أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - فهد والقضية الفلسطينية : ملاحظات نقدية















المزيد.....



فهد والقضية الفلسطينية : ملاحظات نقدية


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 16:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


"في إيريتس يسرائيل (ارض اسرائيل) قام الشعب اليهودي وتكونت شخصيته. وفي فلسطين قام الشعب الفلسطيني وتكونت شخصيته.
"نحن الموقعون ادناه ندعو انصار السلام والحرية وكل الشعوب الى الترحيب بإعلان استقلال فلسطين والى العمل من اجل تشجيع مواطني كلا الدولتين على ترسيخ عرى السلام بينهما على اساس حدود عام 67 مع تعديلات متفق عليها.
"ان الأنهاء التام للأحتلال هو شرط اساسي لتحرر كلا الشعبين. وإن استقلال كل واحد من الشعبين يعزّز استقلال الشعب الآخر".
(عن وثيقة "الأستقلال من الأحتلال" التي وقعتها نخبة من كبار رجال العلم والفن والثقافة في اسرائيل، ترحيباً بالأعلان المرتقب عن دولة فلسطين المستقلة. قرأت الوثيقة مساء يوم 21/4/2011 في مظاهرة جرت في تل ابيب (في نفس المكان الذي اعلن فيه بن غوريون قبل 63 عاماً عن قيام دولة اسرائيل) الممثلة حائزة "جائزة اسرائيل" حنا ميرون (88 عاماً). حنا ميرون فقدت رجلها في هجوم قامت به منظمة ارهابية فلسطينية على طائرة "ال عال" اسرائيلية في مطار ميونيخ عام 1970).

نشر السيد حمدان يوسف مقالاً في "الحوار المتمدن" (26/3/11)، بعنوان "فهد والقضية الفلسطينية"، بمناسبة الذكرى العاشرة بعد المائة لميلاد الرفيق فهد. في هذا المقال يرد السيد حمدان يوسف، حسب تعبيره، على "محاولة التقليل من موقف الرفيق فهد تجاه الصهيونية".
إذا كنت انا احد الذين يتهمهم حمدان يوسف ب"محاولة التقليل من موقف الرفيق فهد تجاه الصهيونية" ("الصهيونية ليست ما تظنون"، "الحوار المتمدن"، 20/3/11) فأقل ما يمكنني ان اقوله هو ان حمدان يوسف لم يصب الهدف.
انا لم "اقلل" ابداً من موقف الرفيق فهد تجاه الصهيونية. ان الذي ميز الرفيق فهد في كل ما يتعلق ب"القضية الفلسطينية" وبالموقف من الصهيونية لم يكن تهاونه في الكفاح ضد الصهيونية (هذا الموقف كان مشتركاً لكل الشيوعيين العرب) بل ان الذي ميزه هو ان موقفه من الصهيونية كان خالياً من كل شائبة شوفينية او معادية لليهود. مواقف قومانية (يعجبني اقتراح حمدان يوسف بهذا الخصوص) كانت غريبة عن الرفيق فهد وهذا ما ميزه عن قادة شيوعيين عرب آخرين. (خالد بكداش مثلاً، زعيم الحزب الشيوعي السوري، كان معروفاً بنزعاته الشوفينية العربية وبميوله المعادية لليهود. قيل في حينه ان ذلك يرجع الى خجله من "جذوره الكردية" كمن يريد ان "يغطي" عليها). كل هذا كان غريباً عن الرفيق فهد. الرفيق فهد هو الذي أقام "عصبة مكافحة الصهيونية" ووضع على رأسها قادة يهود، وحزب الرفيق فهد هو الذي أوجد شعار "نحن اخوان اليهود واعداء الصهيونية". يمكننا القول ان تاريخ الحركة الشيوعية العربية لم يشهد حتى الآن قائداً يضاهي الرفيق فهد في هذا الخصوص.

لكن دراسة مواقف الرفيق فهد في "القضية الفلسطينية" ومن الصهيونية يجب ان تكون دراسة نقدية إذا كنا نريد ان نستفيد من اخطاء (ونجاحات) الماضي من اجل ان نجد حلولاً عملية للمشاكل التي يفرضها الواقع اليوم. دراسة نقدية لمواقف الرفيق فهد ليس معناها، باي شكل من الأشكال، الأساءة الى الرفيق فهد أو الأنتقاص من دوره التاريخي ومن مكانته في تاريخ العراق. سأحاول ان اثبت فيما يلي ان السيد حمدان يوسف هو الذي اساء الى الرفيق فهد.

