أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - الرجل الذي لم ينس سايكس بيكو















المزيد.....

الرجل الذي لم ينس سايكس بيكو


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3700 - 2012 / 4 / 16 - 16:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


النظرية النسبية: "اعتمادًا على القاعدة النسبية، نستطيع القول إن المؤتمر السادس والعشرين لحزبنا الشيوعي كان ناجحاً" (محمد نفاع)
ترجمة: بيني وبينكم، المؤتمر السادس والعشرون للحزب الشيوعي العربي في اسرائيل كان بهدلة.

لا أحداً يعرف بالضبط ما الذي أيقظ السيد صديق صديق من سبات عميق كان يغط فيه منذ عشرات السنين (الحوار المتمدن - العدد: 3695 - 2012 / 4 / 11 ). هل هو نواح محمد نفاع وهو يلطم حزناً على صدام حسين؟ أم هو وقع نعال محمد بركة ("يجب طرد أميركا من المنطقة بالنعال") وهو يطارد الأمريكان بالقنادر؟ لا أحداً يعلم على وجه التحديد.
الأمر المؤكد الوحيد هو أن صديق هذا أفاق (أو خيِّل له أنه أفاق) من نومة طويلة، انتحل لقباً ليس له، نصب نفسه متحدثاً باسم "الرفاق اليهود العراقيين" وكتب اطروحة (اكذوبة) أعادت ألى الأذهان النقد اللاذع الذي خلّد "الشيطان الأعرج" في تاريخ الفكر البشري: "لم ينسوا شيئاً ولم يتعلموا شيئاً". سوى أن السيد صديق صديق، هذه المرة، لا "لم يتعلم شيئاً" فحسب، بل نسى أشياءً كثيرة أيضاً.
الشيء الوحيد الذي لم ينساه السيد صديق هو سايكس بيكو. وما أدراك ما سايكس بيكو؟
سايكس بيكو هو طوق النجاة لكل من يشرف على الغرق، حبل الخلاص لكل من فاته القطار، تجارة رابحة لكل مفلس سياسي، مصدر رزقٍ لا ينضب لسلامة كيلة وشعوذة مجربة لكل محتال: يا سماسرة سايكس بيكو اتحدوا!
و كما يتعلق الغريق بقطعة القش تعلق من نصب نفسه ممثلاً ل"الشيوعيين العراقيين اليهود" في اسرائيل بسايكس بيكو.
ونحن نريد أن نسأل هذا الخبير بسايكس بيكو: ما الذي ذكرك الأن فجأةً، يا سيدي الفاضل، بسايكس بيكو؟ وما الذي تقترح علينا أن نفعله بهذا الخصوص؟ و ما الذي لا يعجبك بسايكس بيكو؟ (بيننا وبينك، هل أنت تعرف حقاً ما هو، أو من هو، سايكس بيكو؟)

كل هذه الأسئلة، وكثير غيرها، لم تكن لتقلق بال كاتب هذه السطور، ولم يكن ليعير إطروحة هذا الكاتب القدير اهتماماً، لولا أنه وجد نفسه فجأةً، وبدون ذنبٍ جناه، في صفٍّ واحد مع "جميع هؤلاء الرفاق، الشيوعيين العراقيين اليهود والمؤيدين، الذين وقفوا مع الحزب وبصورة نشيطة في سنة 1965 عند انشقاق الحزب على يد جماعة ميكونس- سنيه".
نترك جانباً اللغة العربية الهزيلة. "الحزب" الذي يتحدث عنه صديق صديق هو الحزب الشيوعي العربي الذي يقف على رأسه اليوم محمد نفاع ومحمد بركة. أما "جماعة" ميكونيس-سنيه فهي "الجماعة" التي عمل كاتب هذه السطور في صفوفها منذ اليوم الأول لقيامها وأشرف على تحرير صحيفتها العربية.
ماذا يقصد صديق صديق عندما يقول إن "جميع" الرفاق الشيوعيين العراقيين اليهود والمؤيدين وقفوا عام 1965 إلى جانب "الحزب" ضد "الجماعة"؟. هل هذا ال"جميع" يشملني أنا أيضاً؟
واخجلتاه! فاقد الذاكرة هذا يضعني في صفٍّ واحد مع من وقفوا إلى جانب الإحتلال الروسي لبراغ وصفقوا للدبابات الروسية وهي تسحق الربيع الشيكوسلوفاكي تحت عجلاتها. هل هناك إهانة أكبر من هذه الإهانة؟
أو ربما، في نظر السيد المحترم صديق، أنا لست في عداد جميع "الشيوعيين العراقيين اليهود" الذين قدموا إلى اسرائيل والتحقوا بالحزب الشيوعي الإسرائيلي؟ ماذا فعلت إذن في "نقرة السلمان"؟ هل كنت هناك في رحلة سياحية لشم الهواء الطلق في الربع الخالي؟

