أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عمر دخان - الفرق بين الطفل الصيني و الطفل العربي














المزيد.....

الفرق بين الطفل الصيني و الطفل العربي


عمر دخان

الحوار المتمدن-العدد: 3502 - 2011 / 9 / 30 - 22:23
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


تابعت البارحة في قناة أسترالية برنامجا يتحدث عن الأسر الصينية المقيمة هناك و كيف يربون أولادهم، بشكل فيه الكثير من الحزم و المتابعة، و توقع الكثير من الأبناء مهما كان مستواهم العلمي أو المعرفي. حيث يتم استغلال أوقاتهم ثانية بثانيه في تنميه كافة المهارات المختلفة و التي تتعدى المهارات الدراسية إلى المهارات الشخصية بشكل يجعل من كل طفل صيني خارقا للعادة و غاية في الذكاء، و يجعلنا ندرك مدى حسن التخطيط الذي يتمتع به الآباء الصينيون لأولادهم و الذي جعل بلدهم من أضخم الاقتصاديات العالمية.

جال بذهني و أنا أتابع البرنامج يتطرق لكافة خصوصيات حياة الأطفال الصينين، الطريقة التي يتم بها إنشاء الأطفال العرب و التي تخلو من كل ما يفيد و كلها عبارة على سلسلة متواصلة من إضاعة الأوقات و العلوم الغير نافعه، فمعظم المهارات الشخصية محرمة وفقا للمنهج الديني من موسيقى و رسم و فنون جميله، و عوض ذلك يتم غمس الطفل في العلوم الدينية فقط، و التي لا نختلف مع كونها ضرورة في حياة الإنسان و لكنها ليست كل شيء، و لن تكون أفضل من العلوم الإنسانية التي من خلالها فقط يمكن الحفاظ على مستقبل الدين، و لن يحفظ الدين دراسة العلوم اللاهوتية و التي لم تتغير منذ آلاف السنين، وهو ما يفسر أن معظم أسئلة الغرب و الشرق حول الذرة و العلوم الدقيقة و أسئلة العرب حول نواقض الوضوء و الحيض و النفاس.

الأسر الصينية تدرك أنها باستثمارها في أبناءها ستحافظ على مستقبلهم و مستقبل أولادهم، و المساهمة في تطوير بلدهم أكثر فأكثر، و على الرغم من أسلوب الصرامة الصيني إلا أنه لم يصل إلى حد الوحشية العربية في التعامل مع الأبناء و الأطفال، و التي تتجاوز حد التأديب – مع عدم إيماني بالتأديب الجسدي من أساسه- إلى التعذيب، مدمرة نفسية الطفل و مولدةً له المزيد من العقد، إضافة إلى انخفاض ذكاءه و تحصيله الدراسي بسبب الرعب الذي يعيشه في البيت.

غالبية الآباء العرب لا يستثمرون في أبنائهم إطلاقا، و تجد معظم الأطفال العرب يقضون أوقاتهم في اللعب بالتراب و القاذورات بينما أطفال في نفس سنهم يحلمون بأن يكونوا مهندسي طب شرعي – هذا ما قالته فتاة صينيه تبلغ من العمر 11 عاما على البرنامج – و يملكون مهارات لا تحصى من إتقان للعزف على أدوات موسيقية مختلفة، و ممارسة العديد من الرياضات، هذا كله بالإضافة إلى تحصيل علمي لا يقل عن A كحد أدنى و كل ما هو أقل من ذلك يعتبر تحت المستوى المقبول بالنسبة للآباء الصينيين.

لا يمكن للآباء العرب أن يتوقعوا الكثير من أبنائهم و هم يدمرون طفولتهم بعدم تعليمهم أي مهارات خاصه، حيث يهمل الطفل العربي و لا يتم الاعتناء به، و في نفس الوقت يتوقع منه أن يحقق نتائج متقدمة في المدرسة وفي حياته، وهو الأمر المستحيل، لأن بيئة عنيفة لا تضمن له حقوقه، و مجتمع يحرم عليه تعلم الفنون الجميلة، و يقايض العلوم الإنسانية بالعلوم الدينية كبديل لها، هو مجتمع لن ينجح و لو مورست كل الصرامة على أبنائه.

إذا أردت التميز الحقيقي من أبناءك فأشغل وقتهم بما يفيد من العلوم الإنسانية و شجعهم على تنمية المواهب الخاصة فنية كانت أم رياضيه، و يجب القيام هذا بكل منذ المراحل الأولى للطفولة بشكل يضمن النشأة السليمة للطفل، كما يجب الابتعاد تماما عن العقاب الجسدي لعظيم ضرره ولو على المدى البعيد، و يجب أن يدرك الآباء أن إهمال العلوم الإنسانية بغرض تدريس العلوم الدينية ليس هو ما يحفظ المبادئ أو الدين من الضياع، بل يحفظه البناء السليم للشخصية من اليوم الأول بأسلوب الإقناع لا بأسلوب غسيل الأدمغة و حشو الرؤوس و ترهيب الأطفال الصغار من جهنم و ما إلى ذلك مما يمكننا أن نعتبره إرهابا فكريا لبراعم من المفترض أن تغرس فيهم المبادئ الجميلة فقط، لا الكراهية و الحقد و ثقافة الرعب.



#عمر_دخان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولاد الذوات
- حقوق المرأة بين الرجعية و الإنحلال
- تحليل بسيط لمقارنة سطحيه
- غباء مشفر
- في ذكرى الثلاثاء الأسود
- شعوب مُستَبِده
- الشقاء المقدس
- ليبيا الحره
- وكالين رمضان
- و تريدون دولة أخرى؟
- أنا شرير إذا أنا موجود!
- تحريضٌ ممنهج
- رضي الله عنه!!
- الإلحاد المتطرف
- كرات اللهب البشريه
- بريطانستان
- جمعية إنتهاك حقوق الإنسان
- إنفصام الشخصيه
- العلمانيه الثيوقراطيه في الجزائر
- الوطن أولا


المزيد.....




- الخطة الأمريكية – الإسرائيلية لتوزيع المساعدات تخالف معايير ...
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية
- المجاعة في غزة.. عقود من سلاح منع الغذاء
- ما دور الجامعات الإسرائيلية في قتل وتعذيب الفلسطينيين؟
- الآلاف يتظاهرون ضد تصاعد الإسلاموفوبيا في فرنسا
- السعودية.. وزارة الداخلية تعلن إعدام شخصين وتكشف ما فعلاه
- الهندي: المقاومة لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا بإنهاء ...
- إعدام قوة إسرائيلية فلسطينيا من مسافة صفر يثير غضب المغردين ...
- رايتس ووتش تدعو الولايات المتحدة للامتناع عن ترحيل المهاجرين ...
- فيديو.. مشاجرة تدفع إدارة ترامب لبحث اعتقال نواب ديمقراطيين ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عمر دخان - الفرق بين الطفل الصيني و الطفل العربي