دراسة نقدية لمواقف الرفيق فهد (في القضية الفلسطينية ومن الصهيونية) معناها محاولة التفكير واعطاء الأجوبة، قدر الأمكان، على الأسئلة التالية:
هل كل ما قاله وكتبه الرفيق فهد (عن "القضية الفلسطينية" وعن الصهيونية) كان صحيحاً؟
هل كل ما كان صحيحاً عندما قاله او كتبه الرفيق فهد (في النصف الأول من القرن الماضي) لا زال صحيحاً (في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين)؟
هل ان التاريخ سار وفقاً لما توقعه الرفيق فهد ام ان الرياح جرت احياناً بما لا تشتهي السفن؟
إذا كانت الأحداث (او بعضها) قد جرت خلافاً لما توقعه الرفيق فهد، ألا يلزمنا ذلك اعادة النظر في بعض المواقف والسياسات؟
هل علينا ان نتمسك بشعارات ومواقف ربما كانت صحيحة في حينها عندما رفعها الرفيق فهد ولكنها فقدت صحتها او ان الأحداث اثبتت بطلانها او ان الواقع يرغمنا على التخلي عنها؟

ساحاول الأجابة على بعض هذه الأسئلة والرد على الأخطاء الواردة في مقال السيد حمدان يوسف بالأستناد الى النصوص التي اوردها حمدان في مقاله. سأقتصر على معالجة هذه النصوص فقط (سواء كانت نصوصه هو او انها اقتباسات من كتابات الرفيق فهد وادبيات الحزب الشيوعي العراقي) ولن اتناول مواضيع اخرى.

1. يقول السيد حمدان يوسف: "الرفيق فهد استفاد من مواقف ماركس من المسالة اليهودية وضد الصهيونية".
هذا افتراء على الرفيق فهد.
ما أعرفه انا هو ان كلمة "الصهيونية" لم يرد ذكرها في اي من كتابات كارل ماركس، سواء كانت كتابات ماركس المبكرة أو كتاباته المتأخرة. لذلك يبدو غريباً ان يأتي حمدان يوسف ويزعم ان الرفيق فهد استفاد من "مواقف ماركس ضد الصهيونية". انا طبعاً قد اكون مخطئاً. قد يكون ماركس كتب عن الصهيونية، او ذكر كلمة "الصهيونية" في احد كتبه او مقالاته او رسائله العديدة. انا لم اجد اشارة الى ذلك، ولكني لم اقراً كل ما كتبه كارل ماركس. لذلك كان من المفيد لو ان حمدان يوسف أوضح لنا ما هي "مواقف كارل ماركس ضد الصهيونية" التي استفاد منها الرفيق فهد، وذلك كي يقطع الطريق امام من قد يتهمه بانه مستعد ان يفعل كل شيء (حتي الأفتراء على كارل ماركس وعلى الرفيق فهد) من اجل محاربة الصهيونية.

اما "المسألة اليهودية" فهذا شأن آخر.
السيد حمدان يوسف يشير هنا الى كراس بعنوان "حول المسألة البهودية" كتبه كارل ماركس الشاب في خريف عام 1843. هذا بحث فلسفي اديولوجي عميق يصعب فهمه لمن لم يتعود على الأسلوب الكارل ماركسي الساخر في التفكير والكتابة. هذا اسلوب فريد من نوعه مليء ب"التلاعب بالألفاظ" وب"اللعب على التناقضات": ( خذوا على سبيل المثال: "لقد كان المسيحي منذ البدء هو اليهودي المنظر، و اليهودي من هنا هو المسيحي العملي، و قد أصبح المسيحي العملي يهوديا ثانية". " لقد انبثقت المسيحية من اليهودية. ثم عادت و ذابت في اليهودية". "يجب ان لا نبحث عن سر اليهودي في دينه بل يجب ان نبحث عن سر الدين اليهودي في اليهودي الحقيقي نفسه").

