أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمر دخان - قردة و خنازير














المزيد.....

قردة و خنازير


عمر دخان

الحوار المتمدن-العدد: 3707 - 2012 / 4 / 24 - 21:29
المحور: المجتمع المدني
    


قبل عدة أشهر قمت بإنشاء صفحة على موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك أطلقت عليها "عرب ضد معاداة السامية"، و هي صفحة رسالتها الرئيسية هي محاربة الكراهية و العنصرية في العالم العربي بشكل عام و معاداة السامية في العالم العربي بشكل خاص، و هي أشياء كما نعلم منتشرة بكثرة في المجتمعات العربية. بالطبع عندما نقول منتشرة بكثرة فإن ذلك لا يعني أن كل العرب عنصريون أو معادون للسامية، و لكن لسوء الحظ الأفكار المليئة بالكراهية و العنصرية تجد قبولاً كبيراً في المجتمعات العربية، و سماع عبارات معادية للسامية و مليئة بالحقد و العنصرية هي شيء يومي و عادي هنا.
منذ إنشائي تلك الصفحة، تلقيت العديد من الرسائل من طرف عرب و غير عرب يقولون لي "العرب ساميون أيضاً، و يجب عليك أن لا تستخدم تلك الكلمة إذا كنت تريد تطهير المجتمعات العربية من الكراهية". في الحقيقة لم أتمكن من فهم كيف بإمكان أي شخص أن يتجاهل الفكرة الرئيسية للصفحة و يقوم عوض ذلك بتتبع الأمور الشكلية. الجدير بالذكر أن الكثير من الأشخاص الذين حاولوا إنتقاد الصفحة و إسمها – ليس كلهم طبعاً – هم أشخاص مساندون و بشكل أعمى لجماعات إرهابية تمارس معاداة السامية بشكل علني.
الحديث حول كون العرب ساميين أم لا هو ليس المشكلة الرئيسية هنا. أضف إلى ذلك، لا أذكر آخر مرة سمعت أي عربي يستخدم تلك الكلمة لوصف العنصرية تجاه العرب، أو حتى يقوم بذكر الأصول السامية للعرب. عبارة "معاداة السامية" قام بإبتكارها شخص ألماني قبل أكثر من مئة عام لوصف الكراهية ضد اليهود فقط، و قام اليهود منذ ذلك الحين بإستخدامها بشكل حصري. هذا بالطبع لا يعني أن العرب ليسوا ساميين أيضاً، و لكنه يعني أن تلك العبارة تحديداً تم إستخدامها مع اليهود فقط منذ ظهورها.
أحد العرب الذين حاولوا إنتقاد الصفحة قال لي " العرب و اليهود كلاهما سامي و يمكن إعتبارهما أبناء عم". ردي عليه كان سؤاله " هل يمكنك - وجها لوجه – أن تخبر مواطناً عربياً عادياً أن اليهود هم بني عمومته و أنه و إياهم يأتون من نفس الأصل تقريباً؟" لأنه على حد علمي، الكثير الكثير من العرب حاولوا دائما التقليل من أهمية و تجاهل أي صلات جينية أو تاريخية بين العرب و اليهود. الكثير من العرب لا زال إلى يومنا هذا يطلق على اليهود وصف "أحفاد القردة و الخنازير"، و لا يمكنني أن أتخيل شخصا يطلق مثل ذلك الوصف المهين على عرق أو شعب ما، لا يمكنني أن أتخيله يعتبرهم "بني عمومته" أو أن لديه أي صلة بهم.
ذلك الشخص صُعق عندما علم أن مؤسس الصفحة هو مجرد شخص عربي عادي مثله و ليس "الصهاينة" مثلما كان يتوقع و يعتقد. قبل أن أقوم بالرد على تعليقه على صفحة أحد الأصدقاء الذين نشروا الصفحة على حائط الفيسبوك الخاص بهم، كان ذلك الشخص مسترسلاً في كتابة التعليقات حول "الخطة الصهيونية" و راء الصفحة من أجل وصف أي شخص يقف ضدهم و ضد مخططاتهم بمعاداة السامية. لكن يبدو أن إدراكه لحقيقة أن من قام بإنشاء تلك الصفحة هم أشخاص عرب و مسلمون صدمه كثيراً لأنه كان يريد لتلك الصفحة و رسالتها الجميلة أن تكون قد أسست من قبل "الصهاينة" لكي يتسنى له مهاجمتها و التقليل من أهميتها و التشكيك في أهدافها الإنسانية.
المثير للعجب هو أن ذلك الشخص أصله من الجزائر (على الرغم من أنه حاول إنكار ذلك لاحقا، مدعيا أنه مقيم في السويد) و هو المكان الذي تعتبر فيه عبارة "يهودي" في حد ذاتها شتيمة، و توجيهها لأي فرد جزائري قد يتسبب في معركة حقيقية و ربما يصل حتى القتل. هو أيضاً نفس المكان الذي نسمع فيه عبارات مثل "حتى اليهود لا يقومون بذلك" تستخدم لوصف مدى سوء فعل ما، و بطريقة فيها تلميح مبطن إلى اليهود هم دائما أشخاص أشرار ذوي نوايا سيئة.
السبب الرئيسي وراء كتابتي لهذا المقال ليس إعطاء صورة سيئة و مظلمة – و حقيقية للأسف - عن المجتمعات العربية، و لكن لإيماني العميق بأنه لا يمكننا التقدم و السير إلى الأمام مالم نقم بإزالة الكراهية تجاه أي شيء و أي شخص في مجتمعاتنا. كمية الأموال و الجهد الذي نستثمره في تشجيع الكراهية و تعليم الحقد يمكننا إستخدامها بشكل أحسن في بناء نظام تعليمي أفضل و رفع مستوى الوعي حول فداحة الأضرار الإجتماعية التي تسببها كراهية شخص ما على أسس عرقية أو عقائدية. يجب علينا القيام بذلك قبل الإهتمام ب تحسين "صورة العرب" حول العالم. يجب أن نواجه المشاكل الحقيقية هنا أولاً، و نبدأ بإصلاح شعوبنا و مجتمعاتنا قبل أن نطالب المجتمعات الأخرى بإصلاح أفرادها. نحن بحاجة إلى نظرة عميقة في المرآة نحو أنفسنا قبل أي شيء آخر.



#عمر_دخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهزلة الإنتخابية
- -إسرائيل هي السبب!-
- كم يدفعون لك؟
- سفاح تولوز و الدعم الوطني
- الحرب القانونية القذرة
- المشكلة
- التعليم في مقابل التلقين
- من كثر كلامه
- يساريون إسلامويون
- المفسدون في الأرض
- أتركوا العراق لأهله...يا عرب!
- حرام عليكم حلال علينا!
- المكتوب
- الوهم العربي
- الفرق بين الطفل الصيني و الطفل العربي
- أولاد الذوات
- حقوق المرأة بين الرجعية و الإنحلال
- تحليل بسيط لمقارنة سطحيه
- غباء مشفر
- في ذكرى الثلاثاء الأسود


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمر دخان - قردة و خنازير