماته والفم المرتجف
الصدى يحاصرني
فمن يشتري عرش بلقيس ؟
السندباد باع سفينة رحلاته
لذلك القرصان الأعور
ولم يجن من طوافه القديم
غير حكايات الموانئ القديمة
يرتمي الطفل على القش اليابس
يستيقظ جرحه الطري
ندم السندباد والمعول القديم
حكايتان لن تلتقيا
فحكاية الحمال والبنات السبع (70)
كانت بداية استمنائنا ..
الطفل يقلب الألواح
كان السندباد حلم الطفل الوجل
يحلم برحلاته المصادرة
وسفينته الطوفانية العجوز
تنطلق من ارارات والجودي (71)
تحمل علما نوحيا
يجتاز البحار السبعة
تحمل زوجين اثنين
تحط على يافا
لكنما الزوجين الفدائيين
يطوقان خصريهما بالأصابع والمتفجرات

***
ما زال ابن القين يكرر عهد الشهادة
يا بن بنت رسول الله
همنا أن نحقق مبتغى الروح
وما عجنه الإله فينا
أنت لنا بقايا العترة
والخيط معقود بكم سيدي
يزدان بوقفتكم الشامخة
موتنا الثر .. ودربنا الطويل
أرواحنا المعلقة بالنصال
ها هو دمي سياج
هيا اشتروه .. احتموا به
وذلك اللظى يحرق سيول الكلمات
من مسارب الظلام ينسل أنين النفس
والفارس المتلبس بشحوبه الأزلي ..
والجيش .. وابن سعد
يرصدان اللقاء من خلف التلال
ها قد اكتملت العدة سيدي
والحلم الكبير يحدو بالجنود
ذلك أمل الفوز الرخيص
يمتطي الجفون المهدلة
وهي تختلط بأحلام الجند
وترافق ليلهم الطويل
والنبوءات المستريبة
آمالهم القصية
الهذيانات التي تقبع خلف العقول
تمر خجلة كأسراب القطا
تصرخ : أيها الجند
دمكم ما زال عالقا بأديم النهار
وأصابعكم الخناجر ترسم الخطيئة
... وتمشي الساعات طويلة وجلة
يدب الموت بين أوصالها
يتوغل ..
يكشف العري الأبدي
الخطوب التي تداهم الجند الواهم
تتوزع كلوحة القتال
تنسخ الريح والرمال
عشرون ألفا يحرسون يمين الشمر
.. وأخرى على الشمال
وفي القلب جموع وجموع
والجند يهتف للأمير
يضرب الطاس والترس والدرع المتين
المجد الضائع .. طقوس تدور
ترتمي على كاهل التاريخ
وأمام الزحام .. كالجراد
يطل القداس .. يحيط بهيبة الإمام
هالة من نور الأنبياء
مفعم أنت بالغربة
فالماء والعشب أسطورة قديمة
والخطوب تزحف
تداهم الجنود
والصحراء المسكونة بالموت
تغتال الرمال
الخطيئة تحط على كاهل القوم
صقرا جاثما ينتظر ساعة الصفر
جناحه الفولاذي والقلوب الحجر
دبيب أيقظ غفوة الصحراء
الهتاف الهياج يكبّر للباطل القادم
الجند المسمرون يبصرون قلق الأجساد
وترنح الرؤوس
الرياح السجيلية تمشط الشعور
وذلك الهزيع المنتشر .. يعلو
وعلى يمين الإمام يقف ابن القين
والبجلي (72) بعشرين إلى الشمال
يتزاحمون على التلاوة والصلاة
أعيت الصلاة أجسادهم
فسباق الشهادة معقود بالخطى الملتهبة
ومع شحة القلوب يتصدر القلب الإمام
ها هو خندق النار
يحيط الصحاب ..
هيا أججوا الحطب بالرجال
فالخندق الكبير ينتظر التهام الطغاة
هي حرب واحدة .. هيا أضرموا النار
واشتعلت مع القلوب الخنادق
ترسل بردا من دعاء
وزلالا إلى القلوب الظمأى
وذاك الكلبي يوقد نارا من تراب
الله اكبر .. تتجدد بالخيام
نشيدنا الشعار .. شعارنا النشيد
تفور الكلمات .. كذلك القلوب
ومروان بن وائل ( 73) تزاحمه النفس
وطيف ابن سعد (74) يعلو بالصراخ
لا بد أن يتحقق الاشتعال
لا بد من حرق الجميع
هيا احرقوا الخيام .. بالنبال والسهام
باجتياز محراب النفس
يلتقي الجيشان
من جريح وطريح وصريع وطعان
والأرخبيل البشري يحمل الوجع واللوعة
الصحارى تنوء بكلومها صوب الغروب
هناك في حضرة الفيافي أبصرنا بكاء القمر
وعلى الرغم من زخرف القول
ومنتقيات الكلام البديع
وارتجافات الحرب والاقتحام
فالموت ابلغ البلاغات
الرماح الصدئة والرايات الخجلى
خفق السيوف ..
تشق عباب الصمت البعيد
اصطفاق الريح .. والأجساد المترنحة
وصوت لن يخيب ..
نثيثا من مطر لاهب
يصب على الظهيرة اللاهثة
هي ذي مدفأة الموتى
وحتى ظل الخيام لم يحتو الأجساد المتناثرة
ها هو الجسد الشامخ يتكوم
..
وأنت سيدي وقفتك التي تبعثر الوجود
لا يعترف سيفك بنظم القوافي
الأجساد التي تدوي
أنينها المخنوق
يجتاح الأفق الدامي
يتوحد عالمها .. ينحصر
لتصبو إلى ظلك المهيب
والمسافات المحتضرة
تنشر أنباء الشهادة
يجتاح ظلك سيدي سبات الزمن
لا ترتوي الطفوف إلا من قدمك الفائرة
يقتلك الظمأ قبل الشروع
وحدتك المزدحمة وهي تربك الجموع
مزدانة بأمجاد الأجداد
تزدحم فيك الخصال
ومن بين صراخ وهزيع الرمال والرجال
يتجدد الاحتجاج
فالساحة تضج بالضاحكين الباكين
كل يمني نفسه بالذبح الشهي