ذكرت في مناسبة سابقة انني سمعت للمرة الأولى عن هذا الكراس لكارل ماركس في منتصف الستينات من القرن الماضي عندما اطاح بوجهي شاب يماني (اثناء نقاش حول النزعات الشوفينية في حركات التحرر الوطني العربية) الحجة الدامغة التالية: "أقرأ ما كتبه عنكم كارل ماركس"! (لم أقل آنذاك لهذا الخبير بكارل ماركس ان ماركس نفسه ينحدر من سلالة حاخامات يهود كبار).
يعتقد المفكر والفيلسوف الماركسي الفرنسي لويس ألتوسير (1918-1990) ان كارل ماركس لم يكن "ماركسياً" عندما كتب كراس "حول المسألة اليهودية". هذا ما يقوله حسقيل قوجمان ايضاً. انا لا اوافق على ذلك. انا لا اعتقد ان هناك نقطة زمنية اصبح كارل ماركس بعدها "ماركسياً" وقبلها لم يكن "ماركسياً". وليس هناك ما يدل على ان ماركس تراجع عن الأفكار الواردة في الكتاب.
قرأت هذا الكتاب في السابق مرتين في لغتين: الأنجليزية والعبرية، ثم عدت في الأيام الأخيرة، عندما كنت اتهيأ لكتابة هذا المقال، وفرأت النسخة العربية من الكتاب (من "الأرشيف الماركسي للحوار المتمدن"). هذه ترجمة رديئة غامضة مبهمة لا تخلو من أخطاء وتعاني من كل آفات الترجمات العربية للكلاسيكيات الماركسية (يمكننا ان نتقبل بامتعاض شديد ان "jealous god" هو "إله متحمس" وليس "إلهاً غيوراً"، ولكن ما الذي حول "Jesuitism" الى "يعقوبية" (ليس هنا قضية شخصية) بدل "يسوعية"؟ انظروا ايضاً كيف تحولت فكرة كارل ماركس الجميلة حول ان اليهودية والمسيحية ما هما سوى درجتان مختلفان من تطور روح الأنسان وان الفكر الأنساني يخلع صورة ويلبس صورة كما تخلع الأفعى جلدها وتلبس جلداً آخر - انظروا كيف تحولت هذه الفكرة الجميلة الى العبارة الفظيعة التالية: " وحالما يرى كل من اليهودي و المسيحي دين الآخر مجرد مراحل تطور مختلفة للفكر الإنساني ويتعرفا فيهما على جلدي أفعى سلخهما التاريخ وعلى الإنسان الذي يمثل الأفعى التي كانت في هذين الجلدين فانهما . . ."). وإذا اخذنا بنظر الأعتبار اننا نتحدث هنا عن كتاب فلسفي كل كلمة من كلماته تحمل معانٍ اديولوجية عميقة، يمكننا القول إن من ترجم "حول المسألة اليهودية" الى اللغة العربية قد اقترف "جريمة قتل".

على كل حال، ومع الأخذ بنظر الأعتبار كل التبريرات والتفسيرات، وعلى الرغم من كل تحفظنا من اقتطاع جمل معينة وفصلها عن السياق العام للبحث، فان العبارات التالية المقتبسة من الفصل الثاني من كتاب "حول المسألة اليهودية" تثير اكثر من الشعور بعدم الأرتياح :
"المال هو إله إسرائيل الغيور"
"إن القومية الوهمية لليهودي هي قومية التاجر"
"لقد صارت الصيرفة الإله الحقيقي لليهودي"
" ما هو الأساس الدنيوي لليهودية؟ الحاجة العملية، المنفعة الخاصة. ما هي العبادة الدنيوية لليهودي؟ التجارة. ما هو إلهه الدنيوي؟ المال".
"إن تحرر اليهود هو في معناه الأخير تحرر البشرية من اليهودية".

ماذا تقصد، حمدان يوسف، عندما تقول " ان الرفيق فهد استفاد من مواقف ماركس من المسالة اليهودية"؟ هل قرأت كتاب "حول المسأنة اليهودية" قبل ان تكتب ذلك؟ هل انت متأكد انك فهمته كما اراد كارل ماركس ان تفهمه؟ وبأي لغة قرأته؟ واين اشار الرفيق فهد الى هذا الكتاب؟ ولماذا تطلق الكلام على عواهنه؟

