أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - العقدة الصهيونية













المزيد.....

العقدة الصهيونية


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 18:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


"ما هي الصهيونية؟ الصهيونيةهي: سئمنا العيش تحت حكم الآخرين" - يشعياهو ليبوفيتش (1903 – 1994).

(البروفسور العلامة يشعياهو ليبوفيتش: فيلسوف، مفكر، عالم متدين، محرر الموسوعة العبرية ومفسر للديانة اليهودية. نبيّاً غاضباً، معلماً صارماً وأستاذاً في الجامعة العبرية، اشتهر يشعياهو ليبوفيتش بنقده اللاذع ل"الوطنية" الإسرائيلية الزائفة، لسياسة القوة تجاه العرب، لاستغلال الدين لأغراضٍ سياسية فاسدة ولكل نوعٍ من أنواع التعصب القومي، الشوفينية وانتهاك حقوق الإنسان. تصريحاته "الإستفزازية" الصريحة الجريئة القاسية والحادة كالإزميل تردد صداها في طول البلاد وعرضها. وقد صح فيه بصورةٍ مطلقة القول: "لا يخشى في الحق لومة لائم".
يشعياهو ليبوفيتش، الذي شارك في حرب الإستقلال عام 1948 وكان قائد فرقة في البلدة القديمة في القدس، كان أول من نبّه، بعد حرب الأيام الستة، الى ما دعاه "الكارثة التاريخية التي حلت بإسرائيل" وحذر من خطر احتلال الأراضي الفلسطينية على مستقبل اسرائيل السياسي والإجتماعي والأخلاقي. وأثار في حينه ضجة كبيرة عندما وصف تصرفات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ب"اليهودية النازية".
"إن إبن الثامنة عشر الذي يتجند اليوم في صفوف الجيش الإسرائيلي لا يتجند للدفاع عن دولة اسرائيل بل لزرع الذعر والخوف في القرى والمدن الفلسطينية" - قال ودعا الى رفض الخدمة العسكرية في صفوف جيش الإحتلال.
في عام 1988 تنبأ بما يلي: "إذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم (والتأكيد هو على كلمة "إذا") فأن تردي الشعب والمجتمع في اسرائيل الى البلطجة (أو ربما يجب أن نقول: الى النازية) هو أمر محتم".
مواقفه الحاسمة ضد الإحتلال ومن أجل الإنسحاب بلا قيدٍ ولا شرط من الأراضي الفلسطينية المحتلة ، من أجل فصل الدين عن الدولة وضد المؤسسات الدينية الرسمية، أقام عليه الأوساط الرجعية اليمينية والدينية المتطرفة التي اتهمته بالخيانة وبالكفر والزندقة. هو من جانبه كان يرى في رجال الدين الذين يدعون الى إقامة "اسرائيل الكبرى" عبدة أوثان وكان يرى في أعمالهم خروحاً عن الدين اليهودي.

أذكر أنني عندما كنت طالباً في الجامعة العبرية زرته مع عددٍ من الطلاب العرب في بيته المتواضع في القدس الغربية (لم يسألني أحدٌ من الطلبة العرب أنذاك أي بيتٍ فلسطيني تحتل يا يعقوب؟). ذهبنا إليه للحصول على توقيعه على عريضة احتجاج تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان تجاه المواطنين العرب (لا أتذكر الموضوع بالضبط). كانت هذه هي المرة الأولي التي اراه فيها عن قرب وأتحدث إليه وجها لوجه. استقبلنا بحرارة وعندما أدخلنا الى مكتبه ورأيت رفوف الكتب التي غطت كل جدران الغرفة من القاعدة حتى السقف أول شيء تبادر الى ذهني كانت الأبيات التي قالها الجواهري عن أبي العلاء المعري:

على الحصيرِ وكوزُ الماء يَرفدهُ * * * وذِهنُه ورفوفٌ تحمِلُ الكتبا
أقامَ بالضَّجَّةِ الدُّنيا وأقعدَها * * * شيخٌ أطلَّ عليها مُشفقاً حدبا

عندما سئل يشعياهو ليبوفيتش في آخر أيامه عن أكبر غلطة ارتكبها في حياته أجاب: لم أتعلم اللغة العربية. (وعندما سئل نائب مصري أحمق من حزب الكرامة، في يوم افتتاح مجلس الشعب المصري، عن تطلعاته وآماله في هذا اليوم التاريخي، أجاب لمراسل "الجزيرة": أن مصر الجديدة لن تتحدث العبرية أبداً بعد اليوم).