***
من زحام الأفق
يمر البصر مخترقا الأجساد
أنسال من بين الجموع
تاركا ثقوب انسيابي
أمهد لصبوتي
اجتاز الشواخص
وكل ما يحول ..
ولكي أعوم مع الكثبان
سأترك بصمة تخبطي
مع الطين اللاصق
سترافقني نحو مرافئ الآخرين
شتات من صبوات
تبحر في شواطئي غير الآمنة
تمتطي زورقا للعبور
تعوم في بحاري
تستبيح عوالمي
تتشظى كأصداف السمك
تنتشر بين الضفاف والشواطئ
شاهدة على الجريمة
والأجساد المترنحة تحجب أشباحها
وباستفحال السكون ينتشر الصمت
يسمو على الأسطح الواجمات
فالصمت مشانق ..
والطاعون القادم كعين الصقر
يرصد القلوب
ومن بين القلوب
تمر الأماني متخبطة
ترتمي في حضن الشاعر
فهل أعياك القريض ؟
فالكلمات محشورات ضمن زنزانات القافية
والشعر المستحي من تفعيلاته
يموت ويحيا ستة عشر ميتة
يشعر بخفته بعدما غادره الوزن
فقل لي بربك هل مات الشعر ؟
أتخشى نظم القصائد ؟ ها هو ديدن القلب يعلن استسلامه
لكن صوتا يطرق بابي كل صباح
عليك بالشعر ..
فالمعلومات المعلبة متوفرة حسب الطلب
فما عليك إلا أن تأمر ببغاوات العلوم
والاستعارات واردة
فليحيا الانترنت .. وليحيا الحاسوب
هيا اقتحموا المحاريب .. مجدوا العولمة
ولا باس أن تستثمروا نفوطنا وفق قوانين الاستعاضة
بل صلوا علينا بالنيابة
او لنستعير طقوسكم لديننا
صدروا لنا النوم .. وبأثقل العملات
يورو / دولار / ين / مارك / باون / فالمهم أن ننام
فقد هدنا السهاد
مللنا الانتظار
سأنزع دمي على باحة الرمال
والقلوب الشظايا .. شجرة من أرز
تحتمي بالخباز الملوث (75)
العصافير التي توسدت أنتها
والفارس الذي يرسم أحلامها الدموية
يحلم بالحبيبة تنتظره تحت رواق الخيمة
تنشر البخور والآس
فلا يأس للآس
ذلك الشجر الذي يتغالى بالتحدي
خضرته الممتدة لا تعرف اليأس
ولا تستحي من مراحل الجفاف
وحتى صديقته الحنّاء
تذبل في حضرة الماء
يشمخ بين سمفونية الأطياف اللونية
يجتاح ازدحامات الذبول
فالآس حكاية متجددة
تزخر بالماء
لا تعرف الإعياء
يزدان بخضرته والحياة
ولكن حدث أن عشق الآس يوما الذبول
وصرح أمام قداس الفصول
بان الحشر مع النبات حياة
وها هو اليوم يعلن احتضاره
يعلن إصراره
أمام محكمة الشجر
فقد حقق اختبار صموده أمام نوح الصحارى
أمام ملحمة الجفاف القادم
ولم يزده الجدب المتصل
إلا امتدادا للآتي
فلا يأس للآس