2. . يقول السيد حمدان يوسف: "الرفيق فهد استفاد كذلك من موقف لنين في صراعه ضد البوند ، المنظمة الصهيونية للعمال اليهود في روسيا".
"البوند"، يا عزيزي حمدان، لم تكن منظمة صهيونية للعمال اليهود في روسيا بل كانت منظمة معادية للصهيونية، ولينين لم يحارب "البوند" لأنها منظمة صهيونية بل لأنها طالبت بان تكون الممثل الوحيد للعمال اليهود داخل حزب العمال الأشتراكي الديمقراطي الروسي، ولينين رأى في ذلك انكماشاً قومياً وانتهاكاً لمبدأ الأممية التي يجب ان تميز حركة العمال الأشتراكية.
تأسست "البوند" في اكتوبر عام 1897 باسم "الأتحاد العام للعمال اليهود في روسيا، بولندا و ليتوانيا" (الكلمة "بوند" تعني "اتحاد" في اللغة الأيدية). شاركت البوند في المؤتمر الأول لحزب العمال الديمقراطي الروسي في مينسك عام 1989 كمنظمة مستقلة. ودعت البوند الى توحيد كل العمال اليهود الروس داخل الأمبراطورية الروسية في حزب اشتراكي واحد، وقامت بدور بارز في ثورة عام 1905. كانت "البوند" عدواً لدوداً للصهيونية ودعت الى حل "المسألة اليهودية" في الأمبراطورية الروسية عن طريق تحقيق الأستقلال الذاتي الثقافي لجماهير اليهود (عملت على انعاش لغة الأيديش وحاربت اللغة العبرية) وقاومت الهجرة الى فلسطين (وصف بليخانوف أتصار البوند، بسخرية لاذعة، بأنهم "صهاينة لكنهم يخشون من دوران البحر"، اشارة الى رفضهم السفر الى فلسطين).
من مفارقات التاريخ ان ستالين الذي طارد "البوند"، سجن انصارها واعدم زعماءها تبني في نهاية الأمر برنامج "البوند" في حل "المسألة اليهودية" في الأتحاد السوفييتي، عندما قرر اقامة جمهورية يهودية ذات حكم ذاتي باسم بيروبيجان. (وجهت دعوة الى يهود العالم للمجيء والمساهمة في بناء الجمهورية اليهودية الأشتراكية واكثر من 1500 يهودي شيوعي، جلهم من امريكا، لبوا النداء وهاجروا الى بيروبيجان).
"الحل الأشتراكي" ل"المسألة اليهودية" في الأتحاد السوفييتي فشل في نهاية الأمر واثبت الواقع مرة اخرى ان "جمع" اليهود في بقعة واحدة لا يمكن ان يتحقق إلا في وطنهم التاريخي القديم.

اطلت الحديث عن "البوند" لكي استطيع ان اوجه الى السيد حمدان يوسف السؤال التالي:
ألا تعتقد ان واجبك تجاه القراء هو ان تتأكد من الحقائق التاريخية قبل ان تتحدث عن " البوند" وتقول انها كانت "منظمة صهيونية للعمال اليهود في روسيا"؟

3. وهنا نصل الى ستالين (وكيف يمكن بدون ستالين؟).
من الغريب ان السيد حمدان يوسف يذكر ماركس ولينين باعتبارهما مصدرا الهام للرفيق فهد في موقفه من الصهيونية، رغم انعدام الأدلة على ذلك، ولا يشير الى المصدر الحقيقي لموقف الرفيق فهد وكل الشيوعيين العرب (وفي العالم) من الصهيونية (والقضية الفلسطينية). اقصد بذلك: ستالين وكتابه "الماركسية والمسألة القومية".
انا لا اعرف ما هو موقف السيد حمدان يوسف من "المسألة الستالينية"، ولعل تجاهله لستالين في مقال عن الحركة القومية يرمز الى موقف الكاتب في هذا الخصوص (هذا يعني انه يشابه موقفي انا، وهذا يسرني). على كل حال لا اريد ان اتناول اموراً لم يتناولها الكاتب في مقاله. اكتفي من اجل اكتمال البحث بان اقول ما يلي:
عشرات السنين، منذ بداية العشرينات من القرن الماضي، سارت الحركة الشيوعية العالمية، في كل ما يخص الموقف من القضايا القومية، بما في ذلك قضايا الشعب اليهودي، وفقاً لما جاء في كراس ستالين: "الماركسية والمسألة القومية". ولكن الواقع اتبت، منذ ان صدر هذا الكراس عام 1913، فشل معظم الفرضيات والنظريات الواردة فيه.
فشل ذريع بصورة خاصة اصاب التعريف الستاليني الميكانيني، الجامد وغير الديالكتي لمفهوم "الأمة". من يقرأ تعريف ستالين ل"الأمة" يعتقد اننا امام مادة كيماوية جامدة يجري فحصها في المختبر وليس جسماً بشرياً حياً يتفاعل مع الواقع ومع التاريخ: إذا اكتملت في هذه المادة الجامدة اريعة شروط (لغة مشتركة، ارض مشتركة، اقتصاد مشترك وثقافة قومية مشتركة) فهي امة، واذا افتقدت شرطاً واحداً من هذه الشروط فقدت حقها في الأنتماء الى نادي الأمم.

