أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - خطوة الى الوراء














المزيد.....

خطوة الى الوراء


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 16:32
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


إذا كانت "الوطنية" هي الملجأ الأخير للأنذال فإن "الدفاع" الزائف عن "الكرامة الوطنية" هو الملجأ الأول للمشعوذين.
ليس هناك اسرائيلي واحد لم يحزن لمقتل افراد القوات المسلحة المصرية الخمسة على الحدود الأسرائيلية-المصرية في سيناء. ليس هناك أنسان عاقل واحد في كل العالم يعتقد ان الجنود الأسرائيليين أطلقوا النار عمداً على الجنود المصريين. شعب اسرائيل (إذا استثنينا ربما حفنةً من المجانين، وأي شعبٍ لا يضم بين صفوفه مجانين؟) لا يكن للشعب المصري سوى الود ولا يتمنى له سوى مستقبلٍ سعيد.

مقتل الجنود المصريين واختراق السيادة الوطنية المصرية على أيدي القوات الأسرائيلية (عندما كانت تقوم بواجبها في الدفاع عن مواطنيها ضد قتلة مجرمين اخترقوا الحدود المصرية) هو عمل خطير (إن كان حقاً قد وقع) ويجب التحقيق فيه (باشتراك الجانب المصري)، معاقبة المسؤولين عن وقوعه والأعتذار الى الشعب المصري.

لكنكم إذا أردتم أن تعرفوا ماذا تعني الشعوذة السياسية، ماذا تعني المتاجرة الرخيصة ب"الوطنية" وب"الكرامة الوطنية"، ماذا تعني الديماغوغيا الصرفة والعربدة الكلامية الخالية من كل مسؤولية تجاه الشعب ومصير الثورة، أقرأوا الفقرة التالية التي نشرت في "الحوار المتمدن" تحت عنوان: اعتداءٌ صهيونىٌ سافرٌ يقتضى رداً سريعا وحاسماً (إسم المشعوذ هذه المرة هو: " الحزب الاشتراكي المصري"):

"فى اعتداء سافرعلى السيادة الوطنية، مرة أخرى، يمارس العدو الصهيونى عدوانا جديدا على الشعب المصرى، وعلى الأمن الوطنى المصرى ، فى جريمة بشعة راح ضحيتها جنود مصريون، وداخل الحدود الوطنية المصرية! . . . أن دماءهم الطاهرة لن تضيع هدرا، وأن الشعب المصرى العظيم، كفيل بتحقيق الرد الرادع والقصاص العادل ، من المجرمين الصهاينة ."
ونحن كنا نظن ان اليسار العربي قد كف عن استخدام هذه اللغة التي أنزلت بشعوبنا الخراب والدمار. وعلى كل حال فإن جهود "الحزب الأشتراكي المصري" في هذا الخصوص مكتوب لها الفشل الذريع لأنه لن يقوى على منافسة الأخوان المسلمين والقوميين العرب في المتاجرة بالقضية الفلسطينية. هذه هي مهنتهم وهذا هو اختصاصهم. هذه ليست مهنة أو اختصاص اليسار.

إن المظاهرات التي جرت وتجري أمام السفارة الأسرائيلية في القاهرة، في الأسكندرية وفي أرجاء أخرى من مصر، ضد "الكيان الصهيوني"، لا للدفاع عن كرامة مصر وأمنها القومي تجري، بل لسرقة "الثورة المصرية" وحرفها عن مسارها. هذه خطوة الى الوراء تخطوها الثورة المصرية، خطوة محزنة أخرى في منحدر يتدهور فيه "الربيع العربي"الى "خريف عربي".

"الشعب يريد اسقاط اسرائيل" - صاح المتظاهرون وهم ينزلون علم شعبٍ صديقٍ لمصر، يحرقونه ويدوسونه تحت الأقدام، مسجلين انتصاراً جديداً للأخوان المسلمين وانتكاسةً أخرى للثورة المصرية.

"على القدس زاحفين!" - هتفت الحشود في ميدان التحرير الجديد مقابل السفارة الأسرائيلية في القاهرة. في المرة الأخيرة، قبل اربعين عاماً، عندما طافت في شوارع القاهرة مظاهرات تطالب بالزحف لتحرير فلسطين انتهى الأمر، كما يعرف الجميع، ب"تحرير" فلسطين من شعبها.
أن حرق العلم الأسرائيلي، ودوسه تحت الأقدام، لن يخلق مكان عملٍ لعاطل مصري واحد، لن يوفر رغيف خبزٍ لجائعٍ مصريٍ واحد ولن يبني مدرسةً لطفلٍ مصريٍ واحد.
وأليس من أجل تحقيق هذه الأهداف الأنسانية قامت الثورة المصرية؟ أم إنها قامت ل"تحرير" فلسطين؟



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي بيت فلسطيني تحتل يا يعقوب؟
- الخدعة الكبرى : نظرية التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي
- أنا إرهابي فخور
- كلنا رائد صلاح؟!
- خواطر وأفكار من وحي سالونيكي
- إنهيار نظرية المؤامرة الصهيونية
- حسقيل قوجمان يرسخ ولا يشك
- عودة الى خرافة الأشتراكية العلمية
- وطن لشعبين - يعقوب ابراهامي يرد على عماد عامل
- الرجل الذي يحارب بمدافع القرن ال-19
- أنا، أميل حبيبي وجورج حزبون
- خرافة الأشتراكية العلمية
- فهد والقضية الفلسطينية : ملاحظات نقدية
- فيتوريو بعد جوليانو
- يوم انحرفت الثورة المصرية عن مسارها
- وردتان على قبره
- من قتل جوليانو مير؟
- الصهيونية ليست ما تظنون
- نمريات
- الشاعر الذي يتكلم لغة قديمة


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - خطوة الى الوراء