أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمر دخان - رضي الله عنه!!














المزيد.....

رضي الله عنه!!


عمر دخان

الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 00:06
المحور: المجتمع المدني
    


تقديس الأفراد في الكثير من الأحزاب و التوجهات السياسية أصبح أمرا لا يمكن تجاهله، خاصه مع وجود أحزاب تساند أشخاصا معينين بغض النظر عن أخطائهم و هفواتهم، و تُحرم على أي كان الدعوى إلى محاسبتهم أو حتى نقدهم نقدا شفهيا، و يصل حد التحريم إلى محاربه كل من حاول التحري حول حقيقه زعمائهم و حقيقه التجاوزات الكثيرة التي يرتكبونها و التي يتم التغاضي عنها بدعوى عدم تفريق الصف و الحفاظ على الوحدة المبنيه على الفساد، و كأن ذلك الصف من الهشاشة بحيث أن مجرد التحقيق في تجاوزات أحد قادته يعني الانهيار التام له.

مثل ذلك التقديس ينتشر بشكل كبير في أحزاب و جهات سياسيه كثيره في الجزائر، حيث تشخص الأحزاب و الجمعيات و الوزارات، و يصبح رئيس الحزب أو الجمعية أو الوزير هو المؤسسة في حد ذاتها، و يصبح له أتباع و مساندون يدافعون عنه مهما بلغ فساده و انحرافه، و مهما كثرت فضائحه و تجاوزاته، و اولئك الأتباع هم غالبا إما أشخاص مغرر بهم و يفتقدون قدوة حقيقية في حياتهم فيتشبثون بأول شخص يرونه، أو هم أشخاص يستفيدون ماديا و معنويا من وجود ذلك الشخص، و يدركون أن ذهابه يعني ذهابهم معه، و لذلك تراهم يستميتون في الدفاع عنه بشكل خرافي.

الكثير من أولئك "القادة" أو تلك "الشخصيات" يدركون جيدا قواعد اللعبة، لذلك تراهم يحرصون على أن تكون أعمالهم التي يجهر بها أعمالا طاهرة و تكاد تكون أفعالا أقرب للقدسية، بينما في نفس الوقت، يحافظون على أسلوب حياة خفي يساعدهم في مليء الحسابات البنكية و تحقيق المنافع الشخصية، و هي الأشياء التي تتم غالبا في الخفاء و بشكل يضمن عدم خروجها للعلن، و حتى و إن خرجت، فرصيده من الأعمال الحسنه المزيفه سيتم استعماله في تغطيه كل أفعاله الشائنة، و ربما يصل الأمر إلى استهداف كل من حاول فضحهم من أجل إشغاله بنفسه و إرسال رساله تهديد لكل من سولت له نفسه أن يكشف خباياهم و بلاويهم.

الويل كل الويل لك إن جرأت على مجرد التساؤل عن مصدر ثراء فلان، أو سر تكبره على الآخرين منذ احتلاله للمنصب الفلاني، لأن تساؤلا بسيطا مثل هذا و لو كان فعلا بغرض المعرفة لا التشكيك، يمكن له أن يجعلك مركز نيران تصب عليك من كل جانب، و كأن الهجوم على كل صاحب تساؤل سيجعل تلك التساؤلات تختفي و يحل محلها الاحترام لشخص تدرك إدراك اليقين أن التحقيق في أفعاله هو الحل الوحيد لمعرفة حقيقته، و لا يدرك المهاجمون لكل متسائل أن ذلك الهجوم لا يزيد سوى في إثبات حقيقه أن هناك أمرا مريبا يدور في الخفاء، لأنه لا يخشى النار إلا من في بطنه تبن، و الإنسان السوي السليم لا يخشى النقد و المسائلات لأنه يدرك أنه لا شيء لديه يخفيه أو يخشاه.

لذلك يكره الكثيرون الفكر الليبرالي، فهم يعلمون جيدا أنه في الفكر الليبرالي لا وجود للشخصيات المقدسة في المجال السياسي، و كوني أنا و أنت في نفس الحزب السياسي، أو كونك قائدا للحزب الذي أنتمي إليه لا يعني أبدا أن أتستر على أفعالك المخالفة للقانون و للأخلاق، بل بالعكس، سأكون أول من يحاسبك و يقصيك إن لزم الأمر، خاصه عندما تتعفن تلك الأفعال و تزيد رائحتها قوة، و تصبح حديثا للقاصي و الداني، بينما المغرر بهم و الأتباع الصم البكم لا يسمعون سوى ما يقوله القائد الفلاني، و الذي يؤخذ كلامه على أنه نصوص مقدسه، و يساندونه في الخير و في الشر و الصيف و الشتاء، و لا يمكن في يوم من الأيام أن يوجه أحد إليه النقد دون أن يتم نعته بكل شتيمة واردة في القاموس، و لو كان من نفس الحزب، فمن يدرك مصلحه الجميع مثل الإمبراطور قائد الحزب الفلاني، رضي الله عنه و أرضاه؟



#عمر_دخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإلحاد المتطرف
- كرات اللهب البشريه
- بريطانستان
- جمعية إنتهاك حقوق الإنسان
- إنفصام الشخصيه
- العلمانيه الثيوقراطيه في الجزائر
- الوطن أولا
- الولاء المزدوج
- حس الفكاهة المفقود
- كلام فارغ
- الأسطوره


المزيد.....




- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمر دخان - رضي الله عنه!!