أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - المشهد الثقافي العراقي دعائي وملفق بعد التغيير وقبله!














المزيد.....

المشهد الثقافي العراقي دعائي وملفق بعد التغيير وقبله!


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 20:34
المحور: الادب والفن
    


المشهد الثقافي العراقي دعائي وملفق بعد التغيير وقبله!
المتمعن في كلمة التغيير هنا قد يرى فيها تبديلاً شاملاً لكل محفل من محافل الحياة أو جلها في الأقل، والحقيقة ليست هذه تماماً ،
إذ إن التغيير ومن غير الممكن أن ينسحب على محفل كالثقافة مثلاً لأنها تحمل من الرسوخ والثبات في أيما مجتمع من المجتمعات بمقدار ما يحمل ذلك المجتمع من قيم وعادات متوارثة جيل بعد جيل حتى تصبح ثقافة ذلك المجتمع بمثابة هوية مائزة له ،
لكن والحال هنا إننا في العراق لا نلمح بعد هذا (التغيير) مميزات تصف الثقافة العراقية وتشير لها بمصداقية عدا الفلكلور العراقي الذي لا يمكن إلا أن يكون ويبقى عراقياً !
فعلى سبيل المثال لا الحصر كنّا نترقب بعد التغيير أن نرى ولادة مؤسسات ثقافية لها القدرة على العناية بالإبداع العراقي واحتوائه طباعةً ونشراً وتوزيعاً واحتفاءً سواء أكان ذلك الإبداع قادم من مبدع منفي أم من مبدع لما يزل يستنشق نسيم العراق العليل،
من مبدع مازال يرى ويشير أم غيبتْ ظلامة القبر ضوء عيونه ، وبدلاً من ذلك ولدتْ مؤسسات ليس همها سوى تكريس طائفية( الكلمة ) والحد من حرية التعبير بدعوى العودة الى رصانة القصيدة العربية ، وبقي المبدع العراقي يكتب ويطبع ويوزع ويحتفي بذاته سراً وعلانية وبجهده وحده ليس غير ،
بينما ظل المطبوع العراقي متعلقاً بمميزاته السابقة فحافظ بل تشبثَ بتخلفه شكلاً وإخراجاً وتوزيعاً، الأمر الذي جعل الكاتب العراقي يبحث عن ضالته في دور النشر والتوزيع العربية ، ويبذل في سبيل ذلك أغلى الأثمان
فإذا ما تحولنا الى المجلات العراقية الثقافية فإننا نفاجأ بوجود أسماء ليست راكزة في المشهد الثقافي العراقي بل أحياناً قد نجهل هويتها الثقافية لضآلة تلك الهوية وانعدامها وقد تبوأت رئاسة تحرير تلك المجلات أو إدارتها والأمثلة على ذلك عديدة،
وفي الوقت الذي كنا نتداول المنشور العراقي ونتلقفه بأرواحنا قبل أيدينا وان كان ذلك المنشور قد وصل إلينا مستنسخاً أو منقولاً بخط اليد صار يمر صدور المطبوع العراقي اليوم مرور الكرام على المتلقي وهذا راجع في رأيي لأسباب يسهم فيها الى جانب مبدع النص نفسه ، أقول يسهم فيها وبقصدية المشتغل في الحقل النقدي،
فقبل الآن كان خبر صدور كتاب ما أو نشر قصيدة ما يصل إلينا مصحوباً بل مدعوماً بقراءة نقدية حقه تبينه لنا ،وتفتح مغاليقه أمام أذهاننا وإلا فكيف تعرفنا مثلاً على قصائد شعراء الجيل الستيني أو السبعيني – إذا صحتْ تسمية جيل- وهي التي تحمل من الغموض الشيء الكثير ؟!
وعلى العكس من ذلك نرى المشتغل بالحقل النقدي اليوم يتبع أهوائه فيُعلي من يقصر حتى في العلو، أو تدفعه المجاملات الى الخوض فيما لا يخاض به متناسياً إن هناك رقيباً حسيباً يترقبه ويعد عليه حروفه سراً وعلانية ألا وهو المتلقي الواعي ،