3. يقول السيد حمدان يوسف: " ليس عجبا أن يكون الشيوعيون العراقيون قد أسهموا عام 1936 سوية مع القومي يونس السبعاوي، أحد قادة حركة مايس 41 ـ حركة رشيد عالي الكيلاني ـ ، بتهريب السلاح بمساعدة دائرة الكمرك في الرمادي الى شرق الاردن حيث كان يستلمها فؤاد نصار، سكرتير الحزب الشيوعي الأردني فيما بعد، ليوصلها الى المقاومة الفلسطينية."
ليس عجباً - يقول حمدان يوسف.
اليوم عندما نعرف ان يونس السبعاوي سوف يكون احد قادة حركة أنقلابية نازية في العراق تقيم حكومة موالية لألمانيا الهتلرية، وان مفتي فلسطين الحاج امين الحسيني، الذي تزعم " المقاومة الفلسطينية"، سوف يفر الى برلين النازية، يلتقى بهتلر، يقيم "فيلقاً اسلامياً" للحرب الى جانب المانيا الهتلرية ويتحول بعد الحرب العالمية الثانية الى مجرم حرب هارب من العدالة الدولية، اليوم عندما نعرف كل هذا الا يجوز لنا ان نعيد النظر في تقييم "تقدمية" احداث عام 1936 في فلسطين وفي مدي الحكمة في ايصال السلاح الى "المقاومة الفلسطينية"؟ الا يحق لنا ان نبدي "عجبنا" من تقديم الدعم والمساعدة لحركة نعرف اليوم ان زعماءها اصبحوا حلفاء لهتلر؟
ألا يذكرنا هذا بما يجري اليوم؟ حتى الأسم ("المقاومة الفلسطينية") لم يتغير. ألا يحق لنا ان نستفيد من دروس الماضي لتجنب عثرات الحاضر؟

4. يقتبس السيد حمدان يوسف عن الرفيق فهد ما يلي: "ان سياسيي الدول الإمبريالية وجدوا في نظريات أبطال الدولية الثانية ينبوعا لا يجف اغترفوا منه، ففكرة الوطن القومي الصهيوني انبعثت من البوند (أحدى فصائل المنشفيك)".
لا اعرف كيف وقع الرفيق فهد في هذه الغلطة: فكرة الوطن القومي الصهيوني لم تنبعث من "البوند". على العكس من ذلك تماماً. "البوند" قاومت بشدة فكرة انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. كل برنامجها، وكل عملها، كان بخلاف ذلك. كل من يعرف شيئاً عن تاريخ الحركة العمالية الثورية في روسيا القيصرية يعرف ان "البوند" لم تكن منظمة صهيونية بل منظمة معادية للصهيونية.
كما انني لا اعرف لماذا يقول الرفيق فهد ان "البوند" هي احدى فصائل المنشفيك. "البوند" كما اسلفنا سابقاً تأسست عام 1897. وفي عام 1898 اشتركت بصورة مستقلة في المؤتمر الأول لحزب العمال الأشتراكي الديمقراطي الروسي كممثلة للعمال اليهود. في مؤتمر لندن (المؤتمر الثاني) عام 1903 رفض لينين الطلب الذي تقدمت به البوند لأن تكون الممثل الوحيد للعمال اليهود وعلى اثر ذلك انسحب ممثلو البوند من المؤتمر. وفي المؤتمر الرابع (مؤتمر الوحدة) عام 1906 انضمت "البوند" ثانية الى حزب العمال الأشتراكي الديمقراطي الروسي بتأييد من المنشفيك وبقيت هناك ككتلة مستقلة تتأرجح بين البولشفيك والمنشفيك وتصوت في اغلب الأحيان الى جانب المنشفيك.

5. " الفاشية والصهيونية توأمان لبغي واحدة ، هي العنصرية محظية الاستعمار".
كل محاولاتي لفهم ماذا تعني هذه الجملة باءت بالفشل الذريع.
ان الكلمات لوحدها، مهما تكن بليغة، لا تستطيع ان تخلق حقائق، وكلمات غامضة غير دقيقة تحول دون رؤية الحقائق.
"الفاشية والصهيونية توأمان لبغي واحدة": هذا شعار "انشائي" قد يصلح للدعاية و"إلهاب" الجماهير ولكنه شعار مضلل خال من كل معنى حقيقي.
الفاشية هي اديولوجيا اما الصهيونية فهي حركة قومية (National Movement) ينضوي تحت لوائها اناس من اديولوجيات مختلفة ومتناقضة. ماذا نقصد إذن عندما نقول: الفاشية والصهيونية توأمان؟
هل المقضود بذلك ان كل صهيوني هو فاشي؟ ليس اسهل من ان نفند هذا الزعم. انا مثلاً اعرف شخصياً انساناً واحداً على الأقل يعلن انه صهيونياً ويكره الفاشية من اعماقه.(في الرياضيات، كما هو معروف، تستطيع ان تفند كل فرضية رياصية إذا اتيت بمثال مناقض واحد فقط).
ام ان المقصود بذلك هو ان الصهيونية إذا نجحت فانها ستقيم نظاماً فاشياً؟ ولكن الصهيونية نجحت ولم تقم نظاماً فاشياً.