صديق صديق، خريج مدرسة "نظرية المؤامرة"، يعرف لماذا حصل الإنشقاق في صفوف الشيوعيين الإسرائيليين عام 1956. الإنشقاق - يقول هذا العبقري - كان مؤامرة صهيونية ضد مصر سوريا والأردن.
اسمعوا جيداً: شموئيل ميكونيس وموشي سنيه دبروا الإنشقاق عام 1965 تمهيداً للعدوان على مصر وسوريا والأردن عام 1967. من قال أن للحماقة حدوداً؟
إقرأوا: "كان موقف الحزب الاممي هذا عكْس جماعة ميكونس التي انحدرت إلى الشوفينية والصهيونية وأيدت الحرب العدوانية سنة 1967 ضد مصر وسورية والأردن، وهنا اتضح موقفهم من انشقاق الحزب سنة 1965".

في أكثر من مناسبة كتبت في السابق عن الإنشقاق الذي حصل في صفوف الحزب الشيوعي الإسرائيلي عام 1965 ولا أريد الرجوع الى ذلك الآن. أكتفي بالتذكير أن الإنشقاق كان في الواقع بين ستالينيين ودعاة إنفتاح، ولكنه، بسبب الظروف الخاصة بإسرائيل وبسبب مضاعفات الصراع الاسرائيلي-العربي، اتخذ شكل انشقاق بين اليهود والعرب، فانقسم الشيوعيون إلى جناحين: "جناح يهودي" ضم معظم الشيوعيين اليهود وعدداً قليلاً من العرب، واحتفظ لنفسه باسم "الحزب الشيوعي الاسرائيلي (ماكي)" (الذي ذاب فيما بعد في صفوف اليسار الاسرائيلي)، و"جناح عربي" ضم معظم الشيوعيين العرب وعدداً قليلاً من اليهود واتخذ لنفسه اسماً موقتاً هو "القائمة الشيوعية الجديدة (ركح)" ثم تحول الى الحزب الشيوعي العربي في اسرائيل.
أحد المحاور التي دار حولها النقاش داخل الحزب هو الموقف الذي يجب اتخاذه من الاتجاهات الرجعية داخل الحركة القومية العربية التي انعكست في جملة من القضايا منها، على وجه الخصوص، نفي حق قيام دولة اسرائيل والدعوة للقضاء عليها، وكذلك الموقف من السياسة السوفييتية في الشرق الأوسط التي دعمت الحكام القوميين العرب حتى عندما كان هؤلاء يسجنون ويقتلون الشيوعيين والتقدميين في بلدانهم.

لا أريد، كما قلت، الدخول في تفاصيل ذلك الآن. ما أريده الآن هو أن "أثبت" للقراء بالوثائق كيف انحدرت هذه "الجماعة" الى الشوفينية وكيف "أيدت الحرب العدوانية سنة 1967 ضد مصر وسورية والأردن، وهنا اتضح موقفهم من انشقاق الحزب سنة 1965".

أنا امسك في يدي صحيفة "الجماعة" باللغة العربية لشهر أيار سنة 1967.
عندما كان جمال عبد الناصر يعد العدة للكارثة التاريخية (و"الحزب الأممي" يؤيد "خطواته الحاسمة ضد الإستعمار والصهيونية") نشرت "صوت الشعب" الناطقة باسم "الجماعة" النداء التالي، باللغة العربية، الى الشعوب العربية:

نداء إلى الشعوب العربية !
شعب اسرائيل يريد السلام وينشد إقامة علاقات حسن الجوار معكم. إن المستعمرين اعداء الشعوب، وصنائعهم من كلا الطرفين، هم الذين زرعوا التفرقة والعداء بيننا وبينكم.
إن الاستعمار هو عدونا وعدوكم!
إن مصلحتنا ومصلحتكم هي في السلام، في البناء والحرية والاستقلال !
فلنناضل نحن في بلادنا ضد كل محاولة لاستخدام القوة في حل النزاع الاسرائيلي-العربي، ولتناضلوا أنتم في بلدانكم ضد مخططات "الحرب الشعبية لتصفية اسرائيل" !
فلنعترف نحن بحق اللاجئين العرب في العودة أو استلام التعويضات، ولتعترفوا أنتم بحق قيام اسرائيل دولة ذات سيادة في الشرق الأوسط!
فلنترك طريق العداء، ولنسر معاً في طريق الخلاص نحو علاقات سلم وصداقة!
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي - ايار 1967

(غني عن البيان طبعاً أن اللجنة المركزية الموقعة على النداء هي اللجنة المركزية ل"الجماعة" الشوفينية)
هكذا تدهورت "الجماعة"، في نظر صديق صديق، وأيدت الحرب العدوانية ضد مصر وسورية والأردن.

