أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر دخان - المفسدون في الأرض















المزيد.....

المفسدون في الأرض


عمر دخان

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 15:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كشف الإخوان المسلمون حقيقتهم بأنفسهم من خلال تحالفهم مع المجلس العسكري ضد الشعب المصري، منصبين أنفسهم كمتحدثين باسم الشعب المصري قبل أن ينتخبهم حتى، على أساس أن الانتخابات في جيبهم و أنهم ضمنوا النتائج، مما منحهم سلطة مبكرة للحديث باسم شعب لم يخترهم بعد كممثلين له، و لست أظنه يقوم بذلك بعد تحالفهم مع قتلته بدم بارد، أولئك القتلة الذين يصطادون خيرة شباب مصر إلى حد الساعة، بينما يلزم الإخوان المسلمون بيوتهم بعد أن قدموا فروض الولاء و الطاعة للمؤسسة العسكرية التي اتضح أنها لم تكن سوى امتداد لحكم مبارك و ديكتاتوريته، و أن فترة المماطلات السابقة هذه منذ الانهيار الشكلي لنظام مبارك لم تكن سوى محاولة لكسب الوقت من أجل التفاوض مع جماعة الإخوان المسلمين التي سرقت الثورة ثم باعتها بأبخس الأثمان، وذلك من خلال تحالفها مع المؤسسة العسكرية من وراء ظهر الشعب المصري الذي خدع بشعاراتهم الدينية البراقة التي طالما خدعوا بها الشعوب.

الإخوان في مصر ليسوا إستثناءاً، بل هم يسيرون في نفس نهج الجماعة و المبنى دائما على الوقوف في صف المنتصر بغض النظر عمن يكون، و التحالف ولو مع الشيطان نفسه في سبيل الوصول إلى السلطة التي يعشقونها عِشقا مرضيا يكاد يبلغ حد الجنون، فكل أجنداتهم و أفكارهم و أهدافهم و خططهم تنتهي في آخر المطاف إلى هدف وحيد هو الأسمى بالنسبة لهم، الوصول إلى السلطة و السيطرة على النظام السياسي و ما يرافق ذلك طبعا من استبداد و ديكتاتورية لطالما ادعوا أنهم كانوا ضحايا لها.

الأساليب المافيوية التي يتبعها هذا التنظيم من إرهاب لكل من تناوله بالنقد أو حاول كشف حقائقه لم تعد تخفى على أحد، خاصة و أنها لم تتوقف منذ بداياته و تم تطويرها مع الزمن ليجعلوا منها قاعدة ثابتة : كل من عادى الإخوان المسلمين هو عدو للإسلام، و هو لا يعدوا كونه نوعاً من التخفي وراء ستار الإسلام لتحقيق أجندات سياسية و أطماع شخصية بحتة، مع تغليف كافة أنشطتهم المشروعة و غير المشروعة بستار من القدسية الدينية و الزهد الزائف، فكل تلك القدسية الدينية تختفي عندما يحين موعد اقتسام الغنائم بين أفراد الجماعة، في أسلوب يجعلها أقرب للتنظيم المافيوي منها إلى أي شيء آخر. مجرد تنظيم سري ينفذ أجندات احتيال تحت مسميات دينية و مظاهر خادعة.

نشاط ذلك التنظيم في الجزائر فضح نفسه بنفسه أيضا، فلا يوجد شخص في الجزائر اليوم لا يعلم حقيقتهم و حقيقة المكتسبات المشروعة و غير المشروعة التي حققوها في فترة قياسية. فإن كان إخوان مصر قد طعنوا الشعب المصري في الظهر علنا للمرة الأولى في التاريخ – إذا تغاضينا عن عمليات الاغتيال و الإرهاب في القرن الماضي – خلال هذه الثورة، فإخوان الجزائر طعنوا الشعب الجزائري أكثر من مرة، بل و طعنوا رفقائهم من الإسلاميين و تحالفوا مع نظام سياسي ما فتئوا يهاجمونه من قبل، و ها هم اليوم بعد أن حققوا كل ما يمكنهم تحقيقه من هذا النظام السياسي يتأهبون للتخلي عنه أو على الأقل الوقوف في موقف حياد متأخر للغاية، و ذلك عن طريق خطة خبيثة تتمثل في تقسيم مواقفهم إلى قسمين، قسم مساند للسلطة السياسية و قسم ينتقد النظام السياسي، و هكذا يبقون دائما في موقف “رابح – رابح”، و هو موقف يدل على خبث سياسي و انعدام تام للمبادئ و الأخلاق، مجرد تجارة بالدين و عرق المساكين.