ليس هذا فحسب بل بوجود (الانترنيت) والتقنية الحديثة والمواقع التي تسمي نفسها اعتباطا بالثقافية ومواقع التواصل الاجتماعي (كالفيس بوك) و(تويتر) صار كلّ من يستطيع النقر على (الكيبورد) يدعي الإبداع فينشر الكثير الكثير ويومياً ما لا يمت للإبداع بصلة لا من قريب ولا من بعيد عملاً بنظرية تكريس الاسم أو تحت مقولة ( أكذب ، أكذب حتى يصدقك الناس) فصار لك واحد من هؤلاء أصدقاء يصفقون له على حساب الإبداع والنتيجة تدمير بل العمل على تدمير الذائقة الثقافية وبوعي ،
والانكى من ذلك إن بعض هذه المواقع صارتْ تسمي لها سفراء ثقافة وتزينهم بالأوسمة وتطلق عليهم ألقاباً ما انزل الله بها من سلطان ، فأخذتْ تلتصق مع بعض الأسماء ألقاباً من مثل ( المائز ، والكبير ، والأكبر ، والقيصر.....الخ) مما جعل الإبداع يتحول الى اخوانيات ومحسوبيات ليس إلا!
فإذا ما عدنا الى المؤسسة الثقافية وجدناه تعمل وفق أجندات ومرجعيات معينة وكثيراً ما تكون تابعة لسياسة الدولة ومزاج الحاكمين لها ، وبدلاً من أن يأتي السياسي لهذه المؤسسة ويسترضيها خوفاً من هيمنة سلطتها وقوة تأثيرها على المجتمع كونها المحرك لثقافة لذلك المجتمع، بقيتْ تخضع بل تلوذ في اكتار ذلك السياسي، فإذا ما أمرها أن تتخلى مثلاً عن مشروع هام جداً مثل (مشروع النجف عاصمة الثقافة) خضعتْ واستسلمتْ بسهولة له وسلّمتْ له القياد وهذا نابع من إن جل العاملين في هذه المؤسسة لا ينتمون الى الثقافة بل يتعاطونها كمهنة يستدرون منها قوتهم اليومي وهم ليسوا أكثر من أُجراء فيها،
فالمتمعن في ( مشروع النجف عاصمة الثقافة) مثلاً لا يشخص في اللجان التي انبثقتْ منه أو عنه سوى النفر القليل الذي ينتمي الى الثقافة أما الأعم الأغلب فليسوا سوى مدعي ثقافة فإذا ما سُحب من أيديهم هذا المشروع لم يبالوا ولن وهذا ما حدث فعلاً،
ولا يقتصر الأمر أو يقف عند هذا الحد بل يتعداه الى السينما والمسرح والفن التشكيلي والتلفزيون والإذاعة التي صارت تبث بدلاً من أغنية (يا كاع اترابج كافوري ) أغنية ( بسبس ميو) ،
وغيرها من أفاق الثقافة الأخرى التي لم تعد تصلح أن تُدرج تحت مسمى الثقافة لا قبل التغيير ولا بعده ،
نعم الأمر الذي يحز في داخلي وأصرح به على مضض فأقول المشهد الثقافي العراقي مشهد دعائي وملفق ولم يعد مشهداً يعتد به، بل حتى انه لا يوازي المشاهد الثقافية الأخرى في الوطن العربي بل تدنى عنها بكثير .



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستالينغراد
- قصائد هايكو / بقلم رتشارد رايت / ترجمة فليحة حسن
- قصيدة (شمعدان)
- قصيدة مترجمة
- لماذا ( اللأيمو ) في العراق؟!
- موزونتان
- الشعر النثري
- النجف
- طابوقة
- مسرحية من فصل واحد!
- لقب شاعر!
- المعنى السلوكي للثقافة !
- الأدب النسوي ثانية
- مشهد من رواية نمش ماي أمرأة........ !
- المسكوت عنه في المشهد الشعري العراقي !
- (نداء الأوباش!)
- العراق العظيم بين (حسن العلوي) و(عمو ناصر) !
- مسرحية للأطفال
- نحنُ قصائدنا، قصصنا، مقالاتنا ،هي أرواحنا ونحنُ جلدها فقط!
- مرثية ( لمرزاب الذهب )*


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - المشهد الثقافي العراقي دعائي وملفق بعد التغيير وقبله!