ولد يشعياهو ليبوفيتش في ريغا عاصمة لاتفيا في 29 كانون الثاني عام 1903. وفي مثل هذا اليوم من كل عام تمنح منظمة "هناك حدود" (יש גבול)، المناهضة للإحتلال، "جائزة يشعياهو ليبوفيتش" لإسرائليين برزوا في النشاط في احد المجالات التي اهتم بها البروفسور الراحل. هذا العام سوف تمنح الجائزة لأوري أفنيري (صحفي) ولحغيت عوفران (من منظمة "السلام الآن"). حغيت عوفران (חגית עופרן) هي حفيدة يشعياهو ليبوفيتش.
هذا المقال مكرس لذكرى البروفسور يشعياهو ليبوفيتش في يوم ميلاده.

هذا المقال أيضاً هو جوابٌ للقارئ أبي علي الجهمي الذي تحداني قائلاً: " قبل أن تتهم النمري بالتزييف أنا أتحداك وأمام جمهرة قراء الحوار المتمدن أن تعرف لماذا أنت صهيوني!!").

* * *
ما الذي في كلمة "الصهيونية" يفقد معظم المثقفين والكتاب العرب قدرتهم على التفكير السليم ؟ ما الذي في هذه الكلمة يشوش الرؤية الواضحة لدى أناسٍ راشدين؟
أية موبقة لم يلصقها الكتاب والمثقفون العرب ب"الصهيونية"؟
أي خلل فكري يدفع إنساناً عاقلاً أن يكتب في جريدة الحزب الشيوعي العربي في اسرائيل (حزب محمد نفاع) ما يلي: "ان النازية تبدو لعبة اطفال بالنسبة للصهيونية بيمينها ويسارها". أحقاً؟

أية مؤامرة خبيثة لم تحكها"الصهيونية"؟ أية أهدافٍ يناقض بعضها بعضاً لم تسع "الصهيونية" إلى بلوغها؟
كيف يعقل أن "الصهيونية" تتآمر للقضاء على نظام البعث "الممانع" في سوريا فترسل عملاءها للقتال في صفوف المعارضة، وفي نفس الوقت تقدم العون لنظام "بشار وبس" من أجل القضاء على المعارضه؟

("لماذا لا نرى اسرائيل حاضرة على الساحة السورية؟" - سألت المذيعة في القناة السورية.
"اسرائيل غائبة حاضرة" - أجابت الخبيرة الذكية من عمان. ثم أضافت: "إن غياب اسرائيل هو الدليل على حضورها المكثف".
"عرفت بتره من اجتماع بعره" - أجاب البدوي عندما سئل كيف عرف ان الجمل الهارب مبتور الذيل.
"عرفت حضوره من غيابه" - أجابت الخبيرة في علم الغيب عندما سئلت كيف عرفت إن "الصهيوني" متستر بين صفوف المتظاهرين في درعا و حمص.
"بسيطٌ جداً عزيزي دكتور وطسون" - كان شرلوك هولمز يقول في مثل هذه الحالات.

هذا يذكرني بنقاشٍ جرى بيني وبين السيد فيصل البيطار على صفحات "الحوار المتمدن" حول ملابسات قصف (أو عدم قصف) مستشفى الشفاء في غزة إثناء الحرب الأسرائيلية الأخيرة على حماس.
حجة فيصل البيطار، كما فهمتها، كانت كما يلي: الجيش الإسرائيلي لم يقصف المستشفى (حيث احتمى كل قادة حماس) لأن الحرب التي شنتها اسرائيل لم تكن ضد حماس، كما ادعت اسرائيل، بل ضد الشعب الفلسطيني، ولو أن الحرب كانت حقاً ضد حماس لكان الجيش الإسرائيلي قد قصف المستشفى وقضى على قادة حماس. من الناحية الثانية، قال البيطار وفقاً لمنطق عجيب، لو أن الجيش الإسرائيلي كان قد قصف المستشفى (المليئة بالمرضى والجرجى)، وهو ما لم يفعل، لكان هذا دليلاً على أن الحرب هي ضد الشعب الفلسطيني وليس ضد حماس.
عندما لفتت نظر السيد فيصل البيطار الى المشاكل الفلسفية في علم المنطق (Logic) التي يثيرها هذا النوع من الحجج زعل ووصفني بالمراوغ).