مضى على تبوئهم أعلى المناصب في السلطة السياسية اليوم فترة زمنية معتبرة، فماهي إنجازاتهم التي قدموها للشعب الذي انتخبهم و الذي صرعوه بعبارات براقة على غرار “انتخبونا و حاسبونا”؟ لا شيء! كل إنجازاتهم شخصية و ظهرت فقط على شكل ثراء مفاجئ على الكثير منهم، و تحولوا من السيارات القديمة الصدئة إلى أفخم السيارات على حساب الدولة، و أصبحت شاليهاتهم تتكاثر كالفطريات على أجمل السواحل في الجزائر، و أصبحت رحلاتهم السياحية خارج البلد لا تعد و لا تحصى، و لا ننسى الشركات التي أنشئوها لأنفسهم و لمقربيهم بنفوذ سياسي و ليس بعرق جبينهم، و كل هذا وهم يتحدثون لعامة الشعب و المواطنين عن فضائل الزهد في الدنيا و ترك ملذاتها، ربما لكي يحصلوا هم على المزيد منها.

مجرد انتهازيين لا يملكون أي برامج سياسية أو إصلاحية و يعيشون ملتصقين بالنظام السياسي الجزائري يمتصون دماءه و يذمونه كلما سنحت لهم الفرصة، و طبعا كل من تحدث ضدهم أو ضد شرهم، يشرهون في وجهه سيف ” العداء للبرنامج السياسي الإسلامي” الذي لم نرى منه سوى الاسم، و أقسم أن لا أحدا من “مناضيليهم” يستطيع أن يحدد لنا ماهية هذا البرنامج أو يضعه في نقاط واضحة، أعظم إنجازاتهم “الجبارة” التي أفردوا لها الصفحات في الجرائد و الكتب هي “إنجازات” مضحكة، كسؤال وزير الداخلية حول النقاب و الحجاب! هذا الإنجاز التاريخي الذي تطلب خمس دقائق لكتابة السؤال و خمس دقائق أخرى لطرحه كادوا يجعلونه أعظم من فتح مكة! لماذا؟ لأنه لا برنامج لهم و لا إنجازات، فتراهم يريدون أن يجعلوا أي شيء يقومون به إنجازا، كرياضة رفع الأيادي و إنزالها في البرلمان و التي يتقاضون مقابلها مبالغ خيالية من الدولة “العلمانية” التي يذمونها صبح مساء.

استلموا إدارة مدن ووزارات عديدة، و باستثناء وزير واحد يعود الفضل إليه كشخص في نجاحه و ليس في انتمائه لذلك التوجه، باستثنائه هو فقط، كانت كل إداراتهم فاشلة بجميع المقاييس و بشهادة سكان تلك المدن من البسطاء الذين أحسوا بأنهم فعلا خدعوا من أناس لا ضمير لهم و لا وازع يحكم تصرفاتهم. و يمكنك أن تسأل أي مواطن جزائري ليس من حلقتهم المقدسة عنهم و سيأتيك الجواب البريء “ناس نتاع كروشهم” أي أناس تتبع بطونها و مصالحها فقط، هذه الردود تأتي من أناس بسطاء لا علاقه لهم بالسياسة أصلا و كانوا ضحايا الشعارات الدينية البراقة لأحزاب جعلت من الإسلام ملكا حصريا لها و جعلت كل من يحاول فضح فسادها و استغلالها “عدواً للإسلام و المسلمين” يجوز الهجوم عليه و الضغط عليه بكافة الوسائل من أجل “إيقافه عند حده”، مستخدمين أحيانا أساليب لا نراها سوى في أفلام المافيا، و التي يبدوا أن تأثرهم بها يتعدى مجرد استنساخ الأساليب فقط.