وما دخل العنصرية هنا؟ ما معنى ان " الفاشية والصهيونية توأمان لبغي واحدة هي العنصرية"؟ هل معنى هذا ان العنصرية، من الناحية التاريخية والفكرية، هي التي اوجدت الصهيونية (او الفاشية)؟ ولكن هذا هراء لا اساس له من الصحة.
ام ان معناها ان كل صهيوني هو عنصري؟ كلنا نعرف ان هذا غير صحيح.
ام ان معناها ان الصهيونية إذا نجحت فانها ستقيم نظاماً عنصرياً اشبه بنظام "الأبرتهايد" في جنوب افريقيا سابقاً؟ ولكن الصهيونية نجحت ولم تقم نظاماً عنصرياً بل أقامت نظاماً يحكم فيه قاضٍ عربي على رئيس دولة يهودي سابق بالسجن سبع سنوات. (انا لا اتكلم طبعاً عن الأراضي المحتلة. الأراضي المحتلة ليست اسرائيل. وافعال المستوطنين هناك تهدد بالقضاء على المشروع الصهيوني)
وماذا تقولون عن "العنصرية محظية الاستعمار"؟ ما معنى ذلك بالضبط؟ ما العلاقة بين العنصرية والأستعمار؟

6. بعد صدور قرار التقسيم في29 تشرين ثاني 47 اصدر الحزب توجيهات داخلية (يعتقد حمدان يوسف انها صدرت باستشارة الرفيق فهد) جاء فيها: "ان الصهيونية حركة عنصرية ، دينية ورجعية، وأن الهجرة اليهودية إلى فلسطين لا تحل مشاكل يهود أوربا."
سأحاول ان احلل هذه الجملة وفقاً لأجزائها التي تتركب منها.

عن "العنصرية" تحدثنا سابقاً. هناك بكل تأكيد صهاينة عنصريون ولكن الصهيونية نفسها ليست حركة عنصرية.

الصهيونية ايضاً ليست حركة دينية. كل من يعرف شيئاً عن تاريخ الحركة الصهيونية يعرف انها جابهت في البداية معارضة شديدة من الأوساط الدينية المحافظة والمتشددة. وحتى اليوم هناك جماعات من اليهود المتزمتين ("ناطوري كارتا") تحارب الصهيونية السياسية ولا تعترف بدولة اسرائيل. والثورة التي احدثتها الصهيونية في المجتمع اليهودي هي بالضبط ما يلي: النظر الى التجمعات اليهودية في العالم لا كطوائف دينية بل كشعب ككل الشعوب، يختلف عن الشعوب الأخرى في ان عوامل تاريخية شتتته في انحاء العالم.
هناك بالتأكيد صهاينة متدينون (هناك ايضاً صهاينة عبدة اوثان) ولكن الصهيونية نفسها ليست حركة دينية بل حركة سياسية نشأت في أواخر القرن التاسع عشر كحركة قومية للشعب اليهودي ضمن سائر الحركات القومية للشعوب الأوربية الأخرى (ايطاليا، المانيا، بولندا، روسيا، قيصرية النمسا والمجر وغيرها).
في هذا الخصوص يجب التمييز بين "الحنين" الغيبوي الى "صهيون"، المغروس عميقاً في الدين اليهودي، وكذلك "الوعد الألهي" بجمع الشتات في آخر الأيام ("سأحملكم على اجنحة النسور وأجيئ بكم إلي" - خروج 19)، وبين الحركة الصهيونية التي هي مشروع سياسي عملي لأنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في عالمنا هذا.
كذلك يجب التمييز (وإن كان هذا أمراً صعباً) بين "اليهودية" كدين ذي مراسيم وطقوس و"فرائض سماوية" وبين "اليهودية" كحضارة وتقاليد وذكريات تاريخية مشتركة. لكن هذا ليس موضوعنا هنا. ما نريد ان نؤكده هو ان الصهيونية ليست حركة دينية بل حركة سياسية.