أي عقل مريض أوجد الصهاينة الذين أطلقوا النار على المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة (قبل أن نتعافى من طلقات القناصة الصهاينة المختبئين فوق سطوح المنازل في تونس)؟
ولماذا أدارت "المخابرات الصهيونية" المظاهرات ضد علي صالح في اليمن "من منزلٍ في تل ابيب" في حين أن علي صالح هو خادم "الصهيونية" المطيع؟

كيف يمكن حتى لمنافق سياسي من وزن محمد نفاع أن يسير في الصباح يداً بيد مع صهاينة في شوارع تل أبيب، ثم يعلن في المساء إن "الصهيونية" هي الخطر الأكبر الذي يهدد الشرق الأوسط؟
كيف يمكن ل"مفكر" عربي في حجم عزمي بشارة أن يقول إن "الصهيونية" نفذت أكبر عملية نهبٍ للأراضي في التاريخ البشري ثم يتسلم راتباً شهرياً (تقاعداً) من "الدولة الصهيونية" الناهبة (قبل أن يوقف ذلك نواب الكنيست اليمينيون وعزامو بشارة اليهود)؟

ماذا تعني كلمة "الصهيونية" وكلمة "صهيوني" بالنسبة لهؤلاء؟
هل كلمة "صهيوني" تحمل معنى "أكثر" من مجموعة الأفكار والمواقف السياسية التي يحملها الفرد "المتهم" بالصهيونية؟
أفكاري ومواقفي السياسية من مختلف القضايا، السياسية والفلسفية والعلمية، معروفة للجميع وهي منشورة في مقالاتي على صفحات "الحوار المتمدن"، يستطيع أن يقرأها كل من يجيد قراءة اللغة العربية، و يستطيع، بصورةٍ عامة (ما عدا في حالاتٍ فريدة)، أن يفهمها كل من أنهى بنجاح دراسته الإبتدائية. لماذا إذن لا تكتفي كاتبة معروفة (نتمنى لها الشفاء العاجل) بمقالاتي هذه، وفي نقاشٍ معي على صفحات "الحوار" تصر على أن أجيبها على سؤالٍ واحد ووحيد هو: هل أنت صهيوني؟ (رفضت طبعاً أن أجيب على سؤال السيدة الكريمة. قلت لها بأدبٍ وبحزمٍ أنني لست أمام هيئة تحقيق).

هل "الصهيونية" هي "اكثر" من مجموعة أفكار ومواقف وممارسات، قد تكون رجعية أو تقدمية، يمينية أو يسارية، خاطئة أو صائبة، أوقد تكون خليطاً من هذا وذاك؟ لماذا إذن يرفض أن يتحاور معي كاتبٌ يشار إليه بالبنان (بنى كل شهرته على إعادة كتابة التاريخ)؟ وهو يرفض الحوار معي (وبهذا يحرم القراء من متعةٍ أدبية نادرة) لا بسبب أفكاري التي لا يعرفها لأنه لا يقرأني (أو هكذا هو يقول وإن كنت أشك في ذلك كثيراً. أنا أعتقد أنه يقرأني في الخفاء. لديّ تجربة مماثلة مع صديقٍ آخر). هو يرفض الحوار معي لسبب واحد فقط هو: يعقوب ابراهامي صهيوني. ما هي هذه "الصهيونية" التي تخيف كل من يقترب منها؟ هل هي مرض ينتقل بالعدوى؟

لماذا يتحداني القارئ أبي علي الجهمي "أمام جمهرة قراء الحوار المتمدن أن تعرف لماذا أنت صهيوني" ولا يتحداني أن أكشف أمام جمهرة قراء "الحوار المتمدن" عن مواقفي وآرائي في المواضيع المختلفة؟ ولماذا يتحداني؟ ألا يكفي أن يطلب مني ذلك؟ هل يعتقد إن لديّ ما أخفيه وأخشى كشفه ولذلك يتحداني أمام قراء "الحوار المتمدن"؟ هل اشتم القارئ المحترم أبو علي الجهمي رائحة "مؤامرة صهيونية" أحاول أن أخفيها؟