لا أعرف كم هو عدد "الشيوعيين العراقيين اليهود" الذين وقفوا إثناء الإنشقاق إلى جانب "الحزب الأممي" وكم هو عدد الذين وقفوا إلى جانب "الجماعة الشوفينية". أنا أعرف فقط أن صديق صديق ينتمي الى قلّة من الشيوعيين اليهود العراقيين الذين توقف عندهم التاريخ في بداية الخمسينات من القرن الماضي. منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا لم يحدث شي يستحق الذكر على الإطلاق لا في العالم، لا في الشرق الأوسط ولا في اسرائيل.

هذا الجمود العقائدي اقترن بأزمة فكرية من نوعٍ آخر.
أنا أعرف جيداً المحنة الفكرية التي يعانيها من ناضل كل حياته ضد الإستعمار وإذا به يجد نفسه يعيش ويعمل في دولة "خلقها الإستعمار". أنا أستطيع أن أفهم الفراغ الفكري الذي يشعر به من كان سايكس بيكو يملأ كل حياته عندما يسمع فجأةً إن السيدين سايكس وبيكو قد انتقلا إلى رحمة ربهما منذ أمدٍ طويل (والسيد بلفور كذلك).
أنا أعرف جيداً الأزمة الفكرية التي يعانيها (وأنا عانيتها) من تربّى على كتاب "الصهيونية عدوة العرب واليهود" وإذا به يعيش ويعمل في دولة أقامتها الحركة الصهيونية. وأنا أعرف كذلك، عزيزي صادق البلادي، الأزمة الفكرية التي يعيشها من في الماضي ("وهذا الماضي قبل بداية الخمسينات كان فترة العمل في حزب فهد، ومواقفه الأممية، ونضاله ضد الصهيونية" - صادق البلادي) تثقف على فكرة أن "الكيبوتسات الصهيونية" ليست مزارع تعاونية اشتراكية (في الواقع الإشتراكية الحقيقية الوحيدة في العالم) بل معسكرات عمل نازية، وإذا به يجد نفسه فجأةً متزوجاً (مؤامرة صهيونية) لفتاةٍ ولدت في كييبوتس اشتراكي.
هذا التناقض الفكري المحرج يمكن حله بأحدى طريقتين. الأولى: خداع النفس، والثانية: مواجهة الحقيقة بشجاعة. أنا اخترت الطريقة الثانية. هناك من اختار الطريقة الأولى.

في حوارٍ أجراه حسقيل قوجمان مع قراء "الحوار المتمدن" وجهت له السؤال التالي:
صديقي العزيز حسقيل
هل ترى اي مغزى في حقيقة انه عندما تنكر لك الجميع كانت هناك دولة واحدة في العالم تقبلتك بلا قيد ولا شرط؟
هل ترى اي مغزى، او دلالة، في حقيقة انك (ككثيرين مثلك) وجدت نفسك في آخر المطاف في اسرائيل رغم ان كل حياتك السياسية والثقافية والفكرية كانت في اتجاه معاكس؟
إذا كنت ترى في ذلك مغزى، ما هو؟

بتاريخ 2011 / 1 / 4 تلقيت من حسقيل قوجمان الرد التالي:
"اجيبك هذه المرة احتراما لقواعد هذا الحوار واحتاج الى وقت لا استطيع توفيره هذا الاسبوع لذا ساجيبك بعد انتهائه"
كان هذا دون شك أطول اسبوعٍ في التاريخ. بعد مرور أكثر من عام لا زلت أنتظر الجواب.






#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فائض القيمة كمثال
- مؤتمر المفلسين
- لا، يا سيدي، ليس للوقاحة حدود
- في ذكرى اغتيال صديقي شهاب أحمد التميمي
- المعادلة
- من يريد أن يشطف دماغه؟
- العقدة الصهيونية
- -La Femme Fatale- أو: هي ليست جان دارك
- أخبار من العدو الصهيوني
- محامي الشيطان أو عمّن يدافع محمد نفاع؟
- الحكيم الذي لا تكفيه الإشارة
- قتلناهم وقتلونا
- إنتصار الأمهات
- لماذا ابتسمت أحلام التميمي؟
- שנה טובה! (سنة طيب ...
- ديالكتيكهم وديالكتيكنا - ستالينيتهم وماركسيتنا-2
- غوغاء لا حثالات ولا ثوار يقتحمون الباستيل
- إخفضوا رؤوسكم أنتم مصريون!
- ديالكتيكهم وديالكتيكنا - ستالينيتهم وماركسيتنا-1
- خطوة الى الوراء


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - الرجل الذي لم ينس سايكس بيكو