شراء الضمائر الذي يقومون فيه الآن في مصر بكيلو اللحمة و عقود الزواج هو نفس الأسلوب المتبع في الجزائر أيضا، فهم لا يعرفون الشعب و عامة المواطنين إلا مع اقتراب موعد الانتخابات، حين ينزلون من قصورهم العاجية بسياراتهم الفارهة مقدمين المزيد من الوعود الكاذبة لشعب يفكر بعاطفته و يصدق كل ما بدئ بـ “بسم الله” و ختم بـ “صدق الله العظيم” بغض النظر عن المحتوى و غرضه. بهذا الأسلوب الدنيء يواصلون خداع الشعب و اكتناز الأموال و نكح ما لذ و طاب من النساء من باب ” اختاروا أخوال أولادكم” و التي تنحصر غالبا بالجمال الجسدي في مفهومهم، بينما على الشعب أن “يظفر بذات الدين” و يصمت.

هم يكرهون الليبراليين و العلمانيين و يحاولون دائما شيطنتهم و إلصاق كل سيء بهم، فالليبراليون و العلمانيون يهددون سلطة الأحزاب الدينية المطلقة على عقول العامة باستخدام الدين و يهددون ريع تلك الأحزاب الدينية من الأموال و البنين و القناطير المقنطره، و هذا ما يجعلهم يستميتون في محاولاتهم لتشويه الفكر الليبرالي و العلماني دائما ولو بالأكاذيب و التلفيقات، و التي تعتبر بالنسبة لهم حلالاً ما دامت في خدمة الجماعة و مصلحة أفراد الجماعة.

كان من دواعي سروي أن يبلغني خبر الدرس الذي أعطاه رجب طيب أردوغان لإخوان مصر عندما قال لهم ” أنا علماني مسلم” فأخرسهم جميعا، و هو ما ينبغي أن يفهمه هؤلاء الذي يتفاخرون بتركيا العلمانية معتقدين أن الحزب “الإسلامي” الذي حقق لها هذا الرفاه هو حزب نصاب متأسلم مثلهم، بينما هو في الحقيقة حزب علماني يفهم المعنى الحقيقي للعلمانية و يدرك الفرق بين علمانية الفرد و علمانية الدولة، و لعل انقلابهم المفاجئ على أردوغان الذي ما فتئوا يسبحون بحمده يؤكد على أن مشكلتهم مع العلمانيين ليست فكرية، بقدر ما تتمثل في تهديد العلمانيين لكل المناصب السياسية التي حصلوا عليها عن طرق الاحتيال باسم الدين، و لعلمهم أن الليبراليين سيقومون بفرض معايير صارمة للمنافسة الشريفة وفقا للبرامج و الكفاءات، لا الرقية و الولائم.

لقد حاولت تجاهل ما رأيت منهم و ما سمعت لفترة طويلة و مراعاة لظروف خاصة، و لكن طفح الكيل و لم يعد بالإمكان السكوت عن تجاوزاتهم الدنيئة، و التي يقومون بها دون ضمير أو مراعاة لحقوق من انتخبهم، و المضحك أن كل من ينتقدهم يتحدثون إليه بنبرة العارف بكل شيء المدرك لكل خبايا الكون، بينما كلامه غالبا لا يخرج عن الدعاية الانتخابية والضحك على الذقون، و استغلال الآخرين لتحقيق المصالح الشخصية و الحزبية الضيقة، و كل من كان خارج دائرة “المناضلين” فلا قيمة له و لإنسانيته، فالمواطن البسيط الذي لا يكاد يجد قوت يومه لإطعام عياله لا يهمهم، فلا فائدة مرجوة منه و ليس لديه ما يمكنه أن يقدم من أجل استمرار مسيرة “التنظيم” الذي يحتاج إلى الكثير من التشحيم بأموال المغرر بهم ممن يضحكون عليهم صبح مساء في مجالسهم الخاصة.

المزيد حولهم و حول نفاقهم قريباً، إلى ذلك الحين، دمتم سالمين….



#عمر_دخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتركوا العراق لأهله...يا عرب!
- حرام عليكم حلال علينا!
- المكتوب
- الوهم العربي
- الفرق بين الطفل الصيني و الطفل العربي
- أولاد الذوات
- حقوق المرأة بين الرجعية و الإنحلال
- تحليل بسيط لمقارنة سطحيه
- غباء مشفر
- في ذكرى الثلاثاء الأسود
- شعوب مُستَبِده
- الشقاء المقدس
- ليبيا الحره
- وكالين رمضان
- و تريدون دولة أخرى؟
- أنا شرير إذا أنا موجود!
- تحريضٌ ممنهج
- رضي الله عنه!!
- الإلحاد المتطرف
- كرات اللهب البشريه


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر دخان - المفسدون في الأرض