بعد "العنصرية" و"الدينية" يأتي الوصف الثالث للصهيونية: رجعية. وانا اريد ان اتساءل: لماذا رجعية؟
يذكر المؤرخ الفرنسي هنري لورنس في كتابه "قضية فلسطين" (والمعلومات مستقاة من الأنترنيت) ان دافيد بن غوريون عقد عام 1934 سلسلة من اللقاءات مع بعض الشخصيات السياسية العربية في فلسطين بغية الوصول الى اتفاق بين الحركتين القوميتين: العربية والصهيونية. في احدي محادثاته مع موسى العلمي في القدس في 20 آذار 1934اشار بن غوريون الى أن الصهيونية ستجلب الازدهار الاقتصادي لفلسطين، فردّ عليه العلمي بأنه يفضّل أن يبقى بلده مخرّباً وفقيراً لقرن كامل قادم، وذلك إلى أن يتمكن العرب من تنميته بأنفسهم.
من هو هنا الرجعي ومن هو التقدمي؟
ألا يحق لنا ان نفكر ماذا كان يحدث لو ان الحركتين القوميتين، العربية والعبرية، بدل ان يسيل احداهما دم الأخرى، كانتا تتفقان على العمل معاً من اجل تقدم شعبيهما وازدهار الوطن المشترك الواحد؟
واذا كنا نتحدث عن "تقدمية" و"رجعية" ألا يحق لنا ان نرد على من يصف الصهيونية ب"الرجعية" ان الحركة الصهيونية أقامت اول جامعة في فلسطين ("الجامعة العبرية") عام 1925، عندما كان عدد السكان اليهود في فلسطين لا يتجاوز ال-150000. وهل هناك دليل على "التقدمية" اكبر من اقامة جامعة؟ (يذكر المؤرخ الأسرائيلي بيني موريس، في كتابه "1948"، ان اول جامعة عربية فلسطينية اقيمت في السبعينات من القرن الماضي، اي بعد خمسين عاماً من اقامة الجامعة العبرية، ومن مفارقات التاريخ ان يتم ذلك في ظل الأحتلال الأسرائيلي للضفة الغربية وغزة).

نتناول الآن العبارة التي تقول: "إن الهجرة اليهودية إلى فلسطين لا تحل مشاكل يهود أوربا."
إذا كان المقصود ب"مشاكل يهود أوربا" مشاكل اليهود المشردين في اوربا بعد اهوال الحرب العالمية الثانية و"الهوليكوست" فإن التاريخ قد اثبت دون ادنى شك ان "الهجرة اليهودية إلى فلسطين" قد حلت مشاكلهم.

7. في عام 1947 كتب الرفيق فهد في معرض المقارنة بين الفاشية والصهيونية ما يلي:
"والثانية، الصهيونية، بذرت الكره العنصري ونشرت الخوف والفتن والإرهاب في البلاد العربية وغررت بمئات الألوف من أبناء قومها وجاءت تحرقهم على مذبح أطماعها وأطماع أسيادها المستعمرين الإنكليز والأمريكان، فتشعل بهم نيران الاضطرابات في البلاد العربية. وقد كان من أعمالها الإجرامية أن حولت فلسطيننا إلى جحيم لا ينطفئ سعيره ولا تجف فيه الدموع والدماء وتهددت الأقطار العربية بأخطارها و بأخطار القضاء على كيانها القومي جراء بقاء وتثبيت النفوذ الاستعماري فيها وجراء المشاكل العنصرية التي تسعى لإثارتها".

هل هذا وصف دقيق لما كان عليه الوضع في فلسطين عام 1947؟
وإذا افترضنا ان هذا وصفاً حقيقياً، هل هو كل الحقيقة؟
اين هي الشوفينية العربية؟ اين هي الرجعية الأسلامية؟ اين هي الزعامة القومية العربية التي ارادت "كل فلسطين للعرب" ورفضت كل شكل من اشكال التفاهم مع الزعامة الصهيونية؟
اين هي "تل ابيب سوف تصلى باللهيب *** واليهود سوف يصبحوا الوقود"؟

ومن هم "مئات الألوف" الذين "جاءت الصهيونية لتحرقهم على مذبح اطماعها واطماع اسيادها المستعمرين"؟ هل هم مئات الألوف من اليهود الذين فروا من الجحيم النازي في المانيا واوربا المحتلة؟ ام هم الذين حررتهم جيوش الحلفاء والجيش الأحمر الظافر من براثن الموت المحقق في محارق أوشويتس، ترابلينكا، مايدانيك، برغن بلزن ومعسكرات موت اخرى؟
هل هم ركاب السفن الذين منعتهم السفن الحربية البريطانية من الوصول الى شواطئ فلسطين ونالوا عطف وتأييد العالم كله؟
وكيف "حرقتهم" الصهيونية على مذبح اطماعها؟ ابأيجاد ملاذ ومأوى لهم؟ ابأرجاع الكرامة الأنسانية لهم؟ أبأن ضمنت لهم وطناً؟