ليس لي جوابٌ مقنعٌ على هذه الأسئلة. وعلى كل حال أعتقد ان الجواب الحقيقي يتطلب بعض المعرفة بعلم النفس وأنا لا أفهم شيئاً في علم النفس.
غير إن هذا الموقف من "الصهيونية" (إن كان هذا موقفاً فكرياً وسياسياً وليس "عقدة نفسية") ينطوي على جهلٍ تامٍ بحقيقة الصراع الفكري والسياسي والأجتماعي داخل اسرائيل نفسها وبطبيعة الصراع الإسرائيلي-العربي في المرحلة الراهنة، إضافةً طبعاً الى جهل مذهل بما تعنيه كلمة "الصهيونية".
النقاش الفكري والسياسي داخل اسرائيل لا يجري حول الصهيونية. والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني هو ليس بين مؤيدي الصهيونية ومناهضي الصهيونية. الصراع هو بين انصار حل الدولتين (دولة يهودية ديمقراطية ودولة عربية ديمقراطية) وبين أنصار الدولة الواحدة (كل فلسطين لليهود أو كل فلسطين للعرب). وكل من يريد ان يحول الصراع الإسرائيلي-العربي (في مرحلته الراهنة) الى صراعٍ حول الصهيونية (مع أو ضد الصهيونية) لا يخدم سوى دعاة التوسع والإحتلال داخل اسرائيل ويضر بمصلحة الشعب الفلسطيني.
اسرائيل ليست دولة صهيونية (وهي بالتأكيد ليست "كيان صهيوني"). اسرائيل هي (أو نريدها أن تكون) دولة يهودية ودولة كل مواطنيها.
اسرائيل هي دولة يهودية بمعني (وفقط بمعنى) أنها تمثل حق الشعب اليهودي في إقامة دولته المستقلة في وطنه (تماماً كما أن الدولة الفلسطينية التي ستقوم ستكون دولة عربية فلسطينية بمعنى أنها ستمثل حق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة في وطنه. المشكلة الوحيدة (!!) طبعاً هي أن هناك شعبين يتنازعان على هذا الوطن المسكين) .
واسرائيل هي دولة كل مواطنيها بمعنى أنها دولة ديمقراطية لا تميز بين مواطنيها على اساس أنتماءاتهم العرقية أو القومية أو الدينية أو المذهبية أو الجنسية. (هذا غير حاصل الآن طبعاً ولكن تحقيق ذلك هو مهمة القوى الديمقراطية والتقدمية، اليهودية والعربية، داخل اسرائيل نفسها).

الصهيونية ليست اديولوجيا. التعريف الوحيد للصهيونية الذي يمكن أن يصدق على كل من انضوى وينضوي تحت مظلة ما يمكن أن يسمى "الحركة الصهيونية"، في الماضي والحاضر، هو: الهدف والعمل من أجل تحقيق الإستقلال السياسي للشعب اليهودي في وطنه التاريخي. هذا هو القاسم المشترك الوحيد بين كل معتنقي الفكرة الصهيونية. في كل الشؤون الأخرى يختلف الصهاينة فيما بينهم: هناك يسار ويمين، رجعيون وتقدميون، عمال ورأسماليون (وحتى برجوازية وضيعة)، دعاة حربٍ وأنصار سلام، متدينون وملحدون، الخ.
هناك صهاينة فاشيون ولكن الصهيونية نفسها ليست حركة فاشية.
هناك صهاينة عنصريون ولكن الصهيونية نفسها ليست حركة عنصرية.
هناك صهاينة رجعيون ولكن الصهيونية نفسها ليست حركة رجعية.
وهناك صهاينة متدينون لكن الصهيونية نفسها ليست حركة دينية.
لذلك كل الذين يرددون كالببغاء أن الصهيونية هي "حركة دينية رجعية فاشية عنصرية" (وهناك من يضيف: ماسونية) لا يعرفون عمّا يتحدثون.