(67) دولابي : هو دولاب الهواء الذي ينصب في الأعياد ، وجرت العادة في جنوب العراق أن يشرف على هذا الدولاب مهرج يرتدي سراويل ملونة مضحكة يردد هذه العبارة وبعدها يرد الأطفال ( عبيدان ) وتبدو المفردة متناسبة مع دورة الدولاب الواحدة . و( دياية) بمعنى دجاجة . ويرد المهرج مازحا مستفسرا الأطفال عن موقف الأب في البيت : (دجاجة ام ديكا) أي قوي او عكسه ، ويضيف المهرج بعدها مع ترديد الأطفال عبارة : ( ربعنه لا تخافون ) ويردد الأطفال : (تره الكاع مسكونة) .
68 (امغير / ابو ستيرة / ابو حمصة ) : أسماء مجانين عرفهم أهل البصرة .
69 ( Solger) : بمعنى جندي في الانكليزية وهي إشارة لأثر الاحتلال الانكليزي ، وهنا يندب الناس الإمام علي (عليه السلام) لحضور الشدائد .
70 الحمال والبنات السبع : من الحكايات المعروفة التي ذكرها كتاب ألف ليلة وليلة .
71 (ارارات والجودي) : ارارات وقيل اراراط: منطقة معروفة في تركيا قرب أرمينيا تقع عليها قمة جبل ارارات التي قيل إن سفينة النبي نوح (عليه السلام) قد رست عليه . والجودي : سلسلة جبال ترتفع حوالي 400م في إقليم بهتان على بعد حوالي 40 كم شمال شرقي جزيرة ابن عمر وتجمع المصادر على أن سفينة النبي نوح (ع) رست عليه .
72 البجلي : هو هلال بن نافع البجلي ، من قادة جيش الحسين (عليه السلام) على عشرين فارس
73 مروان بن وائل : من قادة جند يزيد بن معاوية ، قيل انه ارتد عن قتال الإمام الحسين ( عليه السلام) لما رأى دعاء الحسين على جبيرة الكلبي بقوله : (اللهم احرقه بالدنيا قبل الآخرة) فما أتم كلامه حتى شب به جواده ورماه في الخندق على أم رأسه فاحترق .
74 ابن سعد : هو عمر بن سعد بن ابي وقاص من أهم قادة يزيد بن معاوية على رأس 6000 مقاتل .
75 : إشارة إلى الأطنان اليورانيومية السمية التي ألقتها طائرات التحالف الأطلسي على العراق في تسعينيات القرن الماضي والتي شملت الأعشاب البرية .



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخيرا مات محمود واقفا
- طفوف 4
- طفوف (3)
- طفوف (2)
- طفوف (1)
- كتاب الحوارات - لعبة التضاد
- كتاب الحوارات ( بقايا الأثر)
- كتاب الحوارات (اقتفاء الطيف)
- 100قصة من 6 كلمات
- ادباء المزاح والضحك والسخرية
- بقايا سخام
- وطء على الجمر
- هناك في القبر
- الرصيف الثقافي
- مرثية لابن الرومي
- سرة ام مجيد
- المربد ..التاريخ والابداع
- ملحمة كلكامش
- طوة الغيب / الكتاب - الانتشار والاندثار -
- قصائد


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - طفوف (5)