ربما لم تكن الأمور معروفة بهذه الصورة للرفيق فهد عندما كتب ما يقتبسه عنه السيد حمدان يوسف. ربما كانت هناك تعقيدات سياسية واجتماعية لا نعرفها دفعت الرفيق فهد الى كتابة ما كتب. ربما المشهد السياسي لم يكن واضحاً تمام الوضوح وكان يمكن تفسير الأحداث كما فسرها الرفيق فهد.
قد يكون الرفيق فهد، وهو في قلب العاصفة، مرغماً على تبني "القصة" العربية بكاملها ولم يكن من الممكن (او من الحكمة السياسية) رؤية "القصة" الأخرى والأعتراف بشرعيتها. يجب ان نعرف ايضاً ان هذا الموقف من الصهيونية هو الموقف "الرسمي" الذي تبنته الحركة الشيوعية في العالم بصورة عامة، وفي العالم العربي بصورة خاصة.
اريد ان أؤكد: انا لست هنا في موقف من يوجه النقد للرفيق فهد. انا في موقف من يريد ان يحلل احداث الماضي على ضوء الحاضر الذي نحن فيه.
نحن اليوم نريد ان نحلل احداث الماضي لا لكي "نمجد" الماضي او لكي "نتهم" الماضي، بل لكي نعرف الحقيقة. نحن نريد ان نعرف اين أخطأنا واين اصبنا.
هل يجوز لنا ان نكرر كالببغاء ما قيل وكتب عام 1947 ونتهم جانباً واحداً فقط بانه "اثار المشاكل العنصرية" و"حول فلسطيننا إلى جحيم لا ينطفئ سعيره ولا تجف فيه الدموع والدماء"، ونحن نعرف ان هناك طرفين في الصراع وهناك "قصتين" متوازيتين: نحن نعرف من الذي اعلن انه يكتفى ب"جزء" من فلسطين ومن الذي اراد "كل فلسطيننا"، من الذي اقام دولته وفقاً لقرار التقسيم ومن الذي ارسل جيوشه لأحباط مشروع التفسيم ومنع العرب الفلسطينيين من اقامة دولتهم؟

8. نظرية المؤامرة:
يقتبس السيد حمدان يوسف عن الرفيق فهد ما يلي: " أن الصهيونية هي أداة مسخرة بأيدي الاستعمار الإنكليزي والأمريكي وحارسه الأمين . تعمل لتنفيذ الخطط الاستعمارية في البلاد العربية لغرض تثبيت وبسط السيطرة الاستعمارية. لقد تبناها الاستعمار البريطاني لغرض أيجاد حليف له في قلب البلاد العربية، في فلسطين لغرض شطرها عن البلاد العربية الأخرى واتخاذها قاعدة حربية، تسهر على مصالحه ضد الحركات التحررية في البلاد العربية والشرق الأدنى والأوسط لغرض إشغال الشعوب العربية بصد الهجوم الصهيوني وحرفها عن النضال من أجل استقلالها".
هذه هي نظرية المؤامرة الشهيرة.
لا تصادم تاريخي بين حركات سياسية واجتماعية وفكرية عميقة الجذور. لا صراع على قطعة ارض واحدة بين شعبين لكل منهما جذوره التاريخية فيها. لا نزاع على الوطن الواحد. لا اصطدام بين حركتين قوميتين لكل منهما "قصته" المشروعة وكل منهما تعتمد بين حين وأخر على قوى خارجية اجنبية للوصول الى اهدافها. بل مؤامرة حيكت بليل ضد الشعوب العربية.
واهداف هذه "المؤامرة" غريبة وعجيبة. ولكن اعجبها هو ما جاء في نهاية الفقرة المقتبسة: "إشغال الشعوب العربية بصد الهجوم الصهيوني وحرفها عن النضال من أجل استقلالها".
ونحن نسأل: إذا كان هدف المؤامرة هو "إشغال الشعوب العربية بصد الهجوم الصهيوني وحرفها عن النضال من أجل استقلالها" لماذا يقع البعض في المصيدة وينشغل برد "هجوم صهيوني" موهوم بدل النضال ضد العدو الحقيقي، من اجل تحرير الشعوب العربية وتقدمها ومن اجل انخراطها في ركب الحضارة البشرية؟



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيتوريو بعد جوليانو
- يوم انحرفت الثورة المصرية عن مسارها
- وردتان على قبره
- من قتل جوليانو مير؟
- الصهيونية ليست ما تظنون
- نمريات
- الشاعر الذي يتكلم لغة قديمة
- ملاحظات ليبية
- المقياس الأساسي لدى محمد نفاع
- شعب اسرائيل صديق لشعب مصر
- نريد يساراً جريئاً لا يساراً خائفاً
- تحية لشعب تونس
- اليسار الصهيوني يوك!
- من اجل مصالحة تاريخية كبرى
- أحماقة أم نفاق سياسي؟
- البارع، المطور والذي لا يعتذر
- سلامة كيلة غاضب. من لا يخاف؟
- البيان الختامي الذي لم يصدر
- جنكيز خان ستالين
- اكثر من صحيحة أو الحقيقة المطلقة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - فهد والقضية الفلسطينية : ملاحظات نقدية