سألني مرة حسقيل قوجمان: هل أنت ماركسي أم صهيوني؟ أجبته: لا علاقة ولا تناقض بين الإثنين. يستطيع المرء أن يكون صهيونياً وماركسياً ويستطيع المرء أن يكون صهيونياً ومعادياً للماركسية (يستطيع المرء طبعاً أن يكون صهيونياً دون أن يحدد موقفه من الماركسية).

هناك من يقول (وأنا أميل الى هذا الرأي) ان الصهيونية أنهت مهمتها التاريخية بإقامة دولة اسرائيل. (أعتقد إن بن غوريون نفسه كان يحمل هذه الفكرة).
أو بتعبير أخر: اذا كان المشروع الصهيوني يهدف الى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي فإن هذا الهدف قد تحقق بإقامة دولة اسرائيل على جزءٍ من فلسطين والصهيونية كما فهمناها حتى الآن فقدت أسباب وجودها.
قلت: "أميل الى هذا الرأي" لأنني أعتقد ان النصر الحقيقي والنهائي للصهيونية سيكون فقط يوم تقوم دولة فلسطين اليمقراطية المستقلة جنباً الى جنب مع دولة اسرائيل وعلما الدولتين (العربية واليهودية) يخفقان معاً.
بعد أكثر من ستين عاماً على إقامة دولة اسرائيل الأجيال الجديدة التي ولدت وترعرعت في اسرائيل لا تحتاج الى تبريرات إديولوجية لوجودها في اسرائيل (لا تحتاج الى الصهيونية). اسرائيل هي وطنها الطبيعي واللغة العبرية هي لغتها الطبيعية. ولكن المثقفون العرب (اليساريون والماركسيون) بقوا سجناء المفاهيم والمصطلحات التي كانت سائدة قبل أكثر من نصف قرن ولا زالوا يضيعون وقتهم بالسؤال الأزلي، الذي أكل الدهر عليه وشرب: هل اليهود شعبٌ أم مجرد طوائف دينية؟ هم لم ينتبهوا بعد ان الحياة نفسها قد أجابت على هذا السؤال.
وبدل أن يسألني أبو علي الجهمي عن رأيي في حل النزاع الإسرائيلي-العربي يسألني (يتحداني) سؤالاً خالياً من كل معنى سياسي ذي أهمية: هل أنت صهيوني؟
ومع هذا أريد أن أجيبه على سؤاله (تحديه): أنا صهيوني وصهيونيتي هي من مدرسة يشعياهو ليبوفيتش.

في اجتماعٍ بمناسبة ذكرى انطلاقة حركة فتح عقد في رام الله قال مفتي القدس محمد حسين: " لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ويقتلون ابناء القردة والخنازير".
لم اسمع كاتباً فلسطينياً أو عربياً واحداً يطالب بإلقاء القبض على هذا المفتي والتحقيق معه.
عزيزي أبو علي الجهمي - السؤال الذي يجب أن تسأله هو: أين هو يشعياهو ليبوفيتش العربي؟



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -La Femme Fatale- أو: هي ليست جان دارك
- أخبار من العدو الصهيوني
- محامي الشيطان أو عمّن يدافع محمد نفاع؟
- الحكيم الذي لا تكفيه الإشارة
- قتلناهم وقتلونا
- إنتصار الأمهات
- لماذا ابتسمت أحلام التميمي؟
- שנה טובה! (سنة طيب ...
- ديالكتيكهم وديالكتيكنا - ستالينيتهم وماركسيتنا-2
- غوغاء لا حثالات ولا ثوار يقتحمون الباستيل
- إخفضوا رؤوسكم أنتم مصريون!
- ديالكتيكهم وديالكتيكنا - ستالينيتهم وماركسيتنا-1
- خطوة الى الوراء
- أي بيت فلسطيني تحتل يا يعقوب؟
- الخدعة الكبرى : نظرية التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي
- أنا إرهابي فخور
- كلنا رائد صلاح؟!
- خواطر وأفكار من وحي سالونيكي
- إنهيار نظرية المؤامرة الصهيونية
- حسقيل قوجمان يرسخ ولا يشك


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - العقدة الصهيونية